
درة يتيمة
أنظار العتيبي
شرقتَ لي حبّاوكنتُ قبلكَ غروباكنتُ افتقارَ السواسنكنتُ قواحلَ الافتقاد لفضاء من شعاعكما العصفور مبتئسا من سماء مُزّقتْ فيها انسجة النورفكان حزيناامرأةافتقدتْ اطلالة الأنثى منذ قرونامرأةفي انقطاع احساس دام دون رجعة للعشقامرأةبادعاء الحرية ضاع قلبهابادعاء التساويباتت خطوط حظوظها ممزقة العالمامرأةما أحسن العشاق قراءتها سواككأنكَ قد أضحيت موروث المعلقات العاشقة الآتية من التاريختقتل العرفَ لتمتلك الألبابَ في نهج غير مألوفشعرتُ بمعنى انني وعاءُكَأدركتُ انني متاعكَنعم انا كذلكولكن..علمتني بعد طول انكسار وذلّكيف أكون السيدة والأميرة والشيخة والشاعرة والآمرةتمخضت جنينا خلف استار رحم دامس الظلامفأولدْتني بطوفان موجتك المشتدة بالثورة والغليانفارتقيتَ بيَ نورا الى مرتبة النور والشاعريةلم يمنعنا تكويننا من الصمت فكان ثأرا وثورةفكنا على صمتنا حربا ونارافاعدتَ زمن نعومة أظافريلأعيش عمر براءة النساءعمرا افتقدته بين زنازين الادعاء والألوان والعروشعمرا كان ممنوع التصرف بالكلمة والقوافيفباتتْ حياكتي للانسجةاسمك الذي اختبى بين نسيج ثيابيبت تلامس جسديلم احتمل غسيلا لجسدي وملابسيلاهرع بانقاذ عطرك كي يمكث في ممتلكاتيوان كان حلماهكذا باتت اعمالي المنزليةفبتّ ربة خدر تطرز عالما جديدا بين القصوروالمنية بين سطور صراحتهايكفي اسمك ان يرسلني الى المذبحةولكن كان العرف السائد يسبقني الى المقصلةفاعود سالمةبل عرفتُ شغف القلب للحبيبشفيع بالتبرءة من التهمةحبال متينة لا مرئية تستهوي النساءولا تبقي للثرثرة والقيل والقال حكاية اِلا أنتَنفرتُ من أقواس قزح الألوان من حوليلأنزوي فيكَأمام أبواب الشعر الخالدةوعالم الاشتهاءواحتفالات العشائرأمام الفورسية التي تستغرب امرأة فارسةليتهمني المرجفون بالردةفكان صراعا يذوب من رغباتك على صدريوتكون لمساتك بنارها قوافياوقبلاتك تستثير معلقاتي التي قيلتْوالتي ستقالُوالتي لا يمكن أن تقال الا اليكَوالى حبيباتكَفكنتَ محفلا للكتاب والاحتضانوكنتَ لي ديوانا وارتواءهكذا غذيتكَ النساءوأطعمتكَ الحلم والرؤيا لتكون شاعرالا يهم أن تكون شاعريكن شاعر الجميع وفارس القبائللانه يكفيني أن تعيش ولو لحظة حلمي لتكتب قصيدةأو ترسم لوحة عاريةفيا مجلسا لانبلاج الجواري بفجر وعي الاناثفأني توعّيتُ فيكَ النهوضَ من كبوات المظاهرتوقفتُ باطلاق المراثيأمام شجرتك المثمرةوبدأت أغني وأهجر الآهاتلا يحزنني سوى لحظة منامي ان لم يزورني حلمكَاني تعودتُ على دفئكَوان لم تكن فكان هو موقديتعالج هالة حزنيأمّا اليقظة فأنت معي دون جدالأواسي النفس بكَليكسب قرطاسي بانطلاق العنانكشفاهي على جيدك الجلال والسموعند الارتجافاشدو عندليبة على غصنك الريانعند الهمساتفانقذتني درة يتيمة من عالم الفحمعنقتها برضابكأنقذتني الى عالم لا يثمنلا أعرف اسمهولا اريد أن أعرف ..فطرزت ثوبي المخمليَ باحرفكفكان عطرك الابدي يمتلكنيويمتلكهنْ
أنظار العتيبي