الاثنين ١١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم
«دِلْ فينْ» شهيدةُ النوى
دِلْ فينْ [1]] يا موكباً منَ الحنينْيا سربَ ترتيلِ الآلامِ على مدى السنينْقد أطبقتِ الغربة أذرعهافاتخذتْ من السماءِ ملاذادِلْ فينْ سافرتْللتذكرةِ قد قطعتْ وغادرتإلى البعيدْناءتْ بعيداً آلافَ الأميالِ والسنينْلقدْ فقدناكِوالحزنُ في قلوبِنا قد اختمرْقد طالتْ غربتكِفي ميناءِ الحياةِ ..نحنُ ننتظرأليسَ للرجوع من شراعْ؟!لا تنصبوا أعلامَ حزنٍفي القامشلي وبرلينفالسماءُ اشتهتْ دِلْ فينْفأطلقتْها في بساطها نجمةْهكذا حدّثني صدى النجمةالمظللِ في قلوب الهاتفينالصريحِ في سماء القرىوالخجولِ من ضوءِ المدنْتحت سطح القمرْفوق وجه النهرْ*دِلْ فينْ يا أنشودةَ الدموعْيا لوحةً ترسمُ تجاعيدَ الجبينْماذا لو التقتْ عينايَ بعيني دميتكِماذا أقولُ لها لو سألتني عنكِ..أَهْلُكِيأملونَ لو تضيّعَ المنيّةُذاكرتها ولو للحظةثمَّ يدقُّ البابُ جرساًليقولوا مينْ؟...فتجاوبينهذي أنا دِلْ فينْ!بابُ المنزلِ يحمل صوتكَيحسبونكِ أنتِأبوكِ يرسمُ وجهكِفي قبر المنزلِ بألوانِ الظلام..جدكِيرمي صنّارتهُإلى السماءِ ليصطاد شهابَ الأملْوالسماءُ قاتمةٌ عمياءفي انتظار آمالٍ بعليةآهٍ يا سماء ألمانيا !كيفَ بلقمةٍ قمراً تبتلعينكمْ تختفي الأقمارُ في بساطكبكلّ قلبٍ بارد؟!كيفَ حوّلتِ البدرَ إلى منارةٍ للحزن ؟!..تدور حولها بوصلاتُ الألم ْإنّني بالشعر أرثيهلْ غدا الدفترُ كفنا؟!يا عجبا !..يا عجبا!*يا حوضَ السباحةرفقاً بالسماءِ المتعبةأأنتَ إطفائيٌّ للنورِأم قوّاد بدرٍ للغربة !!!هل طافتْ مراكبٌثمّ رستْ في ميناء الأسى؟!فكلُّ شيءٍ ضاعَ إلا ذاك الميناءُدائماً طريقه المعبّد سالكٌحارٌ للحزنِ يا حوضُ!*دِلْ فينْيا شهيدةَ النوىقد سالَتْ في القلبِ أناشيدُ الجوىمن مكانكِوأنتِ أبيضاً تلبسينْهل المروجُ عندكِ خضراء ؟!وهلْ زيارة الأقاربِ تحتاج إلى طائرة؟!هلْ من الاغتراب تعانينْإيه دِلْ فينْ!ماذا للحياةِ تقولين ؟!هل الحياة مروحةعن بعدٍ منعشةعن قربٍ جارحة؟!أليسَ للحزن بيتحتّى يحوم على بيوتنا كشحاذٍ يصدر الأنين ْ؟!أليس للردى قبرٌ أو جنازةْ؟!هلْ تعتلينَ الغيم َ أرجوحة وتحكينللشمس أقصوصةقصة جدٍّ منتظرحفيدةً قادمةً اسمها للقلبِ دِلْ فينْانثروا في الشارعِ الأزهارَ ..اقلبوها حدائقفجنازةُ شهيدة النوى قادمةٌ الحينْ