الجمعة ١ نيسان (أبريل) ٢٠١٦
بقلم عبد الجبار الحمدي

حين أرقص أنا..

كالفراش أسعى حافي القدمين الى النار رغبة في الرقص دون مباليٍ بما سيحدث، اجدني انصاع لصوت في داخلي صارخا اترك المعتاد وغير الطبع، فما عاد الرقص على الدفوف والطبول يجدي بعد ان جندها المأفون الى طبول حرب ودماء، الرقص يا صديقي عناوين حب لكل راغب في الاكتواء او الهروب الى حيث لا يدري، هي رغبة مكبوتة في العقل الباطن فمنا كما هن النساء، نرقص على المحن جلبا للحزن، ومنهم يرقص فرحا كحبيبتي تلك التي اودعتها انفاس واحاسيس حياتي، الى أن اتخمت ضياعا بعدما غرفت من يم هجرها عذابات سهر ووسن، كنت قد خيرت نفسي بين الرقص على جراحي او الرقص مع مجانين النساء، ومتى ما أردت ان اقرر!! اجدني ارقص مع الأثنين كوني اكتويت بكلاهما..

اضرم النار بيدي، اخرج صورها الواحدة تلو الأخرى محرقا إياها رغم نواياي بأطفاءها بدمعي، لكن نفسا تدفع بي نحو الرفض.. أليس لك كبرياء؟؟ تقولها معنفة إياي

ابتسم مترنحا وانا اطىء حافات دائرة النار التي اشعلت ما ان تلسعني حتى اصرخ انتِ السبب، كيف لي أعلم بنواياها، لولاك ما سعيت ولا جبت الطرق ولا الأرصفة وقوفا، بارحني الهدوء والفيتني اتقرب الى القلق والتوتر رفيقاي، يهزان كياني كلما دنوت من الطمانينة، ألم اخبرك في تلك الليلة بأني على وشك فقد توازني فمجاراتها صعب عليّ أني لست من جيلها او حداثة سنها، لكنك بدناءة النفس الأمارة بالسوء دفعت بي مغررا، وأنا كونك مني تبعت نصائحك تلك التي أوصلتني الى حد التيه في عالم صفعته المراهقات دون كلل، دعك يا هذه ودعيني أرقص رقصة الموت حتى اتقنها، فما عاد بي التحمل لقد فارقني الشعور بالأمل.. يا لخيبتي كم دثرت مشاعري بعد ان كانت تشعر ببرودة صمت الركود والخوف من الخوض في الحب، وما ان اضرمت ناري تلك حتى رمت بالدثار وخرجت بغباء تجري وراء أول تجربة أمامها.

أراك يا صديقي لا تمل لومي، وما انا إلا أنت الذي دفنت معي كل أمنياتك ورغباتك، أم تراك نسيت اطيافك التي شاركت واحلامك رغبة في تجربة حب، حتى انك في بعض الأحيان مارست الحب مع نفسك دون ان تعي رغبة افتقدتها في الحياة وهربت الى عالم الاحلام، لقد رأفت بحالك، شعرت بأن عليّ مسئولية خروجك من قوقعة الوحدة، فأشرت وازعا لك الوسيلة أما من وكيف؟ فذاك رهن بك، قد أكون همست لك احيانا، فهمسي جاء بناء على هوى ما تشتهيه وما تود لا يد لي في نواياك المكبوتة المحملة بالرغبة المحرمة، لا اريد الانتقاص منك لكن هذا هو واقع العالم فدنيا من النساء والرجال ومنذ الخليقة جمعتهم الرغبة قبل كل شيء الى جانبي، فأنا اتحرك على ضوء الاهواء، وهواك يا صديقي مبطن قليلا برغبة محرمة في باديء الامر ثم تحول بعد ذلك الى حب، كيف لا أعلم؟؟

مستحيل ان تعود كما كنت، بعدما ألبستني أكاليل رقصة السامبا هيا.. تعال لننضم مع تلة الشلة، ارقص حتى تنسى، أثمل الى ان تفقد توازنك، فقد بصرت أن نسيان من تحب ضربا من المحال، لكن بالتأكيد معاناتك هي غصة عمرك الآتي وتضحيتك بالصبر جل ما تجنيه ثمار علقم، أظنه آن الآوان تكشف وجعك الخفي من العذاب والجراح ليكونا لك خير نديم..

اسلك طرق الجنون، أراه أقرب إليك مما تصبو، واصرخ بكل ما اتويت من قوة ب آه موجعة صارخا أين أنا كل تلك السنين.. صمتي المطبق هو من نبهني للإنجراف مع سواقي العذاب، لذا يا صديقي عش الهم والحزن وحدك، ودعني اعش ما بقي لي من عمر كالفراشات تسعى للموت رقصا ولسعا بسياط نار مضيئة، أو كما غربة ليل خفت الضياء حتى تلاشى ضياعا في جوف ظلام دامس.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى