الثلاثاء ١٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم
حصان الرُّوح
لا تبكي لأجلي فلسطين
هيَّأْتُ فوقَ الرِّيحِ مَغناتي السَّبِيَّةعَنِ الأَرضِ الَّتي فرَّت مِن يديَّعندمَا هزَّ النَّخيلُ نخيلَهُوعندمَا نَزَّ المكانُ عَلى حُطامي.هيَ حالةٌ للرِّيحِتَنْثُرُ جرحهَا الفضِّيَّلتُضفي علَى وسْمِ القبائلِمَا تقدَّمَ مِن كلامِي.هيَ بَهْرةُ النَّفسِ الشَّهيَةتُطلُّ خلفَ إثارةِ الكلماتِكيْ تَعلو مياهَ الرُّوحِوما تأخَّرَ مِن زَماني.حطُّوا عَلى نُسْغِ التَّمني صوتَهُموتلحَّفوا وجعِي الجهوريَّفِي غابةِ النَّاياتجاءُوا خلفَ أشلاءِ النُّبوءات الأبيَّةيحملونَ معاولَ الضَّعفِ الإلهيِّوَما قَالوا خطاباً عَن سِرْبِيِّةِ العبثِ المبطِّنِوعَن نمطيَّةِ الحقلِ البدائِي.هيَ صرخةُ للتِّيهِفيْ محرابِ صحرائِي الَّتيمَا فارقَت يوماً حصانَ الرُّوحِفيْ هَذا الجليلِ الرَّطبِومَا تململَ مِنْ رُكامِي.لاْ ريحَ تحملُني إليكِكيْ نتقاسمَ الغيبَ الَّذيسيوزِّعُ الذِّكرى عليكِ.لاْ.. لمْ نفترقْ منذُ افترقنَاقربَ منعطفِ الغِيابلاْ... لمْ نلتقِوالعناقُ هوَ العِناق.كيفَ ليْ أنْ أَجمعَ الزَّبدَ المبعثَرَعلَى ملكوتِ مرفئِهَاوَهذا الليلُ ليلَك؟!كيفَ ليْ، وأَنا أَراكِ تعانقينَسنابلَ الوجعِ المسيَّجِ ، علَى خصرِ عاصفةٍعافَت مهبَّ الكرملِ الغافِيعلَى كتفِ النَّشيدِ ومَا تأَلَّقَ فِي سَناكِ!كيفَ ليْ،وأَنا الجليليُّ الَّذي حطَّ مُقيماً هَا هُناعلَى موجةٍ هزَّت أَنامِلَهالتُلغي نشيجَ الموتِخلفَ شباكِ التذاكِر.علَى قلقٍ ،علَى قلقٍخذْ مَا شئتَ مِن دواعِي الصَّدرِوالأَرزاءِ والحُبِّ القَديمخذْ مَا شئتَفَهذا الطَّقسُ ماكِر.خلفَ شباكِ التَّذاكِريحملُ البحرُ جوازَ الغيمِ للشَّظايا الفاتِناتنسيجاً رمادياًفيْ تردُّدِ الشَّبقِ المؤجَّجِ بالعَودِ والتِّرحال .للشَّظايا خارطةُ الزَّمانِوخارطةُ المكانِ فيْ إناءِ الزَّهْو .الشَّظايا هبوبُ النَّوارسِ خلفَ نافذةِ الخَراب .الشَّظايا إتحادُ الجسمِ بالأَنفاس.الشَّظايا حلولُ الصَّبوِ باللاهُوت.الشَّظايا كُلومٌ تَصرخُ ثم تَغفو.الشَّظايا سُكرُنا الصُّوفيُّفِي التحامِ الإنسِ بالقيُّّوم.الشَّظايا هجرةُ الأَملاحِ فِي الأَرحام.الشَّظايا حُزنُنَا المسفوكُعندَ مِشكاةِ الحواجزِ والحدُود.الشَّظايا نائباتُ الدَّهرِ علَى قِلَلِ الجِبال.الشظايا زُؤامُ الموتِ للطَّاغُوت.الشَّظايا سُمُوُّ الرُّوحِ فِي المَرثاةنحوَ الهاجسِ الحلُمِيبينَ الشِّعرِ والمَلهاة.علَى قلقٍ ،علَى قلقٍسأَطوِي شهقةَ الصَّلصالِوأَبدأُ رِحلتي الصَّفراءرويداً رويداً، كأَني وطِأْتُ مِنْ قبلُ هُناعلَى هَذا الطَّريقِ مشيتُعانقتُ الحروفَ وضاجعتُ اللغَةكأَني " أَنا مَنْ أَهوَى ومَنْ أَهوَى أَنا "فَيا عرشِي اتَّكِئ واتَّسِق علَى رَمْسٍبينَ الحقيقةِ والخيَالحيثُ منابعُ الايحاءِ والرُّؤْياهناكَ وجودِي فيْ تأَمِّلِ النَّاسُوتحينَ تَبكي السَّماءُ علَى دعوةٍ شاردَةفيَا نعشِي انتفِض.. فِي العودةِ الخالدَة.طاوٍ علَى صفيحٍ مُعْشِبٍ نحوَ مجرَى الدَّائرَةأَحملُ مَغناتي الَّتي مَا نازعَت يوماً لعنةَ الذِّكرىسجاياهَا، مراياهَا، نوافلهَا، محاكاةَ التَّخطِيوروحَ الإحتفالِ فِي المأْسَاة .هلْ تُوْرَثُ الأَشواقُ ؟؟هَذا سؤالُ البائسينَ / العاشقينَ ولاْ مجازَ لهُوهلْ تُوْرِقُ الأَوطانُ !؟ضائعٌ أَنا بينَ الإجابةِ والسُّؤالعلَى قلقٍ دخلتُوكانَ القلبُ ساهياًيَلِجُ الضَّياعُ ويأْتلقُ الصَّدىتختلجُ الجوانحُ هَا هُنا وهُناكثُمَّ تَكتملُ البصيرَةفالشَّظايا اختتامُ قصيدَتيوالشَّظايا احتقانُ جوارحِيوالشَّظايا.. غوادِي فيْ تخيُّلِ الأَشيَاء.لاْ أَعرفُ الشُّعراء..لكنِي رميتُ قصيدَتِي فِي الرِّيحِفاشتعلَ المناخُوقلَّدتنِي الرِّيحُ خاتمهَا، إنطلقتُ إِلى المدَىلاْ أَرضَ تحملُنيولاْ أُفقٌ يُقيِّدُنيكأَنِّي رغمَ مَا فِي الموتِ مِنْ بُعْدٍومَا فِي البُعْدِ مِنْ مَوْتٍتَقمَّصَني النَّدى فِي راحتيكِكأَنِّيالآنَحُرُّ !.
لا تبكي لأجلي فلسطين