حالة المغرب 2005 - 2006
جريا على عادتها السنوية خصصت منشورات وجهة نظر عددها الثاني من "كراسات استراتيجية" لمساءلة الفائت من أحداث و تحولات خلال سنة 2005، بهدف كشف ملامح الحالة العامة للمغرب خلال هذه السنة، وذلك في أقوى لحظاتها الإيجابية والسلبية.
هذا التقرير السنوي الصادر أخيرا يتوجه بالرصد و التحليل إلى الملكية و الأحزاب والحركات الإسلامية و الحكومة و البرلمان و الإعلام و الاقتصاد و الثقافة و المجتمع و الدبلوماسية و حقوق الإنسان، و قد شارك في إنجازه عدد الكتاب ثلة من الباحثين من قارات علمية و فكرية مختلفة، انهجسوا جميعا عبر متابعاتهم وتحليلاتهم بمساءلة السنة المنصرمة مغربيا، و على أكثر من صعيد.
وفي هذا الإطار فقد تطرق الدكتور عبد اللطيف حسني أستاذ العلوم السياسية و مدير وجهة نظر، إلى حصيلة الأنشطة الملكية لسنة 2005، معتبرا أن الملك كان فيها الفاعل السياسي الأول، و عانق الباحث محمد أتركين حصيلة السلطة التنفيذية في ذات السنة مبرزا أولويات الأجندة و طبيعة الأداء، في حين تطرق الباحث محمد الغالي للأداء البرلماني في محاولة لاكتشاف وظيفة التشريع و المراقبة التي تناط بهذه المؤسسة. أما الباحث سليم حميمينات فقد انشغل بسيرة الحركات الإسلامية معتبرا 2005 سنة امتحان نبوءة العدل و الإحسان.
و على صعيد آخر انفتح الباحث عبد الرحيم العطري على المغرب الاجتماعي، مؤكدا أنها سنة بطعم الهشاشة و الاحتقان. الباحث محمد حيمود حاول فك اللغز المحير لغياب الطبقة الوسطى عبر تحليل الاقتصاد المغربي خلال 2005. و في نفس السياق سار الباحث سعيد خمري متحدثا عن خروقات المشهد الاجتماعي عبر نموذج البطالة و أزمة سوق الشغل. و من جهة أخرى فقد اهتم الباحث محمد الرضواني بفكيك واقع حقوق الإنسان في هذه السنة منتهيا إلى التأكيد على جدل انتهاكات الماضي و خروقات الحاضر.
الصحفي و الباحث توفيق بوعشرين اشتغل على المشهد الإعلامي ل 2005 مؤكدا بأنها سنة محاكمة الصحافة المستقلة، الباحث محمد الدوهو قدم رؤية بانورامية عن الحياة الثقافية للمغرب، في حين اهتم الباحثان محمد براص و محمد أمطاط بالتفكير في سؤال المغرب العربي كحلم مؤجل حتى إشعار آخر، و كذا في العلاقات المغربية الإفريقية مابين ضغط المصالح الوطنية و رهانات التنمية بإفريقيا.
يذكر أن الكتاب صدر في حلة أنيقة من تصميم الفنان طارق جبريل، و قد نزل منه إلى الأكشاك و المكتبات المغربية 12 ألف نسخة.
