الخميس ١٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٩
بقلم علي طه النوباني

بيان تيار القدس الثقافي حول العدوان التركي على سوريا

لم يعد خافيا على متبصر ما يبديه النهج التركي الأردوغاني العثماني من أطماع في الأراضي العربية السورية والعراقية ضمن مؤامرة صهيوأمريكية تستهدف مشروعنا العربي وحقوقنا المشروعة في النهوض وتقرير المصير وتحرير الأرض والإنسان.

إنَّ ما يقوم به النظام التركي الرجعي الظلامي مع مجموعة من العصابات العميلة من تجاهل لوجود الدولة السورية، وانتهاك لحرمة أراضيها واستقلالها وسيادتها الوطنية، واحتلال لبعض المناطق في شمال سوريا، لهو أقوى دليل على ضلوع تركيا الأردوغانية في مؤامرة أطلسية تستهدف سوريا خاصة وفرص بلادنا العربية في النمو والحياة والازدهار.

كيف لا وتركيا العدالة والتنمية الأردوغانية قد رفعت حجم التبادل التجاري مع الكيان الصهيوني الغاصب من 1.4 مليار دولار سنة 2002 إلى 5.8 مليار دولار سنة 2014.

كيف لا؛ و25% من صادرات تركيا إلى دول الخليج تمر عبر الكيان الصهيوني - ميناء حيفا.

كيف لا؛ وتركيا الأردوغانية ترسل وفداً اقتصادياً ضخماً إلى إسرائيل سنة 2017 لبحث تعميق التعاون في كافة المجالات.

وكيف لا؛ وتركيا عضو الناتو الملتزم بحماية مصالح أسياده وعلى رأسهم الكيان الصهيوني الغاصب.

لقد رأينا تركيا الأردوغانية وهي تنظم دخول أوباش الأرض وشذاذ الآفاق إلى سوريا العربية لتعيث فيها فسادا مع شركائها المجرمين، وها هي اليوم تتذرع بذات الأوباش لكي تحتل جزءاً من سوريا، مخالفة بذلك أبسط أخلاقيات حسن الجوار، ومثبتة للجميع تآمرها على سوريا منذ البداية.

على تركيا العثمانية الجديدة أن تعرف أن أصغر طفل في بلادنا العربية لن ينسى لواء الإسكندرون المحتل، كما لن ينسى أيَّ شبر من الأراضي العربية التي قد تمتد إليها أيدي الطامعين، وعليها أن تعرف أن استمرارها في هذه السياسة الخادمة للإمبريالية العالمية سيعمق الفجوة بينها وبين الشعب العربي من المحيط إلى الخليج وهو ما لا يشكل حتماً خيارا استراتيجياً لتركيا الجارة.

إننا في تيار القدس الثقافي في رابطة الكتاب الأردنيين نرفض وندين العدوان التركي الأردوغاني العثماني على سوريا العربية، وعلى أية أراض عربية أخرى، ونطالب تركيا بالانسحاب إلى حدودها الدولية، والتزام حسن الجوار؛ بدلاً من تذكيرنا بعصور الظلام العثماني المريرة بكل ما فيها من تعسف وتجهيل وتنكير حاقد ومتغطرس للأصل الثقافي العربي الذي كان على الدوام قبساً نورانياً للأمم، ويداً ممدودة للتواصل والصداقة مع الشعوب بكل أديانها وأعراقها وثقافاتها.

عاشت سوريا، عاشت الأمة العربية حرة أبية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى