التفريغ النفسي باستخدام النصوص الدينية أو الأدبية
طبيعة النفس البشرية تتعرض لتراكم أزمات وتوتر وقلق وكبت وكل هذا يخزن في منطقة في الذاكرة يطلق عليها منطقة الأزمات، وربنا خلق الانسان في أحسن تقويم ولهذا أعطاه وسائل وطرق متنوعة وعديدة للتفريغ النفسي لتحقبق التكيف مع المحيط، ومن الوسائل القراءة، حيث أول كلمة نزلت في القرآن الكريم إقرأ.
إن استخدام النصوص القرآنية والأدبية يحتاج الى مهارة المدرب وقدرته على جذب انتباه المتلقي ومشاركته في الحوار والنقاش والإجابة عن الأسئلة.
ذهب بعض التربويين إلى استخدام النصوص القرآنية والأدبية في التفريغ والعلاج النفسي ومعالجة المشكلات السلوكية البسيطة وتطبيق المبادئ النفسية والصحية في تعليم المحتوى الأدبي،حيث إسقاط واستعمال الحيل الدفاعية المتنوعة التي تتواءم مع النص الأدبي من قصة او شعر او خاطرة أو مقالة أو مذكرات شخصية أو صحائف التعلم المختلفة بهدف تطوير وتقوية النظرة الذاتية ومعالجة المشكلات الشخصية والتركيز على منظومة القيم الايجابية والحد من القيم السلبية للدمج النفسي والاجتماعي والأكاديمي للفئة المستهدفة.
مهارة المدرب أو المعالج في قدرته على جعل الشخص يدخل مرحلة التذويت الشخصي كموجه لسلوكه وتصرفاته ومواقفه الايجابية تجاه موضوع معين واللجوء الى النصوص الأدبية للمحافظة على الجوانب الأخلاقية واستخدم الشاعر ابراهيم طوقان أبياتا من الشعر حينما قابل لوظيفة في إذاعة الشرق الأدنى وكان آخر شخص يدخل على المقابلة وقال:"ترى الرجل النحيف فتزدريه... و في أثوابه أسد مزير و يعجبك الطرير فتبتليه... فيخلف ظنك الرجل الطرير. واقنع مدير الاذاعة البريطاني بشخصيته ووافق على تعيينه مذيعا ومقدم برامج في تلك الحقبة.وحينا سٌجن الحطيئة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وقال/"ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر أسكنت عائلهم في قعر مظلمة فارحم هداك مليك الناس يا عمر مما اضطر عمر بن الخطاب لإطلاق سراحه.
طرق واساليب التفريغ النفسي بالنصوص الدينية أوالادبية:
*تهيئة المجموعة بتنفيذ أنشطة كسر الجليد مثلا:"أذكر 3 أعمال قمت بها من لحظة الاستيقاظ ولغاية تناول الفطور مثلا.أو نشاط تأملي بأن تتخيل ابنك بعد 20 عاما ماذا يكون.
*اختيار نص ديني أو قصة أو قصيدة شعرية أو أي عمل أدبي يتناسب مع قدرات الفئة المستهدفة وقم بتوزيعها عليهم وحبذا اختيار نص من القرآن الكريم او الحديث النبوي الشريف –ألا بذكر الله تطمئن القلوب- أو قصائد مغناة لتعزيز الوعي الذاتي لدى المشاركين-أفراد الأسرة- وتوقظ الأحاسيس والمشاعر وتقدم أدبا هادفا ملتزما.
*مراعاة العوامل المؤثرة على المناخ التنظيمي للمشاركين من خلال عرض قوانين او تعليمات يتفق عليها من الجميع-عقد اجتماعي أو مذكرة تفاهم.
*إعطاء الوقت الكافي لقراءة النص الأدبي أو الديني وتلخيصه على شكل مجموعات قراءة صامتة وقراءة جهرية في حدود المجموعة.
*كل مجموعة تختار ناطقا باسمها لعرض عمل المجموعة والكتابة على ورق فليب شارت أو اللوح.
*فتح المجال للحوار والنقاش مع بقية أفراد المجموعة للإضافة أو التعديل.
*توجيه أسئلة من المشاركين للمجموعة وطلب الإجابة عليها.
*عرض عمل جميع المجموعات بنفس الطريقة.
*ملاحظة ورصد ردود الفعل للمشاركين من أحاسيس ومشاعر وتخوفات وأية سلوكيات تصدر عن الفئة المستهدفة ومدى الحساسية أو طريقة التفاعل مع النص الأدبي.
*على المدرب الابتعاد عن التدخلات أو المراقبة للدوافع العاطفية وردود الفعل،والابتعاد عن التشويش الذهني لهم ومساعدة البعض على الحديث عما يدور في داخلهم.
*توجيه المشاركين ومساعدتهم في حل مشاكلهم السلوكية والنفسية والاجتماعية البسيطة من خلال الأسئلة الموجهة والمقصودة.
*الاستماع إلى الملاحظات الجانبية من المشاركين والبحث عن المعنى والدلالة وكيفية حل الصراعات وآلية التعامل مع الصعاب.
*إعطاء فرصة لمن لا يرغب بالحديث شفويا أن يعبر كتابة عما يجول في خاطره.
*استخدام التعزيز المعنوي والمادي للسلوك الايجابي والحد من السلوك السلبي.
*الطلب من المشاركين لعب الدور بالتقمص أو التبصر أو إسقاط المشاعر والتحرر من المشاعر المكبوتة.
*محاول التوصل إلى أن المواقف الموجودة في النص الأدبي هي نفس المواقف الموجودة عندهم.
*تستطيع تطبيق الإجراءات السابقة من خلال جلسة فردية مع المتلقي.
بعد هذا العرض على المشارك أن يقوم بما يأتي:
بعد انتهاء جلسة التفريغ النفسي بالنصوص الدينية أو الادبية عليك القيام بالإجراءات الآتية:
* توفير المناخ النفسي الدافئ داخل البيت –في ظل طروف انتشار فيروس الكورونا والابواء المنزلي-.
*الإصغاء لصوت القرآن الكريم أو للموسيقى الهادئة أو صوت الطيور أو صوت خرير الماء أو أية أصوات على الطبيعة.
*تحويل المشاعر القاسية إلى سلوك ايجابي بالقراءة أو كتابة نص أدبي.
*ارتشف فنجانا من الشاي أو القهوة أو الأعشاب الطبية أو أي نوع من السوائل ترغبه والشرب مع أفراد المجموعة لتنمية الروح الجماعية.
* حدث نفسك بعد الاستيقاظ صباحا باستخدام عبارات التسبيح والتفاؤل والقيم والسمات الايجابية.
*مراجعة مراكز الطب أو الإرشاد العلاج النفسي وقت الضرورة في حالة التأزم النفسي.
أخي الكريم:النصوص القرآنية والأدبية قراءتها غذاء للعقل و صحة للنفس وإعادة التوازن والتكيف مع الواقع،وشفاء لكثير من المشكلات السلوكية و الأمراض النفسية والاجتماعية فهي تعبير إبداعي للشخصية وتغسل النفس كما يغسل الماء الثوب، اتبع الخطوات السالفة الذكر وسوف تلاحظ النتائج والتجربة أكبر برهان.