

حوار مع ميثاء الخياط عن نشاطاتها الأدبية للأطفال

ميثاء الخيّاط كاتبة إماراتية بارزة في مجال أدب الأطفال، تتميز بأسلوبها الإبداعي الذي يمزج بين الثقافة المحلية والقصص المعاصرة بطريقة تجذب الصغار وتعزز القيم والهوية الإماراتية. أصدرت العديد من الكتب التي تُقرأ على نطاق واسع داخل الإمارات وخارجها، وتُرجمت أعمالها إلى عدة لغات. تُعرف بمساهماتها في تعزيز حب القراءة لدى الأطفال من خلال مشاركتها الفعالة في معارض الكتب والمهرجانات الأدبية، وتنظيم ورش عمل تثقيفية وتفاعلية للأطفال.
بداية، الأستاذة ميثاء، كيف تصفين طبيعة الورش التي تقدمينها للأطفال؟
ميثاء الخايط: ورش الأطفال التي أقدمها تركز بشكل أساسي على التفاعل والمرح، وهي تهدف إلى تحفيز خيال الطفل وتنمية حبّه للتعبير الإبداعي. أنا أؤمن بأن الطفل يتعلم حين يشارك، يضحك، يتحرك، ويتخيل. لذلك فإن الورش التي أقدمها ليست مجرد تعليم، بل تجربة فنية وممتعة يتفاعل فيها الطفل بكل حواسه.
ما أبرز أنواع الورش التي تجدين إقبالاً عليها من الأطفال؟
ميثاء الخياط: هناك ثلاث ورش رئيسية تلقى طلبًا كبيرًا:
عروض قرائية تفاعلية للأعمار من 3 إلى 10 سنوات؛وهي جلسات مليئة بالحيوية تشمل قراءة القصص بأسلوب تمثيلي، مع الغناء، الرسم، وحتى التمثيل الحركي. أهدف فيها إلى إشراك الأطفال مباشرة في القصة، كأنهم يعيشون أحداثها.
رحلة صناعة القصة: في هذه الورشة، أساعد الأطفال على اختراع شخصياتهم الخاصة، والتفكير في مغامراتها، ومن ثم تأليف قصة قصيرة. يتم كل ذلك عبر أنشطة ممتعة ومرنة تحفّز الخيال وتشجع على الكتابة دون رهبة.
ورشة التلوين والرسم والحرف اليدوية: ورشة بسيطة ولكنها محببة للصغار، نرسم فيها شخصيات القصص ونلوّن المشاهد، مما يعزز الربط بين القصة والصورة في أذهانهم.
هل يمكن تخصيص هذه الورش حسب الظروف أو نوعية المشاركين؟
ميثاء الخياط: بكل تأكيد. يمكن تخصيص محتوى الورش حسب الفئة العمرية، والموضوع، أو عدد المشاركين. أحيانًا أُعدل الأنشطة حسب طبيعة الأطفال (مثلاً ذوو الاحتياجات الخاصة أو أطفال لا يتحدثون العربية)، أو بحسب المناسبة التي تُنظم الورشة من أجلها.
وماذا عن الورش التي تقدمينها للكُتّاب؟ هل يمكنكِ الحديث عنها؟
ميثاء الخياط: بالطبع، لدي مجموعة من الورش المخصصة للكُتّاب الطموحين والمتمرسين، من أهمها:
كتابة كتب الأطفال المصوّرة: أُرشد المشاركين خلال رحلة الكتابة من الفكرة إلى المسودة النهائية، مع تركيز خاص على بناء الشخصيات والسرد البصري.
أدب النشء (التوينيز) واليافعين: هنا نناقش كيف نصمم قصصًا تستهدف الفئة من 9 إلى 12 سنة، بمزيج من الهوية المحلية، الطرافة، والرسائل العميقة.
السرد الثقافي: ورشة تركز على دمج التراث الإماراتي والعربي في القصص بطريقة معاصرة وجاذبة للجيل الجديد. هذه الورش قد تكون مكثفة ليوم واحد، أو تمتد على عدة أسابيع حسب احتياج المؤسسة أو المجموعة.
تقدمين أيضًا برنامجًا إرشاديًا خاصًا، هل يمكنك توضيح فكرته؟
ميثاء الخياط: نعم، أقدم برنامجًا للإرشاد والتوجيه المهني مخصصًا للكُتّاب والرسامين الذين يرغبون في تطوير أعمالهم. يشمل:
جلسات استشارية فردية (عن بُعد أو حضورياً.
مراجعة النصوص أو الرسومات مع تقديم ملاحظات احترافية.
توجيه في مجالات النشر، وتقديم المشاريع، وتحسين الأسلوب الإبداعي.
يمكن أن يكون البرنامج قصير المدى (جلسة إلى 3 جلسات)، أو طويل المدى حسب الأهداف.
هل لكِ أن تحدثينا عن دورك كمستشارة في مؤسسة ربع قرن؟
ميثاء الخياط: بالطبع. أنا أعمل كمستشارة في مسار اللغات والآداب في مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين. من خلال هذا الدور، أساهم في تصميم برامج تعليمية وأدبية مبتكرة تستهدف تنمية مهارات الأطفال والناشئة في اللغة والتعبير والقراءة.
أخيرًا، ما أهم المشاريع التي شاركتِ في تطويرها مؤخرًا؟
ميثاء الخياط: من المشاريع التي أعتز بها: أدب الوعي": برنامج يهدف إلى تدريب الكُتّاب على تأليف قصص توعوية للنشء، تمزج بين الترفيه والقيم الإنسانية والاجتماعية.
قارئ القرن": منصة رقمية مبتكرة تُحفز الأطفال على القراءة من خلال نظام نقاط وشارات ومستويات، ما يجعل القراءة مغامرة وتحديًا ممتعًا.
نشكرك جزيل الشكر، الأستاذة ميثاء، على هذا الحوار المُلهم، وعلى جهودك المتواصلة في دعم الطفل العربي أدبيًا وثقافيًا.
ميثاء الخياط: الشكر لكم. من دواعي سروري أن أشارك رحلتي، وآمل أن تستمر هذه المبادرات في إلهام الأجيال الجديدة.