ردا على قصيدة عادل سالم " بالشفاه أحترقُ"
الشمسُ تَحتَ ضِيائِها تَتَشَمَّسُ
| صُبحٌ .. بِفَيضِ بَرَاءَةٍ يَتَنَفَّسُ | |
| وَنَقَاوَةٌ ..منها النَّقاوَةُ تُقبَسُ | |
| دُرِّيَّـةٌ ..نــُوريَّةٌ ..قُدُسِيَّـةٌ | |
| وَأَجَلُّ ثَمَّ أَجَلُّ ثَمَّ وَأقدَسُ | |
| تُنسَى بِحَضرَتِها المَواجِعُ كُلُّها | |
| كالآيِ ما تُتلى الوَساوِسُ تَخنُسُ | |
| قَد شَفَّ مِنها طِينُها فَأَبَانَ حتّـــى | |
| رُوحَها لِلعَينِ لَولا المَلبَسُ | |
| كَذَبَ ادِّعَاءُ الظِّلِّ مُنتَسِباً لَها | |
| فالشمسُ تَحتَ ضِيائِها تَتَشَمَّسُ | |
| لَو كُـلُّ كائِنَةٍ تُحَطُّ مَكَانَها | |
| يا سُندُسِيَّةُ ..لارتَدَاكِ السُّندُسُ | |
| جَلَسَت إليَّ وما شَكَكتُ بِأَنّها | |
| فِي كُلِّ رُكنٍ من كِيانِيَ تَجلِسُ | |
| فَإذا نَظَرتُ ..فَإنَّ كُلِّيَ أَعيُنٌ | |
| وإذا شَمَمتُ ..فَإنَّ كُلِّيَ مِعطَسُ | |
| وَرَنَتْ إليَّ فَفَجَّرَتنيَ أَبحُرَاً | |
| حِكَمَاً يَخُطُّ سُطُورَهُنَّ مُهَلوِسُ | |
| أَنَا جَالِسٌ .. لكنْ أُرَفرِفُ فَوقَها | |
| قَلباً ..يَحومُ كَما يَحومُ النَّورَسُ | |
| وَتَبَسَّمَت ..فَإذا الجُمانُ مُنَضَّدٌ | |
| سُبحانَكَ اللهمَّ كيفَ تُهندِسُ | |
| وَعَدا استقامةِ خُلْقِها وَقَوامِها | |
| كُلُّ الذي في ناظرَيَّ مُقَوَّسُ | |
| أَخشَى عليها مِن مُصافَحةِ النَّدَى | |
| وَمِنَ النَّسيمِ بِمِسمَعَيها يَهمِسُ | |
| يا ماءُ وَيحَكَ ..حينَ تَلمَسُ وَجهَها | |
| رِفقاً .. وَسَمِّ اللهَ فيما تَلمَسُ | |
| لَيستْ تُوَصِّفُها مَعاجِمُ .. إنما | |
| تَكفي الإشارَةُ لحظَ مَن يَتَفَرَّسُ | |
| عَمِيَ الرّجالُ كأنما في الأرضِ أنـثى | |
| غَيرُها كَي يَخطِبوا وَيُعَرِّسُوا | |
| هَيهاتَ لا يَظما ولا يَضحى ولا | |
| يَعرى وَيسغَبُ عَبدُها أو يَبأَسُ | |
| مُتَلَمِّسٌ قَلبي بأضلاعِي مَتَـــى | |
| انصَرَفَتْ وَلا أَثَرٌ لِمَا أَتَلَمَّسُ | |
| يا سُندسيَّةُ إنَّ قَلبي ما لَهُ | |
| بابٌ .. ولا حَرَسٌ بِهِ تَتَمترَسُ | |
| مُذْ أربَعينَ كَسَرتُ أقفالِي فَمَنْ | |
| تَبغِي الدُّخولَ فَإنّها لا تُحبَسُ | |
| حَتّى نَزَلتِ إليَّ أنتِ غَمامةً | |
| فامتصَّ ماءَكِ قَلبيَ المُتَيَبِّسُ | |
| نَفسي فِداؤُكِ وهيَ واحدةٌ وَلَو | |
| بِيَدي سِواها كُنتُ قُلتُ الأنفُسُ |
