السبت ٢٢ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
قصة قصيرة
بقلم عبد الخالق عبده سليم الجوفي

الحلم الوردي

كانت تمشي وكأنها تطير بجناحي الفرحة...كل شي جميل بعينيها , كل ما وقع علية نظرها كانت ترى به حسنا ًوجـمالا ًتزينهُ لها الفرحة وتزخرفهُ السعادة , كأنها في حلمٍ جميل... لم تكن تصدق أنهُ لم يعد يفصلها عن تحقيق حلمها الذي طالما راودها في الصحو والمنام ألا أسبوعاً... ويجمعها بفتــى أحلامها بيت وسقف.
وبينما هي في عالمها العرائسي السعيد... قطع عليها خيالها المترجم لأحلامها

ذئب من ذئاب ُالبشر...هجم عليها وأجترها إلى ســـــيارته وهي تصرخُ وتستنجد..... ولكن هيهات أن يسمعها أحد فذلك شارعٌ فرعي قلما يمر به أحد ... وتلك المنـطقة خالية آلا من سورين طويلين أحدهما لمقبرةٍ والآخر لحديقةٍ قيد الإنشاء.
وبعد ثلاثة أيامٍ قضتها فاقدة الوعي بسب المخدر الذي كان يحقنها بـــهِ كلما انتبهت وبدأت في الصراخ ...أعادها إلى نفس الشارع الذي تغير في نظرها إلى قبح ٍوبشاعة ٍ في حين لاتعرف ما حدث لها في تلك الأيام الثلاثة...بل لاتعرف حتى عددها , لكن يبدو أن شيئا مل قد حدثْ.

انقلبت نظرتها إلى للحياة ... كل ما كانت تراهُ جميلاً صارتْ تراهُ شديد القبـح ِ
تُرى كيفَ تتصرف ؟!. و أين تذهب ؟! وماذا عن حفل العرس ؟! تـُرى كم تبقى لموعدهِ ؟ أم أن موعدهُ قد فات ؟!! ثـُم كيف ستواجه أُسرتها وأسرةَ عريـسِها المـُنـتـَظـر والناس جـَميعا ؟!!.
تساؤلات عصفت بها واثقلت رأسها وكاهلها... أحستْ بدوارٍ شديدٍ وانــسلاخ ٍ
من الحياة ِوالناس ... كـُلما تذكرتِ العُرسَ الذي صار كابوسا مُروعاً بــَعد إذ
كان حلماً وردياً جميلاً,وبؤساً بعد إذ كان سعادة , وحـُزناً بعد إذ كان فرحاً...

أظلمتِ الدنيا في وجهها وازدادتْ سواداً وعـُتـمـَه.
بعد تخيلاتٍ وتساؤلاتٍ يكتنفها الغموض,وتصبغها الهموم بصبغةٍ سوداء قاتمهْ استقلت من فورها سيارة أجره واتجهـــت إلى مـــدينة ساحـِلــيـةٍ مجاورة ... ترافقـُهـَا الدمـُــوعُ التي كانت أغزرَ من المطر , وأجرى من السيل... لاحظ السائق ذلكَ فظنَ أنها رُبما فقدتْ قريباً ,أو عزيزاً أو لعلهُ أحدُ والديها وهي في طريقها لإلقاء النظرة الأخيرةَ عليه , وعند وصولهما المدينه طلبت إليهِ إيصالها إلى شاطِـىء البـحـر... نفذ دونَ التفوه بكلمةٍ واحده... وأمام البحر خلعت ما معها من خواتم وأقراط وأعطتهنَّ لهُ ... واتجهت إلى البــحر!!!.

اثار تصرفها استغرابهُ واندهاشهُ , كما آثار فـُضولهُ فبقي على حالته يراقبها في حين تزدادُ توغلاً ... وعندما أيقن من أنها تـُقدم على الانتحار هرعَ إليها
ليحول بينها وما هي مقدمة ٌ عليه ... قاومتهُ ... كأنما هي مُقبلَة ٌعلى الجنةِ وهو يمنعُها عنها.
وبينما هـُما على ذلك الحال تمكن من إقناعها بتركها وما تشاءُ إن عَجِـزَ عن مساعدتها... حكت لهُ القصة فهدأ من رَوعِها , وأقنعها بقدرتهِ على معالجــةِ الأمر, وطلب منها العودة إلى منزلهِ كأختٍ لهُ ولزوجهِ واعداً إياها ألا يـَعـرِفَ أمرها أحد حتى ينتهي من معالجةِ الأمر.

عندما وصلا إلى البيت كانت زوجتهُ بانتظاره ...أخبرها أن معه ضـــيف ... وعندما دخلت ضيفتهُ قطبت الزوجة ُجبينها فقد ظناً منها أنها إحـــدى قريباته اللاتي لم تزوره أيـُّهن مـُنذ تزوج لعدم مباركتهنَ ذلك الزواج,وما إن سمـعت أنها يتيمة ًمسكينة ستبقى لديهم أياماً قلائل وأنها لا تمتُ إليهِ بصـِلةِ قــَرابةٍ حتى بدأت بالصراخِ والعويل...حاول تهدئتها وإسكاتها دون جدوى...اتــصلت بأخيها الذي سارعَ بالمجيء , وما أن سمع افتراءات أختهِ على زوجـِـها وتلك المسكينة ُحتى اتصلَ بالشرطة ِ, وتلك الفتاة في مكانها ذاهلةً خائفة ... فما حدث ويحدثُ سيفضحُ أمرها الذي حاولت ْإغراقهُ و دفنهُ وإياها لولا ذلك الرجل الـذي يقف الآنَ أمامها مكتوفَ اليدينِ مـُتـَسـَمـِرَ القدمين.

وصلت الشـُرطة ُعلى الفور...سمع ضابط الشرطةُ اتهامات المَرأة لـِــزوجها بالفحشِ والمجون ِإلى حد إحضارِ العاهرات ِإلى منزل الزوجية َأكثر مـن مـَرة مُدعيه الصبر من أجلِ أبنائِها الخمسة ُ, إلا أنها ضاقت ذرعاً ولم تَعُد قادرة ً على التحمل أكثرَ من ذلك.
قـُبـِضَ على الزوج ِوالفتاة وما هي إلا أيام حتى انتشرَ الخبرُ وصارَ حــديثَ الصحافة ووصل إلى مسامع والدها الذي صعقه ذلك ... فهم يبحثون عنها منذ أربعة أيام ٍدون جدوى...إذاً لابـُد أنها كانت معهُ ...الخائنة...

وأخذتِ التحقيقات مجراها وتم فحص الرجل والفتاة وهنا وقعتِ الـطـامـــة حدثَ ما لم يكن مـُتـَوقعاً أبداً ... فالرجلُ عقيمٌ ولا علاجَ لهُ ... لكن كيفَ ذلكَ ولديهِ خمسةَ أبناء ؟!!.

أما الفتاة فقد اِتضحَ أنها ما زالت عذراء!!.

اِتخذتِ القضية منحاً آخر حيثُ أصبحت الزوجة ُ في قفص الاتهام وتمَ القبضُ على الذئبِ الذي اختطف الفتاة, واتضح عدم قدرتهِ على معاشرةِ النساء لكنهُ كانَ يتلذذ بامتلاكهن فقط ...إرضاءاً لرغباتهِ النفسية المريضة.

وظهرت براءةُ الفتاة والرجل الذي كشفَ حقيقة َزوجته ُوخيانـَـتـَـــها , وعادت الأحلامُ ورديةً كما كانت ... لكن الأمرَ كان عصيب...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى