الأحد ٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٧
بقلم
الحب المقاوم
وبين الحب ووردة مسافة دهرأتُراه يدري حجام الحي العتيقالذي لم يترك المقص والكمان والزجل أيضاأن الرؤوس قد أصابها داء الفراغأتراه يدري فلاح القريةالذي مازال يأكل من يديهويسير بحماره على قارعة الطريقأن البطون قد صارت جشعةوأنهم يبيعون أنفسهم وذويهم لأجل الخبزأتراه يدري مثقف المدينةأن صناعة الخفافيش مزدهرةوأن الكِتاب يُحنط بدور السلطانوأن من يحكمنا سبب فقر شعبنا المعرفيوبين الحب ووردة مسافة دهروأنا أحبكوسط كل هذي الزلازلالتي يسمونها لعنة بالاستقراروالنفايات غير القابلة للتدويروأكتنز المراويح لزمان الأسقف الآتيوأمشط شَعر القصيدة بكف يديكي أتحسسكِ يا جسديوكي لا يتوقف القلب عن النبضوسط هذا الشبح الأعمى الممتص للدمكي لا أصير خشبا أو قطعة حديد أو عُملةأو مجرد رقم وطني في الدولةوهذا دربي كل مغرب وفجرفما زلت طفلا يلهو دون أقرانه ب”الزنقة”ويراقبكيف تسخر عرافة الحي من الزوجة الثانية الصغيرة لسعادة الجنرالوتأمرها أن تأتي لها ببيضةكي ترى لها مستقبل الأملاك المنهوبة في “زلافة”وذلك العجوز الآن أبي الأبيّالجالس على كرسي بلاستيك مصنوع في الصينوهو يومئ برجله للمرشح البرلماني للانتخابات بالرحيلوبين الحب ووردة مسافة دهرومازلت أقاوم الغِربان في زمن الموتىوما زلت أقاوم جلف رعاة البقر كهندي أحمروأرفض كأكسيل وديهياأن أغمس خبزي بمرق الذِّلة