الأحد ١٢ أيار (مايو) ٢٠٢٤
بقلم هند زيتوني

النساء في غزّة

النساء في غزّة يستيقظنَ قبل طلوع الفجر
يمسحنَ دموعَ الشمس
يرتلّن آهات الوجع بخشوع
يطبطبنَ على كتفِ الحياة ويطبعنَ قبلةً على جبينها الجريح.
النساء في غزة
يرتبّن أسرّة الموت
يُلقين بوسائد الكآبة والحزن من النافذة
ينظفّن الهواء من كثافة الدم والفقد
يطعمنَ القطط الجائعة ويسقينَ أشجار البرتقال بآخر دمعةٍ متحجرة
يفتحن في شريانهنّ طريقاً للمحاصرين
يسربّن من دمائهنّ أُغنيةً للمحزونين
النساء في غزة
يرضعن الأطفال الجياع الحب والبسالة
يكتبنَ على جدار البيت:
"سنعود لنخبز أرغفة الأمل
سنعودُ لنبني بيوتاً جديدة من أجساد أشجارنا الصامدة
سنجرُّ جثّة الحرب إلى خارج المدينة
ليلتهمها الجائعون للأشلاء المدمنون على أكل لحوم البشر
المتعطشون للدمع والدم"
النساء في غزة
لسنَ ككّل النساء
لا يضعنَ المساحيق الرخيصة
يتكحلن بأغاني النصر
ويتعطرّن بماء الشهادة
يغزلْن للمشردين قمصان الضوء
النساء في غزة
يمشينَ برأسٍ مرفوع
يودّعنَ العصافير وأزهار الليمون
ويدفنَّ وصاياهنّ تحتَ تراب الصبر
يحملن صرّة أحلامهن البسيطة
ويمشينَ على حبال القهر والفجيعة بثباتٍ
يا نساء فلسطين
يا رسولات الوقت
يا رسائل الله الخفيّة!
يا نساء الطُهر أنتنّ كلمات الأناشيد المقدّسة
والتراتيل التي يتلوها الشهداء
قبل الصعود إلى الفراديس
أنتنّ ذاكرة الوقت التي لا تُنسى…
أنتنّ في القلب أينما كنتنّْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى