الأحد ١٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم كمال الرياحي

باولو كويلهو وباسكال بونيفاس وابراهيم الكوني ضيوف تونس

في الدورة الـ24 لمعرض تونس الدولي للكتاب

يعيش المشهد الثقافي التونسي منذ أسابيع على وقع الإعلان عن استضافة معرض تونس الدولي للكتاب في دورته ال24 الروائي البرازيلي الشهير باولو كويلهو .

و كثرت الشائعات حول حضوره من عدمه و قد تأكّد منذ أيام أنه سينزل ضيفا على تونس أثناء المعرض الذي سيمتد من من 28 أبريل/ نيسان حتى 8 مايو/أيار 2006 .

و الجدير بالذكر أن العالم تعرّف عن باولو كويلهو من خلال روايته الشهيرة "الخيميائي" و التي صدرت سنة 1989 بالبرازيل و لم يقع الالتفات إليها إلاّ سنة 1994 حين أعيد اصدراها في فرنسا في ترجمة فرنسية . فبيع منها أكثر من ثلاثة ملايين نسخة , تفرّغ على اثرها للكتابة . و أصبح ظاهرة أدبية فريدة فعمره ككاتب قصير جدا مقارنة بهذه الشهرة العالمية . و قد انتشلته هذه الكتابة في شيء أشبه بالسحر من فقر مدقع لتلحقه بأغنى أغنياء العالم .

تميّزت رواياته بطابعها الروحاني و الفلسفي , كما يبدو تأثّره واضحا بالثقافة العربية مثله مثل بورخس و ماركيز ...
غير أن بعض المهتمين لا يرون في تجربته أي عمق , بل على العكس من ذلك يرونها كتابة متكلفة و مغموسة في التبشيرية الفجة و كتبت بلغة هزيلة لا يمكن أن تكون لغة أديب عالمي . و أعتبروه ظاهرة او موضة سرعان ما ستغرب مثلما بدأت , و مع ذلك فإنّ ظاهرة باولو كويلهو تتواصل و تزداد كل عام و عدد قرائه يتزايدون بشكل لافت .

عاش باولو كويلهو حياة قاسية كأي فقير في جنوب القارة الأمريكية و لكن حياته الأسرية كانت أشد قساوة فلم تتردّد هذه الأسرة في رميه في مصحات عقلية ليعيش بعد خروجه مع المهمّشين و جماعات الهيبيز و السحرة و جرّب حديث الزنازين قبل أن يجرّب أحاديث قصور ألف ليلة و ليلة .

و يذكر أن باولو كويلهو يكثر من السفر و الترحال لتوقيع كتبه في لغتها الأصلية أو مترجمة و هنا يطرح سؤال هل فعلا تمثّل استضافة تونس لباولو كويلهو عملا عظيما ؟؟؟
بقي أن ننتظر كيف ستكون مشاركة صاحب "الخيميائي" و "أحد عشر دقيقة " و "مكتوب" و"فيرونيكا تقررأن تموت"و و"الزهير" و "الحج" في معرض الكتاب بتونس .

الضيف الثاني : ابراهيم الكوني

الضيف الآخر لمعرض الكتاب هو النسخة العربية لباولو كويلهو : الروائي الليبي الشهير ابراهيم الكوني صاحب " المجوس" و " نزيف الحجر" و "التبر" ...

و يعتبر ابراهيم الكوني ظاهرة أخرى في الأدب العربي تكتسب خصوصيتها من خلال مناخاتها و منابها المخصوصة , فيجترح ابرهيم الكوني نصّه من أساطير و عادات و معتقدات شعب الطوارق بالصحراء الليبية و هو ما جعل كتاباته تحمل نبرة خاصة بها دفع ببعض المرتجميت الروس خصوصا إلى ترجمتها إلى الروسية .

الضيف الثالث : الخبير الاستراتيجي الفرنسي باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ـ باريس صدرت له مجموعة من الكتب منها : "فرنسا ضد الإمبراطورية" و "تحديات العلم العربي " و صاحب كتاب "نحو الحرب العالمية الرابعة" التي ينتقد فيها أطروحة صدام الحضارات لصامويل هينتنغتون يقو ل في أحد فصوله :

"لقد تمكن الغرب من تحقيق انتصار في الحرب الباردة - بطريقة سلمية- بفضل التفوق الاقتصادي لـ"العالم الحر". وانهار الاتحاد السوفييتي السابق بفعل عجزه عن مجاراة إيقاع التقدم والنمو في الدول الغربية. أما اليوم فيبدو أن "الإرهاب" هو من سينهك ويقطع أنفاس خصومه، من الناحية الاقتصادية أيضاً. وهذه الحقيقة تعني أن العمل لمحاربة "الإرهاب" لا ينبغي أن يُعوِّل كلياً على الجهد العسكري فقط، الذي يغذي "الإرهاب" بالأساس أكثر مما يقضي عليه. إذ لابد لرفع هذا التحدي من ابتداع استجابات سياسية إزاءه. وبدون ذلك فإننا لن نخفق فقط في تحسين بيئتنا الأمنية العالمية الذي تزداد تردياً، وتسير من سيئ إلى أسوأ، وإنما أيضاً سيكون علينا التخلي من الآن عما اعتدناه من تلبية للمطالب الاجتماعية ومستوى معيشة مواطنينا."

و تسعى هيئة التنظيم إلى دعوة الروائي الجزائري واسيني الأعرج والروائي خيري شلبي والناقد عديدو باشا و بعض الكتاّب من الولايات المتحدة .

و ستعقد مجموعة من الندوات خلال المعرض ستهتم بعلاقة الكتابة السردية بالكتابة الدارمية (التلفزيزنية و الاذاعية) إلى جانب أمسية شعرية عربية يشارك فيها بعض الشعراء من تونس و من الدول العربية الأخرى .

في الدورة الـ24 لمعرض تونس الدولي للكتاب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى