جسد
في تثاقل شديد بدأت في رفع بقايا العشاء الهزيل الذي تناولته بلا شهية فعلية مع طفلتها الوحيدة قبل أن تخلد للنوم.. لم تدرك هل الجو بارد أم لا.. تأمّلت الطبق الفارغ.. بطرف أصبعها مسحت بقايا جبن ملتصقة.. وفى برود لعقت الأصبع بلا طعم تقريباً.. لم يكن ذلك من عاداتها.. الآن تدرك وتتذكر متى تعلّمت أن تفعل كذلك..
تود هى الآن أن تعود أدراجها للماضي و ترفض..
من المثير أحياناً أننا نعجز عن التعبير عن رغباتنا رغم كونها بسيطة لا تكلّف.. ماذا كان سيحدث لو أنها فقط قالت لا..
لو أنّه لم يذهب هكذا بدعوى ضيق العيش.. أم هو القدر.. يضع دوماً مثل هذه المسافات بيننا و بين ما نريد تحقيقه.. تظن هى الآن أن السعادة شىء لا ندركه إلا حين تغادرنا.. وأن الرضا موجود و لكن في النصف الآخر من الكون.. والكون يدور.. ونحن أيضاً ندور.. ما أن نقترب من رضانا حتى نجد أنّه قد ذهب الجهة الأخرى.. ابتسمت في طرافة وقد استعادت ذاكرتها منظر فأر يدور في عجلة داخل قفص ملاحقاً قطعة جبن معلّقة..
تركت الأطباق في الحوض بلا غسيل.. لديها غداً لتغسل ما تريد.. وحتى إن لم تغسل فلن يحدث شيء.. سيكون هناك ثمّة بعد غد لانتظاره.. وفي خطوات هادئة وئيدة تسللّت لغرفة نوم الطفلة.. حيث ترقد و إبهامها الأيمن في فمها تلعقه أثناء النوم.. كان الغطاء منزاحاً قليلاً عن جسد الملاك الراقد بلا حيلة.. فخاطرت محاذرة وعلى أطراف أصابع قدميها اقتربت لتغطّي الطفلة كما يجب.. إذ ربما أن الجو بارد قليلاً.. وهي لا تدري.. ماذا سيحدث لها لو أن هذه الطفلة مرضت؟! ماذا ستفعل بها؟! لم تدر بنفسها إلا وهى تحتضن الصغيرة فى قوّة أيقظتها.. أصابها فزع مفاجئ وأخذت تغمغم بما لا يُفهم رداً على استفسارات الطفلة عمّا يحدث.. توسّلت إليها أن تعاود النوم.. كفراشة متوتّرة الجناحين رفرفت أجفان الصغيرة.. وبدأت تستسلم للنعاس ثانية..
لزج جداً هو الهواء.. وخانقة للغاية رائحة جسدها المتعرّق..
بآلية بدأت تخلع ملابسها.. التي لاحظت للمرّة الأولى كم هي متسّخة قذرة.. عالق بها بقايا طعام وأتربة.. بل أن قطعة من ملابسها الداخلية متعلّقة بذيل منامتها دون أن تدرك.. اقتربت قليلاً من المرآة فقط لتلاحظ تلك الشعيرات السوداء الدقيقة التي بدأت في الظهر أسفل أنفها وفي ذقنها.. أحست بالارتياع الآن.. لم تكن تعاني من مثل هذه المشاكل مثلما كانت تعاني زميلات لها إبّان مراهقتهن.. تُرى ما كُنه ذلك الشيء البشع الذي يحدث لها.. امتدت يدها لملقاط علي تسريحتها شبه الخاوية.. في ألم شديد بدأت مهمة نزع تلك الشعيرات الغازية لأنوثتها.. رفعت إبطها وتشمّمته.. كادت تتقيّأ.. وأحست تقلّصاً شديداً أسفل معدتها.. فخلعت ما تبقى من ملابسها ووقفت أمام المرآة تتأمّل نفسها مليّاً.. أيجوز أن جسدها ترهّل قليلاً.. كانت تنظر لنفسها باستغراب وكأنه جسد لا ينتمي لها.. كأنها ما سكنت داخله يوماً.. بالقطع ليس هذا بجسدها.. إنها لا تعلم عنه شيئاً.. ستدخل الحمّام الآن وتمسح هذا الجسد الملعون عنها.. ستظل تدعكه حتى تنزعه.. ستقشّر هذا الجلد البشع وتلك البشرة المنفّرة.. لم يكن ثديها منبعجاً هكذا.. ولا كتفها متهدّلاً على هذا النحو..
إمعاناً في عملية التطهير المزعومة جعلت الماء ساخناً حارقاً.. حتّى أنّها أحسّت أن جلدها يتسلّخ فعليّاً.. و راودها خاطر أن تستخدم السلك المعدني الخاص بغسيل الأواني لتنزع عنها جسدها الغريب هذا إلى الأبد.. لم يوقفها أن جسدها بدأ يدمي في أكثر من موضع.. ظنّت أن مهمّتها المقدّسة انتهت الآن.. إلا أنّها ما إن عادت إلى غرفتها حتّى أحسّت الإحساس ذاته بالاغتراب..
فى تردد.. فتحت دولاب الملابس.. ليست ملابسها هي.. بل ملابسه.. كان جسدها لا يزال مبلّلاً.. و ينزف في أكثر من موضع.. إلا أن هذا لم يمنعها من أن تمد يداً مرتعشة نحو إحدى مناماته.. كان جسدها يرتجف في شدّة.. وكل عضلة داخلها تتقلّص.. في شبق قرّبت المنامة من أنفها تتشمّمها.. لم تدر أهي رائحته أم رائحتها ما تتشمّم.. إلا أن إحساساً بالألفة والراحة – افتقدتهما كثيراً – بدءا في معاودتها.. في شوق مضنٍ احتضنت المنامة كما لو كانت جسداً ملموساً.. وبدأت تضغط بها على أجزاء جسدها المختلفة.. أحاطت نفسها بذراعيها ومنامته داخلها.. ثم بدأت تهصر نفسها بها مستعيدة قوّة يديه و ذراعيه.. أنفاسه الحارّة الساخنة الجائعة على جلدها.. لسانه الرطب الدافئ وهو يبحث داخل فمها ربما عن سر هذا الكون.. أنامله الخشنة المشتاقة وهي تتوغل داخلها فتجعلها مادة لا قوام لها من سعادة ورضا..
فى هدوء.. بدأت تفك أزرار المنامة.. تشمّمتها ثانية..
ارتدتها وابتسامة تعلو وجهها.. احتضنت نفسها مرّة أخيرة..
ولأول مرّة منذ ليـالٍ عدّة..
استغرقت في النـــوم.
25- 3- 2005
مشاركة منتدى
14 كانون الأول (ديسمبر) 2007, 15:51
دى قصة سكس ؟؟؟؟