الثلاثاء ٢ آذار (مارس) ٢٠١٠

جديد الشاعر بنسالم حميش

صدر مؤخرا للروائي والشاعر المغربي بنسالم حميش ،عن دار رياض الريس، ديوان شعري جديد بعنوان:

افتراعات، جماع الشعر.

نقرأ منه هذه القصائد:

من بطاقات الحطيئة

بطاقة:

وأنا في مقتبلِ العمرِ أقولُ:
يهونُ عليَّ اضطرابُ الأصلِ والنّسبِ
وأُؤَجّـجُ ما استطعتُ نسيانَ جذوري
لكنْ تبّاً للمرايا التي ما خالفتني
بل أصدقتْ صورتي في أعينِ النّاس
وجرّحتني ـ لحاها اللهُ ـ بأنيابٍ وأضراس·
وبطاقة أخرى:
أقولُ من غيرِ لفٍّ ولا التباسْ
إِيماني أفقرُ من مأكلي ولباسي
لأني أرى الدَّيّانَ يأتي في صنعِ الذمامه
بأعلى آياتِ الدِّقِّةِ والمراسِ·
وبطاقة أخرى:
··· أمّا عزائي، كلُّ عزائي، ففي الجنّةِ
يومَ أدخلها مرفوعَ الوجهِ والهمّه
وأرتعُ فيها ـ ككلِّ من هُمْ على شاكلتي ـ
معفىً من الضرائبِ كلِّها
لا جُناحَ عليَّ ولا نقمه·

الشبلي مخمورا

سرِّيَ البكرُ
بغيةُ السّاري في قيظِ الفلاةِ
أذعتُهُ في حانةِ الكهفِ التي
ناموسُها الأنسُ والعربده
وكلُّها أحوالُ هوىً ومنازلُ...
سرِّيَ البكرُ
حلمُ الساهرِ حتَّى السحرْ
أضعتُهُ في حانةِ البرجِ التي
تضمُّ بالليلِ أروعَ الوجوهِ والأبدانْ
وتشدو أصواتُها الكوثريه
أغاني الريحِ اللعوبِ والريحانْ...
في نظري إِلى المـُرْدِ والغلمانْ
نسيتُ سرٍّي
والخمرُ تستعديني على الكفافِ والزهدِ
وتزرعُ فيَّ حبَّ الدنيا
وعنف المدِّ والميلاد...

الشيخ الكامل

ـ 1 ـ

قال: من أراد الفلاحْ
فليبدأْ بأنفاسِ الصباح
في البَرِّ والبحرِ أو في أعالي الرّحاب
يجتنيها ملءَ جوفهِ
ويخزنها بين الحشى والأضلعِ
قلنا: يا شيخُ، أيُّ فلاحٍ هوَ القصدُ واللبّابْ؟
قال: فلاحُ معانقةِ الحياةِ خارجَ العيشِ البهيمي
قلنا: وما العيشُ البهيمي؟
قال: انظروا من حولكم تروهُ رأي العينِ
عندَ من صرّفَ بين الـدّبِّ والأكلِ والنومِ أوقاته
وزيّن بالتجشّؤِ والضّرْطِ سعدهُ وأيّامه·

ـ 2 ـ

شيخنا الكامل ـ للـهِ درّهُ ! ـ لم يفـتأ حتى على عـتبةِ موتهِ يردُّ عتـابنا لـهُ بالتقـصيرِ في مـلازمـتنا، ويـقول: أذهبُ بخـطـواتي هاتِـهِ إِلى مـغـالبـةِ نقـائـصي وتعـويض بـعـض معاطبي·فـواللهِ لا كـمالَ إِلا لمـنْ سعـى إِليهِ على الـدوامِ فـي هذه الـدّارِ كـما فـي الأخــــرى·

كتاب من فقيه ثائر

أضرموا النارَ في كتبي
وقالوا: بأمرٍ من الخليفه
لنْ تقرأَ بعدَ اليومِ هذا
ورموني في البرجِ
واقِفا لله عابدا·

q

في غمرة الغربةِ واشتدادها عليّ
شرعتُ أستحْلِبُ الصمتَ وأنسخْ
ما قالهُ الحرفُ للدهرِ
ما قالهُ الدهرُ للإِنسِ
فاختطفوا الدواةَ منِّي
واختطفوا الدفترْ
حتى أهيمَ في الوحدةِ أكثرْ
وألقونِي في الجبِّ
فكيف تسمي هذي الكربةَ يا ربّي؟

q

ترسّبَ في قعرِ الأرضِ صوتي
ولفّتْ جسدي برودةُ الموتِ
أموتُ ومن دنياكمُو
ما عرفتُ الطيبَ ولا الغناء
وما أكلتُ اللحمَ وما خالطتُ النّساءْ

مــن فـــي الـجـــبـــة؟

 1-

لا الآلهةُ لا السلالةُ في الجُبّه
لا الأحجارُ الكريمه
من فيها سوايْ
سوايَ لا أحدْ: صفةُ الصفاتْ
أردِّدُها كالمجنونِ على فُوّهاتِ المحابر
وأفقدُها في الحَاناتِ والمتاجرْ
وفي الأسواقْ
يا عجبا لمّا إِلى نفسي يُسابقٌني
-فيهزمني السّباقْ ـ

المارّ

سكارى الأزقّــه
الحاجّه قُوّادةُ الحي!
من فيها والريحُ يلاحقُها والهجيرْ
سواكَ يا لطخةَ الطينةِ البرصاءْ
يا وليدَ العوزِ والكسرِ في المصير
من فيها سواكَ يا قعيدَ بيتِ الحصير
والكواتِ العنكبوتيةِ العمشاء.

ـ 2 ـ

القرُّ المكهربْ:
لأنَّ منْ وطأتهِ يهتزُّ ظهري
أعوي
أركضُ في الخلاءِ وأعوي
أسألُ عن جبّتي
وأشعارٍ ضاعتْ منّي وعن قلمي
أسألُ عن أحصِـنتي
وعن حصّتي من الهواءِ والمطرِ
وأنعتُ الدجلَ والدّجالْ
ونزيفَ الاجهاضِ على قبورِ السلاطين
وحين أعيا أقرفصُ قدّامَ البحرْ
لأقرأ في مراياهْ
حد يثَ الموجِ وأحكامَ المياهْ·

لستُ بمجنون

إيـــه!
العلمُ للعلوِّ علامه
والحبُّ في رحابهِ كنهُ الحيِّ والسلامه
فيا هذا
تكوثرْ بالكونِ تكنْ به أذكى وأزكى
حلزونيَّ الارتقاءِ صرْ
حتى تكْسرَ الحلقاتِ العائبه
حتى تطبعَ عوْد ك على مرقاكَ لا مبتداك
حتى تتربّصَ الدوائرَ بالخمولِ والعادات···
والعقلِِ إذا صفا ما خلاّكَ بدُّكَ وما خبا
غموضي استتاري
فمنْ تأوّلني من غيرِ فهمٍ جهلَ أسراري فعاداني
إنّي لكَ يا ألله، وإني إليكَ راجعٌ وأحشر
فاغرزني إلى أفلاكِكَ الآنَ الآن
وحطني كيما أبدِّدُ سحبَ الكثره
كيما أقيمُ محققا في الوجودِ الحقِّ والوحده
رياضتي الخلوةُ والعزلة
أما لماذا أتمادى في هذا المدى
فانظرني ولا تسألْ···
الصلحُ مع جملتكَ صلاح
فارفعْ عنك يا السالكُ اللواحقَ والمحمولات
إذ كلّها شوائب وموهومات
حاء باء باء
وحورِ العيون ما أنا من عبدةِ الهاءِ والنون
ولستُ بينكم بمجنون···

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى