الأحد ١٥ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم عبد العزيز عمراني

رسائل جحيم محرمة

كانت تِلكَ السَّنةُ 1948، بدايةً لفتحِ أبوابِ الجَحيمِ على كُلِّ مَن يجرؤُ على الوُقوفِ أمامَها. حينَ قرَّرَت هبة الله، الفتاةُ المصريَّةُ ذاتُ العَشرةِ ربيعًا، السَّفرَ مع والدِها إلى فِلسطينَ، كانت لا تزالُ تَحمِلُ في قلبِها أملًا طُفوليًّا مُغَلَّفًا بحُلمٍ نَقيٍّ أن تكونَ جُزءًا من التَّحريرِ المَوعودِ.

(كُنتُ أَحمِلُ حَقيبَتي الصَّغيرةَ بِيَدٍ تَرتَعِشُ... كُنتُ أَظنُّ أنّني ذاهبةٌ لِكِتابةِ التَّاريخِ، لِكِتابةِ النَّصرِ، لِكِتابةِ مَعركةٍ عَظيمةٍ. ولكنْ ما إنْ وَصَلتُ إلى فِلسطينَ، حتَّى بَدأتِ الحَقيقةُ تَنكَشَّفُ أَمامي، كما يَنكشف لَحمُ الإنسانِ المُحتَرِقِ على الجَمرِ)

تمَّ تَجنيدُ والِدِ هبة الله ليُشارِكَ في حَربِ النَّكبَةِ تحتَ رايةِ المَملَكَةِ المِصرِيَّةِ رِفقةَ 10 آلافِ جُنديٍّ، إلى جانِبِ مَملَكةِ العِراقِ، وسُوريا، ولُبنانَ، والمَملَكَةِ العَرَبِيَّةِ السَّعودِيَّةِ ضدَّ الميليشياتِ الصِّهْيونيَّةِ. فقَرَّرَ أنْ يَأخُذَ ابنتَهُ في حادِثةٍ استِثنائيَّةٍ لِظُروفٍ خاصَّةٍ، ليَشهَدا مَعركةً تَاريخيَّةً لم يَكُنْ بِمَقدورِ أَحَدٍ أنْ يَتَخَيَّلَ وَحشِيَّتَها.

كانتْ هبة الله تَظنُّ أنَّ جَميعَ الرِّجالِ في الحَربِ يُقاتِلونَ مِن أَجلِ أنْ تَبقى فِلسطينُ حُرَّةً، ولكنَّها لم تَكُنْ تَعلمُ أنَّ الحُرِّيَّةَ في فِلسطينَ لم تَكُنْ كما كانتْ تَرسُمُها في الكُتُبِ المَدرَسيَّةِ.

عِندَما وَصَلَتْ هبة الله إلى الأراضي الفِلسطينيَّةِ لأوَّلِ مَرَّةٍ، انقَضَتْ تِلكَ الصُّورةُ الوَردِيَّةُ التي كانتْ تَراها عنِ المُقاوَمةِ، واستُبدِلَتْ بِصُوَرِ الجُثَثِ والدِّماءِ والأَنِينِ. مِن أَوَّلِ لَحظةٍ رَأَتْ فيها الانفِجاراتِ تَتَناثَرُ أَمامَ عَينَيها..

والِدُها، الذي كانَ يُقاتِلُ إلى جانِبِ المُقاتِلينَ العَرَبِ، يَمُرُّ في كُلِّ يَومٍ معَ جُنودِهِ إلى الأَمامِ، بَينَما هبة الله تُرافِقُهُ أَحيانًا، وأَحيانًا تَجلِسُ في مُعسْكَراتِ اللاجِئِينَ، تَكتُبُ عن أُولَئِكَ الذينَ فَقَدوا كُلَّ شَيءٍ، عن مَآسي النَّاسِ، عنِ الأَسرى، عنِ الجَرحى..

كُنتُ أَكتُبُ، أَكتُبُ بِكُلِّ ما أُوتِيتُ مِن قُوَّةٍ... كُنتُ أَكتُبُ عنِ الجُوعِ، عنِ الوُجوهِ التي لا تَبتَسِمُ، عنِ الأُمَّهاتِ التي لم يَعُدْ لَهُنَّ صَوتٌ، عنِ الرِّجالِ الذينَ أَصبَحوا شَبحًا بَعدَ أنْ فَقَدوا كُلَّ شَيءٍ، ولكنْ لم يَكُنْ أَحَدٌ في الخارِجِ يَعلَمُ ماذا يَحدُثُ في قَلبِ فِلسطينَ... لَو عَلِموا الحَقيقَةَ، لَجُنُّوا جَميعًا، لَصاروا مَرضى عَقلِيًّا مِن شِدَّةِ الأَلَمِ

في أحد الأيام وَقَعَ ما لم تَكُنْ تَتَوَقَّعُهُ...

قُتِلَ والدُها أَمامَ أعَينيها.

كانتْ تَرى كيفَ يَتَساقَطُ حَولَهُ الجُنودُ، كَيفَ تَكسَّرَتْ آمالُهم على صَخرَةِ الاحْتِلالِ. والِدُها، الذي كانَ يَرفَعُ السِّلاحَ دِفاعًا عن الأَرضِ، سَقَطَ وهو يَنطِقُ بِاسمِ فِلسطينَ.

لم أَكُنْ أُدرِكُ أنَّ هذِهِ الحَربَ لا تُعطِي شَيئًا سِوى الأَلَمِ والمَوتِ... لم أَكُنْ أُدرِكُ أنَّني سَأكُونُ أَنا الأُخرى جُزءًا مِن هذا الجَحيمِ الذي لا يَنتَهي

بعد مقتلِ والدها، شعرتْ هبة الله أنَّ قلبها قد تحطَّم، كما أدركتْ أنه لم يَعُد هناك ما يمكن أن يربطها بالحياة التي كانت تعرفها. فقد فقدتْ أُمَّها وهي على طاولةِ الولادةِ بها، وفقدتْ أباها، وفقدتْ كلَّ أملٍ في نصرٍ قريب، وكلَّ حلمٍ كان يملأ عينيها لحظةِ مغادرتها مصر نحو فلسطين.

كانت هبة الله، في الأيام التي تَلَتْ مقتلَ والدها، تتنقلُ من مخيمٍ إلى مخيم، في محاولةٍ يائسةٍ لجمعِ الشهادات، وتوثيقِ الأحداثِ بآلة التصوير. كانت تُرافقُ المدنيين والمجاهدين، وتكتبُ عن المعاناةِ التي يعيشها الناسُ من الجوعِ والمرضِ والقصفِ المتواصل. وكانت دائمًا ما تسألُ نفسها (كيف يمكن للإنسان أن يعيشَ في هذا الجحيم)

في إحدى المرات، كانت هبة الله تجلسُ مع نساء الفلسطينيات في مخيمٍ بالقرب من غزة، عندما بدأ صوتُ الطائراتِ يقترب، لتنفجر قذيفةٌ بالقرب منهن.

أذكرُ تلك اللحظةَ جيدًا، كيف أنني رأيتُ النساءَ المسناتِ وقد تناثرتْ أشلاؤهنَّ حولي، وهنَّ يصرخن بألمٍ غيرِ بشري، ثم سقطتُ على الأرضِ بعد أن شعرتُ بأنني لا أستطيعُ التنفُّسَ من شدَّةِ القذائف

كانت هبة الله تشعرُ أنَّ الكارثةَ التي تحدثُ أمامها تتجاوزُ قدرةَ الإنسانِ على الفهم. الفوضى كانت تبتلعُ كلَّ شيء، كانت تلاحظُ أنَّ أيَّ شيءٍ كان يُشبهُ الإنسانيةَ قد اختفى. كانت ترى الجثثَ تنتشرُ على الأرض، وتلك الوجوهَ التي كانت تعرفها من قبلُ تتحوَّلُ إلى مشاهدَ مرعبة، غارقةٍ في الدماء. إلى أن توقفتْ عند جثَّةِ امرأةٍ كانت تحملُ طفلًا بين ذراعيها، يصرخُ بصوتٍ ضعيفٍ. فتذكَّرتْ حينها أُمَّها، وكيف عايشتِ الحياةَ من دونها.

ما ذنبُ هذا الطفلِ في أن يعيشَ دونَ أُمٍّ ووطنٍ وملاذٍ وألوانٍ ونور؟

هل سيكبرُ هذا الطفلُ في هذا الجحيم؟ هل سيرى النورَ الذي كنتُ أراه؟ هل سيحظى بحياةٍ أكثر هدوء من التي أعيشها الآن؟

لكنَّ تلك كانت الحقيقةَ المرَّةَ... حياةٌ مليئةٌ بالدماءِ التي لن تجفَّ أبدًا...

كنتُ أكتب... أكتبُ لأجلهم، لأجلِ هؤلاء الأطفالِ الذين لم يعرفوا الحياةَ سوى أن تكونَ لحظاتٍ من العذاب. كنتُ أكتبُ لأجلِ تلك الأرواحِ التي تعيشُ كلَّ يومٍ بأملٍ مغشوشٍ بالدماءِ

في أحد الأيام، عندما كانت هبة الله تُوثِّقُ أحدَ الهجماتِ في مدينةِ حيفا، تعرَّضتْ هي الأخرى لإصابةٍ بالغةٍ أثناء القصفِ العشوائيِّ. أصابتها شظيَّةٌ في ساقها، وسقطتْ على الأرضِ عاجزةً عن الحركة. كانت تئنُّ بألمٍ شديد، ألمَ الرُّوحِ الذي سكنَ قلبَها، وكأنَّ الجسدَ نفسَهُ بدأ ينهارُ مع انهيارِ أحلامها وآمالها.

(سأكتبُ، حتى وإنْ كان ذلك سيؤلمني أكثر، حتى وإنْ كان ذلك سيجعلني أعيشُ في الجحيم. سأكتبُ، لعلَّ أحدًا يسمعُنا)

مع مرورِ الأيّام، أصبح كلُّ شيءٍ أكثرَ سوادًا. هِبةُ الله، التي كانت يومًا ما فتاةً تحملُ الأملَ في قلبِها، أصبحت اليومَ روحًا محطَّمةً تسيرُ عبرَ الأراضي المُدمَّرة التي كانت يومًا جنةً جميلة. (هل هذه هي فلسطين؟ هل هذا هو مكانُ النضال؟ هل هذه هي الأرضُ التي نستحقُّ أن نعيشَ عليها°°°°°

وفيما كانت هِبةُ الله تُحاولُ الاستمرارَ في جمعِ الشهاداتِ والتوثيق، كانت تُكابِدُ ألمًا مُستمرًّا في جسدِها. لم تكنْ أقدامُها قادرةً على تحمُّلِ الطريقِ المُمتلئِ بالدّماءِ. لكنها لم تستسلِمْ حتى في أسوأ لحظاتِ الألم.

مرّت الأيّامُ، وكان العذابُ يتجسَّدُ في كلِّ زوايا فلسطين. فتياتٌ فَقَدنَ والديهنّ، أطفالٌ يصرخونَ من الجوعِ، نساءٌ يَرتمينَ على أشلاء أزواجِهنَّ وأبنائِهنَّ تحتَ الأنقاض. كانت هِبةُ الله ترى أن روحَها تتآكلُ ببطءٍ، ولكنّها كانت تعتقدُ أنَّ هذا هو مصيرُ كلِّ مُقاوِم، أن يعيشَ في ظلِّ الموتِ ولا يموتَ أبدًا.

أحيانًا كنتُ أظنُّ أنَّني إذا توقَّفتُ عن الكتابة، ستظلُّ تلكَ الأرواحُ التي كنتُ أراها معي في كلِّ لحظةٍ، تُناديني وتقولُ لي: لا تتركي الحكايةَ تموت، لا تتركي أملَنا يختفي معكِ

جاءَ اليومُ الذي اجتمعَ فيه المقاومون، وكان الهجومُ في القدسِ من أكثرِ الهجماتِ دمويَّةً. في تلكَ اللحظةِ كانت هِبةُ الله قد تدهوَرَتْ حالَتُها الصحيَّة، لكنَّها لم تكنْ لِتتوقَّف. كانت تعلمُ أنَّ هذا هو اليومُ الذي ستكونُ فيه قِصَّتُها أكبرَ من مجردِ كلماتٍ). لقد أصبحتُ جزءًا من هذا الجحيم، وأنا الآنَ أكتُبُ لآخرِ مرة. ولكنْ، هل يعلمُ العالمُ بما يحدُثُ هنا؟ هل يعرفونَ أنَّنا على أبواب الجنون

في تلكَ الأيّام، أصبحت الجُثثُ في الشوارعِ مألوفةً أكثرَ من الوجوهِ. كان الاحتلالُ يواصِلُ قصفَهُ، وكان الفلسطينيّونَ يُقاوِمون، ولكنْ بأجسادِهم فقط. فقدتِ الأرواحُ قوَّتَها، وأصبح الجُرحُ هو الوطنُ.

كنتُ أصرخُ، لكنَّني لا أستطيعُ أن أسمعَ صوتي. كانوا حولي جميعًا يتساقطونَ، وأنا فقط أشاهدُ وأتكلَّمُ دونَ وعيٍ، لكنَّ الكلمةَ لم تكنْ أبدًا كافيةً لشرحِ ما كان يحدُثُ هنا، ولا حتى أعرفُ ما كنتُ أقولُ

(أعرفُ أنَّني سأموتُ هنا. أعرفُ أنَّني لن أتمكَّنَ من إنهاءِ هذا الجحيمِ، ولكنَّني سأكتُبُ حتى آخرَ لحظةٍ. سأكتبُ عنهم، عن الذينَ لم يستطيعوا الهروب، عن الذينَ فقدوا عائلاتِهم، عن الذينَ ماتوا على هذه الأرضِ دونَ أن يسمعَهم أحدٌ.)

لم تكنْ هِبةُ الله تكتُبُ إلا لشيءٍ واحدٍ: لتتركَ صرخةَ الإنسانيَّةِ في قلوبِ العالمين، كانت تكتبُ عن أطفالٍ تمزَّقتْ أجسادُهم بالقنابل، عن رجالٍ يسحبُونهم نحو السجون، عن نساءٍ يُحاولنَ إيجادَ شيءٍ يحميهن من الحيوانات البشرية.
جاءَ يومُ الحصار، حيثُ أُغلِقَت جميعُ الطُّرُقِ أمامَ المقاومة، وأصبحَ الهجومُ قاسيًا أكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى. وبدأَ القصفُ بشكلٍ عشوائيٍّ. وقعَ الصمتُ للحظاتٍ، ثم انفجرتْ قذيفةٌ قريبةٌ من هبة الله، فسقطتْ على الأرضِ...

مرَّت أسابيعُ على إصابتها، وأصبحَ جسدُها في حالةٍ يرثى لها. جروحُها كانت تتعفَّن، ولم تعد قادرةً على الحركة. الألمُ كان يفتكُ بجسدها. لا غذاء، ولا علاج. كانت كلماتُها لا تزال تجري في قلبها، كانت تكتبُ على ورقِ ملطَّخٍ بدمائها، وتؤمنُ بأن العالمَ يجبُ أن يعرفَ الحقيقة. (لا يمكن للعقلِ البشريِّ أن يتحملَ ما يحصلُ هنا. لا يمكنُ لهم أن يتخيلوا هذا الجحيمَ إلا إذا كانوا هنا
كانت تعلمُ أن لا أحد يمكنه أن يعي تمامًا حجمَ المأساةِ التي كانت تعيشها في تلك اللحظة. الاحتلالُ الإسرائيليُّ كان يقتلُ الأطفالَ، والشيوخَ، ويهدمُ البيوتَ، ويدمرُ كل شيء، لكن هذا الجزءُ من الواقع كان دائمًا محجوبًا عن العالم.

في مساءٍ يومٍ من الأيام، وبينما كانت تجلسُ على الأرض، تراقبُ النيرانَ تلتهمُ كل شيءٍ حولها، اقتحمت مجموعةٌ من الجنودِ الإسرائيليين المكانَ الذي كانت تتواجدُ فيه. كانوا يفتشونَ جميعَ الأماكنِ ويبحثونَ عن أيِّ مقاومين على قيد الحياة. اقتربَ منها أحدُ الجنود، ودعسَ بقدمه على جبينها. كانت قد أغشي عليها في تلك اللحظة التي تعرضت فيها للضربِ بالأقدام، لكنها سمعت الجندي يقول: هذه هي الفتاة التي كانت تأخذ لنا الصور. نحن نعرفها.

بعد مغادرتهم، تحسست هبةُ الله آلةَ التصويرِ خاصتها بيديها ولم تجد إلا حقيبةَ أوراقها فقط، وشعرت حينها أن ما ناضلت من أجله قد انتهى وانتهت حياتها معه.

في تلك اللحظة من الموتِ القريب، حملتها يدٌ دافئةٌ من أحد الفلسطينيين الذين كانوا بجوارها. حملها لينقلَ جسدها إلى المخيماتِ الأخرى ليُحملَ صوتها بأشد ما يمكن من القوة: (إذا متُّ هنا، فلتكن الحقيقة هي التي تتحدث
توفيت هبةُ الله في عامِ 1963، عن عمرٍ يناهز الـ 25، إلا أنها رحلت وهي تحملُ رسالةً لا يمكن لأحدٍ أن يُحيد عنها. كل كلمةٍ كانت تكتبها، كانت تستعيدُ قلبها الضائع وتفتحُ للإنسانية نافذةً على أكبر مذبحةٍ.

مع رحيلها، بقيت كلماتها تتردد في أذهانِ كل من قرأها، وتظل صورةُ هبةِ الله محفورةً في الذاكرةِ الفلسطينية (لنا الصوت، لنا الحقيقة، لنا الأمل. رغم الموت، سنظل هنا

هبةُ الله رحلت عن هذه الأرض، ولكن رسالتها استمرت في عقولِ أولئك الذين يعرفون الحقيقة، أولئك الذين عايشوها. ومع ذلك لم تُعرض إلا 10 بالمئة من الرسائل على العالم، فالحقيقة أسوأُ مما يمكنُ لعقلٍ بشري تخيلها، الحقيقة لو قلناها لخلفنا جيلًا مريضًا، جيلًا قاسيًا، جيلًا غير مكتمل.

كانت هبةُ الله قد سعت لأن تصبح الكلمة أقوى من السلاح. (لن ننسى أبدًا، ولن نغفر أبدًا)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى