الأربعاء ٢٧ شباط (فبراير) ٢٠١٩
بقلم عبد المجيد رشيدي

الفنانة التشكيلية رشيدة الجوهري

عبد المجيد رشيدي‎

أكدت المرأة المبدعة المغربية على إثبات وجودها في إرساء وبناء دعائم الحركة الثقافية والفنية، ولكونها هي الجناح الأخر للموارد البشرية التي تساهم دائما في بناء المجتمعات المتوازنة بمساهمات فعالة، كذلك سيتجلى دورها وحضورها أكثر إذا واكبت حركة التطور وساهمت في الفعاليات الاجتماعية والثقافية، واليوم لنا وقفة مع إحدى المبدعات اللاتي ساهمن في بناء شخصية تشكيلية ذات أسلوب تشكيلي ناضج بما يحمله من أحاسيس ومشاعر صادقة تفيض حبا ووفاء للطبيعة ولروح المرأة وبراءتها.

أﻧﺎﻣﻞ ﻧﺎﻋﻤﺔ داﻋﺒﺖ اﻟﺮﻳﺸﺔ واﻟﻘﻠﻢ وﺗﺤﺴﺴﺖ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺮﺳﻤﻬﺎ، ﻓﻨﺎﻧﺔ ﺗﺸﻜﻴﻠﻴﺔ مغربية، أدرﻛﺖ ﻗﻴﻤﺔ ذاﺗﻬﺎ وﻗﺪرت ﻣﻮﻫﺒﺘﻬﺎ، اﺣﺘﻮﺗﻬﺎ وﺻﻘﻠﺘﻬﺎ وﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺑﺮ اﻹﺑﺪاع واﻟﺘﺸﺮﻳﻒ ﻟﺘﺒﻬﺮ اﻟﺠﻤﻴﻊ…

معنا الفنانة التشكيلية المبدعة رشيدة الجوهري، فنانة تشكيلية استطاعت بثقافتها الفنية واختيارها لعناصر لوحاتها وتركيزها على تراثها المغربي الأصيل، أن ترسم طريقها ومسارها الفني، فالثقافة والعلم والخبرة والمشاركات المستمرة للفنان تساهم في إيجاد الطريق المفقود، وتساهم في حل الكثير من المشكلات الفنية لدى الفنان، وكذلك الحال تساهم أيضا بتوجيه وصناعة متلقي مثقف يمتلك وعياً جمالياً عالياً.

رشيدة الجوهري فنانة تشكيلية وفاعلة جمعوية ازدادت وترعرعت بمدينة الدار البيضاء, اشتهرت وسط عائلتها منذ الطفولة بحبها للفن، بما فيه الرسم والتلوين والرقص الكلاسيكي "الباليه" وكذلك الغناء والموسيقي، أحبت الفن التشكيلي وأحبت معه الطبيعة بسماءها الزرقاء وألوانها البهية، حصلت علي دروس في فن التشكيل بالمركب الثقافي أنفا لعدة سنوات، ثم أكملت المشوار بدار الشباب العنق بعد انتهائها من كلية الحقوق بالدار البيضاء وعملها بالوظيفة العمومية، عاد بها الحنين إلى فرشاتها لتشبع نهمها الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتها، للتعبير وصقل موهبتها بمزاولة الفن الذي يعتمد على الملاحظة والدقة والتفنن في الألوان، متنقلة في ذالك بين مختلف المدارس الفنية مع اهتمامها الخاص بكل ما هو مغربي وعربي، فالفن التشكيلي بالنسبة لرشيدة هو نوع من التحدي للاتقان وإرضاء النفس وإيصال الفكرة مهما كانت ..

هكذا أبحرت التشكيلية رشيدة الجوهري بريشتها الساحرة باكرا، كانت تنادي للطبيعة وتمجد المرأة في مناسبات عديدة، لوحة من هنا، ولمشهد هناك، جالت بها، من مدارس متعددة إلى أماكن أبدعت برسوماتها، فأحبوا أن يحاكوها ويعرضونها...

عندما تطلع إلى لوحات الفنانة رشيدة الجوهري والتى تصور عليها مزيج أحلامها مع عبق تاريخ الثقافة المغربية وطبيعتها الخلابة، يهيأ إليك أن أصباغ ألوانها معان وكلمات، قصائد شعر هائمة فى ديوان مفتوح الصفحات تحت سماء المغرب، تحوله إلى إشراقة ألوان زاهية، لوحاتها تميزها تلك الروح الشاعرية التى تنبعث منها ويمكن أن نقول أنها تمثل فناً قريباً من الحلم، يقترب سحره من ألف ليلة وليلة، كل هذا بمفهوم في غاية الروعة.

الجوهري، صاحبة ريشة، ترسم بإبداع وثقة، بات طموحها أبعد من كل شيء، وفنها على مساحة أكبر، تتمنى أن تجوب لوحاتها العالم، وتعجب المتتبعين، طبعا سيكون لديها جدول حافل مع رسوماتها مستقبلا لتعرضها، وهي على موعد مع إبحار جديد لترسم وتبدع، وترسو بفنها في مرافئ المبدعين والمميزين.

عبد المجيد رشيدي‎

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى