حنين الزّنابق
ماتت أمّي ولم أكن صغيرة
ولكن بموتها صَغُرت بي الحياة وعدتُ أصغر من صغيرة.
غيّب الموت أمّي فغيّب عنّي حفنة حنان، وقبضة مشاعر هي رصيدي في الحياة.وغابت رائحة القهوة والرّغيف.
ماتت أمّي ولم تمت ذكراها.. فما زلتُ اراها في تفتّح زنبقها الابيض إنّه زنبق أمّي وأعرف أنّه زنبق أمّك وامّها.. أجل إنّه زنبق الامّهات برقّته وثبوته وجمال قلبه والبياض.
ماتت أمّي ولم ترَ تجاعيد وجهي والأنين. ولكنّها لم تمت بداخلي ولم يمُت الحنين.
ماتت أمّي.. ولم تمت أمومتي فلا تقلقوا ولديّ البشير والاميل.
ماتت أمّي ولم تمت ضحكتي التي هي انعكاس لضحكتها.
ماتت أمّي ولم يمت الوداد ولم ينته مشوار العطاء.
لأنّ أمّي لم تمت بل انتقلت إلى الامجاد السماويّة عروس هناك في السّماء.
أنا اشبه أمّي.. في بحّة صوتها ورقة قلبها والدموع المنسابة من مقلتيها، أنا دمعتها وابتسامتها.
عذرًا أولادي إن أنا تركت اليوم غرفتي ولم اقد سيّارتي بل حلّقت بروحي إلى السّماء وغصت بجسدي في محيط الأعماق وكطفلة ركضت بين الزنابق وقطفت زنبقة بيضاء من زنابق الوداد ووضعتها على ثراها وبكيت حتّى تزهر، واتيت بابتسامة تُحييني من جديد من اجلكم ولأجلكم
كلّ عامّ وامهاتنا زنبقات أرواحنا تنعمن بالمحبّة والعطاء.