
جديد الشاعر بنسالم حميش
صدر مؤخرا للروائي والشاعر المغربي بنسالم حميش ،عن دار رياض الريس، ديوان شعري جديد بعنوان:
افتراعات، جماع الشعر.
نقرأ منه هذه القصائد:
من بطاقات الحطيئة
بطاقة:
وأنا في مقتبلِ العمرِ أقولُ:يهونُ عليَّ اضطرابُ الأصلِ والنّسبِوأُؤَجّـجُ ما استطعتُ نسيانَ جذوريلكنْ تبّاً للمرايا التي ما خالفتنيبل أصدقتْ صورتي في أعينِ النّاسوجرّحتني ـ لحاها اللهُ ـ بأنيابٍ وأضراس·وبطاقة أخرى:أقولُ من غيرِ لفٍّ ولا التباسْإِيماني أفقرُ من مأكلي ولباسيلأني أرى الدَّيّانَ يأتي في صنعِ الذمامهبأعلى آياتِ الدِّقِّةِ والمراسِ·وبطاقة أخرى:··· أمّا عزائي، كلُّ عزائي، ففي الجنّةِيومَ أدخلها مرفوعَ الوجهِ والهمّهوأرتعُ فيها ـ ككلِّ من هُمْ على شاكلتي ـمعفىً من الضرائبِ كلِّهالا جُناحَ عليَّ ولا نقمه·
الشبلي مخمورا
سرِّيَ البكرُبغيةُ السّاري في قيظِ الفلاةِأذعتُهُ في حانةِ الكهفِ التيناموسُها الأنسُ والعربدهوكلُّها أحوالُ هوىً ومنازلُ...سرِّيَ البكرُحلمُ الساهرِ حتَّى السحرْأضعتُهُ في حانةِ البرجِ التيتضمُّ بالليلِ أروعَ الوجوهِ والأبدانْوتشدو أصواتُها الكوثريهأغاني الريحِ اللعوبِ والريحانْ...في نظري إِلى المـُرْدِ والغلمانْنسيتُ سرٍّيوالخمرُ تستعديني على الكفافِ والزهدِوتزرعُ فيَّ حبَّ الدنياوعنف المدِّ والميلاد...
الشيخ الكامل
ـ 1 ـ
قال: من أراد الفلاحْفليبدأْ بأنفاسِ الصباحفي البَرِّ والبحرِ أو في أعالي الرّحابيجتنيها ملءَ جوفهِويخزنها بين الحشى والأضلعِقلنا: يا شيخُ، أيُّ فلاحٍ هوَ القصدُ واللبّابْ؟قال: فلاحُ معانقةِ الحياةِ خارجَ العيشِ البهيميقلنا: وما العيشُ البهيمي؟قال: انظروا من حولكم تروهُ رأي العينِعندَ من صرّفَ بين الـدّبِّ والأكلِ والنومِ أوقاتهوزيّن بالتجشّؤِ والضّرْطِ سعدهُ وأيّامه·
ـ 2 ـ
شيخنا الكامل ـ للـهِ درّهُ ! ـ لم يفـتأ حتى على عـتبةِ موتهِ يردُّ عتـابنا لـهُ بالتقـصيرِ في مـلازمـتنا، ويـقول: أذهبُ بخـطـواتي هاتِـهِ إِلى مـغـالبـةِ نقـائـصي وتعـويض بـعـض معاطبي·فـواللهِ لا كـمالَ إِلا لمـنْ سعـى إِليهِ على الـدوامِ فـي هذه الـدّارِ كـما فـي الأخــــرى·
كتاب من فقيه ثائر
أضرموا النارَ في كتبيوقالوا: بأمرٍ من الخليفهلنْ تقرأَ بعدَ اليومِ هذاورموني في البرجِواقِفا لله عابدا·
q
في غمرة الغربةِ واشتدادها عليّشرعتُ أستحْلِبُ الصمتَ وأنسخْما قالهُ الحرفُ للدهرِما قالهُ الدهرُ للإِنسِفاختطفوا الدواةَ منِّيواختطفوا الدفترْحتى أهيمَ في الوحدةِ أكثرْوألقونِي في الجبِّفكيف تسمي هذي الكربةَ يا ربّي؟
q
ترسّبَ في قعرِ الأرضِ صوتيولفّتْ جسدي برودةُ الموتِأموتُ ومن دنياكمُوما عرفتُ الطيبَ ولا الغناءوما أكلتُ اللحمَ وما خالطتُ النّساءْ
مــن فـــي الـجـــبـــة؟
– 1-
لا الآلهةُ لا السلالةُ في الجُبّهلا الأحجارُ الكريمهمن فيها سوايْسوايَ لا أحدْ: صفةُ الصفاتْأردِّدُها كالمجنونِ على فُوّهاتِ المحابروأفقدُها في الحَاناتِ والمتاجرْوفي الأسواقْيا عجبا لمّا إِلى نفسي يُسابقٌني-فيهزمني السّباقْ ـ
المارّ
سكارى الأزقّــهالحاجّه قُوّادةُ الحي!من فيها والريحُ يلاحقُها والهجيرْسواكَ يا لطخةَ الطينةِ البرصاءْيا وليدَ العوزِ والكسرِ في المصيرمن فيها سواكَ يا قعيدَ بيتِ الحصيروالكواتِ العنكبوتيةِ العمشاء.
ـ 2 ـ
القرُّ المكهربْ:لأنَّ منْ وطأتهِ يهتزُّ ظهريأعويأركضُ في الخلاءِ وأعويأسألُ عن جبّتيوأشعارٍ ضاعتْ منّي وعن قلميأسألُ عن أحصِـنتيوعن حصّتي من الهواءِ والمطرِوأنعتُ الدجلَ والدّجالْونزيفَ الاجهاضِ على قبورِ السلاطينوحين أعيا أقرفصُ قدّامَ البحرْلأقرأ في مراياهْحد يثَ الموجِ وأحكامَ المياهْ·
لستُ بمجنون
إيـــه!العلمُ للعلوِّ علامهوالحبُّ في رحابهِ كنهُ الحيِّ والسلامهفيا هذاتكوثرْ بالكونِ تكنْ به أذكى وأزكىحلزونيَّ الارتقاءِ صرْحتى تكْسرَ الحلقاتِ العائبهحتى تطبعَ عوْد ك على مرقاكَ لا مبتداكحتى تتربّصَ الدوائرَ بالخمولِ والعادات···والعقلِِ إذا صفا ما خلاّكَ بدُّكَ وما خباغموضي استتاريفمنْ تأوّلني من غيرِ فهمٍ جهلَ أسراري فعادانيإنّي لكَ يا ألله، وإني إليكَ راجعٌ وأحشرفاغرزني إلى أفلاكِكَ الآنَ الآنوحطني كيما أبدِّدُ سحبَ الكثرهكيما أقيمُ محققا في الوجودِ الحقِّ والوحدهرياضتي الخلوةُ والعزلةأما لماذا أتمادى في هذا المدىفانظرني ولا تسألْ···الصلحُ مع جملتكَ صلاحفارفعْ عنك يا السالكُ اللواحقَ والمحمولاتإذ كلّها شوائب وموهوماتحاء باء باءوحورِ العيون ما أنا من عبدةِ الهاءِ والنونولستُ بينكم بمجنون···