الحرية وهمية أشبه بالرقص على لحانا
تقطر عيناها حسرة لترتسم لوحة من فسيفساء الحزن المسكون بعبق الفرح والامل بلحظة وغد افضل . ودّعت حقيبتها الفارغةلتسافر من جديد مع فراغ هو دعامة الحلمفي زمن تتصارع فيه مراّتا الخيال والحقيقة . ليغلب قلم الابداع والتميز وينتصرالحرف وتتألق الصورة الادبية مهما نالت منها يد الظروفوالاحوال السائدة في بلادها وبلاد النخيل الاجمل – العراق .
انها الروائيةالكاتبةالشاعرة الاعلامية عالية طالب الجبوري التي اكتشفت "القمر" وبحرا من اللؤلؤ وحبا في زمن الحرب وتأوهات لوحة وهي جميعها عناوين لقصص قصيرة تضمنها كتابها الاخير الذي انتهت فيه بالسفر بحقيبة فارغة وقاع لعبة ( أدبية ) تتمنى ان تستمر للتواصل هي بعطاء دؤوب تطمح ان يكون الافضل وكأنه اللؤلؤ المنشود في بحر من الاماال والاحلام الجميلة التي يعكسها كتابها الاخير "بحر اللؤلؤ " . ليتصادق الالم والامل الضجر والفرح الثورة والتسبيح الفكري الثقافي في عالم من التناقض الرائع جل هدفه الكتابة بحبر الماء والاحتفاظ بقلم لا يعترف بصمت الادب والوطن والغربة .
في القاهره التي لجأت الى عوالمها الثقافية والفكرية والاعلامية الزاخرة لتحافظ على ازدهارها هي ونمو قلمها ورعاية حروفها من " ترمل ذاكرة " و " احلام صامتة " , كان هذا الحوار الصاخب مع الروائية عالية طالب رئيس منظمة عراقيون من اجل عام مستقل التي تشغل الى جانب دورها الادبي الثقافي دورا اعلاميا بارزا ضمن المراقبة على اداء شبكة الاعلام العراقي .
– ما تقييمك الان للمشهد الثقافي العراقي ؟
– على الرغم من ترهل المشهد الثقافي بسبب صراعات المشهد السياسي يوجد اساس وحضور ثقافي عراقي يحاول ان يثبت وجوده دوما مقابل السياسي ودوره بتهميش المثقف وهذا الامر ليس بالعراق فحسب وانما في العالم العربي جميعه . هناك محاولات فردية تحاول ان تستقطب من الممكن "المحسوبية " والتكتلات الحزبية . هناك تجمعات ثقافية رغم الانفجارات هناك أصبوحات وليس أماسي فالليل اصبح ممنوعا قصرا في العراق والذي نحاول ان نعيد شريانه الدائم . بالطبع هذا لا يكفي حيث غادر عدد من الادباء والمثقفين الى الخارج أو صمتوا صمتا أخرس .
– ما أسباب الصمت ؟
– إن المثقف تحول إلى مثقف سياسي لا بد ان يقول كلمته . كتبت بحرية ولكن الان أخشى من ذلك وصولا الى " النجاة " ؟!
– ما أبعاد الحالة هذه ؟
– الان بدأت عملية الاصغاء القاتل في المنفى في ظل تضاعف عدد المغتربين . اذن مشروع الحرية وهمية أشبه بالرقص على لحانا . الأمر الذي سيؤدي الى حالة من الاندثار والتلاشي .
– ماذا بشأن المقارنة بين دور المثقف العراقي مع السابق ؟
– طبعا كان يكتب ولكنه كان يخاف الوضوح في وقت كثر فيه هذا النوع من المثقفين ولم يكن فيه الرقيب جالسا . اما النوع الثاني منهم فكانت له مكانة ومحاولة لارضائه بصورة غير مباشرة من السلطة عبر تقديم تسهيلات له . اذن في كل الحالات كان وضعه افضل .
اما في خارج العراق فقد كان المثقف يكتب وكأنه في الداخل لم ينشأ ذاكرة جديدة . الان المثقف الذي يخرج لا يكتب بصيغة الحاضر ضمن مجموعة من الصراعات ومشهد يشوبه الضباب بحيث اصبح المثقف مؤطرا سياسيا .
– اين المرأة العراقية من هذه الصراعات ؟
– رغم كل ما يخيفها يوما بعد يوم عبر حدة القيد والحصار فهي موجودة . لدينا الان 4 الاف تنظيم نسوي يعمل في مجال المجتمع المدني وحقوق المرأة . رغم مجمل الظروف السياسية أحيي هذه المرأة التي تعودت ان تكون قوية ولم تتنازل تثبت حضورا دائما هم فشلوا وهي نجحت ضمن تحدي غريب استطاعت من خلاله اجتياز كافة العراقيل والمرأة العربية لا تستطيع ان تعيش مثلها .
– ماذا عن دور المرأة العراقية الاديبة ؟
– في العراق 9 روائيات ومزيد من الاعلاميات لهن دور بارز رغم وجود اتحاد ادباء ذكوري يفضل الرجل على المرأة ولا يحتفي بالمبدعات لأنه يعتبر المرأة في المرتبة الثانية .
– ما اسباب ذلك ؟
– ربما للعلاقات الشخصية دور وربما تلافيا للتعرض للتفجيرات التي تستهدف المرأة . بشكل عام لا يوجد احتفال مؤسساتي عراقي باالمرأة في وقت يعزز فيه المجتمع- كمثيله العربي- النظرة التقليدية السلفية لدورها حيث يحاول المجتمع "اغلاق " المرأة بقوة ولكنه غير قادر .
– هل دور المرأة الاديبة العراقية يمكن تصنيفه ضمن مراحل مر بها العراق ؟
– في السبعينات شهد هذا الدور ازدهارا وفي الثمانينات دخلت لعبة الادب ضمن مشروع المسابقات وكانت هناك رعاية من الدولة وظهرت حينها عشرة أديبات وفي التسعينات سنوات الحصار ظهرت كتابات اعلامية يمكن وصفها بالتوثيقية التسجيلية اكثر من كونها ادبية . في الالفية البعض منهن صمت وتقلص عدد من استمرت منهن في المجال الادبي حيث تحول جزء منهن الى العمل الاكاديمي والاخر الى خارج البلاد .
– هل كتابة الأديبة العراقية تختلف عن مثيلاتها العربيات ؟
– في حال تمت المقارنة مع النساء العربيات فقد تخلّفت المرأة عن ذكر مواضيع العلاقة بين المرأة والرجل الحلال والحرام والجنس حيث اجتازت المرأة العربية- وتحديدا في الجزائر – الحدود والقيود . اما العاقية فلم تفعل سوى انا حيث كتبت عن الغواء والبغاء والحب لأكسر الحاجز الا اني تسلمت ضريبة لأتعرض الى نوع من الاستهجان !
حاليا لدي هم كبير وهو بلدي ركنت الانثى الى واقع امرأة تعيش جرحا دائما وهذا لا يعني اني ألغيت الانثى وانما اصبح الهم الاكبر هو الوطن .
– ما هي دعامات اسلوبك المعتاد في الكتابة ؟
– اخرج من عالية نفسها وادخل الى من اكتب عنه لأتقمص الشخصية عبر خطوط واضحة لا تقبل بالتغافل عن الاساسيات وهي الانسان وحقه في المجتمع فلا اتنازل عن اي حق ضمن حالة وعملية سهلة متعبة ولكني أرضا عنها في النهاية .
– ما تقييمك للعلاقة بين المرأة والرجل في العراق ؟
– كما الحال في بقية الدول العربية الرجل يحاول ان يصادر يتسلط ضمن منظومة سي سيد وان ظهر احيانا تباين في بعض الدول . قلة من الرجال يحاول ان يوازن الكفة وبذات اللحظة لا يسمح لها بالمطلق لانه يتخيل انه سيفقد رجولته !
– ما تقييمك لتجربتك الى الان ؟
– أشعر أن امامي الكثير مما لم اقله ولم انشره . اعتقد ان ما لدي اكبر مما اعطيت ولا زال هناك الكثير لأعيد تشكيل ذهني من أجل ان أجتاز اي مشكل ادبي .