الأحد ١٨ شباط (فبراير) ٢٠١٨
بقلم جميل السلحوت

برج الذاكرة في اليوم السابع

القدس: 15-2-2017 ناقشت ندوه اليوم السابع الثقافية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس ديوان "برج الذاكرة" للشاعرة حليمة دواس ضعيف من قرية عارة/ المثلث الشمالي. قدم الديوان الذي يقع في ٩٩ صفحه من القطع المتوسط محمد علي سعيد من طمرة- عكا.

وكان قد صدر للشاعرة ديوانان بعنوان أنين الصمت عام ٢٠١٤ وومضات حليمة عام ٢٠١٦.

وممّا قالته نزهة أبو غوش:

رتّبت الكاتبة نصوصها ال95 بشكل عمودي يشبه ترتيب الأبيات الشّعريّة بخطّ واضح وجميل، ولم تذكر نوع الجنس الأدبي على الغلاف.

في نصوصها كتبت عن الوطن وللوطن بقلب ثائر حزين ملوّع. كتبت لغزّة ويافا، وعكّا. "أرضك تشرّبت من طهر الدّماء الزّكية/وكلّ دم أُريق بكلّ شبر/ تفجّر منه ينبوع ماء زلال/ وطن الشّهامة يا رمز النّقاء" صروح المجد ص46. نلحظ بأنّ في بعض النّصوص المكتوبة يمكن أن تلائم موضوعا آخر أو بلدة أُخرى، لولا أنّ الكاتبة ذكرت العنوان، ولم تُدخل اسم المدينة بين السّطور.

نحو: " تتوكّأ على أجنحة رجاء مقصوصة/ بينها تتهادى// تجمع شتات الأمل" يافا ص56. استخدمت الكاتبة الأسلوب السردي في بعض النصوص فزادتها جمالا وتشوّقا نحو: " سافر الزّير يا سيّدي الأمير/ على جناح الشّهادة/ حطّوا رحالهم الأخيرة/ عند طهر جزّارك الشّامح/ وحينها نسجت فرحا..." عكّا ص51

في نصوصها، تغزّلت الكاتبة حليمة بالوطن فلسطين؛ فصارت فتاة رائعة الجمال والاشراق تترنّح وتومئ بعينيها، وتشير وتجيب بلغة الحبّ للانسان: " وفلسطين الحسناء/ تجيب بأجمل سجال/ وجدتني في بحر هواك/ أغوص وأغرق وأغرق" أسير الهوى ص26.

في لغة الكاتبة حليمة ضعيّف تشبيهات واستعارات أضافت لنصوصها نوعا من القوّة والعنفوان. شبّهت أُمّ الشّهيد بشجرة السّنديان، وبالربيع، وبالوطن، فهي حوريّة أرضيّة . هي أرض تصبّ فيها كلّ الجداول والسواقي.

لم تكتفِ الكاتبة بالوصف والتّشبيه للوطن بل هي عاشقة متيّمة بحبّه" يا وطنا أسكرني حبّك/ علّمني حبّك أن أبحر بالأعماق/ أن أكتشف جزر الشّوق/ أن أصعد قمّة النّشوة..." أساطير النّور ص24. أمّا تحت عنوان " سيّدة الأرض" نرى بأنّ الهدف والمعنى يتكرّران والهدف واحد، حبّ فلسطين الوطن، كذلك في العراقيب ص36. أمّا تحت عنوان، ذاكرة السّنين، و ذاكرة النّسيان وهو نفس عنوان الكتاب؛ فقد تكرّرت نفس اللّغة في حبّ وعشق الوطن؛ وكأنّ القارئ يتذوّق طعما واحدا لا تغيير أو تنويع فيه.

تحت عنوان" الحاضر الغائب" كتبت حليمة دواس ضعيّف رثاءَ لوالدها، فيها حبّها العميق للمرحوم والدها، ومدى حزنها وألمها لفقدانه؛ فكانت كلماتها مؤثّرة " الحزن المتراكم/ وتغلغل إِلى قلبي الحالم/ بعطرك كفّنت ما بي/ من همس" ص32.

إِنّ رسالة أحمد الدّوابشة لوالدته في نصوص حليمة ضعيّف، كانت مؤثّرة وحزينه يرنو فيها الشّهيد إِلى السّلام المفقود الّذي لا يجده الا برحم أُمّه." ضمّيني بين نبضك/ أرتع في تكاوين الحنان/ مشرّد أنا بين زحام الغبار/ ص 82

كرّرت الكاتبة الكتابة عن والدها تحت عنوان "الخطّاف" هنا نلحظ مدى التكرار عند الكاتبة تحت عناوين مختلفة.

العاطفة في نصوص الكاتبة يغلبها القهر والحزن والغضب وحبّ الأرض والوطن . هناك بعض التّفاؤل في بعض النّصوص: " السّماء البعيدة ص 95" سأرنو إِلى النجوم/ حين يتبدّد الليل من أراضينا/ ونسيم الفجر/ يزرع الفيروز شطآنا في روابينا/ يشيّد لنا قصور الأمان.

اللغة في برج الذّاكرة، جزلة وقويّة، لكنّا نجدها أحيانا مبعثرة لا ترتبط بفكرة ، فيها تشبيهات وبعض الاستعارات، كما استخدمت الجناس بكثرة. " الآفاق- الفراق- سمائك- بهائك/ الجبين- اللجين/ الآمال- الأهوال.

كثر في النصوص تكرار بعض الكلمات نحو : تسربل..الاقحوان.. وغيرها. هناك خطأ املائي لعدم ربط كاف التشبيه وحرف الجار الباء، وحرف اللام بالفعل " ل أدفئ.. ل يحمل ص43" وحكايتي ك رقّة الفراشات" ص49. وهناك بعض الأخطاء المطبعيّة " تستقيظ بدل تستيقظ" ص44.

هناك بعض الكلمات الّتي رأيت بأنّها أثقلت النّص نحو:

قاترا ص57/ صهد... القدى ص56/ تقدّى، شظايا الوقت ص44 / عوسج ص25

هناك بعض الأخطاء اللغويّة ص 48: أحمل بين راحتي: سراجا وقرطاسا ويراع والصحيح يراعا. طيور الأشواق القريبةُ ص 88بدل القريبةِ، كانت الكاتبة في غنى عن الحركات لتجنّبت الخطأ.

وكتبت هدى عثمان أبو غوش:

عبّرت الشّاعرة عن هموم وطنها ومدنها، يافا، عكّا، إجزم وغيرها ،وتطرقت إلى الشّهيد وأُمّ الشّهيد ولروح جدّها الشّهيد.

في هذا الكتاب تبدو النّصوص نثريّة والكلمات تقريريّة عاديّة، اعتاد القارئ أن يسمعها ، تفتقر النصوص للخيّال ولقوّة موسيقى القصائد التي تجذب حواس القارئ النابعة من القوافي .

لم ألحظ من خلال نصوص الشّاعرة أيّ تجديد يجده القارئ من خلال قراءته للنصوص، وبالإستناد إلى نصوص الشاعرة ففي قصيدة "قضبان السنين" على سبيل المثال نجد الشاعرة في نهاية القصيدة تعبّر عن غضبها تجاه المحتل بطريقة تقريريّة، فالشخص العادي يقولها يوميا ويسمعها في نشرات الأخبار، وتلك الكلمات لم تضف للقارئ أيّ جديد أو ابداع يؤثر به أو يثير به الدهشة، فلو أنّها استخدمت إستعارات وصورة شعريّة لاختلف الأمر. تقول:"سرقوا أرضنا اغتالوا وشتتوا شعبنا.....هدموا البيوت

قتلوا الأطفال الرّضع ...."ص85

تأرجحت النصوص بعضها بين مستوى ضعيف والبعض الآخر ذو مستوى أفضل، فقوة الصور الشّعرية لدى الشاعرة بدت غير قوية، والعاطفة ليست جامحة بالمستوى المطلوب لفحوى النص .

تكرّر الشّاعرة بعض المفردات في ذات النص الواحد ليس لوظيفة تذكر، وكان بامكانها الاستغناء عنها مثل الحارات في قصيدة"عارة" فقد كررتها مرتين ولم يكن هنالك حاج


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى