الأربعاء ٢٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣

حديث الدموع

احمد الكاظم
تجاوزت بغداد الموت
بموتها ...
وتصافحت مع الأنسانية أخيرا
تحت التراب ...
حيث لا رجالاً تُباعُ
ولا نساءاً تصطكُ أفخاذُها جوعاً
تُشترى ...
أخيراً ليستْ بغدادُ في كلِ شيء
وليسَ كلُ شيءٍ في بغداد
فالهواء خالٍ من رذاذِ أجسادِ المساكين
والماءُ ما به دماءٌ للأبرياء
والأرض ما ظِلالُها من الاشلاء
وسطوحُ المنازل غير مزدحمةٍ
برؤوس الاطفال وأكفِهم
أخيراً
استطاعتْ أن تتوسدَ الصخورَ في الهواء
غير مكبلةٍ ...
غير محتاجة ٍ...
غير مسيرةٍ الا للذي بابهُ
مشال على الرماح
أخيراً
اتخذَتْ من النجوم مصيفاً
حيث لا عينٌ تملئُ الكؤوس
ولا آثار أصابعٍ
تدنسُ وجهَ القمر
فهي ما عادت أمّاً للعزاء
ولا تخشى أيَّ رئيسٍ
ليس برئيس..؟
ولا أيَّ مرؤوسٍ
ليس بمرؤوس ..؟
فبغدادُ ماتتْ
وماتَ الانسان...
ومات القلمُ على ضفاف الاوراق
وما بقى سوى التأريخ
على مشرعة للاعداء
يقف ُ
مقطعَ الكفوف
مخضَّبَ الجبين
وما له سوى عينٌ تكحلُها الدماء
وبصرٌ
يركضُ بين بغداد والاعداء
وآهٌ ستحملها الأنهارُ على مرّ العصور
احمد الكاظم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى