
جُـند هولاكو والمغول
رافع خيري حلبي
سلامي لكِ من القلبِيا بغدادُ ويا بيروتْفهناك على مشارفِ البحرعناقيد العنب المُخمرونبيذاً من توتملئَ الغـُزاة ُ جـِرَارَهـُمْ من عِـطركِوأوغلوا في عواصف الصحراءليزرعوا عِـطركِ أشجاراً في الرمالويبيعـوا صوت زريابويسجلوا على موسيقى النهوندصوت آهاتيوصوت حوافر خيول التتار والمغولأرضنا كالعذراء البتولترفض التجدد وتحمي الأدبوتأبى أن تدوسها أقدامإلا خيول العرب...فسلامي لكِ يا بغدادُ ويا بيروتْمنذ ألفي عامودعتكِ يا بابل ويا كربلاءووقفت على طيب النوايا أحاربوقلت رُفع عن أهلي البلاءفمات الجند على مداخِـلِكِ يا كربلاءوزاد الجفاء...وشهدتُ من موت الأحبةعلى أبواب السماءوأنا أسافرُ في طيبِ النواياولم أصل...منذ أكثر من ألفي عامفي كل دروب الحب مقت وقهر وازدراءفكيف أعود إلى البيت العتيق للقاءوجند المغولسدوا دروبي وأحرقوا أبوابيكيف سبيلُ الليل ِوأصدقاءُ الليل ِ ماتواماتَ كلُّ الأصدقاءواحتلَ جُـند هولاكو ممالكيواحرقوا قلبي وأشعلوا دمائيلتضيع آثاريشيدوا بيننا ممالكَ الحزن ِوزرعوا الويلَ ومنعوا هواكِولكن ما في وطني اليومأصعب من ذاكَ الزمانأمة ترفض القصيدةوتحرقُ الكتابوكأنهم وضعوا على فكري وعقليألف حجابٍ للسم ِوأيقونة ٌ للبُعدِوباشروا يقطعون لسانيهنا يطاردوننيوهناك يحرقون أوصاليوعلى الكرمل يمحون كلماتيكيف لهم أن يحرقوا تمر العراقويسقطوا مُدُنَ الثقافةِويبنوا مدائنَ المُلح ِفي مداخل الشرق وكل بابلا يقلقهم سفك الدماء في الشرابوشرقنا بالفكر عـَلماً للنـُّجَـباءمن أمَّتِـنا أوقفوا في بابيمئة جلاد...ليكتموا أنفاسيويحرقوا الكتابوكل ما لنا في الحديث المستطابهذي مدن المُلح في أول وسميٍّ تـُذابوتتغلغل في الأرض حضارة الأجدادولا يبقى من ثقافة الشرقسوى القهر والعذاب...وألفُ عباءة في كلٍّ يوم ٍتـُباعُ وتـُشـْـتـَرى...وعلى الكرمل سأبني مدائن الصخرمن فكر صواب.وأقدم إليكم هذه القصيدة من ديواني الموجود في التحضير للطباعةنـُــريد عربياً آخرماذا يبقى بعد اليأسوقد تَخاذل الشرقوقـُـتِلت بالعُنـْفِ الأفكارنحنُ بشرٌ بُسَطاءنَعيشُ ولا نأبه لكلِّ أحداث الأعْمارنحن نريد والله (عز وجل) يريدلكننا وبرضائنا أصبحنا بُؤساءنـُـريدُ عربياً آخر يكتـُبُ حرفاًيقرأ لغةويدون تاريخ الأجداد...نـُـريد عربياً يصنع قمراًيطير من دون جناحيُربي أماً تكتب جيلاًلكلِّ تاريخ الأمجاد...وينحت في السماءقوس قزح في كل الألوانويحرث بسنابكِ روحهرمل الصحراءويزرع في الصخرأشجار الزيتونكي تـُـطعم أحفاد الأحفاد...ويُرَبِي مجتمعاً صالحاًيروي الفرح من دمْع ِ عينيهويُضْحِكَ مِلئَ القلبألائكَ الأطفال الجياعنـُـريد عربياً يُفكـِّرُ ويَبحثُفي كتب الفلسفةوتاريخ الأمجادولا يُضَيِّع ما نكتبفي إبداع الزماننـُـريد عربياً يُفَكـِّرُويقود العالم بالعدل ِإلى آخر المطاف...نـُـريد عربياً يصرخ بالحقِّويبعد عن الخُرافاتويبحث بالفكر والعقل والقلمويَشُقُّ ظلام الليلبسيوف الشجعان...ويُشعلُ نوراً في كلِّ الكون ِمن دون عيدانيرفع قلماً يرفع علماًيمحي ظلماً...ويتقرب من عدل الرحمننريد عربياً صبوراً طموحاًيضرب في الأرض ناقوس الأفراحويتبرأ من الجهل المباحيصوغ عادات التقليدبأسمى العادات...ويتنكر ويشجب تقليد الإساءات...نـُـريد عربياً آخرعربياً طيباًيَصِلُ طـُـموحهُ إلى ما بعد الشمسوأبعد من حدود السماء...شُرْفة ٌ تـُطِلُ على البَحْرشُرْفة ٌ تـُطِلُ على البَحْروكأن البَحْرَ بَابُ السَّـماءْوَعَـكـَّا تـُغازلُ الكرملكي يُـسْمَعَ الدُّعاءْ...عكا التـِّي ما مَرَّتْ فـَوْقَ أسْوارهاخـُيولُ الغرباءْ...وعادوا من حيثُ أتـَوْوَمَا تمَّ اللـِّقـَاءْ...وَخـَط َّ الزَّمَنُ حُـروفَ التاريخالذي كـُتِبَ بدِمَاءِ الأبْريَاءْمَجـْدٌ عريقٌ نبْحثُ عـَنـْهُلكنهُ مَات على دٌرُوبِ الأصْدِقاءْمِنـْهُمْ مَنْ فـَرَّ هـَارباًوَمِنـْهُمْ مَنْ تـَرَكَ السِّلاحَ وَلاذ َ للأوْفِيَاءْوَجـُنـْدٌ ما عَـرفـُوا...وُجـُوهُ الفقراءْوَلا أطالـُوا الحَـديثَ مَعَ الأصْدِقاءْفـَكـَانَ المَوْتُ أقربُمِنْ لـَمْسَةِ الأحِـبَاءْوَرَعْـشَة ُ القـَلـْبُ المـُفـَدَّىالذِي مَا عَـرفَ الهَـنـَاءْ...* * *غازلت عـكـا الكرملومياه البحر تشهد ذاك الفداءفكان للكرمل رفاق من بهاءوفـُتِحَ باب السماء للدعاءفوقف على الطرقاتجند السلطانجند آل – عثمانوقطعوا السبيل للدعاء وحل البلاءقطعوا الطريق للسماءْ...وأقاموا في الأرض كرماًعلى حساب الفقراء...وآلموا في حكمهم قسوةكل وجوه الضعفاءْ...شيدوا البناياتوأقاموا الأسوارحفروا في كهوف الأجدادوأطالوا البقاءْ...نشروا في أرضنا ظلماًوفساداً لا يطاق...قتلوا في دفاعهم الأقرباءوأعدموا بحبالهمشيوخاً أجلاءْ...فما عمروا حتى جاءهم منذ قرنمن أذاقهم الهزيمة والانكسار...* * * * *كما وأقدم إليكم هذه القصيدة من ديواني: أنتِ كل النساءصور جبريلحبيبي لا تسافر...فكل شيء فيكَ أحببتيهوديا ً كنت أم بوذيا ًأم بالإسلام نطقتدرزيا ً تقمصت...أم المسيحية اعتنقتأنا أعبدكَ...ومن معبدي أرسل إليكَقصائد عشقبدمي أخط الحروفللأبد لا تنتهي وإن انتهيتللأفق النائي ترنو عينيلوهج الأصيل...نتأرجح بحبال النور وصور جبريللا تسافر وحدكَ...فالمجوس احتل الأرضوالإقطاع ملته الدهور ومنه مللتخذني للنور معك...ولا تسلمني لقهر وسخطخذني حبيبي للحظات الميلاد وحدثني...ففي الأمس عن الديانات كنتقد همست...خذني حبيبي... متعني بين الأوطانحدثني أرسمني في كل مكانوأعدني إلى هنا...أسكنكَ بنفسي أيا وطنيتحميني أنتَ من هواجس الزمانوصور جبريل... تترنم في معبديبين الجدرانبدمي أخط حروف الكلمات الأبديةلا تنتهي وإن انتهيت.
رافع خيري حلبي