

الخلاص
رَتَقْتَ غيمكَ خوفَ الفيضِ فاندلقوا
إلى الخلاصِ ومن أصفادِهِم عُتِقوا
ما إن تقطّر عطرًا وهجُ طلعِهُمُ
حتى تجمَّرَ من أردافِهِ الشّفقُ
كالموج يلهث في الشريان عزمهمُ
وكالأعاصير وهجُ الصّوتِ يندلقُ
سمعتُ لحنَ أياديهمْ على حجرٍ
مصفَّدون وقيدُ الحرّ يصطفقُ
جمرًا رأيت بلا نارٍ مطفّأةٍ
ثكلى تسيرُ على أوجاعِها الطّرقُ
يزمجرُ الثأرُ في الأجسادِ مذ عصفَتْ
حسناء زمَّتْ شفاه ًوهي تحترقُ
ياغضبة الثّار بركانٌ يفورُ هنا
دوّى صداه فلا ينتابك َ الأرقُ
لمّوا الجراحَ وصلّوا حيثما وقفوا
مكبّرين ......بغيرِ الله ما وثقوا
يستعذبونَ سقاءَ الترْبِ من دمهمْ
وفي السّماءِ يمدُّ الراحةَ الأفقُ
ماحرّم َالوعدُ كان النّصرُ دأبهمُ
فاستعذبوا الموتَ لمّا عاهدوا صدقُوا
لم ترجِف الأرضُ هذا وقعُ نعلِهِمُ
يسّاقطونَ إلى الأعلى وقد رزقوا
وزلزلوا الأرضَ عاما فضلَ جرحِهم
لم يلأم الجرح ما إن خيّطوا فتقوا
شاخت أمانيكَ ما شاختْ عزائمُهم
ما بين موتين في أحلامهمْ علِقوا
مراسمُ الصّبر أوشاحًا يخضِّبُها
دمعُ الحبيباتِ ما في خيطِها نزقُ
حتى الأجنّةُ في الأرحامِ مسرعةّ
مسربلون لهمْ فكرٌ ومعتنقُ
مرّغ سكوتَك هذا رجْعُ صوتِهمُ
حِصْنٌ يُدَكُّ فلا ينتابكَ الأرقُ
واحبسْ دموعَكَ حيث الموتُ مفخرة ٌ
إنّ النسورُ لغيرِ النّصرِ ما خُلقوا