الأحد ٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم أشرف بيدس

بائعة الهوي

كل بائعة هوي لديها قصة حزينة دفعتها لاحتراف الرذيلة.. كلام متداول ومعروف، وكأنه مانشيت عقيم لصحيفة قومية، كلكن مجبرات للوقوف علي نواصي الشوارع لاصطياد «الزبائن»، وليس هناك امرأة اختارت أن تبيع جسدها بإرادتها.. دائما الظروف اللعينة هي السبب، وسطوة زوج الأم.. أو قسوة الأب، أو مرض الخال والعم والجد.

إن اختلاف القصص وتنوعها يشهد علي براعتكن في التأليف، كنت أعلم أنك ماهرة في حَبْك القصص الواهية والكاذبة، لكن للأسف تأتي دائما بنهايات هابطة لا يصدقها عقل.. استوحيتها من أفلام سينما الترسو التي تعتادين الذهاب إليها في عطلاتك الجنسية..

يبدو أن قدراتك في الكذب تتراجع بتراكم السنين والتجاعيد والدهون وضعف القدرة علي الإغراء، خابت فراستك هذه المرة في إقناعي بمبرراتك البلاستيكية، وخانتك عيناكي في إسقاط الدموع لتأكيد المعني..

لم يكن يشغل بالي امتهانك للبغاء، فتلك طريقة للعيش تروق لكِ.. ولك الحق .. كامل الحق في عرض جسدك للذئاب إذا كان ذلك يدر عليك قروشا تكفي للطعام والشراب والنوم.. اختارتي بإرادتك السقوط في مستنقع الرذيلة، هذا اختيارك وحدك.. وليس لي أي دخل من قريب أو من بعيد..

لكن ما يفزعني ويثير غضبي هو اعتقادك أنني أصدق ادعاءاتك الكاذبة وتوسلاتك المصطنعة، الشارع هو المكان الطبيعي لإقامتك، وهو المكان الذي عرفتك به.. وهو المكان الذي تستحقينه الآن.. لا لن تجدي معي هذه المحاولات.. قولي ما شئتي، نعم أتصيد الفرصة، وأنك الآن فريسة سهلة بائسة، لك كل الحق في الكلام، لكن رجاء أن توجزي.

دعينا نكون صرحاء، ولا نستخدم تلك الألفاظ التي قد تنأي بنا عن المشكلة، أعلم أنك لا تريدين سوي مكان تنامين فيه حتي الصباح.. لكن هذا للأسف غير متوافر، فلدي امرأة تملك من الكذب ما لا تملكين.. وأشعر أنني أتوق لسماعه.. فهلا تأذنين لي بالانصراف.. أتمني لك ليلة سعيدة..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى