توفيق زيّاد
(1348 هـ - 1415 هـ) (1929م – 5/7/1994م)
ولد توفيق أمين زيّاد في مدينة "الناصرة" بفلسطين وأنهى دراسته الثانوية فيها، وخرج الى الحياة العملية وانخرط في الحركات الوطنية والحزبية في وقت مبكّر، وانتهى به الأمر الى الانتساب للحزب الشيوعي في فلسطين المحتلة، وتفرغ للعمل في الحزب. (*) اشتغل في الصحافة، انتخب رئيساً لبلدية الناصرة (1978م) وظلّ يشغل هذا المنصب حتى وفاته في حادث سير قرب مدينة "أريحا".
كان شاعراً مُقلاً في الخمسينيات ثم تدفقت شاعريته مع تزايد جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني الصامد، فصوّر بشعره معاناة هذا الشعب وكفاحه ومواجهته للتعسّف والاضطهاد في ظل الاحتلال.
يعتبره النقاد والدارسون في عداد الجيل الأول من شعراء المقاومة الروّاد في الوطن المحتل مع حنّا أبو حنّا وسالم جبران.
كتب – الى جانب الشعر – المقالة والدراسة والقصة، وله عناية خاصة بالأدب الشعبي الفلسطيني.
شعره مُحدث، حماسي، قوي العاطفة متميز في الأسلوب والنزعة، ويتركز حول النضال الفلسطيني والتحدي والصمود في مواجهة الاحتلال الصهيوني. تُرجم كثير من شعره الى مختلف اللغات في العالم، وتناوله عديد من الدارسين العرب والأجانب بالبحث والدرس.
آثاره:
1- أشدّ على أياديكم / شعر (مطبعة الاتحاد، حيفا، 1966م).
2- أدفنوا موتاكم وانهضوا / شعر (دار العودة، بيروت، 1969م).
3- أغنيات الثورة والغضب / شعر (بيروت، 1969م).
4- أم درمان المنجل والسيف والنغم / شعر (دار العودة، بيروت، 1970م).
5- شيوعيون / شعر (دار العودة، بيروت، 1970م).
6- كلمات مقاتلة / شعر (دار الجليل للطباعة والنشر، عكا، 1970م).
7- عمان في أيلول / شعر (ط1: مطبعة الاتحاد، حيفا، 1971م. ط2: دار الفارابي، بيروت، د.ت.).
8- تهليلة الموت والشهادة / شعر (دار العودة، بيروت، 1972م).
9- سجناء الحرية وقصائد ممنوعة / شعر (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1973م).
10- الأعمال الشعرية الكاملة (مجلّد واحد، دار العودة،
بيروت، 1971م). وهذا يشمل ثلاث دواوين:
– أشدّ على أياديكم.
– ادفنوا موتاكم وانهضوا.
– أغنيات الثورة والغضب.
11- عن الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة (دار العودة، بيروت، 1970
م).
12- نصراوي في الساحة الحمراء / يوميات (مطبعة النهضة، الناصرة، 1973م).
13- صور من الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيورت، 1974م).
14- حال الدنيا / حكايات فولكلورية (دار الحرية، الناصرة، 1975م).
نماذج من شعره:
هنا باقون
كأننا عشرون مستحيلفي اللد، والرملة، والجليلهنا. . على صدوركم باقون كالجداروفي حلوقكمكقطعة الزجاج، كالصبّاروفي عيونكمزوبعةً من نارهنا . . على صدوركم باقون كالجدارننظِّفُ الصحون في الحاناتونملأ الكؤوس للساداتونمسح البلاط في المطابخ السوداءحتى نَسُلّ لقمة الصغارمن بين أنيابكم الزرقاءهنا . .على صدوركم باقون كالجدارنجوع نعْرى، نتحدى، نُنْشد الأشعارونملأ السجون كبرياءونصنع الأطفال جيلاً ثائراً وراء جيلكأننا عشرون مستحيلفي اللد، والرملة، والجليلإنا هنا باقون. .فلتشربوا البحرانحرس ظل التين والزيتونونزرع الأفكار كالخمير في العجينبرودة الجليد في أعصابناوفي قلوبنا جهنم حمراإذا عطشنا نعصر الصخراونأكل التراب إن جعنا ولا نرحلوبالدم الزكي لا نبخل، لا نبخلهنا لنا ماض وحاضر ومستقبلكأننا عشرون مستحيلفي اللد والرملة والجليليا جذرنا الحي تشبّثواضربي في القاع يا أصولحادث ليلي
"فتح الباب علينا فجأة وانهار أرضاً كالجداركان في عينيه رعب، وعلى الجبهة فرْخا جلّناروعلى الكتف اليسارثوبه القطني معجون . . مع الكتف اليسارلم يقل شيئاً، قفزنا نحوه . .مزقت الصمت امرأة"أيْنَهُ . . . ؟؟؟"صاحت "أبأولادي الصغار"لم يقل شيئاً . . ولكن(طال) من جيبه منديلاً معرّقكان منديلاً عرفناه جميعاًكان مخضوباً مُخرّقصاحت المرأة "أواه" وراحت تتمزق- "آه. . كم موت علينا هذه الأيامأن نهرب منه!"زفر المنهار أرضاً كالجداروعلى أسنانه شد كمن يبلع سكيننة ناركنت أمشي خلفه لما سمعت المدفعالرشاش . . . أمشي كنت خل. . . كانتالليلة قمراء، وكان النهر مرآة وكنانقطع الجسر حفاة صامتين .. . .مثل رتل من لصوص حذرينكانت الليلة قمراء وكنا عشرة / عشرين . . خمسينأنا لا أذكركم . .لك يا أرض العذابيا بيوت الطين . . يا رائحة الأهل . .ويا حفنة عشب وترابمثل رتل من لصوص الليل كنا عائديننقطع الجسر حفاة حذرينعندما انقضوا علينا فجأة مثل الذئابفتحوا أقواه رشاشاتهم. . .متران كانا بيننا. .آه كم موت علينا، /هذه الأيام،أن نهرب منه !!لم نكن نحمل حتى خنجراً / وتساقطناعلى بعض .. تساقطنا- وهو . . ؟؟" صحْنا كلنا صيحةَشك وارتيابوهو . . ؟؟ "صمت، ونشيج،وسكاكين عذاب. ."جمعونا كلنا في حفرتين / ورموابعض الترابوعلى الأرض أمامي / كان منديلهمُلقىً فعرفته / وحملته . .جلست في قُرْنةِ الغرفة تبكي امرأةحبلى / وبنت . . وصبيلم أكن ميتاً . . ولما تركوناقمت . . كان النهر مرآة وكانتليلة قمراء غرقى في الضبابوأنا أزحف في صمت وذعر وعذابأنت . . . يا مُحمرةَ العينين . . .ما نفع البكاء؟عندما نفس الدماء / لا تساوياليوم شيء!!آه يا رائحة الأهل /ويا بيتاً من الطينويا حفنة عشب وترابكم علينا اليوم، من أجلكمو،أن نجرع الموت وألوان العذاب !!. . "
المراجع:
– موسوعة كتّاب فلسطين في القرن العشرين.
– أعلام من أرض السلام، عرفان سعيد الهواري، مطبعة الشرق، شفا عمرو (فلسطين المحتلة) 1979م.
– الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال (1948 – 1968م)، غسان كنفاني، مؤسسة الدراسات العربية، بيروت، 1968م.
– الأعمال الشعرية الكاملة، توفيق زيّاد، دار العودة، بيروت، 1971م.
- معلومات من إرشييف المؤلف.
(*) انضم كثيرون من شعراء فلسطين المحتلة وأدابئها ومثقفيها للحزب الشيوعي في (إسرائيل) ليس عن إيمان بالشيوعية ولكن لأنه الحزب الوحيد الذي يسمح بانضمام العرب الى صفوفه وممارسة نضالهم السياسي، فكانوا يدافعون عن قضيتهم الوطنية تحت مظلة هذا الحزب. (المؤلف)
عن كتاب شعراء فلسطين في القرن العشرين للكاتب الفلسطيني راضي صدوق