الثلاثاء ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم ساره رمضان امين

حكاية الصمود والحرية

نابلس:

يوسف: القائد الذي لا ينحني

في قلب نابلس، كان يوسف، الأب القائد الذي احتضن المقاومة الفلسطينية كطيرٍ يأبى الأقفاص. عيونه تحمل امتداد الحلم فوق القمم، وصوته يصدح: "الكرامة لا تُباع، والأوطان تُحفظ بالرجال." وفي زوايا القرية، كان إياد، الابن الأكبر ليوسف، ينقش على الورق أوجاع الحكايات. كلماته كانت كالنار، توقظ الأمل وتنير درب الفقراء الذين يصارعون الفناء.

ليلة الانهيار وصمود يوسف

في ليلةٍ عاصفة، جاءت جحافل الظلم لتحطم جدران البيت الذي شهد كفاح يوسف. القائد الصهيوني موشي، المغرور بكبريائه، أمر بالدمار، لكن يوسف جلس وسط العاصفة كالصقر، قائلاً: "خذوا حياتي إن شئتم، لكن لن تأخذوا حريتي. الجبال لا تركع للريح، والحق يعلو ولو على شفا الهاوية."

انهار البيت، لكن الحجارة بقيت شاهدةً على صوت الحرية الذي لن يموت، وعلى صمود يوسف الذي قال "لا" رغم نباح الطغاة.

إياد: العودة من السجن

في السجن، كان إياد يحترق شوقًا لوطنه الذي يئن تحت سياط الظلم. وعندما عاد إلى قريته بعد سنوات طويلة، وجد بيته ركامًا، لكن الكلمات المنقوشة على الأحجار همست له: "إن الصمود حياة، وإن كُسرت، فلتكن كالشمس: تعود كل يوم للإشراق."

وقف إياد بين الركام، والدموع تخنق صدره، لكنه أدرك أن الوطن لا ينكسر بسقوط بيت أو غياب جسد، بل بما يُطفئ أمل أهله.

الجاسوس والمواجهة

بين الأزقة، حيث الحزن والصمود يتلاقيان، رأى إياد رجلاً غريبًا يحاول إخفاء ريبة ملامحه. بدأ يراقبه بصمتٍ كالصقر، حتى أدرك أنه جاسوس يعمل لصالح "موشي". وفي لحظةٍ مشحونة بالغضب، نفذ إياد عمليته الاستشهادية، صارخًا: "أيا وطني، ما لي أدافع عنك وأنا حزين؟ لا بيت لي يقي البرد والجوع، ولا عائلة تجمع شتات قلبي. أراك شامخًا، ولكنني فيك غريب."
أبو عدي: القائد الجديد

بعد استشهاد إياد، اجتمع المقاومون تحت قيادة أبو عدي، الذي قال بصوتٍ ثابت: "لقد أخذوا يوسف وإياد، لكننا لن نزال. سنكتب حكاية جديدة تُخلّد الحق في كل بيت وكل وجود."

بدأوا يخططون لانتقامٍ عادل، يجمعون المعلومات كنسورٍ في الصيد. وفي ليلةٍ مظلمة، تسللوا كالأشباح إلى معقل "موشي"، وأعلنوا أن الحق لا يموت مهما طال الزمان.

رسالة نابلس

نابلس ليست مجرد مدينة، بل هي رمزٌ للصمود والحرية. الحجارة التي شهدت انهيار البيوت، والأرواح التي ارتقت، كلها تروي حكاية وطنٍ لا ينكسر. "الوطن ليس الجدران التي نحميها، بل الأرواح التي تنبض بالحرية والصمود. مهما اشتدت العواصف، تظل الأرض شاهدة على أن الكرامة لا تذبل، وأن الحرية تُولد من رماد القهر."

كان بينهم خائن: حكايةٌ عن الغدر والصمود

الخيانةُ بين صفوف الأحرار

وسط صفوف الأحرار، كان هناك خائن يتظاهر بالإخلاص كالغريب. قلبه ممتلئٌ بالشر، ولسانه كالكذب، ينقل الأسرار خلسةً إلى موشي الجبان، يبيع الأرض لمن دمر الأحلام والأوطان.

لكن الحق لا يختبئ في جنح الظلام. بحكمته، كشف القائد أبو عدي السر. واجه الخائن أمام الرفاق بقلبٍ حازم وقال: "الخيانة عار، لا مكان لها بين العزيم."

بقرار الأحرار، زُجّ بالخائن في سجنٍ معتم كأنه قبرٌ بلا نور. هناك، ذاق ظلمة أفعاله، ليحيا خلف القضبان، عاجزًا عن النور الذي خسره بالخيانة.

الطريق إلى النور: وطنٌ بين القيود والرجاء

رغم وجع الرحيل ودفن الخيانة، واصل الأحرار المسير بعزمٍ لا يُقهَر. قادهم أبو عدي، ذلك القائد الشامخ، نحو النور الموعود، حيث تشرق شمس الحق وتزهر سنين الحرية.

توقف أبو عدي في عتمة الليل وقال بثبات: "الخائن مات تحت الأرض، لكننا لن نُلوث طريقنا بالغدر أو الخيانة. فالحرية لنا، وهي أسمى أمانة، حملناها بدمائنا وأرواحنا."

كلماته أعادت إشعال الحلم في قلوب الشباب، رغم ثقل الكاهل ووجع الخذلان. بقيت الحكاية تروى، عطرٌ يملأ الأجواء، وأوطانٌ مظلمة تنحني تحت أوجاع الغدر والجفاء.

انتقامٌ من الظلم

في ليلةٍ أشبه بالسراب، حيث تنام الأرض على أنين الرياح، تقدم أبو عدي ورفاقه بخطواتٍ صامتة كالنسيم. توجهوا إلى القلعة التي تخفي جبروت موشي، الطاغية الجالس على عرشٍ من الظلم.

كان الصراع مريرًا، استمر ساعاتٍ طويلة، محملًا بالإرهاق والعزم الذي لا يخبو. لكن مع طلوع الفجر، نجحوا في تحقيق غايتهم. لحظةٌ اختلطت فيها دموع الفرح مع أنفاسٍ متقطعة، كانت شاهدة على انتصارٍ عظيمٍ للمقاومة.

نداء العدالة والكشف المذهل

وقف أبو عدي أمام موشي، عينيه تلمعان كوهج الجبال، وصوته يتردد كصدى العدالة: "هذا ليس انتقامًا عابرًا، بل هو نداء الحق الذي لا يموت. لأجل يوسف الذي وقف شامخًا تحت الأنقاض، ولأجل إياد الذي كتب الحرية بدمائه. لأجل كل روحٍ أزهقتها، نحن هنا لنُعيد الكرامة التي سُلبت."

كلماته كانت كالرماح، فتتت جبروت الطاغية كصرحٍ من رمال. وفي لحظةٍ مهيبة، كشف أبو عدي عن وجهه، ليتضح أنه لم يكن سوى إياد!

عاد إياد من ظلال الموت، بعد أن أوهم الجميع بتنفيذه عملية استشهادية. خدع الموت ليكون سلاحًا للانتقام من الطغاة.
النهاية: شعلة الأمل

انفجرت الدموع في أعين الرفاق، وهمس أحدهم: "لقد عدت إلينا، أيها القائد الصامد. لقد كنت شعلة الطريق، وأصبحت الآن النور الذي لا يخبو."

قال إياد بصوتٍ عازم: "الطريق طويل، لكننا وضعنا اللبنة الأولى للحرية. سنحطم الظلم بسواعدنا، ونكتب اسم الوطن على صفحة السماء."

وهكذا، تُروى حكاية إياد ويوسف كرمزٍ للخلود، تخلدها الأجيال وتروي كيف يُولد الأمل من رماد القهر، وكيف يظل الوطن ينبض بالصمود حتى يكتب له الخلاص.

بدايةُ الخلاص: حكاية الأمل والصمود

قال إياد: اللبنة الأولى للحرية

بصوت يملؤه العزم، قال إياد وهو يمسك بأيدي رفاقه: "الطريقُ ما زال طويلًا، لكننا وضعنا اللبنةَ الأولى للحرية. سنحطمُ الظلمَ بسواعدنا، ونكتبُ اسمَ الوطنِ على صفحةِ السماء. ... والآن، فلنبدأ الحكايةَ من جديد."

وهكذا، أصبحت قصة إياد ويوسف شعلةً تتوارثها الأجيال، تروي كيف تنمو الحريةُ من رماد القهر، وكيف يظل الوطن ينبضُ بالصمود حتى يُكتب له الخلاص.

غدر بين الظلال وصمود يُخلّد الخلود

في ليلةٍ شاحبةٍ، كأنما الريح تعزفُ لحنًا جنائزيًا، تعانقت صرخات الأرض مع أنين الرياح، تهمس بأسرار غدرٍ يتسلل كخنجرٍ مسموم يمزِّق نسيج الأمان. وسط هذا الليل الثقيل، اندلعت معركةٌ صامتة بين الظلامِ والأمل، تُروي قصص النفوس التي تحترق، لكنها تأبى أن تسقط.

جاء الغدرُ كريحٍ مهلكة، تحمل الموت بين أنيابها. خطف الأحلام من عيون النائمين وأطفأ نور البيوت، كأن النجومَ هوتْ على الأرض في حزنٍ صامت.

لم تدم السكينة طويلاً، إذ انقضَّ جيش الاحتلال كجرافةٍ عملاقة، يقتلع كل ما يعترض طريقه دون هوادة. يظنون أن بإمكانهم إخراس نبض المقاومة، لكن الأرواحَ التي ترتقي إلى الخلود، تزرع بذور الأمل في عمق الأرض.

الوطن: نبضٌ لا ينطفئ

يا وطنًا تُروي الحكايات في جبالك، لست مجرد أرضٍ أو حجر، بل قصيدة تُنشَدُ في القلوب. حتى الأرضُ التي تشهد آثار الغدر والدمار، تهمس بهدوءٍ: "القيود قد تُثقل الخطوات، لكنها لا تُحني الكبرياء. الغدر يترك الجروح، لكنه لا يمحو الأسماء. الوطن، كالسماء، لا يُطفأُ حتى تحت وطأة الليل."

كان أبو عدي يقف كجبلٍ يُعانق الريح، عينيه تتابع الأفق البعيد، باحثًا عن غدٍ يستحقه الوطن. قال بصوتٍ يملؤه الإيمان: "الوطن لا يهوي مهما استبدت به عواصف الظلم وطغت آلات البغي. إنه كالنبض الذي لا ينقطع، يزهر حتى في الأغصان المكسورة، ويترسخ في الأرواح الحرة التي تحمل الأمل كراية لا تُنكَّس."

وفي لحظةٍ كنسمة صباحٍ دافئة، عرف الجميع أن صمودهم ليس مجرد فعلٍ عابر، بل قصة أبدية تُحكى بأنفاس من رحلوا وبصمود من ظلوا يصنعون الغد.

بقاء الوطن: حلمٌ لا ينطفئ

الوطن ليس الجدران التي نحميها، بل الأرواح التي تنبض بالحرية والصمود. هو الحلم الذي يزهر حتى في ظلال الغدر. مهما اشتدت العواصف، ومهما توغل الغدر في أعماقنا، ستظل الأرض شاهدةً على أن الكرامة لا تذبل، وأن الحرية تُولدُ من رماد القهر لتصبح سماءً جديدة.

ختام الحكاية: نبض الصمود

وهكذا تُختتم الحكاية بغدرٍ لم يُطفئ الضوء، بل زادهُ توهجًا، ليبقى الوطنُ نبضًا خالدًا، يُروى في كل صباحٍ جديد، وفي صمود يأبى أن يذوب مهما تكاثفت الظلمات.

دعاء الأمل والخلاص

"إلهي، يا نور السماءِ وبهاء الوجود، اجعل دماء الشهداءِ ضياءً يُشقُّ الظلام، واجعل من صبر الثكالى نبتةً تُزهِرُ في الأيام، أملًا يتجددُ مع كل صبحٍ، يرسم الحُلمَ كالدوام. اجمع قلوبنا على الحقِّ، وانزع من أرواحنا ثِقلَ التخاذل وعبءَ الشكوك، واجعل صفوفنا متراصةً في وجه الظلم. واكتب لفلسطينَ فجرًا يطلُّ على الحرية والكرامة، واحمل لها غدًا يُشرق بالنصر والعدالة. آمين."

تمت بحمد الله


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى