المٌنقَلَبْ
تُرى ما السبب؟
كلّ شيء في بلادي انقلبْ
الرأسُ بالأرض
وفي الأعلى الذنبْ
يا لَلْعَجَبْ
الذلُّ يضحكُ ملىء شدقيه
والعِزُّ يبكي كِلا عينيه
والدمعُ لا الضحكْ
مِن سوء الأدبْ
يا لَلْعَجَبْ
الكذبُ صدقٌ
والصدقُ كذبٌ
والرايةُ
تُرفعُ عالياً
لِمَنْ كَذَبْ
يا لَلْعَجَبْ
الكل يدلو دلوهْ
الكل يسحبُ حبلهْ
الكل ينزحُ مائهْ
فالكل مسموحٌ له
في بلادي
إلاّ العربْ
يا لَلْعَجَبْ
قاتلنا يسرح
عميلنا يمرح
سجيننا
بالأقذار يُطرح
جريحنا وشهيدنا
بالأرض يُمسَح
وبرروا السبب
فنحنُ في رَجَبْ
يا للعجبْ
قسموا بلادنا
وفرقوا عبادنا
وحرضوا إخواننا
فشمالنا لهم
وجنوبنا لهم ولنا
فلنرقص دبكةًً
ونهني أهلنا
للقسمة الخَطَبْ
يا للعجب
جرباء تربط
حولَ صحيحةٍ
فتعالج الصحيحة
بترياق الجرب
يا للعجبْ
يستجدوا المال
من كف العدا
والنهر جارٍ
والأرض حبلى
والسما تزهو
بألوان الذهب
ياللعجب
قلنا كفى
وأمسكنا كف زيد
عن ضرب عمرو
فإذا بعمرو
لنا ولزيدٍ
قد ضَرَبْ
يا لَلْعَجَبْ
في مجلسِ الصمتِ
يعلو صوتهْ
وفي الخطوبِ
يَحْضرُصمتهْ
فالكلام فضه
والصمتُ ذَهَبْ
يا لَلْعَجَبْ
تجمعت النُخَبْ
الكلُّ يطمَحُ
أن يُنتَخَبْ
تفرقوا وتجمعوا فتفرقوا
وتزاحَمَ الأضداد
فازدادت الأعداد
والجاهُ والمالُ
السببْ
يالَلْعَجَبْ
أجَّلوها وقَّعوها
وبعضهم بصموها
ثمَّ بعدٍ
مدَّدوها
فجائهم فرمانها
لا!!
تداولوا الأمرَ
وأمره وجبْ
فإذا بلسانهم
قد انسحبْ
يا لَلعَجَبْ
معبودهم شيطانهم
ملعونهم رحمانهم
أما حسبوا يوماً
إن الحسابَ
قد اقتربْ
يا لَلْعَجَبْ
أما دروا وسيادهم
ان الصبرَ نضبْ
وترابنا التهب
والجدُ قد حانْ
والمجدُ اقتربْ؟
يا ويلهم إن ثار
بركان الغضبْ
فالشعبُ إن ثار
غَلَبْ
فكفى به ذبحاً
فدماهُ فاضتْ
للرُكَب
فما العقاب
إذا المحتل فرَّ
وانسحبْ؟
أما سيصلوا بنارٍ
ذاتَ لهبْ؟
ويكونوا لها حطبْ
فبئس قومٍ استكانت
لمن غَصَبْ
فهل بقى لديكم
مِن رِيَبْ؟
يا لَلْعَجبْ.