الشَّيخ حبيب الله المدرّس الرّوحاني الكاشتري
الملخص
حبيبُ الله المدرّس الرّوحاني بنُ الحاج الشّيخ إسماعيل، ولد سنة: 1287(هـ.ق) الموافق لِـ (1248هـ. ش) في قرية کاشتر وهي قرية من قری مدينة «سَنَندَج» مرکز محافظة «کردستان».
هو من كبار العلماء الفذّ في عصره، وله آثار قيّمة تليق بالشّرح والنَّشر؛ ولكن مع الأسف الشّديد لم يُعرف بين المجتمع العلميّ. وهذا المقال يدرس شذرات من حياته الأدبيّة، العلميّة، والدّينيّة.
الكلمات الدّليليّة: حبيب الله الكاشتري، الشّخصيّة، الآثار، التّلاميذ، القصيدة.
اسمه ونسبه:
هو العالمُ الفاضلُ، العارفُ الرّباني، المحدّث النّحرير، الشّاعر القدير، الفذُّ في الأدب العربيّ في عصره، حبيبُ الله المدرّس الرّوحاني بنُ الحاج الشّيخ إسماعيل بن الشّيخ محمّد بن شيخ الشّيوخ عبد الغفور المردوخي الکاشتري بنِ الشّيخ معين الدّين ابنِ الشّيخ مجد الدّين بنِ الشّيخ أبي بکر بن الحاج الشّيخ مصطفی المردوخي ولد سنة: 1287(هـ.ق) الموافق لِـ (1248هـ. ش) في قرية کاشتر وهي قرية من قری مدينة «سَنَندَج» مرکز محافظة «کردستان» إحدی المحافظات الغربيّة في ايران.
نشأته:
نشأ في بيت أدب وعلم ودين وتربّی تربية دينية لدی أبيه، ولمّا بلغ أشدّه، بدأ بالدّراسة الابتدائيّة في قريته الّتي ولد فيها وحينما أنهی الدّراسةَ الابتدائيّة، غادر قريتَه إلی قرية «لون سادات» طالباً العلوم الدينيّة وتَتَلمَذ علی يد الأستاذ الفاضل العارف العالم الشّيخ «محمود کاکو زکريايي» لمدّة سنتين، ثمّ ذهبَ إلی قرية «ماسان» من قری مدينة «کامياران» فَأقام هناک حقبة من الزّمن.
وفي سنة 1308(هـ.ق) ذهب إلی مدينة «سَنَندَج» بأمر من أبيه لمواصلة الدّراسة، وأقام هناک لمدّة ثلاث سنوات في مدرسة «داروغة» عند العلاّمة الکبير الأستاذ ملاّ عبد المجيد نِيَري (منبري) فَتَلقّی منه العلومَ النّقلِيّة والعقلِيّة، ونال الشَّهادة والرّخصة في الإفتاء والتّدريس وتبليغ الدّين ونشر أحکامه علی يدي الأستاذ «عبد المَجِيد نِيَري» وهو ابن ثلاثة وعشرين من عمره؛ فکان مولِعاً بالقرائة، في شتّی المجالات، فلا يجد کتاباً إلا ويقرأه بالتأنّي.
وبعد أن أنهی دراسته، زوّجه أستاذُهُ ابنَتَه، فرحل بها إلی مسقط رأسه «کاشتر»؛ واشتغل مساعداً لوالده بالتّعليم والتّدريس والتّربية، فکان يُساعده في حلّ المشاکل الاجتماعيّة وإکرام الضّيوف واستقبالهم وهو يُکثر من القراءة ومطالعة الکتب الدّينيّة حتّی يتسنّی له الإجابة علی الأسئلة الواردة عليه.
صفاته الشّخصيّة:
وکان يَتمتّع بذکاء وذاکرة قويّة، ولذلک حفظ کثيراً من الأحاديث الصّحيحة متناً وسنداً ، وإلی جانب إلمامه بسيرة الرّسول وآل بيته الکرام وصحابته العظام والتّابعين ورجال العلم والدّين، ولا يسئم من المطالعة والقراءة أبداً، ولايحضر مجلساً إلاّ ويُنصِت الحضور له للاستماع والإصغاء إلی کلامه الجميل، والکلّ يتلقّی منه العلم حسب الحاجة والاستطاعة.
و لقد خَصّصَ يومَيِ الجمعة والثّلاثاء من الأسبوع للإجابة عن الأسئلة الدّينية الّتي يطرحها النّاس، مفرّجاً مشاکلهم الاجتماعيّة في بيته.
و کان الأستاذ يُجِيد عدّة لغات منها الفارسيّة والعربيّة إلی جانب لغته الأصليّة الکُرديّة؛ وينظم الشّعر باللّغتين الفارسية والعربيّة في الفنون والعلوم والتّاريخ والسِّيَر والأدب العربيّ وسيأتی ذکره لاحقاً.
وقدکان آبائه وأجداده يَسلکون مسلک التصوّف فلذلک أخذ الأستاذ الإذن من والده في سلوک العرفان؛ فأذن له، فتوجّه إلی العراق قاصداً التّقرب إلی الله – سبحانه وتعالی– وحينما وصل إلی مدينة «بيارة» نزل أيّاماً عند الشّيخ الفاضل العارف الأستاذ عمر ضياء الدّين، ونهل العلم من منهله ومن هناک ذهب إلی مدرسة «دار الإرشاد للشّيخ حسام الدّين» في قرية «باغة کون» وشَعَرَ بتطوّر روحي هامٍّ، وتأثّر بمعنويات الشّيخ فنهج منهج النّقشبنديّة وتلقّی الآداب والسّلوک الصّوفیّ عنده فکان يعمل بما يتعلّم واستمَرَّ في التّعاليم الصّوفية لمدّة شهرين ثمّ رجع إلی مولده «کاشتر» واشتغل بنشر العلوم والسّلوک کما کان يهتمّ به من قبل ولاسيّما تزکية نفسه وتطهيرها من الدّنس بالقيام بالطّاعات والعبادات، وبعد مضيّ سنة انتخبه الشّيخ الفاضل «حسام الدّين» نائباً له لأداء أمانة تبليغ الدّين وأحکامه وتعليم الطّلاب والاستمرار علی طريقة آبائه وأجداده العظام.
مرحلة جديدة من حياة النّاظم:
لمّا انتقل والد النّاظم الشّيخ إسماعيل؛ إلی جوار رحمة رَبّه؛ سنة1320 (هـ.ش) قام ابنه مقامه من بعده بالإفتاء، وبالأمور الدّينية من حيث التّدريس والتّعليم والتّربية، والأمور الاجتماعيّة وخدمة النّاس مع تحمّل أعباء أسرته، ثمّ هاجر إلی مدينة «سَنَندَج» سنة 1344 (هـ.ق) فاختير مُدرّساً في مدرسة «عبد الله بيج» وکان الأستاذ يخرج من منزله بکرة ماشياً إلی المدرسة رَغمَ بُعدها عن بيته، وهکذا کان يُواصل عمله کلّ يوم طوال السَّنة شوقاً للتّعليم والتّدريس.
أشهَر أساتذته وشيوخه:
1 – أبوه الحاج الشّيخ (إسماعيل).
2 – الشّيخ محمود لوني کاکو زکريايي.
3 – العلّامة الأستاذ ملّا عبد المجيد نِيَري (منبري).
4 – الشّيخ عمر ضياء الدّين.
5 – الشّيخ علي حسام الدّين.
تلاميذه:
وبما أنّ الأستاذ کان صاحب علم وفضل وشهرة فقد اجتمع الطّلبة إليه ينهلون من علمه بذهابهم إليه کلّ مساء؛ وقد تخرّج الکثير منهم علی يديه فنالوا الشّهادات العلميّة الّتي تُؤَهّلهم لتبليغ ما تعلّموا منه من العقلِيّات والنّقليّات باللّغتين الکُردِيّة والعربيّة.
و أشهر مَن تخرّج علی يديه وشرب من مورده:
- ملّا بهاءالدّين شادمان سنندجي.
- ملّاحيدر آويهنجي (آويهنگي).
ـ# ملّا نجم الدّين تجره اي. - العلّامة برهان الدّين حمدي.
- الشّيخ ملّا حسن طالشي.
- الشّيخ محمد قسيم مردوخي.
- ابنه الشّيخ إسماعيل المعروف بِـ «بابا مردوخ روحاني».
- الأستاذ عبد الحميد بديع الزّمان مَهي المعروف بـ «بديع الزّمان الکردستاني» الّذی کان أستاذا لکثير من أساتذة اليوم المعروف کالدّکتور السّيّد أمير محمود أنوار الأستاذ بجامعة طهران، والدّکتور هوشنگ زندی الأستاذ بجامعة طهران، والدّکتور مظاهر مصفّی، والدّکتور إسماعيل حاکمی، والدّکتور عبدالحميد حيرت سجّادی، والدّکتور حسن حبيبي، والدّکتور سيروس شميسا، والدّکتور السّيّد محمّد حسينی الأستاذ بجامعة العلاّمة الطّباطبايی وجامعة آزاد کرج، والدّکتور بهاء الدّين خرّمشاهی، والدّکتور مصطفی خرّم دل، والدّکتور محمود ابراهيمی، والدّکتور أسعد شيخ الإسلامی وکثير من الدّکاترة والأساتذة الآخرون. [1].
وجدير بالذّكر بأنّ «البديع الزّماني» أنشده في قصيدة جيميّة؛ حيث يقول:
نَفْسِي تَتُوقُ إِلَی دِيَارِ «سَنَنْدَجِ»أَرْجُو إِلَيْهَا الْعَوْدَ بَعْدَ الْمَخْرَجِمَرَّتْ عَلَيَّ سِنُونَ سِتٌّ لَمْ أَزَلْوَلِسُـوءِ حَـظِّـي لَـمْ أَنَـلْ مَـا أرْتَـجِـيلا زِلْتُ أَبْغِي عَوْدَةً لِمَـدِيدَةٍلِسُلُوكِ دِينِ الْحَقِّ أَقْوَمَ مَنْهَجِأَرْضٌ بِهَا الْعُلَمَاءُ يَهْدُونَ الْوَرَیفَضْلُ الْأَفَاضِلِ عِنْدَهُ كَنُمُوذَجِلاسِيَّمَا سَنَدِي وَأُسْتَاذِي الَّذِيلِجَنَابِهِ مُتَيَقِّنٌ أَنِّي نُجِيشَيْخِي «حَبِيْبُ اللهِ» مَنْ بِتَلَمُّذِيوَسُلالَةِ الْجَحْجَاحِ زيدِ الأَبْلَجِنَسْلُ الْكِرَامِ الصَّالِحِينَ ذَوِي التُّقَیفُضَلا وَمَنْ بِذُرَاهُ كُلٌّ يَلْتَجِيرُكْنُ الْمَكَارِمِ كَعْبَةِ الْفُقَهَاءِ وَالْـفَتَرَاهُ فِي الإفْضَالِ كَابْنِ الْحَشْرَجِتَبْغَی عُفَاةُ الْعِلْمِ نَادِیَ فَضْلِهِأَكْرِمْ بِهِ مِنْ مَازِحٍ مُـتَـحَـرّجِجَمَعَ الْفُكَاهَةَ وَالنَّبَاهَةَ وَالتُّقَیمَدْحِيكُمُ وَغَدَوْتُ كَالْمُتَلَجْلَجِيَا سَيِّدِي اعْذِرْنِي لَإنْ قَصَرْتُ فِيقُسٌّ لَدَيْهَا ذُو لِسَانٍ مُرْتَجِأَنَّی يَتِيحُ لِيَ المَدِيحُ لِحَضْرَةٍفَوْقَ الضَّوَامِرِ أَوْبِبَطْنِ الْهَوْدَجِقَسَماً بِمَنْ أَمَّ الطَّوَائِفُ بَيْتَهُوَبِغَيْرِ ذلِكَ مُهْجَتِي لَمْ تَثْلَجِإِنَّ الْفُؤادَ بِحُبِّكُمْ مُتَمَسِّكٌوَحَيَاتِكُمْ أَبَداً بِهِ لَمْ أَلْهَجِمَالِلْمَدِيحِ وَلِي وَلَوْلا أَنْتُمُأَيْدِ «الْبَدِيعِ» النَّازِحِ الدَّارِ الشَّجِيفَاقْبَلْ هُدِيتَ هَدِيَّةً بَعَثَتْ بِهَايَفْدِي بِمُهْجَتِهِ دِيَارَسَنَنْدَجِمَنْ لَمْ يَزَلْ يَهْوَاكُمُ وَلِأَجْلِكُمْحَيْثُ المَطَافُ بِـهَا وَلَمَّا يُحْجَجِ
هذه القَصيدَةُ هديَّةٌ مِنَ العبدِ المِسكينِ المُستَكينِ المُرْتَجِي، بديع الزّمان مهي السَّنَنْدَجي، إلی سَيِّدِه وسَنَدِهِ، وَأستاذِهِ وَمَلاذِه، الحبرِ البَحْر، وَعلاّمَة الدَّهر، أبي مُسْلِمٍ الشَّيْخ حبيبِ اللهِ المُدَرِّس الرُّوحانِيّ الكاشتَريّ، لازَالَتْ زُهْرُ الأَيّامِ بِوجودِهِ مُزْهِرَةٌ، وَمَسَانِدُ التَّدْريس بِجَنابِهِ مُفْتَخِرةٌ، والمَرْجُوُّ مِن مكارمِ حضرتِهِ، وَالمأمولُ مِن مَعالي سدَّتِهِ، أنْ يَتَقَبَّلَهَا بِقَبولٍ حَسنٍ، وَيُجَدِّدَ بِهِ عَليَّ الإفضالَ وَالمِنَن، وَيَدْعُوَ لي بِحُسْنِ الْخِتامِ، وَحُلُولِ دارِ السَّلام، وَصَلَّی اللهُ علَی خَيْرِ خلقِهِ سَيِّدِنا وَمَوْلانا أبي القاسمِ مُحمَّد المُصطَفی، وَعلَی آلِهِ وَأصحابِهِ، وأزْواجِهِ وَذُرِّياتِهِ، وَأهلِ بيْتِهِ وَحَمَلَةِ عِلْمِهِ، وَمُحِبِّيهِ أجْمَعين، إلَی يوْمِ الدِّين، والحمدُ لِلّهِ رَبِ العلمينَ، وَافَقَ إنشاؤها يَوْمَ 14/4/17=6ج1/57بكرمانشاه. [2]
حياته الدّينيّة:
الأستاذ يقوم بواجباته الدّينيّة من الطّاعات والعبادات؛ مع حرصه علی إقامة الصّلوات الخمس إماماً للنّاس في المسجد وهو لايترک إقامة النّوافل کلّها، متهجّداً نافلة اللّيل فيصلّی ما شاء الله له ثُمّ يختمه بالوتر ثُمّ يجلس بعد ذلک يذکر الله کثيرا إلی أن تحين صلاة الفجر؛ فيصلی بالنّاس إماماً ويجلس في مصلاّه إلی طلوع الشّمس وهو يذکر الله ويقرأ أوراده الشّرعيَة المأثورة عن النّبيَ (صلّی الله عليه وسلَّم) وبعد ذلک يتلو القُرآن الکريم وکان يُحافظ علی صيام الإثنين والخميس في کلّ أسبوع، ويصوم ثلاثة أيّام من کلّ شهر وهی أيّام البيض، وقد جمع ديواناً من الشّعر له ولغيره فکان يقرأه أحياناً ويتَرنّم به فيزداد خشوعاً حتّی تسيلَ الدّموع من عينيه.
آثاره:
تنقسم منتجاته العلميّة إلی قسمين المنظومة والمنثورة.
لقد نظم الشّيخ أشعاراً باللّغتين الفارسيّة والعربيّة فی شتّی المجالات.
أ: آثاره المنظومة:
1 ـ شرح الصّدر بالتّوسُّل بأهل البدر: يبحث عن أصحاب البدر ويذکر أسمائهم، وهي منظومة عربيّة تشتمل علی مائة وعشرين بيتاً.
2ـ النّظم الأَسنَی في التّوَسُّل بأسماءِ الله الحُسنَی: منظومة عربيّة تتشمل علی تسعة وخمسين بيتاً.
3ـ نظم شمائل النّبيّ: أرجوزة عربيّة حول سيرة الرّسول وشمائله في خمس مائة وستّة أبيات.
4ـ غاية السّول في نظم سيرة الرّسول: وهي منظومة عربيّة تشتمل علی ستّ مائة وثلاثين بيتاً؛ کما تحتوي في سيرة الرّسول من الميلاد إلی الوفاة.
5ـ (إسماعيل نامه) منظومة فارسيّة حول قصّة «إسماعيل الذّبيح» (عليه السّلام).
6ـ (بَدرنامه) منظومة فارسيّة أيضاً، في غزوة بدر وتشتمل علی ألفٍ وأربع مائة وخمسين بيتاً.
7ـ بَاکورة النّحو: وهي أرجوزة في علم النّحو في مائة واثنين وتسعين بيتاً.
8ـ نظم الأدب: أرجوزة عربيّة في علم آداب البحث والجَدَل.
9ـ تخميس قصيدة بردة الشّيخ البوصيريّ.
10ـ تشطير قصيدة بردة الشّيخ البوصيري: أرجوزة عربيّة حول البعثة وغزوات الرّسول(صلّی الله عليه وسلَّم).
11ـ ديوان شعر بالفارسيّة والعربيّة.
12ـ حديقة الفوائد: أرجوزة عربيّة في بيان معاني الحروف.
13ـ نخبة الأدب: أرجوزة عربيّة تشتمل علی ثمان مائة وعشرة أبيات في علم البديع والمحسّنات الشّعريّة، وهي موضوع بحثنا هذا.
ب: وأمّا آثاره المنثورة:
1ـ رسالة فارسية: حول کيفيّة العلاقة في سلوک شيوخ النّقشبنديّة.
2ـ رسالة فارسِيّة في بيان ميلاد الرّسول(صلّی الله عليه وسلّم).
3ـ مجموعة الفتاوی.
4ـ خطب عربيّة.
5ـ الشّهادات – اجازه نامه ها – لطلبة العلم.
6ـ رسائل ومقالات متعدّدة.
هذا؛ وأمّا بعض آثاره و تأليفاته الّتي وقعت في أيدي الآخرين فلم يعثر عليها.
وکلّ آثاره مع ذلک للأسف الشّديد لم يطبع أیّ أثر منها؛ وهي في الحقيقة مرآة، تنعکس شخصيّته فيها؛ وکما يبدو من آثاره والأرجوزة الّتي بين يديک؛ فإنّ النّاظم لقدکان مولعاً بالنّبيّ (r) وبآله الکرام، وصحابته العظام(y) وفي هذا أنشد قصائد رائعة، منها:
يَا نَبِيّـاًً سَـادَ الأنَـامَ وَ فََاقـَابِعُلی شَـأوهُ الَّّــذِي لََن يُطَاقـَـاکُُلُّّّ مِرقَـَاةِ کِبرِياءٍ فََقََـــد أُرقِيتَ نَحـــوَ الإلــهِ کََی تَتَلََاقََیکََـيفَ تَلقَـَـاکَ الأَنبِيَاءُُ وَمَرقََاکَ بِمَـرأیً مِنهُ الإلهُ لِحَاقــَـاإن تَقَاصَرتَ فِي مَدَی العُمُرِ مِنهُمفَلَََقََـد طُُلتَهُم هُـدیً وَسِبَاقــاکُـُلُّّ آيٍ أَتَوا بِهَـا إرهَــاصٌلَکَ، إذ أَنتَ سِـرُُّهُم أَطبَاقــاإِنَّهُــم مِن مَنَـابِعٍ وَرَدُوهَـــاجَــرَعُوا فَائِزِينَ کَأسـاً دِهَاقــافَارتَوَوا صَـــادِرينَ وَاستَيقَنُوا أَنبِکَ لاقَََــوا رَوِيًّاّ وَذَاقُُوا ذََوَاقَـاومنها أيضاً:غَيـــرَ أَنّي امرُؤٌ کَثِيرُ الغَــــرَامهَــائِمُ البَالِ مُولِعٌ بِهَوَاکَــاخَالَطَت مِنّي العِظَامَ وَلَحمـــاًوَعُرُوقـــاً مَحَـبَّتي إيّاَکَــاأَنتَ يَــاسَيِّدي أحَـــبُّ الأنَــامِوَأعَزُّ عَلَـيَّ مِمَّــن سِوَاکَــالَيسَ وَاللهِ في الوَرَی لِـــي حَمِيمٌأَو خَلِيـلٌ مَحَـبَّةً ساوَاکَــافَـــإذَامَــا يُنَشَّــرُ الاملَاکُصُحُفَ المُسلِمِينَ تَحتَ لِوَاکــافَقَــــدُوا فِـي صَحِيفَتي وَکِتَـابِيطَاعَــةً أَوبِضَاعَةً غَيرَ تَاکَــا
ونموذج من نثره:
«بِسمِ اللهِ وَالحَمدُلِلّهِ والصَّلَوةُ وَالسَّلامُ عَلی سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ، وَعَلَی آلِهِ وَأصحَابِهِ الَّذينَ جَاهَدُوا وَاجتَهَدُوا فِي اللهِ. وَبَعدُ فَقَد دَهَمَني هَمٌّ لاطَاقَةَ لي بِتَحَمُّلِ کَربِهِ، وَزَاحَمَني خَوفٌ مِن أَذَی ظَالِمٍ لا قُدرَةَ لي بِحَربِهِ، فَاشتَدَّت الحَالُ وَصَعُبَت، وَضَاقَت عَلَيَّ الأرضُ بِمَا رَحُبَت، فَقَصَدتُ إلَی نَظمِ أسمَاءِ أَصحَابِ بَدر، وَالتَّوَسُّلِ بِهِم في تَفرِيجِ الشَّدَّةِ وَشَرحِ الصَّدرِ، وَقَد سَبَقَ مِنِّي نَظمٌ آخَرُ جَلِيلٌ لَهَا مِن بَحرِ الطَّوِيلِ، وَأَحبَبتُ نَظمَهَا الآنَ مِن بَحرِ الخَفِيفِ، تَفَؤُّلاً بالتَّخفِيفِ، فَجَاءَ بِحَمدِاللهِ نَظماً رَائِقاً فَائِقاً، وَلِكَيدِ البَاغِينَ إن شَاءَاللهُ (تَعَالی) حَاجِباً وَعَائِقاً، وَلِعِنَايَةِ اللهِ (تَعَالَی) جَالِباً وَسَائِقاً، صَدَّقَ اللهُ (تَعَالَی) بِفَضلِهِ العَمِيمِ فَالِي، وَآمَنَ بِمَنِّهِ العَظِيمِ رَوعِي وَأَحسَنَ حَالي، وَخَفَّفَ أَثقَالِي، وَكَشَفَ أَهوَالِي، وَعَمَّ بِنَوَالِي، وَبِالخَيرِ نَوَی لِي...» [3]
وفاته:
وکان الشّيخ لا يسأم من المطالعة والتّعليم وإرشاد النّاس وهدايتهم إلی طريق الحقّ والدّين إلی أن جاءه أجله؛ فانتقلت روحه الزّکية، وفاضت نفسه؛ فالتحقت بالرّفيق الأعلی، وذلک في يوم عرفة سنة –1360– هـ.ق، الموافق لسنة-1320- هـ.ش، وحضر جمع کثير من المسلمين للصّلاة عليه وشَيّعوه إلی مقبرة «شيخان» الّتي دفن بها، بمدينة «سنندج»، طيّب الله ثراه وجعل الجنّة مثواه. [4]
المصادر والمراجع:
1ـ بابا مردوخ روحاني،(شيوا) تاريخ مشاهير کُرد، ج/2، (صص)250 و82، وج/1، (صص)407 و276.
2ـ مظهر مقدّمی فر، الرّسالة (پايان نامه ی شرح حال وبررسی آثار عبد الحميد بديع الزّماني الکردستاني)، (صص) 119ـ117.
3ـ عبدالکريم مدّرس، دانشمندان کُرد در خدمت علم ودين، مُترجم(أحمد حَوَاري نسب)، (ص)499.