السبت ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٥
بقلم محمد خالد الفجر

خيانات مستمرة

إن كلمة خيانة تثير في نفس سامعها اشمئزازا ونفورا فالكل يبدأ بتخيل الخونة ويضع تحديدا لهم مبعدا نفسه عن ان تكون خاضعة لهذه الخصلة الذميمة ، والخيانة عند كثيرين تكون بمعنى عدم الوفاء بالأمانة فهي تدل على إنسان اؤتمن بشيء لكنه لم يف بحق الأمانة .

إذا الخيانة مكروهة مذمومة منفرة ولا يوجد شعب ولا زمن أحب أن يكون خائنا أو مصاحبا للخونة إلا أننا في زمننا هذا صارت الخيانة بطولة ورفضها خنوعا واستسلاما بل إرهابا يجب أن يقطع رأسه قبل الذنب وكأننا بحالة يمكن ان نشبهها بفنتازيا تخيلية تقوم على قلب المفاهيم وتغيير القوانين الفطرية التي فطر الناس عليها فمرة تظن نفسك امام ياسر العظمة وتخيلاته التي تبهر مشاهدها لقدرته على إثارة ما يدور في المجتمع بسخرية لاذعة

ومرة تظن نفسك في حلم أصبحت فيه تعوي بدل الكلام وصار الكلب يتكلم تاركا النباح والديك فيلا والفيل نملة والفأر صقرا والصقر جرذا هذه أحوال تعرض علينا صباح مساء حتى إننا صرنا نظن ان مواقع مسالك البول قد تغيرت عند بعض المتكلمين فلم نعد ندري هل يستخدم عضو النطق أم العضو المخصص لقضاء الحاجة .

لا أدري هل أنا وحدي من يعيش في هذا التخبط أم ان كثرا من أبناء جنسي يشاركونني ما انا فيه فإن كا هناك تعجب واستغراب عند بعض الناس جعلهم يرخون شفاههم ويوسعون من حدقة أعينهم متسائلين ما بال هذا المجنون وعن ماذا يتحدث فاسمحوا لي أن آخذكم برحلة جنونية في عالمنا الذي أصبح فيه العاقل مجنونا والمجنون في زمرة الحكماء .

سأبدأ من مراكز النخبة وكما هو معلوم إن النخبة في عالم التحضر والتمدن هم المفكرون والمخترعون أما في عالم النخاسة الذي نعيشه فالنخبة هم مآس نزلت علينا لبعدنا عن التفكير بعقولنا والعمل على جعل التفكير محصورا بوسط الفخذين وما يجاوره من سهول وهضاب فأهم حكيمة في هذا الزمن النخاسي مومس اسمها على وزن مآسي هي نانسي لكنها آخر المآسي التي نعيشها وأخرى نسبتها على وزن هبلة تسمى هيفاء وهبة فإذا صرخت وقلت ياناس يا أصحاب العقول إن هذه خيانة لعقولنا خيانة لفطرنا خيانة لمبادئنا قالوا من أي عصر جاءنا هذا وقولوا له اسكت قبل أن تؤخذ إلى جوانتنامو بتهمة محاربة سفيرات المحبة والجمال .

هذه أولى الخيانات التي أذكرها وقدمتها على غيرها لاهتبال كثيرين بها فعجوز وقور تراه رافعا صوت مذياعه على صوت نانسي فصدق من قال : وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده . فحركات نانسي لاتقوم بها إلا نزيلات البميرستانات المخصصة للخائنات مثيلاتها وإن كنت تريد تصديق ما أقول فأنصحك فقط أن تخفف صوت التلفاز عندما يكون صارخا من الالم عند ظهور نانسي وراقب حركاتها ولكن بشرط عدم التركيز على سيقانها ولا على ثدييها وضع وصفا صادقا لها .

خائنة تسمى فنانة خانت عفتها التي كانت أيام زمان عنوانا للؤلؤة التي كانت جموع تحرسها وتسهر على راحتها بل خانت نفسها فصارت سلعة رخيصة تباع كما يباع المتاع فكوكا كولا لا تفرق بين نانسي والقارورة التي تحملها لأنها تباع كما تباع الزجاجة التي في يدها فأقول لكم مخاطبا نبض الفطرة في جوانحكم أليست هذه خيانة ولكنني آخذكم إلى خيانة أخرى تولدت من هذه الخيانة ألا وهي خيانة أنفسنا فكثير منا يصبحون فرسانا للهجاء عندما تذكر سيرة تلك الخائنات لكن ومن غير شعور نسمح لعيوننا أن تنظر إليهن وكأن كلامنا يمحى ولا ينتظر مور الليل بل هو أسرع زوالا من سراب نراه أمامنا في طريق الصحراء اللاهب .

هذه كانت أولى الخيانات وستتبعها سطور أخرى تصرخ خيانة خيانة خيانة ....فإلى الخيانة الأخرى مع مكلمكم المجنون


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى