الأربعاء ١٨ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم إبراهيم أحمد محمد الباشا

رسالةٌ إلى ظَرفِها الفَارغ

رِجالًا عَلى عهدِنا لَم نزَلْ
عَرجْنَا إلى اللهِ عـزَّ وجَلْ
نَشُقُّ السُّرَى نَجمَةً نَجمَةً
ونَنثالُ مِن بَارِقاتِ الأمَلْ
وفي قلبِنا ثَمَّ زَيتونةٌ
أضاءَ المدَى زيتُها واشتعَلْ
فكم رَاودتنا رُؤى الْأنبياءِ
بِـمَـنْ ذَبَّحُونا بِـحدِّ الـعَذَلْ
وما النَّصرُ إلَّا اصطِبارٌ عَلى
زحَافاتِ إيمانِنا والعِلَلْ
فما قَدَّرَ اللهُ عِشْنَا بهِ
وما شاءَ في كُلِّ أمرٍ فعَلْ
تِرَاجِيْدِيا الأرضِ لا تَنتهِيْ
ومهما جَرى لا يَموتُ البطَلْ
سَنرجِعُ في كُلِّ أنشودَةٍ
تهادَتْ بمَنْ خطَّها وارتجَلْ
وفي كُلِّ تَغريبةٍ مُرَّةٍ
أسالَتْ دُموعَ الثَّكالى زَجَلْ
ومن تَحتِ أنقاضِ هَذا الرَّدى
سَتُورقُ أرواحُنا، لا جَدَلْ
ونَنفضُ عَنها الغُبارَ القديمَ
إذا جَدَّ أمرٌ علينا جلَلْ
أما آنْ «لليلِ أنْ يَنجلي»!؟
سُؤالٌ يُصلِّيْ صَلاةَ الخجَلْ
أجَلْ سَوفَ تُشْرِقُ أسمَاؤنا
وليسَ لإصبَاحِنا مِن أجَـلْ
وجِيلًا فجيلًا سَنضرِبُ فِي
الْـ ـبسَالةِ والصَّبرِ أندَى مثَلْ
سَنحكيْ كثيرًا عن الطَّائراتِ
وعن كيفَ جاءَتْ لطَبعِ القُبَلْ
عن السُّورِ عن بَحرِنا والرَّصيفِ
وعن مَعبرٍ طاعنٍ في الوشَلْ
عن البردِ والجُوعِ مِن جيرةٍ
نُشاطرهُمْ شَمسَنا والظُّلَلْ
وعن نَظرةِ اليُتمِ في عَيننا
فلَمْ نُسْبِلِ الْجَفْنَ حتى قتَلْ
إلى رَحمةِ اللهِ لا القَصفُ يُثنيْ
خُطَانا ولا السِّجنُ والمُعتقَلْ
إلى رَحمةِ اللهِ رُوحًا فرُوحًا
وغيمًا فغيمًا وطَـلًّا فطَلْ
ففوقَ الأرائكِ كُـنَّا جلسنَا
جُلوسًا يليقُ بما قَد نزَلْ
لنرقَى أُباةً ، فكلُّ لثامٍ
ربطناهُ للجَأشِ لا للوجَلْ
نُعلِّمُ أطفالَنا الحُبَّ مهمَا
جرَى من سِجَالٍ ومهمَا حصَلْ
لهم في السَّماواتِ جنَّاتُ عَدْنٍ
ونشْرَاتُ أخبارِهِمْ مِن عسَلْ
وفي الأرضِ حقٌ لنا راسخٌ
على مَبدإِ الشُّهداءِ الأُوَلْ
فلو أمطرُونا جَحيمًا لننحَى
سَنبقَى عَلى أرضِنا ونظَلْ
ولو هجَّرُونا ولو رحَّلُونا
ولو أعرَبُوا الحَالَ هذا بَدَلْ
فما السِّرُّ خلفَ ارتعادِ المَدى
وما أمرُ تطبيعِ بعضِ الدُّوَلْ!؟
دِمشقُ وصنعاءُ مَكبولتانِ
مَعًا ظلَّتا تَلعبانِ الوَقَلْ (١)
وبَيروتُ بالحَبلِ مَشدُودَةٌ
إلى أنْ لفاهَا الأسَى والزَّعَلْ
فأينَ البقيَّةُ هل قوَّضَ الوقتُ
كُلَّ انتمَاءٍ عَن الحقِّ زَلْ..!؟
وأينَ قُرى النِّفطِ والغَازِ، قبلَ
اجتياحِ الصَّحارَى بماءِ القُلَلْ
وأينَ الرَّبيعُ الذي كانَ بالأمْـ ـسِ
يَندبُ مَعناهُ حتى رحَلْ..!؟
وما قيمةُ السِّلمِ، والحَربُ أُنثى
ولا فحَلُ مِنَّا عليها دخَلْ!؟
وفي يَومِ عيدٍ شَنقنا رُؤانَا
بما يا تُرى بعد‌َهَا يُحتَفَلْ..!؟
أفيقُوا وإلَّا فلا حُجَّةٌ
لكم يومَ نُدعَى لعَرضِ العمَلْ
أفيقُوا قُبَيلَ فَواتِ الهَوانِ
وفكُّوا ارتِباطَ حُروفِ الفشَلْ
صرَخنا كثيرًا وصِحنَا طويلًا
عسَى نُوقظُ النَّائمينَ لعَلْ..!
ولم يُسعفِ التَّيْهَ «كُثْرُ الكلامِ»
ولا أثمرَتْ فيهِ «مَا قلَّ دَلْ»
تَعِبنا من الصَّمتِ يا سَادتي
عَلى رَأيِ «من قَالها مَا فعَلَ»
وواللهِ لَنْ تَرتقي أُمَّةٌ
تَوالَى عليها الأذلُّ الأذَلْ

(1)الوقَلُ: بالدَّارجة الصَّنعانية يطلقُ على (لُعبة النَّط بقدم واحدة) فوق مستطيل المربعات المرسوم على الأرض.
وَقَلَ: (معجم الوسيط) وَقَلَ في الجبل وَقَلَ ِ(يَقِلُ) وَقْلاً، وَوُقْولاً: صَعَّدَ فيه، وَقَلَ رفَعَ رجلاً وأَثبتَ أخرى.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى