
حديث الدموع
احمد الكاظم
تجاوزت بغداد الموتبموتها ...وتصافحت مع الأنسانية أخيراتحت التراب ...حيث لا رجالاً تُباعُولا نساءاً تصطكُ أفخاذُها جوعاًتُشترى ...أخيراً ليستْ بغدادُ في كلِ شيءوليسَ كلُ شيءٍ في بغدادفالهواء خالٍ من رذاذِ أجسادِ المساكينوالماءُ ما به دماءٌ للأبرياءوالأرض ما ظِلالُها من الاشلاءوسطوحُ المنازل غير مزدحمةٍبرؤوس الاطفال وأكفِهمأخيراًاستطاعتْ أن تتوسدَ الصخورَ في الهواءغير مكبلةٍ ...غير محتاجة ٍ...غير مسيرةٍ الا للذي بابهُمشال على الرماحأخيراًاتخذَتْ من النجوم مصيفاًحيث لا عينٌ تملئُ الكؤوسولا آثار أصابعٍتدنسُ وجهَ القمرفهي ما عادت أمّاً للعزاءولا تخشى أيَّ رئيسٍليس برئيس..؟ولا أيَّ مرؤوسٍليس بمرؤوس ..؟فبغدادُ ماتتْوماتَ الانسان...ومات القلمُ على ضفاف الاوراقوما بقى سوى التأريخعلى مشرعة للاعداءيقف ُمقطعَ الكفوفمخضَّبَ الجبينوما له سوى عينٌ تكحلُها الدماءوبصرٌيركضُ بين بغداد والاعداءوآهٌ ستحملها الأنهارُ على مرّ العصور
احمد الكاظم