

جلس الدهرُ على سور الكورنيش
نَزَلَ الزَّمنُ إلى البحرِ
فابتلَّتْ أوقاتي
وارتفعتْ أنَّاتُ بُحيراتي
وتَملَّحَ عقربُ ساعاتي
وابْتلعتْ أسماكي ثانيةً
علقتْ بطحالبِ أيَّامي
وَقفَ الدهرُ أمامي
يطلبُ ثانيةَ ثوانيهِ
جلسَ الدهرُ على سورِ الكورنيشِ
يحدِّقُ في كلِّ حواشيهِ
يسألُ حيتانَ البحرِ
عن الزمنِ الضائعِ فيهِ
هَبَّتْ ثانيةٌ فوق الصخرِ
ومالتْ عند الرملِ
تثنَّتْ راقصةً
وتلوَّتْ عاريةً
وانزلقتْ ثانيةً في الماءِ الفِضيّ
فابْتلعَ البحرُ زماني
أظلمَ في الكونِ مكاني
فدعوني ..
أجلو عقربَ ساعاتي
وأذوِّبُ مِلحَ الأيامِ الشاتي
وأعيدُ ربيعًا يضحكُ للدنيا
لكنْ ..
لا ينزلقُ إلى أمواجِ البحرِ العاتي.