الاثنين ١٣ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم وائل وجدي

دبيب الروح.. مرة أخرى..!!

غبش الفجر يتغلغله.. يرنو إلى بنات أفكاره، المنشورة فى المجلات والصحف، المتراكمة على أرفف المكتبة.. تداخله الرغبة -الملحة- أن يجمع أقاصيصه بين دفتى كتاب.

أخذ العزم، وبدأ يختار بضع أقاصيص، تتوحد رؤاها.. بعد ثلاث ساعات ، فرغ من التدوين، وإعادة الصياغة، لضبط اللغة أكثر.. ثم نسخها فى مكتب "كمبيوتر"، وصمم على متابعة النسخ، توخياً للدقة المبتغاة، وقام بتجليدها، ووضعها فى حقيبته بفرحة غامرة.

.. لوح لأتوبيس قادم نحوه، قفز بداخله، ونزل فى متصف شارع "قصر العينى"، لمقابلة مدير تحرير سلسلة "إبداع الشباب".. وسبح بذاكرته فى الأحاديث الصحفية، عن إتاحة الفرصة للمبدعين الشباب، فى نشر إبداعاتهم.. صعد إلى الطابق العاشر، لم يجد سوى ابتسامة باهتة، وبعض الكلمات، تخرج من فيه بفتور: سلم عملك الأدبى إلى السكرتارية.

وجد لسان حاله يردد:

 "وبعد ذلك ؟ "

فوجئ بوضع نظارة القراءة على المكتب، ورفع حاجبيه- بتعجب:

 "بعد فحص لجنة النشر، والموافقة، تنتظر دورك. "

قام بتسليم نسخة المجموعة القصصية، وقيدت تحت رقم "451"!!

ومكث شهرين.. ثم مر عام ونصف.. ولم تشكل لجنة فحص الأعمال الإبداعية..

الملالة، والسأم تمتلكاه..

فى أثناء تصفحه لجريدة "أخبار اليوم"، لمح قراراً بتعيين مدير تحرير جديد لسلسلة "إبداع الشباب".. بصيص الغبطة اجتاح فؤاده.. وعلى الفور، ذهب إلى مكتب مدير التحرير الجديد، يتساءل عن مصير مجموعته القصصية، فألفى كلمات هادئة واثقة: بإذن الله، ستدخل لجنة الفحص، بعد ستة أشهر.

هز رأسه، وأقسم ألا يدخل هذا المبنى -العتيق- مرة ثانية.
أصر على طباعة قصصه بنفقته الخاصة..

وما أن تسلم النسخ الأولى من -دبيب الروح- بعث بنسخة إلى مدير التحرير السابق، وأخرى إلى مدير النشر الجديد !!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى