السبت ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٥
بقلم محمود إبراهيم

الجامعة ..هل تفرز خريجا قادرا على المنافسة في سوق العمل؟!

في الوقت الذي نقرأ فيه أخبارا عن صرف المليارات على التعليم الجامعي، تصدمنا أخبار عن ارتفاع نسب البطالة، ولأننا أدمنا البحث عن حلول قشرية لمشاكلنا، فإن الجميع تسابق في تحليل المشكلة وإيجاد الحلول ..لكن أيا منهم لم يتطرق للجذور ويطرح السؤال الأهم: هل تفرز الجامعه خريجا قادرا على المنافسة في سوق العمل؟

في الوقت الذي تمتلىء فيه صفحات الجرائد عن فرص للعمل، نجد الإعلان يصدم الخريج "إجاده تامه للغة الإنجليزية و إجادة تامه للكمبيوتر" وهو ما لا توفره الجامعة لطلابها.

في البداية تقول الدكتورة عزه كريم أستاذه علم الاجتماع إن سياسة التعليم الحالية لابد من إعاده هيكلتها؛ ففي الوقت الذي يشهد العلم اختراعات متسارعة نجد مناهجنا الجامعية لم تتغير منذ سنين وأبدت تعاطفها الشديد مع الطلاب الذين يلجؤون إلى دراسة علوم جديدة ليصبحوا قادرين على إيجاد فرصه للعمل وأوصت بمراجعة السياسة التعليمية بالتزامن مع دراسه احتياجات السوق

إماتة الطالب المبتكر

هل كل تلك الكليات العلمية المنتشرة في ربوع الوطن غير قادره على فرز عالم من نتاجنا نحن..؟

سؤال سألته للدكتور لطفي إسماعيل أستاذ الفيزياء والليزر، فبدت على وجهه ابتسامه سخريه وهو يجيب: إن الإجابة على هذا السؤال متناقضه ومحزنه في آن واحد فمع الأعداد المرتفعه للطلاب يصبح من الصعب اكتشاف الطالب المبتكر.. بل دعني أقول والحزن يعتصرني إنه حتي لو لفت نظري أحدهم.. ماذا يمكن أن أفعله... لا شيء. إن أسلوب الدراسه بالجامعه أشبه بعمليه تمويت للطالب المبتكر. وأبدي الدكتور دهشته من عدم تطبيق سياسه التعليم المستمر، بمعني أن يواصل الخريج علاقته بالجامعه لمتابعه آخر ما وصل إليه العلم.

وعن علاقه المدرس بالطالب أجاب بأنها روتينيه، وقال إنه مع الزياده الهائلة في عدد الطلاب كان من الطبيعي أن تأخذ العلاقه هذا المسمى واختتم حديثه بالقول إن أكثر ما يحزنه أنه يلمس لدى الطلبه ذكاء فطريا.. (بس موش متوظفين صح )

مجرد ديكور اجتماعي

أما عن الطلاب فيقول أحمد السيد خريج تجاره، إنه اكتشف أنه لم يتعلم أي شيء وأن سنوات عمره الجامعيه م يكن لها أي داع وأنه اضطر لدراسة عده لغات أجنبية على نفقته الخاصة ليجد أي فرصة عمل وهذا ما كلفه الكثير وتساءل.. هناك زملاؤه غير القادرين على الدراسات الخاصة، ماذا يفعلون ؟

الحفظ.. الطريق السهل للنجاح

أما مجدي شعبان خريج الهندسة فيقول إنه بعد مرور عامين له في الجامعة توصل إلى الطريق السهل للنجاح: احفظ تنجح! وقال وابتسامه دهشة تملأ وجهه: تخيل يمكنك أن تحفظ الحلول لامتحانات أعوام مضت.. ولن يخرج امتحان هذا العام منها! ويؤكد مصطفى محمود طالب العلوم هذا الرأي ويضيف بسخريه: يمكنك أن تأتي وترى معامل كليتنا ثم بعدها يمكنك أن تعرف إلى أي حد وصل التخبط في سياسه التعليم... لقد وصل إلى أقصي مداه!

علامه تعجب كلما تأخرنا في علاج الجرح... وكلما تضاءلت فرصه الشفاء.


مشاركة منتدى

  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اما بعد اشكر اخي الزميا محمود ابراهيم
    على هذا المقال الجميا الذي يعكس في الحقيقه الواقع المحلي بل والعربي كا كل كما قيل في الامثال العربيه خير الكلام ما قل ودل
    الجامعات العربيه غايه في الضعف وانها عار على مجتمعتنا المحليه وهي لاتخرج سوى (شهادات)فيخرج مثلا طالب اللغة
    العربيه ينصب المرفوع ويرفع المجزوم وطالب اللغة الانجليزيه
    لا يستطيع تركيب جمله باكملها وقيس على هذا النحو في جميع التخصصات
    وشكرا وفقكم الله لخدمة بلدكم وشعبكم ودينكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    • شكرا للزميل العزيز س وأعتقد أن الصحافه هي عيون المجتمع ...الميكروسكوب التي توضع تحته كل الاخطاءلتبدو واضحه جليه...ولكن هل يكفي مجرد الوضوح؟......ارد انا انها يا عزيزي مجرد كلمات صماء لم تعد تجدي لان كل مسؤلينا صم...بكم ...عمي....وكل ما نكتب هو لانفسنا...مع الاسف الشديد....ولكن هذا دورنا؟!!!!!!!!

    • بسم الله الرحمن الرحيم
      في البداية اريد أن اشكر الزميل محمود ابراهيم علي هذا الموضوع لأنه فتح لي الباب للتكلم بحرية
      هذا هو موضوع الساعة ولكن اطرح عليكم قضية تخص هذا الموضوع في حين أن هناك طالب ثانوية عامة في الفرقة الثانية يبذل كل جهده متمنيا من الله ان يوفقه بجانب أن كانت الامتحانات هناك بعض من الاسئلة التي لا توجد في المناهج وبالرغم من ذلك اجتهد هو وكل من اصدقائه فما باله كان يعود من الامتحان يراجع ما جايئ به في الامتحان وهناك صديق اخر كانت له نفس الصفة وكانوا يجلسون مع بعضهم البعض لمناقشة الامتحان فما بالك بأن احدهم قد جاءت اليه النتيجة وقد حصل علي 95% فما بالك بالاخر ....؟!
      جاءت النتيجة الي الفتي الاخر فكيف كانت درجته ؟ درجته انه حصل علي 65%
      هذا الفرق الشاسع بين ذاك وتلك .
      هل هذا عيب الطالب انه ذاكر بجد ولم يحصل علي درجته الحقيقي ؟
      أم عيب من ؟
      وللمعلومة أنه في الفرقة الثانية (3ثانوي) لم يفتح كتابا قط وقد كان يراجع وهو ذاهب الي الامتحان
      فكم هي النتيجة التي يجيئ به في الامتحان ؟!!!!!!!!!
      وللعجب انه حصل علي مجموع 90%
      شتان بين (2ثانوي) و (3ثانوي) ؟
      وهذا يدل علي هبوط مستوي التعليم في مصر .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى