الأربعاء ١٣ أيار (مايو) ٢٠٢٠
بقلم محمد زكريا توفيق

العالم بدون موسيقى ذنب لا يغتفر–بيرليوز

"العالم بدون موسيقى، ذنب لا يغتفر". نيتشة

بدأت الحركة الرومانسية في الأدب والفن والموسيقى عام 1830م، عززتها روح الثورة الفرنسية. بحث المبدعون عن موضوعات وأفكار جديدة. أدباء وشعراء مثل: فيكتور هوجو، جوته، بيرون، شيلي، كان لهم تأثير هائل على مسيرة الأدب نحو الرومانسية.

"ديلاكروا" و"جيريكولت"، كان تأثيرهما في الفن الفرنسي الرومانسي. أما شوبرت، شومان، شوبان، ليست، بيرليوز، فكانوا في مقدمة مؤلفي الموسيقى الرومانسية.

لكن "هيكتور بيرليوز" (1803-1869م)، كان أمير الأمراء بالنسبة للرومانسية الفرنسية. عبقرية هائلة تستحق أن نفرد لها مقالا مستقلا.

ولد "بيرليوز" في "سانت أندريه" بفرنسا عام 1803م. والده، طبيب ناجح أراد أن يُعّد ابنه لكي يخلفه في مهنته. لكن "هيكتور" كان يعيش في عالمين آخرين، عالم الموسيقى وعالم الخيال.

في سن الثانية عشر، وقع في حب غادة جميلة تكبره بعدة سنوات. لكن المحبوبة سخرت من عواطف هيكتور، وحقرت من شأنه. عندما كان صبيا يافعا، كان يغني ويجيد العزف على الناي. الأب وهو يعده لكي يصبح طبيبا، كان يسمح له بهذه المتعة، كنوع من الترويح على النفس.

مرت السنون، عنما بلغ هيكتور التاسعة عشر، أرسله والده إلى باريس لدراسة الطب. هناك، وجد نفسه يشارك طلبة آخرين في المسكن، مجبرا على التخلي عن أحلامه والتفرغ للدراسة الجاده.

نجح في ذلك في البداية، لكن الطامة الكبرى جاءت من غرفة التشريح. في يوم من أيام بؤسه، صرخ قائلا: "أنا أصبح طبيبا، أدرس التشريح وأقوم بعمليات فتح بطن مرعبة؟ لا والله أبدا." وبعد أن استمع إلى قطعة موسيقية من أوبرا "إفيجيني" ل"جلوك"، قرر أن يهب نفسه للموسيقى.

المقدمة الموسيقية لأوبرا "إفيجيني" ل"جلوك".
https://www.youtube.com/watch?v=ctko9P6IaMM

عاد بيرليوز إلي والديه لكي يزف لهما نبأ عدوله عن دراسة الطب. يبدو أن الوالدين لم يفهما طبيعة شغف ابنهما بالموسيقى، فقامت الأم بتوبيخه، وقام الأب بطرده من المنزل وقطع عنه المصروف.

حياة بيرليوز العملية، منذ البداية، كانت عبارة عن قصة نضال وكفاح مستمرة طيلة حياته. عاد إلى باريس ليبدأ في التأليف الموسيقي. كان فقيرا معدما، يسكن في مخزن صغير فوق السطوح. يعيش على كسرة خبز وحبات قليلة من العنب كل اليوم. بعد مدة، استطاع أن يجد بعض التلاميذ لتعليمهم العزف على الجيتار والناي.

بعد أن ألف لحن أغنية (كونتاتا)، سمح له بالدخول في معهد الكونسرفاتوار. هناك كان صوته يزعج زملاءه. لم يكن يحظى برضاء المدير الإيطالي، شيروبيني. لأن شيروبيني كان يطلب الانتظام والامتثال، وهما خصلتان غير متوافرتين لدي بيرليوز.

كان يقضي معظم وقته في مكتبة المعهد، يدرس نوت الأعمال الموسيقية لمؤلفين كبار. كان كادحا، لذلك لم يقم المعهد بطرده بالرغم من ندرة نجاحه في الامتحانات.

لحاجته الملحة للنقود، حتى لا يموت من الجوع، تقدم مع آخرين للعمل كعضو في كورس غنائي في مسرح درجة ثانية. كل واحد من المتقدمين للوظيفة، ذهب للمقابلة الشخصية ومعه نوتة موسيقية يغني منها.

عند سؤال بيرليوز عن نوتته الموسيقية، أجاب: "أنا لا أحتاج إلى نوتة". ثم قام بترديد ألحان مختلفة لسبع مؤلفين موسيقيين بدون الاستعانة بالنوته الموسيقية.

ربما يكون هذا أحد أسباب حصوله على الوظيفة. لكن يقال أن الأب الدكتور بيرليوز الطبيب، وجد ابنه هيكتور مريضا في باريس، فقام بإعادة المصروف الشهري إليه.

بينما كان بيرليوز يدرس في الكونسرفاتوار بباريس، جاءت شركة إنجليزية تعرض مسرحيات شيكسبير. لم يكن بيرليوز يعرف الإنجليزية. يستطيع فقط رؤية الإيماءات وسماع أصوات الممثلين ترافقها ترجمات رديئة. بالرغم من ذلك، كان بيرليوز منبهرا بالمسرحية. لدرجة أنه صاح قائلا: "لقد بهرني شيكسبير، كأنه رماني بمطرقة سحرية".

كانت بطلة الفرقة الممثلة الجميلة الإيرلندية "هاريت سميثسون". إليها كان يتعطش الشعراء والرسامون والأرستقراط والمتسكعون. طبيعة بيرليوز الحالمة، جعلته يقع هو الآخر في غرام هذه الغادة الفاتنة، عندما شاهدها وهي تقوم بدور "أوفيليا" في مسرحية هاملت، ودور ديدمونة في مسرحية عطيل. لكنه كاد أن يفقد الوعي، عندما تأكد أن الممثلة الفاتنة لا تبادله نفس الشعور.

أخير، حصل بيرليوز على جائزة "بريكس دي روم" التي كان يصبو لها دوما. بعد ذلك ذهب إلى إيطاليا. هناك في فيلا عائلة المديشي، قابل كل من: فيرنيت، ليست، ماندلسون. كون معهم وآخرين جمعية لها اسم غريب. "جمعية اللامبالاة بكل المواضيع". أعضاء الجمعية كانوا يعزفون لبعضهم، ويناقشون وينقدون أعمالهم بنفسهم، ويقومون بالرحلات سويا.

بينما كان يُحضّر بيرليوز ل"سمفونية فانتاستيك"، وسمفونية "هارولد في إيطاليا"، تفرغ لجمع المادة اللازمة، وكان يزور الكنائس والأستوديوهات والمعارض، يستمع إلى الأوبرا والموسيقى الإيطالية، التي لم يكن يحبها، ربما بسبب مشاكله مع شيروبيني.

سيمفونية "هارولد في إيطاليا" ل"بيرليوز".
https://www.youtube.com/watch?v=Q4NC4E5RXik

ثم بدأ يأخذ قيثارته، ويذهب في الليالي المقمرة إلى الاستاد الرياضي أو خارج المدينة لكي يعزف ويدندن وحده. كان في غالب الأحوال، يقابل عصابات قطاع الطرق ، لكنهم لم يحاولا أبدا الاعتداء على موسيقي حالم شريد وحيد. العصابات لها قانونها الأخلاقي هي أيضا.

ظل بيرليوز في روما لمدة عامين. بعد ذلك فاجأ الجميع برجوعه إلى باريس. هناك أراد أن يعمل أستاذا في الكونسرفاتوار. لكن شيروبيني، الذي لم يكن يرتاح له، وقف له بالمرصاد.

مؤلفات بيرليوز الموسيقية لم تكن تكفي لكي يعيش على ثمنها. لأن الفرنسيين لم يكونوا معجبين بها. كان يجد صعوبة في مجرد عرضها على أحد. لذلك، قرر أن يصبح ناقدا موسيقيا.

أسلوبه في النقد كان عظيما، ولاذعا عندما يهاجم عملا رديئا أو غير جاد. أحد رؤساء التحرير أعاد إليه نقده مع ملاحظة تقول: "يداك مليئتان بالأحجار، وهناك العديد من النوافذ الزجاجية حولنا".

لكن بيرليوز كان ناقدا ماهرا وناجحا. استمر في هذه الوظيفة لدى أحسن المجلات الموسيقية في باريس لمدة 20 سنة. مرة ثانية سمع أن "هاريت سميثسون"، التي فتنته ورفضته منذ خمس سنوات، تمثل على المسرح. حاول مقابلتها، لكنها هذه المرة قبلته زوجا لها.

لأن بيرليوز حياته كلها مشاكل، سقطت "هاريت سميثسون" وهي على المسرح وكسرت ساقها واعتزلت التمثيل. مما جعل الديون تتراكم عليه. لم يكن الزواج سعيدا، وبعد وفاتها، تزوج للمرة الثانية.

بينما كانت موسيقى بيرليوز لا تروق الباريسيين، بسبب جرأته على تحدي الفرنسيين بأصالته، كما أن المثل يقول: "لا كرامة لنبي في وطنه"، وجد التكريم في بلاد أخرى، كان يعامل فيها كموسيقار عظيم.

الشاعر الألماني "هيني" قام بالكتابة عنه يكرمه، مندلسون كان يتبادل معه الهدايا، المجريون استقبلوا موسيقاه بكل الحفاوة والترحيب. "بجانيني"، عازف الكمان العظيم، منحه في وقت حاجة، مبلغا كبيرا من المال، وطلب منه أن يكتب له كونشيرتو للكمان.

في الواقع كان بجانيني يعتبر بيرليوز في شهرة بيتهوفن. كيف لا، وأسلوبه في معاملة الأوركسترا، مثل أسلوب بجانيني في معاملة الكمان، وأسلوب "ليست" في العزف على البيانو.

الآن سوف ننظر في موسيقى بيرليوز بشئ من التفصيل، لكي نرى كيف جعلته يتبوأ مكانا فريدا في عالم الموسيقى الكلاسيكية. شهرة بيرليوز التي يتميز بها عن غيره من المؤلفين، هي استخدامه الرائع للأوركسترا.

أولا، معرفته العميقة لكل آلة وما يمكن أن تفعله. ثانيا، مهارته في توليف آلات مختلفة مع بعضها، بحيث تعطينا تأثيرا رائعا غير مألوف. في بعض الأحيان، كان يجعل مجموعة آلات تعزف كآلة واحدة.

كان بيرليوز يؤمن بأن الموسيقى لها من قوة التعبير، ما يجعلها تقرض شعرا، وهذا ما كان يفعله دائما. لذلك كان يسمى "أبو موسيقى البرامج". بالرغم من كون الباريسيون لا يعجبون بأسلوبه، إلا أنهم لم يجرأوا على نقد مهارته الفائقة في توليف التركيبات الرائعة التي تحكي قصة موسيقية.

لديه مقدرة هائلة في التعامل مع الكثير من الآلات واستخدامها معا في القداس والموسيقى الدينية. ألف ثلاثة أعمال للأركسترا، وثلاثة للكورس، وأربعة للأرغن، وثلاث رباعيات. ألحان أغانيه مليئة بالعذوبة والرومانسية.

موسيقى قداس (ريكويم)، ل"بيرليوز".
https://www.youtube.com/watch?v=yetrQXTsdkI

أوبراته، بالرغم من أنها تحتوي على ألحان غاية في الجمال، إلا أنها لم تلق الشهرة التي تستحقها. أميزها أوبرا "بينفينيتو سيليني"، وأوبرا "بيتريس وبينيديكت".

جزء من "بيتريس وبينيديكت" ل"بيرليوز".
https://www.youtube.com/watch?v=JtZleGpT9Gk

سيمفونياته، هي أحسن أعماله. السيمفونية. كل منها يتكون عادة من أربعة أجزاء. هي عبارة عن قصائد سيمفونية. هذه السيمفونيات، كانت مشهورة في القرنين التاسع عشر والعشرين. سيمفونية "روميو وجولييت"، وسمفونية "هارولد" خير مثال على هذا النوع من السيمفونيات.

مقدمة سمفونية روميو وجولييت ل"بيرليوز".

https://www.youtube.com/watch?v=uYqItMmwwKE

أول محاولاته للتعبير عن قصص الحب، جاءت في "سيمفونية فانتاستيك". عبارة عن سيرة ذاتية بالموسيقى. تبين قصة غرامه الفاشلة.

أداء رائع لسيمفونية "فانتاستيك" لبيرليوز بقيادة "ماريس جانسونز"، لاحظ حجم الأوركسترا.
http://www.youtube.com/watch?v=yK6iAxe0oEc

صيغة السيمفونية وتكوينها الأوركسترالي، شئ جديد ثوري بكل المقاييس. تحكي لنا قصة بيليوز الرومانسية مع "مس سميثسون"، لذلك تعتبر أول سمفونية تعبر عن برنامج. القصة ممتعة مثل الموسيقى نفسها.

الحركة الأولي:

فنان موسيقي شاب يرى لأول مرة غادة جميلة تنطبق عليها كل الأوصاف التي كان يحلم بها طيلة حياته. موضوع الحركة الأولى، هي قصة انتقاله من حالة حزن وانقباض خيالية، تتخللها لحظات بهجة، إلى حالة هذيان عاطفي، مع موجات غضب وغيرة.

ثم يعود إلى حالة رقة وبكاء وتعبد لعلها تخفف من آلامه. البداية بطيئة تعبر عن أول مشاهدة للحبيبة، التي تمثلها "التيمة" أو النغمة الرئيسية.

الحركة الثانية: صالة رقص

الفنان وجد نفسه وسط حفل صاخب. بدأت رقصة الفالس، لكن يعترضها ظهور الحبيبة، فتتغير نغمة الفالس. أربع آلات هارب تضاف مع عودة الفالس. بالقرب من النهاية، يأتي صوت الكورنت وحيدا.

الحركة الثالثة:

يجد الفنان نفسه بالليل وسط الحقول، يسمع اثنين من الرعاة على بعد يعزفون على الناي. هذا ينعكس على شعوره بالوحدة، فيعلم أنه لم يعد وحيدا. الحوار بين الرعاة تمثله آلة البوق الانجليزي وآلة "الأبوا" التي تدل على بعد المسافة.

ظهور الحبيبة غير المتوقع في شكل آلات النفخ الخشبية، يدل على الأمل في نيل رضاء الحبيبة. فتظهر هنا نغمة الرعاة ، لكن بدون "الأبوا". نداء آلة البوق الإنجليزي على الحبيبة، لا يجد صدى سوى قرقعة الرعد الذي تمثله آلة "تيمباني".

الحركة الرابع:

عندما علم الفنان أن حبيبته ذهبت ولم تلتفت إليه، سمم نفسه بتعاطى الأفيون. الجرعة لم تكن كافيه لموته. لكنها وضعته في حالة نوم، تصاحبه أحلام مرعبة. لقد رأي في أضغاث الأحلام أنه قتل من يحب. تمت إدانته واقتيد لكي يلقى حتفه، ولكي يشاهد نفسه وهو يعدم بالمقصلة.

الهلوسة الناتجة عن المخدر، تظهر في المارش. الضربات الوترية، المنتظمة والمنخفضة، وصوت الآلات النحاسية والطبول، تقود إلى ساحة الإعدام. بالقرب من النهاية، تظهر الحبيبة في صوت الكلارينت، فقط لكي تختفي فجأة خلف صخب الأوركسترا الهادر بكامله. ثم تهوي المقصلة.

الحركة الخامسة والأخيرة:

يرى الفنان نفسه وسط "سبت الساحرات"، محاطا بجيش من الأشكال المرعبة والوحوش والمشعوذين اللذين أتوا من كل فج عميق للاشتراك في جنازته.

تظهر أصوات غريبة ونواح وضحكات وقهقهات ونحيب من بعيد. الحبيبة، يمثلها صوت الميلودي، تعود ثانية، لكن بعد أن فقدت جلالها وروعتها، وأصبحت مجرد إمرأة عادية.

سرور طاغي لدى ظهورها، وانضمامها إلى حفل العربدة الشيطاني. المشهد الأخير، يبين تصور بيرليوز للجحيم. مجموعة من الساحرات والغيلان، تتجمع حول جثة الفنان وهو في طريقه إلى الجحيم.

أصوات غريبة ترسلها الآلات الوترية، وآلات النفخ الخشبية، والبوق الفرنسي. يأتي صوت حاد للكلارينت بطريقة مرعبة يمثل الحبيبة "هاريت سميثسون". تأتي إلى المسرح وهي تلبس رداء مخيفا من ملابس السحرة والجنيات.

خلال السيمفونية كلها، هناك لحن ميلودي واحد، وعدة تنويعات. ترمز إلى الحبيب المفقود. السيمفونية مليئة بالتخيلات الغريبة. من هنا جاء اسمها، السيمفونية الخيالية، أو الوهمية.

فيلم "النوم مع العدو"، عام 1991م، قصة الزوج الغيور الذي يحاول قتل زوجته، يستخدم موسيقى سيمفونية فانتاستيك. الصباح على الشاطئ من الفيلم:

https://www.youtube.com/watch?v=bNvAQbUg64w

لكن أفضل أعمال بيرليوز السيمفونية، هي سيمفونية "لعنة فاوست". الموسيقى تصويرية رائعة. بها موسيقى شرقية ومشاهد حب ورقص العفاريت وحوريات الماء مع كورس الأرواح.

سيمفونية لعنة فاوست ل"بيرليوز".
La Damnation de Faust de Berlioz à l’Opéra Royal de Versailles

La Damnation de Faust de Berlioz à l’Opéra Royal de Versailles
Enjoy the videos and music you love, upload original content, and share it all with friends, family, and the wor...

موسيقى بيرليوز يبدو أنها كانت توافق مزاجه الخاص، ولابد أنه كان يستمتع بها عند كتابتها. يبدو أنه كان دائم البحث عن بطل، يقف بصفة مستمرة وسط العاصفة، عاصفة الحب أو الكره.

الشعراء، فيرجيل، شيكسبير، بيرون، الموسيقار جلوك، هايدن، بيتهوفن، كل هؤلاء العمالة، كانوا هم مثله الأعلى. يخترقون بأعمالهم أغوار نفسه إلى الأعماق.

بيرليوز شخصية عطوفة، لكن عصبيته وعناده جعلاه يفشل في تكوين صداقات قوية. لذلك أصبح وحيدا مبتئسا صعب التعامل معه مع تقدم العمر. كان دائم الثورة على غيره من المؤلفين. لا يعتقد إلا في بيرليوز نفسه، وينتظر الاعتراف به في وطنه فرنسا.

توفي بيرليوز في باريس عام 1869م. بعد حزن قصير على ابنه الوحيد الذي مات في الغربة. بعد موته بفترة قصيرة، جاءت اللحظة التي كان ينتظرها طوال عمره. وهي بداية تحمس الباريسييون لموسيقاه، التي أصبحت تنتشر في كل أنحاء فرنسا. كان قد ظهر في ذلك الوقت، فاجنر في ألمانيا. الآن أصبح لدي فرنسا منافسا له.

يعتبر بيرليوز أكثر الموسيقيين صنعة وأصالة. من بين مؤلفي الموسيقى في القرن التاسع عشر، هو الوحيد الذي لم يكن يجيد العزف على آلة البيانو. بالرغم من ذلك، هو من أعظم مؤلفي الأوركسترا في تاريخ الموسيقى الغربية.

الأوركسترا لديه، يجب أن يتكون من مئات ومئات العازفين والمغنيين. قام باختراع آلات جديدة، مثل: الكورنت والبوق الإنجليزي، وهو نوع من التوبا. قام بإدخال الهارب لأول مرة في الأوركسترا، وأيضا الساكسافون.

حياة بيرليوز لم تكن حياة سعيدة. لم يستطع تكوين مدرسة خاصة به. أعماله الكبيرة، تحتاج إلى أوركسترا ضخم. له معجبين كثر. هو واحد من أعظم مؤلفي الأوركسترا السيمفونية في تاريخها الحديث.

من كتابي "قصة الموسيقى الغربية". الكتاب يمكن تحميله بالمجان من هذا الموقع:

https://archive.org/details/zakariael_att_20170617/page/n131/mode/2u

منطقة المرفقات

معاينة فيديو YouTube Gluck Overture to Iphigenie en Aulide

معاينة فيديو YouTube Berlioz: Harold en Italie ∙ hr-Sinfonieorchester ∙ Antoine Tamestit ∙ Eliahu Inbal

معاينة فيديو YouTube Requiem Berlioz/ Royal Albert Hall/ sir Colin Davis

معاينة فيديو YouTube Hector Berlioz - Béatrice & Bénédict (1862) - "Nuit paisible" (Sylvia McNair & Catherine Robbin)

معاينة فيديو YouTube Roman Carnival Overture - Hector Berlioz

معاينة فيديو YouTube Berlioz - Symphonie fantastique (Mariss Jansons conducts, Proms 2013)

معاينة فيديو YouTube Morning On The Beach

معاينة فيديو YouTube La Damnation de Faust de Berlioz à l’Opéra Royal de Versailles


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى