الأحد ٢ شباط (فبراير) ٢٠٢٠
بقلم الحسان عشاق

رواية الفانوس والاقزام السبعة

دخلوا الى البناية المسورة بالإسمنت وشجر النخيل العالي، مثنى وثلاث ورباع، الوان الطيف السياسي يلبسون، يغيرون الاحزاب كما تغير الجوارب، اذا تعارضت المصالح نشطت الهجرات، ارض الله واسعة،تفرخ الدكاكين الموسمية بتزكية قاضي الزمان الموشى بالرماد الحامل لإزميل يسوي النتوءات و الصعيد المتمرد والضال من القطيع، في التفتيت يكمن الضعف ويسهل التحكم، والبلاد مزقتها خلطات السياسة، سيارات الامن تطوق البناية الموشحة باللون البني المتقشرة والمتشققة جدرانها، اليافطة سقطت منها الحروف، اشبه بفم تهشمت منه الاسنان لسبب ما، حشود غفيرة جاءت لمتابعة اطوار تنصيب الجهل رئيسا لمؤسسة الشعب، الجهل طاعون الامة يقضم الحاضر والمستقبل، لقطاء ينحتون الامل ويستنبثوه في خفايا المهزلة معطرا بالوعد المخدر، الابرياء عالقون في أتون الجلجلة والصخب الفارغ، ترتفع الاصوات في شارع تحول الى رمز للمناحة والعويل، في الاعناق تتدلى قلادات من الغضب تناوش زناة الليل والأوباش، البكاء وراء الميت خسارة، الحكم الشعبية دائما صائبة وثاقبة تحمل المغزى، فقد قضي الامر في الفنادق الفخمة في طنجة عروسة الشمال، اسبوع من الرفاهية للاغتسال من ادران الوقت المكفهر ودخان الكبت، حمامات صونا وتدليك، انامل مدربة تلثم بلطف اشلاء زحف عليها الشلل والهرم، تذوب الاجساد في الخدر اللذيذ، الورد ينضح من اصابع الشابة عند اللمس، تتهاوى الاصنام والطقوس والكتب المقدسة، الله في السماء وفي المساجد، غرف مجهزة بأحدث الاجهزة والفرجة والطلبات في كبسة الزر، ملابس من اغلى الماركات ضمخت بالعطور، شذبت اللحي وقلمت الاظافر، شربت الانخاب وغسلت المصارين بأشهى المأكولات في ارقى المطاعم، رقص ماجن في العلب والملاهي الليلية، اجساد بضة تتهادى بغنج، تقطع الانفاس تطرد من الاوصال الوساوس، في صومعة العشق يسقط القتلى من السكارى، رجال بعضلات مفتولة كالحديد يبرعمون في ضجة الاضواء، النفس ظمآى تطلب المزيد من اصداف الحبور، والساقي فتيات في عمر الزهور شبه عاريات يطفن على الموائد، يلبين الرغبات مسربلة بالضحكات، الخمر حلال العقد، يذوب غبار الاثقال ويستطيب الراح، لا احد يكفر بنعم الله، حين يستريح من وخز الضمير على نعش الآيات والله غفور رحيم.

الدرس الاول في الانبطاح والتدجين تم بنجاح، لم يبق سوى الفصل الاخير من المسرحية المشوهة، مند زمان ثم التفريط في مأدبة الوعي لتتربع الامية وتشقشق فوق الجباه، ففي كل كبوة وتجربة يتعلم الانسان الدروس والعبر، تصقل المواهب وفن التقمص لنيل المراد، تتثاءب الامنيات في غرفة الانتظار، والناس تشرب عبوات التوجس و الوعود وكومات الفتات، ترجو للفقر نهاية سعيدة، لكنهم في غمرة السهو يعيدون للواجهة نفس الشرذمة الاشد دهاء، وخسة، ومكرا، وخداعا، تطبخ الولائم على أجساد طيعة خرساء، تضيق مساحة الكون والزحام اكبر، البسطاء مرفوعون فوق عروش الوهم، شهود على عرس الخيبات، يلعنون عند السقوط الساسة وتجار الدين، اكتفوا من أثواب الحداد والاسى وابتلاع الضباب طازجا في حلقات الذكر، طفح الكيل من التطبيل والتهريج وغربلة الهواء بالأيدي، تنفلت صرخة من بين الجموع.

 لعنة الله عليكم...شبعنا من المهازل والمسرحيات بغينا المعقول

ظهر ممثلو حزب الفانوس يتقدمهم ولد رقية ببدلة وربطة العنق يبدو مختلفا كليا عمن عرفوه في السنوات العجاف، بلحيته المشذبة وبطن منتفخة تسبقه،يمشي الهوينى وبتثاقل كأنما يمشي فوق البيض، الثراء ينفخ في بوق الانفاس، توارت عنه الوداعة المصطنعة، لا يكف عن ترديد حفنة ادعية عابرة للوقت منفلتة من عبوة الايمان المهزوز، من الوهلة الاولى يبدو الفريق الملتحي متعثرا في تعاسة الافتراء، مطأطأ الرأس مغمض العيون منتشيا، قبضوا مسبقا عمولة اتعاب لارتقاء موكب الخداع الملوث بالغدر والخيانة، عقدا اخر او عشرة عقود من الضياع والارتهان، في التأني السلامة وفي التغيير الندامة، جف نهر الكذب في التجاعيد وبانت الحرباء، يدلف وكيل لائحة حزب الببغاء البرمائي بجسمه النحيل وطوله الذي يتعدى المتر بقليل، انغمس مند سنوات في سماد العيش الرغد، جاء بسحنة متنكرة ليترك المشعل للذئاب ترتوي من الضرع، نزل في محطة اعياء مهيئ للصاعدين الادراج، لتساق المدينة من مقصلة إلى مقصلة، ومن استنزاف الى صدمة ومهلكة وتطوى في قعقعة الفجيعة وترفع فوق الخوازيق،ومن كثرة الكبوات الناس ترحل مخدرة تعيسة، الريح تقهقه عاليا مدرجة بالغدر، تشابه المبدئي والحقير فكلاهما مغلف بالوقاحة في زمن السفالة والطعن من الخلف.

يبدو البرمائي بهيكله الرخو كمحارب غر خسر معركة اخيرة في زراعة الحلم في السخام والقيح، جاء من ارياف الوباء والجوع والقحط، عمل نادلا يعجن الخبز، يغسل الاواني وينام في حظيرة الدواب. في غفلة من اهل الدار اصطف في طابور الاعيان، انتقل من خادم ينام على الحصير الى سيد يرفل في الحرير، اتاه الله بغير حساب ببيع الشجر والحجر. يلتحق بقية بيادق حزب الببغاء الصحناوي الذي يرعى في جميع الموائد، ارتقى من حوذي عربة يجرها حمار حرون الى ممثل الشعب، مخصي تطارده نزوات امرأة شهوانية مستباحة للسكارى والسائقين، تعلم طمر الألم في دفاتر الايام، وادمن جمع المال بالتملق و الوشاية والتزلف، خرج من صلبه حشاشون وعاهرات، من شابه اباه فما ظلم، يصل قيدوم الاعضاء فوفو عن حزب أدومة المثقل دوما بفواتير لم تدفع، ولعاب يسيل على ما تحت الاحزمة، تخرج من استه ابطالا للايلاج والانحراف ومدمنو حبوب الهلوسة، التنصيب الاهوج يعيد بدواخله العطشى تفتيت مسالك الحرمان، ترتعد منه المؤخرة عند كل حركة، يبحث في الماء الملوث عن الصورة المتآكلة ليعلن الوجود، تشع صلعة ممثل حزب الضفدع المغرف من بعيد، تخونه التعابير وتفر منه الجمل المفيدة في جميع اللقاءات، هرب من خريطة الفقر بفضل الاب الذي غرف من المال الحرام وانتهى في السجن، ورث عنه خفة نهش صناديق الناس، على عجل يمرق متختلا ممثل حزب البقول موظف المحكمة الذي وضع هوة بين الجميع تجنبا للعبة من سيكسر عظم الاخر للفوز بالجائزة، يطيح بهبة الاخرين طمعا في المزيد من البقشيش، يلحق به رمز الحمار فلفول حارس مملكة سدوم، ببدلته الزرقاء وربطة العنق الحمراء المرقطة، ينفث من العيون الاحتقار، يحتقر الجميع وتلك مهمته الابدية، وجد ليحتقر ويحتقر وسيموت بجرثومة الاحتقار التي ترعى في المفاصل، في القاعة الفسيحة يجلس باقي الكومبارس في استسلام، يتلهون بتشييع اطابق الطعام التي تطل من السقف، ساهمون، حالمون كأنما ينامون على سرير مومس، ينتظرون نوبتهم في شحذ الاسلحة، لمضاجعة اللبنات المهترئة، وضع الاساسات للمعبد الوهمي والابنية الزائفة على جسد متفسخ ومتقيح. همس احد الواقفين في اذن الذي بجانبه.

 الشياطين والببغاوات و الحمير والقردة والشواذ يظهرون

 سكت ما بغينا صداع مع اي واحد...راه الناس لي داروهم

من الخارج تاتي صيحات وهتافات الاستهجان، تمطرق الادمغة المغيبة المصابة بالتجلط، وقفة احتجاجية في مدخل البناية، شعارات تدين المتاجرة في حقوق الشعب الخانع، رجالات الامن يطوقون المحتجين، سيارات الاسعاف رابضة غير بعيد، السلطات تضع في الحساب جميع الاحتمالات تجنبا للمفاجآت غير السارة، موظفون يتابعون فصول الحدث الهام الذي لا يتكرر الا ستة سنوات، يلتصقون بالنوافذ، بعضهم تسلل الى داخل القاعة واحتمى برجالات السلطة منعا للطرد.

المسرحية الرخيصة تغري بالمشاهدة والمتابعة، التشويق ليس في تأدية الادوار بدقة متناهية بل على من تؤدى الادوار السمجة، فالذي تؤدي على شرفه الادوار هو من اختار الممثلين في منتديات التصفيق. سلمهم المفاتيح والقامات عن قناعة ودعاهم للدخول والتسلق ثم يدين ولادة الخيانة في المكاتب المغلقة. قمة التناقض والانفصام.

امام باب القاعة يقف جيش النواطير بالبدل الزرقاء، متمنطقون بالهراوات على استعداد لتكسير العظام وتوقيع العاهات، المنع يطال مثيري الشغب على ضمانة رؤوس الاشهاد، عشرات من صراصير الاعلام يتقاطرون لتحنيط اللحظة التاريخية...؟ بدون مستويات علمية ولا فكرية ولا معرفية، مندسون في محراب المهنة المقدسة والنبيلة، يمارسون الشحاذة والقوادة والارتزاق، يتقدمهم راقص الاعراس الفارع الطول، الفارغ كأعواد الخيزران، طرد مبكرا من الدراسة، امتهن جميع المهن الوضيعة، قضى عقدا ونصف العقد يرقص في الاعراس، يلوي المؤخرة يطرب الناس، مقابل كسرة خبز وصحن مرق، قفز الى مزرعة الفهم يلوي اعناق الحروف، بجانبه ينكمش حفيان الراس ببدلته الزرقاء الباهتة وربطة العنق الحمراء، ضامرا يمارس التودد المعلق على جدران النبض، لاجتياز حواجز الذات المصلوبة على قارعة الاستعطاء، يتلهى باللعب في ازرار هاتف قايضه بشهادة زور امام باب المحكمة، عمر طويلا في التسول والشحاذة، يجر زمنا مفعما بالنكبات والسقطات، تعلم انتحال مهن، فاستوى ماسحا للأحذية مبرنقا لسحنات الاسياد، تزوج برميلا من اللحم المندلق طمعا في مال قارون، يستظل تحت سعف النهدين من ضراوة الايام، غريق يبحث عن مرفأ وطوق النجاة، العوم في بحر اللحم محفوف بالأخطار، انهزم في اول الطريق وقدم الزوجة عربون محبة لحفنة الجياع، مقابل قمع سكر وصفيحة زيت وبدلة قديمة، ذو الوجهين اقتعد مكانا وراء النوخو، ممسكا بمفكرة وقلم ازرق لتدوين الخواء والعواء، عمل نادلا في المقهى وتاجرا للمتلاشيات، تعرض لصعقة افلاس، حمل هاتفا واقتحم حقلا ملغما، اسهل شيئ في العالم اليوم التطاول على الصحافة، شبكات التواصل فتحت الباب على مصراعيه لأشباه الصحافيين والمراسلين، لم يعد الخبر مقدسا اصبح مشوها ومدنسا، لعلعت اضواء الكاميرات، فاض الحماس، كلهم على اهبة الاستعداد، الترقب معلق على حبل الاعصاب. والكلمة على اطراف الزناد.

بدأت التسخينات، سخرية من رفع الستارة على المسرحية، المعارضة تجتهد في تقطيع وسرد فساد المنذور للحكم، ليتصدع بلور الوفاء والقسم، تنديد بتهريب الاعضاء الى وجهة مجهولة اثناء الحملة، وجوه مستعملة مليئة برائحة جيفة فادحة النتانة تسبح على ضفاف محظورة وفي حقول التخاذل وسوق النخاسة، صندوق شفاف فوق الطاولة، لربما الصندوق الحاجة الوحيدة التي تشع بالحقيقة، يحرسه رجل السلطة بعناية، الاستحقاق الوطني على المحك، معزل في الركن الايسر لتأدية الواجب الدستوري، يرتفع اللغط والتباكي على الديمقراطية المذبوحة من الوريد الى الوريد، يتكرر مشهد اللطم والتشكيك و الاتهامات كل موسم انتخابي.

 كلشي مخدوم...كلشي مزور...

 واش لي كيتحالف مع الشواذ وقوم لوط اسلامي

تتمدد الاغلبية في لغة خرساء، تنكسر الطموحات في نيل الفردوس الاعلى على صخرة الاوراق الزرقاء، كل الاحلام المبرنقة تستريح فى عرين الظلمة، سكت الالاه في ادمغة الملتحين السبعة، الفانوس يخنق الشعلة الملتهبة في النفوس، توقف تدفق الحياة في الشرايين والجهل يلقي خطبة عرجاء يتحالف مع خرجات الصعلوك واللوطي والرقيع، يتهامسون بالنبضات لكي لا تخنقهم الحقيقة والبرهان القوي، بان العري الكامل والتكشف الفاضح وانجلى بهاء العماء، المسرحية غارقة في مشاهد الضحك اللجوج، لا فرق بين المتعلم والجاهل سوى ساعة قبض الاتاوة في ناصية الانبطاح، في الزاوية المقابلة يتمترس النوخو يتلو على مسامع الحضور النتيجة منتشيا، مضى منه الخزي طائشا كالذباب المتطاير، فرح بالتزوير المقدس والاندلاق في التفاهة المنعشة للكروش، فتاوى في دهاليز المواد القانونية،استظهار الدروس الغثة بحثا عن كوة او ثقب ينفذ منه، يصنعون مراكب هشة للعبور الى الضفة المشتهاة للقبض على الصيد الثمين، ساد الصمت الكئيب ومالت المواكب مع الريح الاتية من جهة السلطة الحازمة، السلطة ذكية تحفظ بدقة مقادير الوجبات، تتقن فن الطبخ وترتيب الادوار على من يذوب في عشق الوطن يسبح باسم الامر الناهي، تطرق ابواب اليقين وتسقط الاقنعة، ممثل الشعب لا يزال تحت الوصاية،سحقا للضمير والمبادئ، كل من دخل اللعبة يبصم بالعشرة على التبعية والمبايعة المطلقة، والراعي يسوق القطيع الى حيث يريد.

 سنمر الى مرحلة التصويت لا يمكن ان نظل هنا النهار بطوله

 السيد الباشا المسالة تتعلق بمصير المدينة ويوم واحد لا يكفي

 النقاشات خارج جدول الاعمال تزيد من الاحتقان وسنحتكم الى منطق الاغلبية

 الاغلبية المخدومة

 القضاء موجود

ساعات من الاتكاء على شجرة الضوضاء والضجيج والتنابز الاهوج، انهز جدع الصبر من التعب، وانهد الصدر من شهقات التكرار والتلكؤ واجترار الكلام المعلب، الجوع يعوي في الامعاء، بنظرة واحدة مركزة، انغرست فوق حدائق العيون اشواك الخوف، القاعة اشبه ببرميل بارود مشتعل يتمدد على السنة التسفيه، الهواتف لا تكف عن الرنين، الاجهزة العليا تستعجل النتائج، القول ما قال خدام الدولة، عم الهدوء وبدأت عملية التصويت لتنصيب الجهل، الفجوة شاسعة بين القول والفعل، طريق التقدم ضاع في حسابات الربح والخسارة، والغرباء يشربون الشاي فوق ضريح هوية الاجداد الامازيغ، يعبثون في حقول الذاكرة و الوهية، والزرع لا ينسج من تلاحم الأضداد، ناهب للثروات ومتاسلم يمشي على أسلاك الفتوى، كلاهما لم يمتلكا ابدا حدسا تنويريا، المنضمون لسرب الرفض اصوات ضعيفة منزوية تدوس الجمر، ذبل الحديث المناوئ وانكتمت الصرخات، تأوهات الحضور تلوك السفيه النابت في الاوجاع، عرق يغسل الجباه، عيون تجحظ ودماء تغلي، النتيجة محسومة والرسالة محفورة في الخراب، تنزف المدينة ويذبحها الغدر المتسلل من وجر ذئاب تضاجع الانسلاخ الممسوخ من السلف، ساوم المرابي عشيرة المتعلمين وحصل الاتفاق، تكالب أعداء النور على الفرحة، والبقرة خصبت والفحل الحامل لجينات التكاثر اخده المربي الى الحظيرة.

 مقدر للمدينة النوم خارج التاريخ فقد خاصمت المغارة الافكار الثائرة.

 المعارضة ضيعت الفرصة وما تقوم به الان لن يجدي نفعا

 فعلا الاغلبية قبضت ثمن بيع الكرسي في الفنادق والان تعمل على التنفيذ لذلك تلتزم الصمت وتركت المعارضة تندد وتستنكر وتشجب

 المهم ان الفرجة مضمونة على واقع انتخابي متعفن

 لم ار في حياتي حزب ذي مرجعية اسلامية يتحالف مع حفدة لوط

 منتوج وطني صرف هذه المزاوجة تخدم الاطماع الشخصية الصرفة

رجعوا من وليمة تنصيب الرئيس البرمائي في الولاية الاولى دون سحناتهم القديمة التي تدمغهم وتضعهم في التصنيف، ركبوا السيارات الفارهة تخلوا عن الدراجات الهوائية والعربات، لم يوفروا اللحي ولا حفوا الشوارب لمخالفة الحداثيين والملاحدة وعبدة الشياطين والبقر والقردة، لم يقم عليهم حد ابن حنبل لجزهم الاعشاب في الوجوه، والنسوة نزعن حجابا يحفظهن من شر تحفيز شهوة الرجال ومخافة دنس القذف في ليلة الاستحلام، تم التخلي عن سبحات اليد المقربة اكثر من الله، اعواد الارك في الفم لتلميع الاسنان و شحذها لتعمل مبارد في الشواء، انتفخت البطون واحمرت الوجنات وادمنت مباهج الحياة، الانسان يعيش مرة واحدة، الخير لا ينزل من السماء، فقست في الابدان لوعة متزايدة للمهبل والصعيد الطيب في الانثى، يتزوجون، يطلقون، يكثرون من الخليلات اكثر من البسملات، تلاشت الروحية الحالمة وتدحرجت على اوراق النرد واسياخ اللحم في الولائم، البطنة تذهب الفطنة، فلسفة واضحة الكنه والمقصد لكبح جرثومة الرفض والتردد، والمؤمن المزيف يلدغ من جحر البطنة والمهبل اكثر من مرة، فالركعات تمويهات مزدهرة فوق حروف اللعبة المطرزة بعناية وبأحكام مند البداية، الدين مشروب مخدر لا يحاكي اعياد الروح التواقة لملذات الدنيا والغرائر الموحشة، يضيق على الرغبات وطواحين العيش الرغد، المتأسلم يلقي خطبا عن النادمين و عن خير الخطائين، والخفافيش عبثت في الكتب والاحاديث ومشارب الائمة، تقطع رؤوس الحروف فاختلت الموازين وعادت مصلوبة على لوح اكتئاب. السماء لم تعد تخيف كما المعتاد وموائد الرحمان تصاب بنزلة مقايضة في مواسم الانتخاب. وكبير فريق الفانوس مؤمن تافه يقاتل لنيل الغنيمة.

سقطوا في الطواف الاول على كعبة اللذة من جيوب الفقد بعدما اعتصروا من ثقة الناس جوازات سفر للأثراء، غاصوا عميقا في نشوة الاحتفال مع الشواذ والمنحرفين وقطاع الطرق، ركبوا خيول الاوباش وضاجعوا السافرات والمتبرجات، هللوا لتجليات المستقبل على عتبات الفساد، الانبطاح امام فلفول كبير المفسدين في الولاية الثانية موشوم فوق الجباه، الرب ليس في السماء ولا في الارض، الرب جاثم في حلم الثروة والجاه، انتهى زمن الكدح و الأزمنة الشحيحة، نسفت الادراج المشدودة في مشجب نقاوة الضمير لدك عرش الاوهام، الحلم يعري صدر الانتهازية الحقة، تغوص النفس اللجوجة في عتمة الروح الجائعة والعطشى لشرائح اللحم والعطور والاجواخ الناعمة، الاحذية الملمعة، والشعر المسرح في الصالونات، السفريات المدفوعة مسبقا من دم الشعب، الحرام حلال، والحلال حرام شعار اتباع الفانوس، مع كل اشباع تتغير المزيد من المفاهيم والثوابت، سينكسر الايمان تحت حوافر خيول المتعة، بالأمس كان جلوس الملتحي والمحجبة في المقاهي وارتداء ملابس الافرنجة اثما عظيما، اليوم كل شيئ مباح، تنصيب شاذ جنسي ومختلس ونصاب، قبض الاتاوات وإتيان المعاصي في سبيل نشر الاسلام السياسي، الامور تتبدل هربا من مواسم القحط، صحيح الدين المسيس افيون الشعوب الجاهلة التي تعشعش فيها الخرافة.

 ما كاين لا دين لا هم يحزنون كلشي كيقلب على راسو

في البدئ كانوا ثلاثة في دكة المجلس ورابعهم النعجة جيجي، بعد سنة من غسل الادمغة لوجوه مخضبة بالجهل مرتعشة من لسعات الحرمان، تخيط من الدموع جنات عدن، بالتناكح والخيانات والاستقطاب الارعن تمددوا، تكاثروا في شرايين المغارة المتفسخة كخفافيش الليل، احترفوا النفاق والتزوير والقسم فوق كتاب الله لاستزادة جرعة التحايل والتبعية، أدوا باحترافية متناهية ادوارا ممسوخة فوق الركح، شيدوا حواجز الشك في الكلمات والرؤوس البليدة، دهنوها بدهان الزيف والموعظة الموغلة في عذابات القبور، اسقطوا الحالمين والطامعين في الخلود والاقامة الباذخة في النعيم والسباحة وسط حور العين و التهام عناقيد العنب وفاكهة مما يشتهون، يصرخ شرطي الصلاة مترنحا من كثرة الكذب في المساجد، يحرم الكلام الصريح ويدعو لعبادة الضريح والجالس على منصة الوعود الهلامية، يغرز السموم في خاصرة الوعي والتنوير، يكبر الوجع المنفلت من قهر الزمن، يطرقون الابواب محملين بالآيات واحاديث النبي لإزالة غشاوة الابصار عن العروش الخاوية من زوادة التعبد، بعيون غائرتين في بحور الله، يترصدون الفرائس عند عتبات المساجد، الرجوع الى الله للفرار من أسراب العقاب قبل فوات الاوان، يحضرون الاعراس والمآثم، يعزون الثكالى، يقدمون النصيحة للمطلقات، يقرضون الفقراء مبالغ لاقتحام التجارة، جنود الله ينشرون دينا صحيحا ولد كفيفا في النفوس، يقيمون ليالي التعبد والتخشع في الاحياء، عيون السلطة لا تنام والدين من اركان النظام الستة، في الجوار يسمع نباح الكلاب، غير بعيد يقف النواطير، سيارات موشومة تسد الزقاق، افرغ البيت من الملتحين، تخترق التكبيرات سكون الليل، اقل من اسبوع حاصرت قوى الامن منزلا سكنيا في حي شعبي، سحبت مرشد الفانوس عاريا بمعية الخليلة، لطمتهما الدهشة، مرعوبان يرتعدان جاحظا العيون، حنطتهما الكاميرات و الهواتف، في رمشة عين ولدت مسافة من الاحاجي ومادة دسمة للحكي في مصارين المدينة، المرشد والخليلة نفخا في دخان الخطيئة رسائل محشوة ببارود الكبت، نسيا في ساعة العناق والقبل منبه الاحتراس، دنه انه يحمل إزميلا يقشر حواشي متكلسة في منحنيات المعبد، فالبلاد تنجب العاهرات بالعشرات، وعلب الليل والشقق الحمراء تبيع الرقيق الابيض بالدولار، ولم يسمع يوما في الاذاعات والمتلفزات وجرائد الدخان المر اغارات على اوكار الماجنين، لملم الطعنه ومهرها في الصلاة، وقف امام القاضي مرعوبا معفرا بالإثم خائف من بوح الخراب، في الجانب الايسر ثقف الخليلة، تفرك اليدين عالقة في موجة اكتئاب، لم تنفع الخطبة العرجاء، الجالس على الكرسي متجهم اتشح بالسواد، الخفاش يحترق في لهيب النصوص الوضعية، فالأسماء المغضوب عليها مدونة على لائحة الر صد، والوطن لا يتسع لنبات التطرف.

 منعوا اتباع الفانوس من الاعتكاف في المساجد ليلة القدر واقامة ليالي التعبد في الدور السكنية، وختموها بالقبض على المرشد.

 يزرعون القنابل الموقوتة ويجندون الجهلة لاقامة دولة الخلافة.

 في الوطن غير ممكن اقامة ولو امارة في حجم حي شعبي...سيتم تدجينهم كما حصل مع الاحزاب اليسارية.

المدينة يتمت ابنائها وباعتهم للشياطين، صاح الماركسي الاحمق وسط جمع من الناس في الساحة الواسعة، وهبتهم راضية للحفاة والغرباء، الجدران والشوارع مهترئة تحتاج الى الرتق بنسمات الضوء لتعلن الانسلاخ عن مقاصل مشحوذة من حملات مغرضة تسحق البراعم الخجولة من خيوط الاشراقة الجديدة، منعا لرقصة الفراشات ورفرفة العصافير في القلوب، الناس انطوت كغمد في جرح المغارة المندمل تصيخ السمع للتكبيرات في أذن الاغبياء، تعاين اسوارا آيلة للسقوط تغرق في مواعيد الهلاك المتواصل وتسقطه في دوامة التدبير الفاشل، تقطعت بعد الخذلان كل السبل في الضمير الجماعي، شاخ وافل البريق المضمخ بسحر الآيات والدهشة، تكرع كؤوس الصدمة معتقة بالذهول على عتبات الضياع، الحلم بالمدينة الفاضلة معلق في سرايا الخراب، لا شيئ جديد في سماء البقعة المنسية، يتزايد اعداد الفقراء والصعاليك، تنبث الجريمة في الاحياء، التطبيب يغادر المرافق الصحية في واضحة النهار، معامل تغلق تشرد الايدي العاملة بالجملة، ترتفع معدلات البؤس والعطالة، ازدياد لأوكار الدعارة والشحاذين، مسيرات ووقفات شبه يومية لساكنة الاحياء الفقيرة، المطالبة بالمساواة والعدالة الاجتماعية. الماركسي الاحمق شاهد على الارتكاسة و زيف الشعارات وانتفاخ البطون والارصدة.

 مجهولو النسب والعرق يتحكمون في المدينة ويثرون على حساب الفقراء

 ولاد لبلاد كيتفرجو في البراني قاضي الغرض

 المستفيد الاكبر من لامبالاة اهل الدار هم اقزام الفانوس السبعة

 واييه رباو لحناك داخو على الناس بالدين

حول المائدة المستديرة من خشب الاكاجو المقتناة حديثا، جلس الاعضاء السبعة متوردين فوق كراسي دوارة وثيرة، هواتف نقالة اخر صيحة، على الحائط ملصق كبير للشيخ بنقردان بالطلعة الجديدة بعد حصد اللحية، شعار حزب الفانوس يرتاح في كل الزوايا، اقلام ومفكرات موضوعة بعناية، كؤوس القهوة وقناني الماء وضعها النادل وغادر على عجل، ولت ايام براريد الشاي المعدة في المقر وصحون العدس والفول، ولت ايام البدلة الواحدة والقميص الواحد والمنديل والجلاب الواحد، واستكمال الشهر بالحوقلة والتلهي بالمضمضة، من يده في العسل لا بد ان يلعق اصابع اليد، والعطشان لا يطيق الصبر على العطش والغدير الرقراق يجري امامه، القناعة لم تعد تنام على اذرع الالهة، والصوم والامساك عن نعم الحياة انقرض، تتلاكم آلاف الأسئلة عن الله والدين والمغزى من الحياة، تستعصي الاجابات المفتاح عن ماهية الخالق المعبود وجوهره. والافئدة مترعة باللذائذ طافية على عبادة الرياء والفساد، يتآكل في الذوات الموروث والفطري، الروح مقفرة متولهة بالنعيم، ترمي الى التهلكة بدون سكرة، والسياسة فن الكذب، اختر ما تشتهي من خلطات السياسة، لا فرق بين اليمين واليسار والوسط سوى بالقدرة على نسج الاكاذيب وحمل الناس على التصديق، هناك من يثور ويرسم شارة النصر في وجه العابرين والخانعين، يصفق لجمع الشتات ونفخ الروح في الاموات، في الجلسات تصدح اقداح الراح ويمضغ ماركس ولنين وغيفارا، يغرق الاسماع بأغاني الثوار، والمحوقل يضرب كفا بكف، يترنم بضرب الدفوف والطبل، يرسم تعويذة الفقيه فوق الأكتاف، دعوات عالية للخالق لسحق الكفرة والظالمين، ووأد ما تكدس من صنوف النجاسة في العقول والارحام، في الليل تثلي آيات بينات من الذكر لترويض الروح على الصوم، يستخرج رفاة عمر وعلي والقعقاع، يتبادلون بشره احاديث العنة، السياسيون مثل الجراء تاتي الحيرة في الاختيار لكنهم في النهاية كلاب. الشارع يحمل العاهات ويمطر التجاذب والخصام، تطير كؤوس القهوة السوداء، تتهلل الاسارير وتعبس اخرى، تسافر على اجنحة الوهم تقطع البحار و الوديان تطارد الفواحش والمذنبون، الاماني تطفو فوق الانفاس تعصر الزيف وبضعة اكواب من الحيف، ينادمون المستساغ والقفز على تلاوة الأحلام، الليل حاضن للنوايا يحفر في السراب يمر على جرح لم يندمل. وركام النقاء والعقد ابدا لن يستفيق في الدماء، الهواتف لا تكف عن الرنين. دقات الساعة على الحائط تفتض بكارة الصمت بين الحين والاخر.

 الله شديد العقاب

 الله غفور رحيم

سبعة ككل لقاء اسفنجي يتمخض عنه ولادة البلاهة والعقم، يمضغون الغيبيات والخرافات والسحر، يقسمون الناس بين الاشرار والاخيار، من التحق بوكلاء الدين نجا ومن رفض تسحقه اللعنات، الطوفان قادم لا محالة على ظهر المعجزة، والسجال ابدا لن ينتهي، العقل محشور في بطن الحوت وعصا موسى، اساطير مختبئة تحت ثوب الظلام. توضأوا برماد جبة النقد البليد. هوجم الكفرة من فلاسفة وعلماء بالهراوة، كلاب مسعورة تلوث الهواء بعواء كريه، نفخوا بالتناوب في الكلمة الجرح، عجنوا الختل والمكر واتسع التنافر الفكري، قبض ولد رقية على ناصية الوهم، يقفز كمهرج ضائع خارج لتوه من معاناة الفشل اللذيذ في تقديم الوصلة، يغير الآراء والافكار حسب الاهواء ليعب روحا من مذاق الألوهة، استجابة لطيش ونزق متموج يزحف الى ‬ظلام ‬الهاوية، اقسم ان يفي بالنذر على بوابة العمر المنثور على حفلات التملق والاندساس في الأعراس والولائم، يجتر الخطيئة القديمة والحديثة، ولد في حضن اقدم مهنة في التاريخ، بعد سنين من صلبه انتقل فيروس الام الزانية للأبناء، يستصرخ الضمير المهزوم بحثا عن التوبة من امصال فلفول المقتصة من مملكة عمورة.

الاجتماع ينساب في المجاملة الخرساء والاماني الكسيحة والتبعية المطلقة لمذهب المصلحة الخاصة، يدور في الفراغ يتجنب وهج الحقيقة، يمضمض القشور والتفاهات للرسوخ في رغد العيش، ينتعل السخافات وينتشي بالمراكز المتقدمة في المجلس، يغرف من المزايا والهبات والاتاوات، واما بنعمة الرب فانهل، ابواب الحزب المرصوص بنيانه بالدين مشرعة لكل من قرأ الفاتحة واستعان باسم الشيخ بنقردان قاهر الشعب، اطلق اللحية لبضعة اشهر، حمل السبحة واظهر براعة في التنكر والتزلف وقلب المفاهيم، تسابق الى الخطوط الامامية في المساجد لاستكمال الصورة ليلعلع المشهد، تخرج التكبيرة من الميكرو منحازة للذي يدفع.
بندابة الاصلع سقط من خراب المكان، غريب عن المنطقة مثل بقية القطيع، لا جدر سلالي ولا عرقي، يتبرج مثل الكواعب لطمتهن رياح الهوى، املط الوجه واسع الفم، في مشيته بعض من العرج،يمسك جذوة من افنان الظهور، تنفس بصعوبة هواء الله القليل في الغرفة المنقوعة بالتدين الماجن، الاجوبة عارية من الفرح يركلها الضجر، تنكمش بكارة الروح المتورمة من وجع المخاض الكاذب ترفرف عبر المفازات السحيقة، تفتض على مذبح الخديعة باستزادة كمشة الامنيات، يقيئ الفم الكبير الشبيه بسروج البهام عند التبول وعودا عظاما لمدينة منكوبة بأوجاع التسيير الهاوي، يرفع اجمات من الكلام المنمق المحشو بالإفرازات الضارة، تدور حول النار والاشرار والقبر والكفن، في الجانب الخفي يجلس ابا لهب يقرع كؤوس الخمر المعتق، لم تكن حمالة الحطب حاضرة لتزرع الاشواك في الابدان، الجد غادر الكلمات منهوكا، ضاع في التفاصيل ونامت على الصدر مطالب الناس،

 ليس في القنافذ املس

 كلما اختلفنا فكريا كلما زاد التجريح والنقد اللاذع

 الحقيقة ان الحزب الاسلامي اضر بالوطن وسحق كلية الطبقة الوسطى

 المصالح تعد المحرك الاساسي...السياسة في الوطن لعبة استثمار مربحة معفية من الضرائب

لم تعجبه المواقف المنثورة على عجل، هيئة التدريس لا تعب من زئير الميتافيزيقا، تنبت فيها أعشاب الحنق والحسد، تعرى السر الموبوء ولامس العدم، الصبر يخون التضاريس المرصوصة بحطام الزمن الغابر، أصحاب اللذة يضربون اليقين و يشقون الصفوف في كهف يرتاده الله، في المدرسة انزرعت جوقة السوء، كل من تمنطق تزندق، و مآذن الخالق ارتوت من الخرافة وفاضت وتجلى الطوق، يصطدم بالعتاب والسخرية في كل خطوة، الاشلاء مغمسة في بخور الاستخارة، يحتاج الى معجزة لاصطياد الشياطين في الشرايين، ابوه كان فقيها في الارياف، يعلم الصغار في الكتاب، يحفظ بضعة احزاب وآيات عن نقص فهم، علمه طلاء اللوح بالصلصال والكتابة برماد العهن المحروق، عبر الى الضفة الاخرى فوق جسر الاجساد المنومة بالأدعية، ينثر كلاما يقطر نصبا تهلهل من وعكة المسافة، تملص في لحظة الاعتذار المتنطع من كل الكبوات في مهاوي الفساد والمؤامرة الحقيرة، يمارس دور راعي شجرة الكلمات النقية الهادفة، يلبس خلسة دورا علميا اكبر منه،ينحل ابحاثا وينسبها لشخصه لكي (يقال عظيم الشأن مقصود)، اشترى خلسة منصبا في السوق السوداء، استوى مدرسا في الارياف، وانتقل الى المدينة على ظهر الرشوة ببضعة ملايين، تعرت منه مهارة التخاتل واتسعت دائرة المجون، يضج فرحا حين يقبل زغب الحواصل يديه امام الباب، تزفه الافواه الصغيرة بسلام اجباري كالاه صغير، يسلم بعضا من اوراق المعرفة الملغومة، ينثر بضعة كلمات على التلاميذ للتلهية، كما تنثر العجوز القمح للدجاج كل مساء ليستقيم العد، يحشر الراس في الحاسوب ويتوه، يسافر في المواقع الاباحية، يشتهي الاجسام البضة واحواضا من العاج، لا يخجل من التحرش بالنساء القرويات، في اخر الشهر يقبض المرتب كاملا بدون نقصان، يسبح عاريا في وحل السياسة النفعية، سقطت عنه اوراق التوت في لحظات انتشاء، بالرقص الماكر يكتمل الدرس في سفينة بدون ربان ولا وجهة.

جيجي النعجة تتلو على مسامع الاقزام حفنة أراجيز من الدخان المر، تلتمس المغفرة من الله، تناجي الامانة المتروكة يقينا في صندوق الذاكرة المخروم، لأنبياء وصحابة وفقهاء يتسلقون الحوباء، ينزلقون تباعا الى الحضيض، ينطمسون مع قساوة الطمث وغزارة العطاء،تغطي الشعر بمنديل اخضر، جلباب اسود مرقط يقمط باقي الجسم، لا يظهر سوى الوجه الطفولي، والايادي المصفدة بساعة نفيسة وعقد من الذهب الخالص، اصابع اليد اليسرى مثقلة بخواتم بأحجار كريمة، على الصدر ترتاح سلسلة ذهبية ننتهي باسم الله، عبثا تتهجى اسماء الشوارع والساحات المحاصرة بالإسمنت المسلح، حدائق اصابها الجرب، تقلصت واصبحت في حجم بيض عيد الفصح، قاحلة لا تنبث غير الاعشاب الوحشية في فصل الشتاء، امطار الفانوس مالحة احرقت ما تبقى من خلاسية الامكنة، عيناها ليستا بريئة، تتلذذ بالتمعن في الجنس الخشن، نسائم الفرح تهب على الروح في الحمام والاسواق، دعوات يومية للغداء والعشاء، تحضر حفلات الختان والعقيقة، تعزي في الوفاة والتأبين، تطبع الحضور في أوج التلويث السياسي، تبشر بالرب وبالحكمة، قادت بعد اندساس صلاة الجمعة في مساجد الحي، علمتهن الاغتسال من الجنابة واستعمال العازل والحد من النسل، تنزلق الاسرار ويكشف الغطاء عن الخطايا في استيحاء.

 اجي يا خلتي جيجي نحك ليك الظهر وندير ليك الصابون

 بار الله فيك

 الحمام سخون اليوم

 كاين زحام..

اذا اردت ان تتحكم في الناس البسطاء لا تحتاج سوى القبض على الاسرار ونقط الضعف. والمرأة مفتاح المرور، قلبها هش وضعيف تميل برزمة حنو زائد، من لا يرى الاتراح لا يرى الافراح، القراءة صلاة من نوع اخر، سلاح القوارير في فك شيفرة الحروف، تستنبت كتاتيب لمحاربة الامية، يمزق الوحش الغريب الرابض في الجلد من عهد نوح وابو جهل، يطوع المداد والقرطاس، تكبر شراسة الأسئلة ويقدس من يملك لهيب الأجوبة، يفتت بعضا من سعير الظلمة، يرافع عن قضايا الجنس اللطيف، يضيئ العماء الأخرس في الابدان وينسحق، أجراس الفهم تدق على الابواب، راود النسوة ظمأ الحياة بعد حصص لترويض الحروف، بدأت تتمزق مذكرات سحب الضمير، جيجي نحاتة بارعة حولت الخشب المسندة الى بشر، يتجنب المعاصي والكبائر خوفا من عذاب البرزخ و أهوال جهنم، لكل شيئ ثمن ومقابل، ولإرضاء الالهة لابد من قرابين، اللسان يقف امام عتبات الله، السبعة لا زالوا يمضغون المفردات في ضوضاء الهزل، لم يظهر الاثر للتعب والنقاء، يزرعون روضة من شجرات الزقوم، والبسملات نكثت ببيع الذمم، من كوة ينفخ في اعجاز العجز، ذئاب تركض في العيون، تعوي في شرايين الصدر، تنام على صفحات الجوع.

الاسود بنخمو سليل عائلة حفاري القبور والابار بوجهه المجعد يبدو حائرا، نظراته الثاقبة مركزة على الكتلة اللحمية، يلثم في اشتهاء وجه جيجي، يستفيق الذئب النائم وسط الوجر، يرسل لواعج القلب عبر الاثير، قابيل يسقط من اللحية والطربوش، والنذير لم يأت في الموعد ليلملم شتات الاهواء المتساقطة، طابور من اللواعج تتسكع في طيات الاهداب تلوي دراع اللهفة، بنخمو معلق على نهدين باردين مثل خميسة الذهب المنقوشة باسم الله، الرغبات تتكوم على شرفة المخيلة، يلهث العقل مثل كلب الصيد طارد لساعات طريدة عنيدة، لغة الجسد تفضح العيون الظامئة، يقبض على الحروف الهاربة بصعوبة، يتلعثم، يتعثر، تخونه المعاني، تكبر اللاءات المخنوقة، تتسع الشهوة المحرمة في تجاويف الاوردة، الالسنة اللاهثة تدعو اليرقات الى دفئ الشمس، ضبطوهما في الخلاء داخل السيارة في ثوب ادم وحواء، يمارسان فعل الهوى، يسدان الثقوب في مزارع الشهوة، كلاهما تضمخ من زجاجة عطر فاسدة، لأغلاق فجوة معتمة في الحوباء، جيجي جسد للمواعيد المؤجلة المنسية في دفاتر المراهقة المتأخرة، الزوج البقيق النحيل لا تكمل به افراح الجسد، مثل الاطرش في الزفة، مصلوب على حرارة النقاش الباهت، أنياب هرمة حادة تنغرس في لحم الزوجة اللعوب، يختنق، يتعرق، تنزل قطرات العرق دافئة من الابطين، رفع يده عاليا حين اعياه الانتظار المريب، ارتمى في مداخل قوانين المتاجرة بدماء الابرياء، ناعيا جثثا متأرجحة على حبال المشانق في جزر الواقواق، حدائق الخيانة مطمورة في خلايا ام الاولاد، شيعته بنظرة شزراء ابتلع اللسان، الاشلاء بحاجة الى ترويض ليزداد النهد المتهدل شدا واستدارة، تهرب التجاعيد من الوجه، البقيق بهيكله الضامر اشبه بوتد شاخ في الهامش، لا صوت، لا كلمة، لا حركة، لا جمال، بجانه يجلس الخلفوف تاجر لحم الجيفة والذبيحة السرية يجثو عاريا في الناصية الملاصقة للجهل يميل حيث تميل الجهات المتحكمة في دفة الفانوس، لا يفهم لا في الدين ولا السياسة ولا التنظيم، وجوده في حزب الفانوس صدفة، اقتضته مرحلة توسيع القاعدة وملا الفراغات بقطف واستدراج الرؤوس الساذجة، يعاني صعوبة في الكلام كأنما يمضغ شرائح اللحم النيئة القاسية على البلع، البصمة الموظف قصير القامة ثخين شيئا ما تحت الحزام، دائما مورد الخدود، حربائي بامتياز ينتعل التزييف، ينهل بشراسة من معجم التلميع والحذلقة، يعشق ممارسة دور اللوذعي العارف والعالم بخبايا الامور وما يجري ويدور في الكواليس، كلاهما متلفع دائم بالصمت للتضليل وشراء راحة البال مع الاجهزة السرية والعلنية، يأتيان غالبا في سجلات الموتى والمفقودين، يسكنان مقابر مقفرة،يرسمان حدودا للأنين في اللقاءات العابرة، يحملان مسدسات كاتمة للحقيقة حفاظا على الرزق. ولدوا جميعا وفي افواههم ملاعق من البؤس والحقارة والخسة، غرباء قدموا الى المدينة على اجنحة التسول، العقول متسخة تحمل وثيقة الأكاذيب والتدليس، مغمسة شريحة النفاق بالتسبيح والتكبير والادعية. لامتصاص المزيد من دماء طوابير العبيد.

 هل هؤلاء اعضاء يمثلون الشعب ام اعضاء تناسلية...؟

 بجوج...كلشي كيديروه ما تغرك اللحية..

 قالها حكماء الامس (السباحة ذباحة)

 الله انجيك من الحاج والعجاج والفيراج والفانوس الى هاج

نصبوا في زمن التفسخ والانحطاط اعضاء في مؤسسة الشعب، خذلوا الجميع، لم يكونوا بردا وسلاما على الامنيات المتلألئة المندسة في الجماجم الحالمة، جيجي كاللحم الملفوف بالشحم تحمله الاسياخ، وقفت مرارا عارية في الفصل تنشر البذاءة والخرافة، انقطعت ذات تواطؤ غريب عن تدريس اولاد الشعب، تغتال جمجمة الوقت على تضاريس المصالح الكبرى للمدينة، ترطن بالكلام المبهم، جاءت من المجهول اكثر خشونة واتساخا، استحمت في مياه التواطؤ وخرجت اكثر غدرا، نثرت ذات انكسار سياسي وصايا مأدلجة على عتبات البيوت، شنفت اسماع الامهات بالكلام المعسول، فرخت جمعيات للطليقات والعازبات والثكالى والارامل ومعطوبات حروب الأنكحة واليتامى، ربتت على وجه طفل حزين، عانقت عجوزا تمشي على الثلاثة ملطخة ارجلها المشققة بالطين، الصورة تدخل في جوف الصورة تتآخى، تسقط الحواجز والفوارق، تنعجن المعجزات في الرؤوس والابدان، ترتشف من صينية قديمة كوب الشاي المنعنع، ترصد اوراق اللجوء والعبور في القسمات، عذراء بخمار تجر ورائها نساء موشحات بالوقار المغلف، انفجر الفرح في نهدي شابة، الخلاص قادم في موكب الفانوس، باركن الالتفاتة الميمونة وتشابكن بالعناق، تقيأن ما في الارحام من اوجاع، تنضج الروح في رائحة الامكنة، جيجي تحولت الى سيدة الصباحات والظهيرة والليل، سيدة النور والشجن الطقسي، زرقاء اليمامة تنبث من العدم، تمنح للجياع والفقراء زعانف لأحلام الخلاص الدائم، الشر قادم في السفور والانحلال، الله اوصى بالحجاب والعفة القناعة، السيل يجرف الاخبار، تحمله الريح معبأ في قوارير الورع، تكبر الضجة في سلة الابتهالات والتدين اللزج، الشارع يحمل أكاليل عزاء، بحاجة الى الانبياء كي يقيموا صلاة البناء لتتحرر من الماضي والخراب، جيجي حنجرة للجياع والصامتين تنتعل شهادة البراءة وحسن السلوك، تقدم النصائح السمان للقانطين ومنسيين وخزتهم عقارب الوعود من الساسة السابقين، تنثر وصايا المالكي والحنبلي، بضعة آيات لتسفيه الفقه الطبقي، كمشة اكاذيب باذخة عن المستقبل والنعيم، تضيع الرؤوس في النشوة المترعة اللامعة في طقوس الالتزام، تلمس السحب بأطراف الاصابع، لمعت في الاعين السماء المسحورة حيث يقيم الله، الماضي الكئيب ينطحن، ينمسح من الاذهان، نجح المسحوق الديني في غسل المخيلات. انتظار شامخ يولد في دهاليز الغباوة، يشتكي الابن من لسعة الجوع، يهرع الزوج البقيق يأخذه الى اقرب دكان، نظرة واحدة كانت كافية ليتلألأَ الخوف بين ساقيه، الحملة ناجحة بمقاييس التواصل والانصات والتجمهر.

 سنحقق النصر بإذن الله..

 ان شاء الله

يدخلان الى المنزل منهكان، يتمددان على السرير، يغرسان نخلة في ذاكرة النفاق الجدباء، يحاول ان يطفئ نار اللهفة في الجسد المسجى، ترمم جدران المنفى الداخلي، ازال اللفاف الاول والثاني، تتقشر البصلة، تدمع العينان من رائحة العرق، بصعوبة يصل الى اللب، اجتاز عشرين سياجا شائك، بدون اغتسال يسقط فوق ارض عجفاء ‬مسها العطش لم تعد تنبث سوى اشجار النبق، فوق الجسم المتهدل تنتصب اشارات المرور الحمراء، شلل نصفي في مفردات الكلام، الطلقات الطائشة خالية من الحشرجات والرعشات، الجثة الهامدة مليئة بالنقط السوداء، ‬يلبس البقيق ايامه الممزقة، يضع المئزر حول نصفه مستسلما للأوامر، يقشر البطاطس والجزر، طماطم وبصل، يغسل الملابس ويكنس، عاريا على حبال الشك يترنح، فقد دفة القيادة بدون رجعة، في المؤسسة اراد اسكات الجموع الغاضبة المطالبة بالإنارة، نثر بذور الرفض والاستهجان، عبر بسرعة جنونية من ثقب العداوة، لطمته الردود الجارحة فانكمش.‬‬

 حين تكون رجلا صاحب موقف تكلم

 يعني

 انت محكوم من الزوجة، تصبن، تطبخ، تغسل الاواني ولا تخجل من الاعتراض على مطالب شعبية...

في الحروب كل شيئ مباح،تعالت الضحكات في جو مشحون بالكثافة لم يبق متسع ليلوم فلفول كبير المفسدين، فتح الباب لمهرجان التسفيه والسخرية والسلخ، يسحبه الخلفوف خبير الذبيحة السرية الى الخارج، في ذروة الذم يسقط اتباع الفانوس بلا دوي من شدة الحرج، تغوص جيجي في الاوراق المفروشة امامها، شيعتها العيون وعرتها بالكامل، تطاردهما الأقاويل المبسترة في الرؤوس، ليس هناك دخان بدون نار، الحقيقة تاتي غالبا من الاعداء، تستنزفه وتخنقه الصفعات والطعنات من الخلف، تتزاحم في سماء المخيلة المواجع وتنبث في زحمة الساعات عنف السقطات، تتضبب الرؤى وتكبر الاوجاع،تبتلعه بركة المذلة، السيارة تسير بسرعة خارج المدينة، تنهب الطريق نهبا، حقول مترامية الاطراف، بقرات وقطعان الاغنام ترعى، فوق ربوة يقف الراعي بجانبه كلب اسود، منازل متباعدة،بساتين مخضرة مسيجة بنبات الصبار، اجمل ما في الارياف الهدوء والهواء النقي، كلام الخلفوف الفارع الطول محفور بنتوءات الارتكاس وابتلاع الاهانة، ارمي وراء الظهر، لا تعاشر الأطياف والقيل والقال، الشجرات المثمرة وحدها تتعرض للرجم بالحجارة، تطمينات خسيفة بدون معنى، تغتال العقل والمنطق، تستبيح الشرف، تنغص الضمير، تاجر اللحوم شرب من كاس العلقم ذاته، طعن في عرضه قبل سنوات، وجد الزوجة في حضن خياط الحي، ازدهرت الغزوة الجنسية المحرمة وازكمت الانوف، راقبها تتسلل الى بيت العشيق متنكرة وراء النقاب، احضر الامن بعد استغاثة، كسروا الباب الفولاذي، حملوها في السيارة الموشومة ملفوفة في ازار ابيض، زفتها الزغاريد والصفير واللعنات، تنطفئ الجموع في الحارة، يمشي خلفوف مهزوما بلا تبان، ينشر رذاذ الفضيحة في المقاهي والادارات، يوزع بعض الآهات ويتلو الصلوات، يبث شكواه الى السماء متضرعا، في القلب جرح مترنح، متقيح لا يستريح، انثاه نثرت ورد وروث حوضها في الغياب، السرير بارد ينتظر دفئ المساءات، كل يوم تضاجعها العزلة و يفترشها الفراغ، الظمأ نهش الجسد المنسي في حوض الرغبات، بحتت بين النظرات عن الحنو، تشتهي الاطراء و العري، الخياط عرف كيف يقطع المقاسات، يدخل الخيط في ثقب الابرة، يمدح الخصر المثقل بأمواج الشحم المندلق، اللمسات الدافئة تزيلان خصلات القلق عن الوجه، يشعلان الخلايا بالخفقان، تلملم التهيؤات المشردة، ترتخي على مذبح الثناء بدون احتراس، تتفتت على اذان الوجع العميق، تزفر اشرعة المحبة، تئن ابتهالا واشتعالا، في الصبح تركا اثرا فحنطتهما العيون متلبسين بتضميد الجرح.نطحه قرن الشيطان واجتاحته الدهشة والغرابة، لاحق الثروة ليل نهار لتسليح جدران الروح المهترئة، رائحة روث البقر تستهويه، يدخل من سوق الى سوق، استنبت المخازن السرية في جميع الجهات، مرائب لتجميد اللحوم الحمراء للناطحة والمتردية، يغرق الدكاكين ليلا تهربا من المكس، مختبئا وراء نواميس التدين وتدبير الشأن العام، معلنا انسلاخه عن مواثيق الحزب المكتوبة بحبر خجول، الاصابع تصاب بالارتباك فوق المقود، الحنجرة تغص بالحشرجة والعنف المر، الذكرى ترميه الى الغامض والمجهول، حقائب القلب مزدحمة بصفعة الامس تتلظى في الراس. المدينة اغتصبت وبيعت في سوق النخاسة، قبض الثمن طواغيت الخيانة وجهابذة فتاوى المحرمات.

طوال الطريق كان البقيق يفرك يديه يشابك اصابعه، الطعنة ماثلة امامه، يستعرض في انقباض الاطلال المخبأة في الاضلع، تنقصه التفاصيل الدقيقة ليعلن الادانة، نسي بيته في حضن أكمة الاخلاق والعشرة والتدين. وقفا على حافة البحيرة الرحبة والفسيحة، بعدما ترجلا من السيارة، طافا على اطراف البحيرة طيور تسبح جماعات، سيارات رابضة تحت الاشجار لسكارى وعشاق، صيادون يصطادون الاسماك بالصنارات، تعجب من صبر هؤلاء يقضون الساعات في سبيل اصطياد سمكة، المتعة ليست في صيد السمكة ولكن في زمن الانتظار دون ملل ولا نرفزة، الصيد اختبار للتحكم في الاعصاب، اطفال يغطسون في الماء رغم البرودة، تجادبا اطراف الحديث مطولا، احس البقيق بالألم يضمحل، يتلاشى شيئا فشيئا في زحمة الهدوء والهواء المنعش، الشمس وشاح تغسل وجه الخيبات، ينخفض صوت رنين الصفعة في الاذنين، بصوت متقطع، متهدج، تنفك عقدة البوح بنهم الضياء، تنطفئ شعلة الوشوشات.

 انها تخونني مع بنخمو

 هل لديك دليل على ما تقول...؟

 هل الزانية تترك دليلا...؟الشارع كله يتكلم..

 ما عليك سوى مراقبتها حتى تسقط في الفخ كما فعلت...

كان بمقدور الخلفوف أن يملأ فمه روثا، يوسع درب الضيق والشك في المخيلة، يعلم ان جيجي نشرت شهواتها على حبال الخيانة، تحرشت وارسلت اشارات الى الاخوة، انتقلت المغازلة خارج اسوار الفانوس، لا قوة له بتاتا على غلق باب الانكسار، محاولات رتق لباس مهترئ ضرب من الخيال، الوقت يغسل الاوبئة بالنسيان، جلسا على ربوة مطولا يقتعدان الارض، السماء صافية الا من بعض السحابات البيضاء، طيور الحسون تغرد بدون انقطاع في الشجرات العالية، من خلال زجاج النافذة رأى كثيرا من الوجوه الحزينة او خيل اليه انها حزينة، تمنى ان تمنحه الريح التي تضرب في كفه الممددة خارج الزجاج اجنحة، يطير في الهواء عاليا، ينفض عن صدره اكياس الغضب المهيض، تختفي الغصة شيئا فشيئا، اشباح تتدحرج في مصارين المدينة، طرق الباب طرقات خفيفة، خرج الموظف البصمة يلبس سروالا قصيرا، في نظراته تصرخ الدهشة، طلب منهما الدخول لشرب كاس شاي، الضيف دليل الجنة، رفضا بأدب بحجة ضيق الوقت، خمن ان الزيارة تتعلق بالخيانة، جاءا ليغربلا الاقوال ويختصرا المسافة، ودعهما البقيق على العتبة منهارا يستعيد الطعنة، تمضغه، تفرمه، تنسفه طواحين الثقة المفقودة، سقط الحزن المعتق في الحوباء، التهم بحسرة بقايا الرحلة.

امام الباب الحديدي ترمى التفاصيل في وجه النهار، تكلما كثيرا واعلنا الشجب، الخلفوف يصغي بامعان، لا شيئ مهم يتفوه به رغم الخبرة في شرب انخاب المرارة، الكلام مع الموظف القصير يثير الفتنة والاستغراب، تستحم الحروف والمعاني في بحيرة التسامح والسلبية، لا مكان لاحد في افئدة الاخرين، الخيانة وحش شرير يتسلل من الابواب المورية للنساء الحالمات بالتوهج في سن الجدب، تتبعثر الشكوى بشفافية الوضوح، التفاحة المتروكة في الشجرة تنقرها الغربان، يهتز الخصر منها على الغزل السري لنباتات الصبار، يسيل الشمع اللزج بين الفخدين، جيجي مخطئة لم تستطع تخبئة السر في الشعر المنكوش حين طاردها الجفاف والم بها العطش، البقيق مغبون يتلهى عن خبزه بالجري وراء اوساخ الدنيا، قضي الامر الذي فيه يستفتيان.

 الغلط ديال البقيق ناسي راسو ناسي مراتو

 وييه اسي البصمة ولكن راه واحد ديالنا واش نسمحو فيه...؟

 هذي مسائل شخصية...والا مشينا هدرنا لبنخمو ولجيجي
وقالو هداك شغلنا حنا ما شي قاصرين...؟

 غير دير مجهودك السيد غادي يطرطق..

 ان شاء الله

ما عادت الموعظة توقظ النخوة والفحولة المخبأة في النعوش، الضربة القاصمة غالبا تاتي من المقربين واقرب المقربين، الموظف البصمة يعيش في عالمين متنافرين، مرة مع السلفيين، ومرة اخرى مع الحداثيين، وثالثة مع العدميين، يتوارى خلف ستار الخلق الرفيع، تشتعل اضواء المسافات وتتضح النوايا حين يقبض ثمن التوقيع على الوثيقة، يستفرد بالفلاحين والمنعشين العقاريين، كل تدخل له ثمن، خادم الناس سيدهم، لكن الخادم يضع شروطا مسبقة لقضاء مـآرب الناس، يشارك في وأد مشاتل التنمية الموعودة، فيه شيئ من الانوثة الصارخة، تعلقه العيون فوق اعمدة التعجب، مولوع بإبراز العجيزة، يارجحها بوزوزة ظاهرة، بغنج الكواعب يتمايل، مناجيا غريزة همجية مسكونة في العظام، تعجن في مقلتي الناظرين عجين الانحراف، يؤثث فضاءات الخيال ويسرجه، يطول التعجب والوقوف في لغة الجسد، تخرج الاحاديث رسمية مضمخة بعطر الاشتهاء، الطريق الى الفردوس مغمس من الصلوات الخمس والدوام من الفجر الى العشاء، يسكت وخز الجوع والمحرمات من سورة البقرة، على طلب الهاتف يحضر بنخمو، الخيانة تشتعل في الصدر، تقفز من الوجه المجعد، شيطان الرذيلة يعوي في النبرات، تحاصره الاسئلة الشقية، يجلس فوق الكرسي مرتبكا، الادمغة مفعمة بمهابل كواعب الجنس، يجنح الى انهاء عرس القيل والقال، يبرئ الذمم، الحب ليس جريمة ولا لعنة، لن يرفع راية الاستسلام في ميادين العشق، سيشرب بعذوبة من ملوحة الخطيئة، لينعم بالحلاوة سيغل صرة الشيخوخة ويغرقها في ماء الرضاب.

ظل جليساه ينفخان فيه سورا وآيات تبشر بالعذاب ليرعوي، ليستفيق من السكرة، ستظل غربان الاحياء والشوارع والحزب تطارده، تسمم الصباحات والمساءات والعلاقات، عليه ان يوقف عمليات النهش، يسد الثقوب النتنة بالمرة، ليعود حراس المواجع الى القلاع، ويشع النور في العقول والضمائر، هناك قناديل مطفأة ومرايا مكسرة، ستنكشف عورة عائلة الاخوة في الدين والسياسية، في الشارع صخب وضجيج ورجم للمحصنات واستهداف للاتباع، البقيق يدخل في لجة الهلوسات اليومية، يصارع طواحين الهواء، يحجز تذكرة اللاعودة من ساحات الرجولة.
يحك شاربه الضعيف، تحمر منه العيون، يتثاءب في رياح الكذب، ترك الافواه تلوك الجرح، تسقط في طلقة المفردات واخيلة اللامعنى، يمطر درسين في الصمت والنفور والانا، يتكاثر الحنق الاجوف في مكعبات الفراغ. تقتطع شريحة استفزاز من الخصوصيات، ترمى السهام على منصة الاوردة، ينسل الضوء الأخير نحو مهاوي الاستعداء، تموت الحروف المنمقة على الشفاه، تقدم التعازي في ذاته المصابة برشاش الهيام، تقام صلاة الغائب على حمامات القلب، على نزوة الشاب الجالس على هضبات الكتف مسلوب الارادة، تنسف شقشقات العشق بقنبلة المتناقضات، نصحه البصمة بإقامة حفلة ادعية في حضن التوبة النصوحة خوفا من يوم الحشر، لم يرتكب اثما سوى ان القلب خفق، الجمال من صفات الله الحسنى، لا باس من السجود في اداء المناسك والفرائض وارتكاب الصغائر، لم يسمع يوما ان الحب من نقائض الوضوء، شوكة في خاصرة الانتماء السياسي، (واما بنعمة ربك فحدث).

 لا حكم لي على عواطفي اسي البصمة

 ولكن جيجي متزوجة والبقيق اخونا وحبيبنا والامر يخالف مبادئ الحزب الاسلامية

 متزوجين في الاوراق فقط...ان متأسلم منضبط، لكن قلبي ليس كذلك...قادة الحزب يتزوجون،يطلقون، يعشقون، وفي هذا اطيع اولي الامر.

 صحيح

في حزب الفانوس جميع الرؤوس مخمورة برائحة الأنثى، المحجبة تنتقل بين الاسرة خلسة لاستكمال مسيرة الغزوات، المطلقات ميراث و حرث و مشاع للجميع، الابكار يسقطن بوعود الزواج الشفاهي،السلف علم الخلف البطولات، السيف والدم لتحرير الانسان، اليوم تستمر الملحمة في مضغ الجواري وما ملكت الايمان، غزوة الفروج كما سماها الماركسي الاحمق في لقاء تربوي داخل المؤسسة، ضحك بنخمو كثيرا في دواخله مستعيذا الواقعة، رصاصة اخترقت بعضا من الحقيقة، لكن ليس كل الحقيقة ‏، يقيس المسافة بين الارض والفضاء الواسع، تبدو ضيقة وكئيبة، يسمع جلادي التحقيق يثرثرون، ينتظرون هزيمة الفحولة، اطلقوا العنان لجنون المواعظ، مسجي على سرير مشفى دائم الدوران والطواف، لم يكترث، لم ينهزم، لم ييأس ولم يتراجع، رغم قسوة مباضع عتاة الافاكين، يشرحون جسده، يقطعون افكاره وصدق انتمائه الى مزرعة الفانوس، ينتظر انقلابا في طقوس العشق الممنوع، عله يلتقط اشارة وتصريحا الاهيا بالاستمرار في قضم المحرم، ابدا لن يحترق بأحلامه ولواعجه الجياشة، الانسان يعيش مرة واحدة.

يتجولان في مصارين المدينة، البصمة التزم الصمت، يعيد صورة ملك ازيح من على عرش امرأة اوصدت ابوابها على حقائب العودة، الحراس يرفضون الخروج من قلاع الفرح المؤجل، شيدوا مقاصل الوجع بمجاز الثرثرة على لبنات الاجابة، يعتقدون انهم سيروضون الوحش الرابض في الاشلاء، يلتقيان بولد رقية المحمل دائما برزم الاوراق، يهربون الى مقهى طلبا للهدوء والبحث عن المخرج، تكبر الافتراضات والاقتراحات ولكن ولا حلول مرضية، يتذرع البصمة بطارئ منزلي وينسحب، عيون المقهى جاحظة، فوهات مصوبة في مؤخرة الرأس، تتمطط منها التساؤلات والكره، تخسف فيهم الطقوس و المناسك، السحنة السوداء تخفي الضجر، تمرنت مند زمان على الصمود في وجه الكبوات، تسبب في الضوضاء والازعاج للأخرين، يقشر الحزب مثل حبة البطاطس بسيوف العدو، تدون اسماء من لبستهم الكراهية باسم الطقوس الدينية والالتزام، تشتهي النوم على سجادة الصلاة لقطع الصلات، يحضر خاتم الانبياء في اللقاء، لابي هريرة وعمر اثر في القلب، ولد رقية شيطان يقاتل في خندق الشيطان. الفتنة النائمة اشعلها ضجيج فروج الاخوة في التنظيم.

 المسالة عادية...من حقك تحب وتتحب

 الناس ما بغاتش تفهم هاد شي

 افهموا ولا ما يفهموش... هذا اختيار ديالك انت وجيجي لي خصها تلقا حل مع البقيق.

 كاين شي جديد

 الصفقة ديال تزفيت الطرقات دازت وسي فلفول خلا لينا النصيب

 ها الهدرة المزيانة

حدق في عينيه واحس بالارتياح، ولد رقية يناصر الشغف والعشق الطفولي، مصقول من التجربة، رات عيناه امه تسقط في زبد الشهوة، تتسلل كل ليلة لتشعل الشموع في بيوت الاعيان، الاب يغيب لأيام بحثا عن كسرة خبز في الطرقات والمدن البعيدة، بنتاه تسبحان في نفس البحيرة الاسنة، اشتعلت فيهما شرارة الهوى مند برعم الزمن على الصدر، افترشتا الجمرات وتسكعتا بانتشاء في زفير الانفاس اللاهثة، سحبتا من الخصلات الى الخلوة على اطراف الحلم، لم يجدا مكانا يهربان اليه من الندوب الغائرة، من لحظة حب تحت عباءة البراءة، تشدهما الرحلة في قطار العشق الى بقايا الحكايات القديمة، عنترة وعبلاه، وقيس وليلاه، روميو وجولييت، تاهت معاني الحروف في الاسطر، يتعرى ولد رقية من كل شيئ، يتغلغل في خبايا الصفقة، يستحضر كرم فلفول وعطفه ورعايته للأقزام السبعة، لكل واحد نصيب على قدر المساواة، الدفع عند بداية الاشغال، يمضغ رائحة الزفت ودخان الشاحنات، اصوات العمال تفرقع، فردة حذاء ملطخة بالطمي وصبي يلاعب كلبا، نساء يراقبن الكاسحات والجرافات، صور تحنط لحظة صب الزفت على الطريق، يحمل الى البيت هدايا ماركات عالمية وأخرى مقلدة، تفرح امرأة انهكها جوع السنوات العجاف، حلم معها بشهوة اصلاح المدينة والناس، بعد عقدين من الزمن اصلح وضعه المأزوم، غادر الحي الملوث بالدخان ورائحة الغائط والبول، اينما ولى وجهه ثمة علامة (ممنوع البول ورمي الازبال). يتسرب مثل تلميذ من الفصل بدون حجة، تفاصيل صغيرة وكبيرة ترده الى لهيب الخزي والعار، يتعثر بالماضي والحاضر، كيف يشطب السقطات وبركان التفاهة من الخطوات، الحياة تسير موحشة بالذنوب، لكنه لم يعد وحده، اذا عمت هانت. تتكرر نفس المشاهد السابقة، يستعيد فصولا من انغماسه في معمعان السخافة والضحالة.

 مبروك السكن الجديد

 الله ابارك فيك

 دار جديدة، سيارة جديدة، خصهم امرأة جديدة

 يالله نتكافو غير مع لي عدنا

في الولاية الاولى هادنوا البرمائي الذي سقط من ثقب الحروف، نوموه بالخطابة والكلمات الرنانة المطلسمة الغليظة المقدودة من الكتب المقدسة والاحاديث، حاصروه بالتهديد والترهيب، ركب ولد رقية على ملف المعمار، اختفت بفضله الحدائق والساحات، نبتت عمارات في متنفسات الاحياء، يد في السبحة و يد مع لوبي العقار، يمشي بينهم بدون حرج في الظهر يحمل يافطة (مراقب الاشغال) لكنها يافطة مزورة، يوقع الوثائق على بياض، باسم الدين والشرع والرؤيا الكسيحة، استنبتت احياء بدون صرف صحي ولا مياه للشرب ولا ازقة ولا ارصفة، الظلام يغطي المسالك المتربة، الاوراق الزرقاء تكمم العقول تسقط ورقات التوت، وللانتشار في مصارين المدينة والتحكم في التجارة، اندس الخلفوف في اسواق البهائم والفواكه بالجملة، انتشرت المخازن السرية كالنباتات الوحشية في مجاري الوديان، الذبيحة السرية تحمل بالدواب والعربات في وضح النهار، ليس على الملتحي من مراقب وحرج، تبتسم الدمغات المزورة في السقيطة، البيطري عاجز عن كبح الدخان المر المنفلت من فوهات الفانوس، اقفرت المجزرة وطلع عليها الصدأ، تراجعت المداخيل الى الصفر.
في الولاية الثانية حملوا رمز الفساد فوق الهودج تصايحوا (لبيك يا فلفول...لبيك يا فلفول) بالأمس نصبوه عدوا فاسدا حقيرا، رجموه بالبيانات في الشارع وفي الندوات، في لقاءات رجالات السلطة، بعد التحالف المغبون الذي طرزته الرزم النقدية، خرج مغسولا، مدلكا، مفروكا، مصقولا بماء زمزم، نقيا من الزلات والذنوب والمعاصي والجهل الكبير، نبيا بين الناس جعلوه، ضامن وحامي الارتشاء والزندقة، سبحان مبدل الاحوال، فهم الناس اسباب الضجة والانقلاب الماكر في المفاهيم والمبادئ. تهون المواقف في سبيل الدرهم الابيض الذي ينفع في اليوم الاسود.

تمضي الايام معلقة على حبال الغسيل، الفجوة في جدار الحزب تكبر، اقزام الفانوس يشدون الانتباه، محاولات رأب الصدع لم تفلح، الانثى الخاطئة مندسة بعنف في رحم النقاشات، الآراء مشطورة الى نصفين، طحالب الاعصار في عيني البقيق، نظرات بنخمو تشعل في الجرح نارا، تباعدت مسافات اللقاءات الاسبوعية، لتنمو وتزدهر اشواك النسيان والتسامح،الكبوة لم تنته والغبار يتطاير، يتناثر، الشارع يتابع حلقات السلسلة المشوقة، ينفضح الواقع المغشوش لدعاة محاربة المنكر والنهي عنه، يلوح في الفضاء سراب الامس، كلما مر ملتحي من امام اجهزة الرصد، تستيقظ اللعنات والرجم الممدد على اطراف الالسنة، تهرب الاجوبة من الوجوه لكنها لا تلجم الوشوشات عن غزوات المضاجع المحرمة.

جيجي احجمت عن الكلام المباح، تهرب من عيون النسوة في الحي حين تحاصرها، سيدة الافضال والمكارم والموعظة في مرمى الطلقات، الشامتون يتهامسون بلا فرامل، تقام المشانق ومحاكم التفتيش، والبعوض تجدبه الجثث يفشي سر الملابسات فوق الوشم المستباح، وخيوط العنكبوت تتدلى من ثقوب النوافذ تنصب الفخاخ للمحجبة الهاربة من طقوس الطاعة المتعثرة في الذنوب، يوم السقوط المدوي اشبه بيوم الحساب، المقرئ في الراديو يتمرغ في البكاء متخشعا.

 اللهم لا تبعثنا اجسادا عارية

 اللهم امين

صوت المؤذن لا يوقظ للصلاة، صمت اذنيها عن صفارات الانذار، لم تستطع الخروج من الحنجرة، تروي اسباب السقوط في ارذل الحب، الخراب قادم الى البيت، تصاب بالدوار في الادارة، تتغامز عيون النسوة تترقب الجديد في عتمة الحنق لهدم الجسور وحجاب العفة الماكر، جيجي مشروع يومي لمضغ الكلام المعلب وتفريخ القصص والاشاعات، تهامس النسوة في الادارة عن غزواتها الجنسية خارج المدينة، حين تغيب عن عيون الرصد، تخلع الحجاب وتلبس اللباس العصري، تتكحل، تتعطر، تبصم على الشفاه بالأحمر القاني، جيجي سيدة اخرى في التنورة، تتردد على النوادي الليلية، ترقص وتكرع كؤوس الخمر، تعاشر رجالا جمعتها بهم اللحظات، حين تعود تلبس لباس النساء التقيات الورعات، تولد الصباحات معبأة بقنان المرارة، توصل الاولاد الى الثانوية في نظراتهم عتاب ولوم، تمارس عليهم ضغوطات كثيرة، يتكاثر لعاب الاتراب على حقائبهم الجلدية، الابن البكر تعارك مرة بسبب الشتائم داخل محل للوجبات السريعة، يطلقون في وجوههم رصاصات طائشة من الاستهزاء والضحك المتهور، الزلة تدخل البيت بعنف، لم تجد غير الصمت لتهدأ من روعهم، من غير المقبول ان تخبرهم بان امهم تفتح افخادها لشخص اخر، في مواجهة الاولاد ترتبك بشدة، تمشي وسط حقل من الالغام عليها ان تكون حذرة، كم هي ثقيلة وعصيبة ساعات المواجهة مع الابناء، لعنت الماركسي الاحمق مشعل الحرائق، كلما استمر الانكار كلما استمرت الاثارة، امرأة زلت قدماها حين اخطأت الطريق، ترتشف ضجعة الانزلاق المذل، شتان بين الالتزام واللاالتزام.جاء الهمس من المجهول قاسيا مقتحما.

 الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات

يتلقى البقيق عبر الهاتف صورا بالألوان للزوجة مع المتيم بنخمو في وضعيات خادشة للحياء تزيد من حقن التشنج والتشفي، يحس بالأحشاء تتمزق، سكاكين حادة تبقر البطن، صفعات تنام على الوجه، يطوف على الاخوة يعرض اكتشافه الجديد، عله يستعيد ماء الوجه من بين الحرائق، ذبح الشك باليقين، الماركسي الاحمق في دورة المجلس كان محقا، لم ينطق من منصة الافتراء، البقرة سقطت السكاكين تتدلى، الشامتون يغردون بمنتهى العذوبة، وحده اقام في غيابات الجب، اخر من يعلم بغراميات الزوجة المتصابية، المعلم بندابة حزين لان الامور وصلت الى شبكات التواصل الاجتماعي، الضرب من تحت الحزام يستهدف الحزب، المخزن يلعب لعبته الحقيرة، لكنه لم يشرح كيف للأعداء دفع جيجي في حضن بنخمو ولا مصلحة المخزن في نشر صور الخلاعة، فحزب الفانوس فتى مدلل يخدم اجندات المخزن، في البيت انبرى يعرض على الزوجة صور الخلاعة لجيجي مع بنخمو، تأسفا كثيرا، رمى على مسامعها ان بنخمو ممنوع من دخول بيتهما، رمقته باستغراب خمنت وفهمت المغزى.

البصمة لم يتفوه ببنت شفة، فكر ان البقيق المذنب لم يحرس شاته من الذئب، عرض الصور على جميع الموظفين، ارسلها عبر تقنيات التواصل الفوري، التشفي يأتي عاريا ومغلفا بدون خجل، انبرى ولد رقية بالتحدث عن اكراهات المرحلة، عليه غض الطرف وفتح نقاش مع الزوجة، قد تكون الصور مفبركة، يستحيل ان تكون مفبركة يصرخ في دواخله، الشامات تحت النهدين، اثار العملية القيصرية في البطن، تكبر الهمهمات على الكتف تترنح في نتانة الزمن، اجوبة باردة تخرج من ثلاجة التشفي المبستر، وجوه تزدحم بالتناقضات والهروب الى الامام، لا احد يجلس على ربوة تأنيب الضمير، يشتعل حرقة، التضامن ضد عدم الطعن في الشرف لم يكن في المستوى، الخلفوف تاجر الذبيحة السرية كان قاسيا في صراحته، افتح حوارا مع الزوجة جيجي بدل الانهماك في طقوس التباكي والتشكي، قطع الشعرة المنسية في العجين، الذئاب تعوي تحت الجلود، حناجر الخونة نبتت في الحزب مثل الجراد، الجحود يرقص فوق الجراحات. الماركسي الاحمق في الاجتماع ايقظه من سكرة الثقة العمياء.

 اصحاب اللحي يتناكحون فيما بينهم،يفجرون كبتهم الجنسي في المحصنات والقاصرات والاكل...

 من بكري..ياك الوزير لقاوه مع الوزيرة... ووزير الشغل مع المدلكة والفقيه مع الداعية يمارسان الجنس في السيارة...

 دينامية الصراع الوجودي في الحزب الاسلامي يكمن في الاشباع الغريزي واعتبار النساء اوعية للتفريغ، الاخر غير الملتزم مجرد مؤجج للصراع الطبقي ومحرف للدين والعقيدة.

 الشعب عاق بيهم وطلع ليه الدم منهم

 انه وقتهم في تدبير مصالح الشعب... حين ينتهي منهم النظام سيرمي بهم كما فعل مع احزاب المعارضة التقليدية

 نهاية قريبة

 بدون شك...اهتزت صورة الحزب المتأسلم في الوعي الجماعي بسبب الفضائح وضرب القدرة الشرائية للطبقات الفقيرة..

 الما والشطابة

صور جيجي الخادشة للحياء، تنتقل بسرعة البرق بين الهواتف، فتحت الاجهزة الامنية تحقيقا، استمعت للمعنيين واخلت سبيلهما بأمر من القاضي، لم تحفظ القضية، تركت لليوم المعلوم، الدولة البوليسية كريمة ومتسامحة مع الخدام الاوفياء، تغض الطرف عن الجرائم والنهب والاختلاس شريطة عدم تجاوز الخطوط الحمراء، حين تدخل اللعبة تصبح بيدقا لجهات مجهولة، تنفذ الاوامر والمخططات، تدفن الكرامة وحب الناس في بزة جنرال وشرطي مرور، تصبح بوقا موغلا في النفاق السياسي والديني، تترك اللحية منسدلة على سدرة عقيدة مغشوشة تطايرت من ضجيج صومعة، ترقص على نشيد الطاعة لتغرف من كنز قارون، يقف الماركسي امام القاضي في كامل الثقة والانفة، اشبه بضوء اخترق قلب المعركة، ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة، يفتر عن ضحكة من قراءة القسمات المتجهمة، نظرات تضيق في محاجر الانتشار، ترعى في تقرير شرطي مبرمج على تسمين لائحة الاتهام، تفوح من الحواشي رائحة الهلاك، وفي حياكة التهم تزهر طقوس الانبعاث، صاح الحجاج في القوم ان الرؤوس اينعت نزقا وحان القطاف، أحضروا ادوات الجز وسلل لجمع الغلل، لكن الحصاد لم يحل أوانه، ام الاطفال جالسة في الصفوف الامامية جهزت الاغطية والملابس، هي ايضا معتقلة بتهمة الارتباط بمصاب بحمى الوطن، اصيبت بالعدوى مند ثلاثة عقود لم تجبن من سماسرة القيم، والمحنة لم تنته لنرفع انخاب الانتصارات، مؤازرا بعشرات المحامين، غاب صراصير الاعلام عن وليمة الحرية، حضر راكبو الموجات و متسلقو الأكتاف، ليس حبا بل شماتة، تقلب الاوراق بعناية للغوص في مستنقعات القضية، ينفخ في الكلمات الجرح بالكلمات الجافة، يخرج الصوت قاسيا كالمنشار.

-انت متهم بعرقلة المرور والتحريض والحاق خسائر مادية في ممتلكات عمومية ومقاومة رجال الامن

 كيف اعرقل المرور السيد القاضي وقد اعتقلوني في ساحة عمومية، ولم اخرب اية ممتلكات

 هذه اقوالك في المحضر موقع عليها

 الملف مطبوخ،لم اوقع عليه ولم اعترف ولم اصرح بارتكاب اية جنحة كل ما في الامر انني امارس حقوقي الدستورية في التظاهر والاحتجاج ضد الفساد.

تاه الملف بين التضييق على الحريات الفردية و تراجعات وانتهاكات حقوق الانسان في الوطن، اشتعل التراشق بين هيئة الدفاع وهيئة الحكم، صرخة التاريخ بين النظام والاحزاب التقدمية اطلقت من القمقم، صفحة الامس لم تطو رغم جبر الضرر الجماعي عن سنوات الرصاص، فرق كبير بين حاملي اللافتات والشعارات المدججين بحب الوطن و لصوص الوطن، استدعاء محرري المحضر المزور ضروري لتنوير العدالة، حركة تقايض الرياح في الجماجم المتكلسة، زفرة تطلق في هواء كريه، دخلت القضية سلسلة من التشويق ولي الاذرع، والحقوق في البلد ما تزال تركب ظهر سلحفاة، القاعة تغوص في الاجساد، في كل مرة يضرب القاضي بالمطرقة على قطعة خشب طلبا للهدوء، يهدد بإفراغ القاعة، كم هو طويل وشاق طريق النضال، سقطت في الدماغ وجهة نظر قيدوم الحقوقيين بالمدينة، التغيير لا يمكن تحقيقه من الخارج بل من الداخل، الشمس تشرق عابسة في جغرافيا الرفاق، جفت صنابير الثورة ضد الاستبداد والظلم في الصدور، اختفت وجوه انارت الدروب المظلمة، غيرت المبادئ والافكار وغاصت في الزحمة، الراس التي لا تدور جلمود صخر، سيحطه العمر قهرا من جندول النضال بلا ايادي ملوحة ولا حفلات التوديع، سنة الحياة.

ضجيج متقطع، روائح عطور تخنق المكان، سيارات فارهة متروكة في المراب، نساء مغلفات الراس والجسد، يدلفن الى القاعة المغطاة بالعاصمة، قدمن من مناطق مختلفة للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، اعتلت جيجي المنصة بعد اخذ ورد مع غريمة قديمة، افرشت وثيقة امام عينيها، القلق يسحل الخلايا والرماح تخترقها، الفضيحة على كل لسان، صورها العارية ما تزال محنطة في الهواتف، تنتظر شيطانا يمسحها بأوراق الجرائد القديمة، الافواه الحاقدة قد تتحول الى كماشات، تقيم سرادق للسحق والمحو، التدافع بين النساء حول المناصب يتحول الى شجارات عنيفة، النساء الجالسات عن يمينها ويسارها في المنصة تشتعل منهن خلايا الدم حرقة، مكانها ليس بينهن، لا مكان للساقطات بين العفيفات الشريفات الطاهرات، يخفن على شرفهن ان يلوث، تجر الآهة بخيوط رخوة وينام في الحوباء الظمأ، ستلقي كملة نساء المدينة وتنسحب خوفا من جلدة السياط، فالقتلة جاؤوا مبكرين هذا النهار، كانوا مندسين في البريد الالكتروني، يرسلون رسائل تهديد تسقط في افخاخ الريبة و النوايا الجاهزة للذبح، المرسلون اقرباء حرضتهم جهة معينة لقتلها رمزيا، بعد ايام خرجت من حقائب الدهشة ومن فلوات التوحش، الصبر مفتاح الفرج، المحجبات يلهثن بكلمات الحرية والعدالة، اليوم يوم عيد المرأة، لا باس من الخروج من انياب التقوقع والانغلاق، لا بأس من الانعتاق المؤقت من رواسب وحواجز الامس والمناداة بمحاربة العنف والتعدد، ليخرج الشيخ القابع في تلابيب الحجاب.

 مرحبا بالحضور الكريم في عيدكن العالمي ثامن مارس

كلمات تنثر الغبار في السماء، تلامس اوجاع الانثى في وطن تغلب عليه النزعة الذكورية،الذكر يقف حارسا للمخيلة، تختنق الانثى في غرف معقمة من الحب، في الليل تأكلها قشعريرة الاستحلام و لهف الجماع اللذيذ، طلبت من متدخلة الايجاز ربحا للوقت، فاضت القاعة بالتقريع وصيحات الاستهجان، هرج ولغط و صعلكة ورصاص طائش، فتحت جبهات واعطت الفرصة لصائدات الهفوات، الهدوء مقابل الانسحاب، لطمتها شتيمة نابية، آلاف الكلاب المسعورة تنبح في مهب التجريح، الخيانات الزوجية طبق دسم، يستهلك بشراهة حتى التخمة في المقاهي والادارات والمنازل وفي التنظيمات الحزبية، كل شارب من الكاس فهو بالضرورة حمار ومغفل، والحمار اكبر ضحية في قائمة الحيوان، تعلق عليه الاخطاء، حاضر في العراكات، في ملاعب الكرة، في الشتائم واذلال الاخر، مرت بجوار تلميذة متبرجة مطت شفتيها وبصقت في اتجاهها، ارتبكت جيجي وهي تصعد الادراج الى القسم، عشرات الحكم تبرنق الجدران اقواها (كاد المعلم ان يكون رسولا)،الرواق الطويل المؤدي الى الفصول الدراسية فارغ، لا يسمع سوى وقع الخطوات، فاضت العيون من الكراسي حين فتح الباب، دلفت منقبضة الاسارير، هدوء مريب يلف القسم، رفعت راسها الى السبورة، صفعتها كلمة (القحبة المحجبة) مطرزة بالإسبانية والانجليزية والفرنسية والامازيغية، شتت التفكير اندلاق وانسياب العبارات الجارحة في اللوح الاسود، انتابتها قشعريرة متصاعدة، حنطتها المفاجأة القاسية، اظلمت الدنيا من حولها،أبصرت كائنات غريبة تهبط من السقف، تنفتح مغارات لزجة تجدبها بقوة الى القاع، تتهاوى على الكرسي اشبه بكيس طحين، المكتب مليء بألفاظ نابية، ترقص الحروف امام الاعين المغمضة، تكشر في الوجه الشاحب، رسم لامرأة عارية ترفع رجلاها في الهواء ورجل اسود قوي البنية يقتحمها، رائحة عطنه تثقب الحواس، احداث متسارعة تسقط في الذاكرة، لطمها تراشق الامس في عيد القوارير بالعاصمة، النقاشات المتذبذبة حفرت الهوة بين عقارب الساعة، القاعة توشك على الانفجار من كثرة الصداع، طلبت من متدخلة بلطف بالإيجاز ربحا للوقت، ولجت دون ان تدري عش الدبابير، انهالت عليها الشتائم من كل جهة، النساء لسن على عجل، جئن للاحتفال وتقديم ملتمسات الى الحكومة، طالبنها بالنزول من المنصة والانسحاب، سمعت الشتيمة وسط الحشد، اغرورقت العيون بالدموع، حاولت النهوض لتتحكم في اللحظة رفضا للانهزام، لم تطاوعها الاقدام، ارادت ان تعيد الكرة بدون نتيجة، شق الهدوء الاخرس صوتا اشبه بصوت النهيق، انتشرت عدوى الضحك بين التلاميذ، ازداد منسوب القرف والاشمئزاز، مزقت تذكرة الاحترام في حقائب رؤوس احست بالعار، ارتفع الصراخ والعويل والضرب على الطاولات، أطلقت العنان لعدوى القهقهات، دمار هائل يهطل في الاشلاء، طردتهم خارج الفصل بمشقة الانفس، هرع المدير وحراس بوابات الخروج، انقشع الرعب عن صوتها المحشور بين الاسنان، لم يبق منها سوى جثة متكلسة، يقتحمها صوت التلاميذ مزمجرا.

 الحجاب ولقوالب...الدين الله غالب

استفاقت في المشفى، ربث على يديها بحنان نصحها بالراحة التامة، عرفت انها اصيبت بانهيار عصبي داخل القسم، زارها الزوج البقيق صحبة الابناء، في عينه الضيقة يكبر العتاب، لم تره مند اشهر، اشتبكا بالألفاظ، تراشقا بالتهم، لا محارب رفع بيارق الانتصار، تخشبت وتصلبت لغة التفاهم في الدماء، أنقطع حبل التواصل ورباط الدم، الحوارات المقتضبة تشعل فتيل الدمار، جمع هزائمه وغاص في زحمة الوقت، حاملا أثقالا من الانكسارات والخيبات، لم تبك ليلة عرس الرحيل و الفراق، دقت صفارة الاستيقاظ في الحوباء، اشتعلت كل الهواجس دفعة واحدة، في غرفة معتقلة برائحة اليود مهجورة من الحب، لم يزرها بنخمو اكتفى بالمكالمات الهاتفية ورسائل غرام.

الثانوية تغلي، تبقبق، تمزقها التطاحنات النقابية و السياسية المبطنة، تتغدى الضغينة من تناسل الاشاعة، جيجي تدير وكرا للدعارة للقاصرات، تتاجر في الرقيق الابيض للملتحين عبر الوطن، مطالب بكشف التلميذات المغرر بهن، تتأجج المشاعر ويكبر السخط، اباء يشتكون التصرف الاخرق للمدرسة، الشارع يطالب بالقصاص، الماركسي الاحمق يفرغ حمولته، يوزع البيانات ويهيئ لوقفات الاحتجاج، انقسمت هيئة التدريس لعدة فرق، المؤيدة والمعارضة و الممتنعة، المنددة والمتأسفة والمباركة، طبول الحرب تدق على الفساد، تتمطط الاسئلة في الشارع والازقة، ليس هناك تلاميذ فاشلين بل استاذة فاشلين، نافخوا الكير يزيدون الفحم في النار المشتعلة، يسبح منقبون بحثا عن لوثة اخرى، رعايا الفانوس يخافون من طلوع النهار على المزيد من الفضائح، المدينة تفور بالحاقدين والناقمين، السحابة لن تمر بهدوء كما يشتهي حراس معابد الايمان، لم تنفع جرعات المنوم المقتص من شجرة الزقوم. يسعى المدير وطاقم الادارة خلف الفاعلين في المدرسة، يثابرون لتعليق الجرس لا نهاء الوجع، الضغوطات كثيرة والمطارق اكثر، ركب التلاميذ مركبة النفي وعدم العلم بمن ارتكب خربشات الذم على السبورة في حق المدرسة، البحث مستمر عن الفاعل المجهول، بعد اسابيع من التقصي، سجلت الواقعة في دفاتر النسيان ضد مجهول، علقت على مشانق الاستسلام. صرخ الماركسي الاحمق عبر مكبر الصوت امام مقر الفانوس، مدججا بلافتات وصورة ايقونة النضال السياسي شي غيفارا، محاطا بدزينة من الوجوه المألوفة في المعارك النضالية.

 المحاكمة ضرورية... فيروس الظلامية يهدد اولادنا

في الراس تكبر الغصة، تطل الشتيمة من تفاحة المعاني وسط الادارة، يغرق البقيق في الارقام والمعاملات، لكل مطعم مدرسي تموين خاص، رشاوى من تحت المائدة، يدقق في كميات العدس و الفول والخضر و التوابل، اندبحت في الاعماق فراشات الشبق المثيرة، واجما متفرجا على مشاهد النكوص تكتسحه، تمزقه،يقضي ساعات الليل منزويا، ثاويا منقبضا على عتبة الدماغ، يغوص في بقايا الاسئلة يدحرجه التداعي المدبر في منعرجات اللانهائي، يتسكع صباح مساء بالسيارة بحثا عن السكينة، الخروج من عنق الزجاجة، يتجنب الزحمة والاحياء الاهلة التي تمضغ قضايا الخيانات الزوجية مضغا، في الادارة تلقى تعاطفا مغلفا زاد من منسوب الاهانة، لم يوقظ شمعة لتبديد الظلام، لم يبدد خوفا قابعا في العروق بالصراخ والبكاء، لم يثر على الزاني والزانية ويرفع عقيرته بالصياح، لم ينفض من على ظهره الديوث، حاوره برفق وسامحه في بعض المرات، التمس له الاعذار لان الزوجة تعاني خللا نفسيا، توقف على اطراف المدينة قرب مسكن طيني، فكر في مواجهة سلاح الفتك بصدر عاري، ديك يطارد ديكا اخر يتربص بالدجاجات، نفخ الريش وتضاعف حجمه، مدد العنق الى الامام، اصدر قرقرات تحذير، انقذ خمه من هجمات العدو المباغتة، يطوف في الخلاء والفيافي مترنحا في الفضيحة، باحثا عن لمسة سكينة و ضوء، الجسم مليء برائحة و اوشام الطعنات، يستحضر صور اعضاء حزب الفانوس السبعة واحدا واحدا، تجلى له الشيطان في الملامح المقنعة، يقف على ضفاف الفتنة، يوقظ حرب داحس والغبراء، ينعزف الخوف في ثنايا التردد، يخجل من المواجهة دفاعا عن العرض، ولد في حشائش الحيرة، شرب حتى الثمالة كؤوس الذل، ما قيمة الدخول في زوابع الطرقات، تنقذ الزوجة من لعبة الذئاب، من ترياق الكهولة تستمد الحكمة، يختار ابغض الحلال عند الله، يحس بشيء من الطمأنينة للقرار، لكنه الخاسر في الصفقة، التشرد يتهدده بعد عمر طويل من الشقاء، سيضيع نصيبه في البيت والاثاث، يقتص من اجره الشهري نفقة الاولاد، يغوص كثيرا في امواج الحيرة، يرمق السماء البعيدة، يركب السيارة ينطلق مسرعا الى وجهة مجهولة،يصرخ عاليا ضاربا المقود باليد، ترتطم الصرخة بالزجاج المغلق وتتلاشى تحت مقاعد السيارة.

 اولاد الكلاب...اولاد الكلاب...الفجرة

تتعافى جيجي من الصدمة، تدخل في فترة نقاهة بتعليمات الطبيب، تجعدت منها تقاسيم الوجه، غارت عيناها في المحاجر، نبتت في الجوانب دوائر سوداء، ما تزال على وطئ الصدمة، في عيون الزوار تبصر تجليات البقعة الموبوءة، تقرا الغمز في مجاملات الاخوات، تنبت الآهات وترفرف المواجع الخرساء، غابت عن اجتماعات عديدة للحزب والمدرسة، الماركسي الاحمق يطالب بتعويض جيجي فورا، الاباء ينشوون على نار هادئة، السنة البيضاء في المادة تهدد فلذات الاكباد.

في اليوم الثاني من مغادرة المشفى، نصبت الخيام وذبحت الخرفان، مول فلفول بمعية البرمائي مأدبة غذاء على شرف جيجي، حضر ممثلو المدينة يتقدمهم النوخو وفوفو حارسا مملكة سدوم، هجم صراصير الاعلام على الحفل، حفيان الراس وراقص الاعراس وذو الوجهين بدون استئذان، اندس كل من اشترى بطاقة مزورة من سوق المتلاشيات، ذو الوجهين اخر خريجي مدارس الصحافة الراكعة المتوالدة بالمدينة المخصية التي حكمها الجهلة والآبقين...،حشود غفيرة تواسي جيجي طريحة الفراش، انفقت الملايين، كله يهون في سبيل تماسك الاغلبية، تخلف عن الوليمة بنخمو الادرد بنبرته الكثيفة، والبقيق بجسمه العجيف، تليت الأمداح وخشعت النفوس لسماع آيات القران، دعوات بالشفاء واظرفة مالية، الرسول قبل الهدية، تغوص النفس اللجوجة في التعب، هربت من الالم لكنها لم تهرب من الحب المصلوب تحت سنابك خيول النزوات الجامحة، تغازل مشاهد تكبر بين شجيرات الخيال، ابتلعت الريق بصعوبة، انهمرت في الروح زفرات للحظات العناق فارتعشت،تزحف خنفساء الرغبة نحو السرير، يرتفع كرنفال النبضات، تلفظها على سكة الوحدة، تبتلعها كل يوم وتغطسها في كؤوس الجمر، انفض الجمع وعاد الهدوء، المكالمات الهاتفية لم تعد كافية، دعته ليلا الى اقتحام اسوار القلعة.

 ضروري تحضر في الليل محتاجة اليك.. سأنتظر

 حاضر

ازرار جسدها محشوة في فمه، الجدائل تستريح فوق الكتف، الأفخاذ التي تلوكها الالسنة تكون مشتهاة واكثر امتاعا، المغامرة تستهوي المتيمين بقطف الثمار من بساتين الاخرين، يلتقط في الليل موجات صوتها المتهدج، ظلال ممددة بحركات حراس الليل،نباح الكلاب غير بعيد، قطط ترعى في القمامة، الازقة معتمة مرمية على توابيت الخوف، الذاكرة منخورة بداء الاحتراس، وضع السيارة على بعد بضعة ازقة، ادار المفتاح في القفل ولج واحكم الاغلاق، هبت الشمس متوجهة في عيون الظلام، ذرفت حبات الدمع على وجنات الحرمان، شبع الحقل ارتواء من ينابيع الاقتحام والايلاج، ازهرت في الاشلاء ورود و رياحين وياسمين، قبل صلاة الفجر غادر متسللا، اتفقا على الخروج الى العلن، يواجها المجتمع والناس، الحب ليس جريمة.
على ارصفة الشوارع والازقة يزدهر الامتعاض، رؤوس مشتعلة تتحين الفرص لا يقاظ الغضب النائم في ذيول الفساد، الابواق تجد اكثر من عذر ليستمر النهب، الخراف في حظيرة المدينة تذبح نهارا امعانا في التركيع، اولي الامر وحوش بشرية، الله اوصى بإطاعة اولي الامر. ولد رقية يحمل حقيبة فلفول كبير المفسدين يدخلان الى المؤسسة، يلتحق بهما بنخمو مطأطأ الراس، العيون الفضولية تقطعه، تمزقه من وراء زجاج النوافذ.

 دعهم ينتقدون يسبحون في الهوامش نحن اسياد المدينة

 الوقت يتغير والشارع يغلي ومؤسسات حماية المال العام نشيطة

 نسرق بالقانون وفي حماية القانون

 احوالنا تبدلت... تثير الانتباه

 التجارة شطارة... السياسة شطارة

يتلفع بنخمو بالصمت، تتكلم المسام المتعرقة، في دواخله يصلي صلاة الاستخارة يدغدغ شحمة الاذن، ولد رقية يستعيد تاريخه في العطالة، طوال عقدين عد موظفا شبحا، غادر مقاعد التدريس عنوة في صحة جيدة، خلع وشاح التأنيب وتعفن منه الدماغ، الشهية منفتحة لأكل السحت و النهل من الحرام، يزني بالكلام، من شابه امه فما ظلم، ومن شبع ولبس من عرق الأفخاذ لا يمكن ان يعرف قيمة المسؤولية، يطير النقاش على جناحي صفقة الازبال، رائحة القمامة ازكمت انوف الناس، الماركسي الاحمق يحرض على الاحتجاج ومسيرة شعبية، تستطيب الجلسة وتدق طبول الانتباه، تنفرج الاسارير المطرزة بالخوف من يوم القيامة، يخطو النقاش سريعا في عقارب المبلغ، فلفول الاه الفساد يقسم الغنيمة بالتساوي، لكل فريق في الاغلبية نصيب،(استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) صرخ الحديث في جوف بنخمو، يستعيد ليلة الامس في احضان العشيقة جيجي، وقع فوق هضاب النهود تعويذة لاستزادة حرارة العشق، راقبا ولي النعمة يوقع الوثائق، يرسل ضحكات بين الفينة والاخرى، يمازح بعض الموظفين الموالين، يمضغان في حرج هزيمة تنصيب جاهل، منحرف، سكير، لكن الجاهل اكثر افادة، بفضله ترقوا اجتماعيا، زاروا مدنا اوربية وعربية، امتلكوا فيلات وشقق في الاحياء الراقية، اشتروا سيارات فارهة، الحقيقة تئن في حشرجات الانسلاخ، لا احد من اتباع الفانوس يتنفس خدمة الصالح العام، فلفول حقن السبعة اقزام بهرمون الانبطاح والخنوع، كثرة العليق تنسي مواقيت الركوع، نجحت دروس الترويض،استقلوا تباعا من الوضوء والسبحات، يركبون سيارة الشعب ذات الحرف الاحمر المسجى في اللوحات، يتفقدون بضعة اوراش، تزفيت،كهربة، جمع النفايات...ينعرج الحديث بين الثلاثة الى جيجي المستشارة.

 اسي بنخمو اش بغيتي بوحدة مزوجة راه لعيالات عطا الله

 واش انا لخاطري اسي فلفول راه القلب وما يريد

 مرات صاحبك... بثلاثة في حزب اسلامي زعما

 الحب لا يعرف لا حزب لا صاحبي وبالتالي تجاوزنا هذا النقاش

 انت تعرف

في ساحة المدرسة ترتفع الشعارات، تطالب باستقدام مدرس بديل، المدير يهرول في جميع الاتجاهات مصعوقا، فاجأته الرجة التي تهدد الكرسي، تلاميذ مستويات متعددة تشارك في الحراك، افرغت الحجرات جوفها، عدوى الانتفاضة ينتقل بسرعة كبيرة، كاميرات تحنط الشكل النضالي البريء، تردد اسم جيجي عاليا، الدراسة معطلة في مادة الاسبانية لأكثر من فصل، شهر من الانتظار الاجرب، الموسم الدراسي يحبو نحو الاشواط الاخيرة، أقل من شهرين وتغلق الابواب، الحلول الترقيعية والمهدئات لم تفلح، يكبر الغضب المتخمر في العقول، تتعالى صيحات الادانة والشجب، جيجي تجلب الخراب والدمار على اتباع الفانوس، يحضر المسؤول الكبير والاصغر، والاصغر من الاصغر، المدرسة ثكنة عسكرية حقيقية، تحضر سيارات الامن والعسكر، المقاربة الامنية من اركان الدولة البوليسية، القمع والزرواطة وسائل لتدبير الخلاف في المجتمعات المتخلفة، شعارات الحرية والتغيير بدون قيمة، القمع اولا، تم القمع ثانيا وتكسير الاضلاع، لا خيارات اخرى، الخوف من انتقال المعركة الى الشارع يرعد الفرائص، نواطير الادارة السادرة المتواطئة يطرقون باب الاستجداء من متزعمي التمرد، حمى الاحتجاج يطرق ساحات مدارس اخرى بفضل نفير شبكات التواصل، العالم يتحرك بكبسة زر، ولد رقية آكل السحت في قلب الحدث، اشهر موظف شبح في القطاع على المستوى الوطني، على الاستهتار يوبخ مسؤول التعليم من جهات عليا، تهديد ووعيد، تجهض الانتفاضة في المهد، يعود الهدوء الى الساحة، تعوض جيجي المصابة بوعكة صحية بمدرس استقدم من مؤسسة اخرى، يكلف ولد رقية بمهمة ادارية في الارياف.

 بدل تقديمه الى المجلس التأديبي يتم اعفاءه من التدريس

 لانه ممثل الشعب محمي بقوة التواطؤ النقابي

 الضحية اولا واخيرا اولاد الشعب

 من سيسمعك..؟

الماركسي الاحمق يغلي من الداخل، فشل عدة مرات في تحريك الشارع، لم ييأس من تصريف المواقف التقدمية والكونية، يؤمن بخيارات الشعوب في هزم الفساد والانعتاق من التبعية، الفجر قادم من رحم المعاناة والكوابيس، يثق في احلامه العراض في تحقيق دولة الحق والقانون، ما أفظع أن تعيش في وطن يدخلك متاهات تعقب لصوص وزناة الليل وتهرك كلابهم البشرية، بصوته الجهوري وجسمه النحيل، اصبح وجها معروفا، ماركة مسجلة، نصير قضايا المقهورين، ملجأ ضحايا العسف والقهر السلطوي، يبغض الاحزاب والنقابات، من ظلها خرج الحمير ينهقون في الاحياء والازقة والادارات، فتحوا المعابر والممرات للعدميين القادمين من كتب الانكحة والجهل والتخلف الفكري، يسرقون نهارا خزائن ونفائس الشعب، حولوا القانون الى اسياخ لحم واجواخ وقيان، في بيوت الله يصلون في ذيل النفاق، لا مكان معقم ينزوي فيه الحر من لطمة الخيانة، يصطدم مع ملتحي في نقاش هامشي بسبب العلاقات الجنسية الرضائية، تركه يمضغ سيرة الانبياء والرسل والغزوات، يستحضر صليل السيوف وقطع الرؤوس، سبي الجواري وتقسيم المغانم، اعتقد انه هزم الكافر الماثل امامه نافتا دخان السيجارة الرخيصة باشتهاء، حين انهى درس الوعظ والارشاد، اجابه بصوته الجهوري المخترق والمقتحم، لماذا لا يذهب الى الربع الخالي للعيش تيمنا بالسلف وترك التمدن والحضارة، شرب حليب النوق، التغوط والتبول في العراء، مسح المؤخرة بسعف النخيل..؟انفجرت الاسارير بالضحك، انسحب الملتحي متوترا يجر اذيال الخيبة متعودا بالله من الشياطين والابالسة والكفرة، السخرية اللاذعة اصعب سلاح لمواجهة الخصوم. الماركسي الاحمق واسمه في شهادة الميلاد اثري أغواغ يضع الخطط بمعية ما تبقى من الرفاق المبدئيين على قلتهم في زمن العهر السياسي، لنشر الوعي وهزم الظلام المكتسح للجامعات والمدارس، الظلامية ساهمت في انتشارها الدولة المفرخة لشعب اسلامية تافهة لا قيمة علمية لها سوى محاصرة المد التقدمي و التشويش على الفكر الحداثي وخلق جبهات للصراع، الماركسي الاحمق خبر السجون والمعتقلات والمخافر مرات عدة، ذاق ويلات المحاكمات الصورية، علق فوق مشانق تهم فضفاضة، في سبيل الرازحين على نتوءات الأمل المسجى في سبات الجحيم، مصر على ممارسة حقه في التعبير، على ازعاج شرذمة النصب والاحتيال من كهنة وحملة الابخرة وقطاع الطرق، ثمة قاطرة مليئة بالمفسدين تسكن في رئة المدينة، ثمة لصوص يختبؤون في جوارب الناس، هناك جائع ومريض منسي في مرافق اللامعنى.. هيأ الشعارات واللافتات، جهز بيانا ناريا يدين النهب والاختلاس، دعوة الساكنة للخروج في يوم غضب جماعي، لإخراس اوداج التدجين واذاعة المنافقين وتجار لوازم الدفن، هدم معابد ومساجد شيدت بالخرافة على اخاديد السهو، تمضغ فيها اضغاث احلام مزهرة في نعوش الناس مثل الأحاجي.

 اسي اثري راه انقرضو مناضلي اليسار

 فعلا... ولكن الفكر اليساري التقدمي لا يزال موجودا...لأنه يستمد قوته من التجارب الانسانية العالمية..

المدينة مذبوحة بلا سكاكين من قطعان الميمنة و الميسرة،لم يكن الله ابدا في الجوار، ولا في نيون تناطح الخير والشر، الناس تسافر مستسلمة في مواسم الغبار، بضعة قطرات من المطر رسمت لوحة طقوس الفساد، بالوعات تحولت الى نافورات، ازقة تغتسل بماء السيول المتدفق من ثقوب قنوات مهترئة،النفايات تكبس على المنازل، اضواء الشوارع مطفأة، اعمدة متآكلة تهدد حياة الراجلين، رشاوى في المكاتب برعاية بيادق الفانوس، حملة الشواهد يحتجون بحثا عن الحق في الحياة، عن صوت يستمع لصرخات الاقصاء، رجالات الامن يجتهدون في كسر شوكة الصمود، امام الادارة الاعلى للمدينة وقفات احتجاج يومية، باعة جائلون يقمعون فوق الارصفة، الاذان صماء والالسنة مقطوعة من المنبت، لا احد يقترب من مواقد المظالم، الغضب يسبح على مسافة الاهمال، الكل يراقب النكوص بهواء الامتعاض، يزحف من بطش السخرية ويولد ردات الفعل، بضعة اشهر على انعقاد دورة المجلس، ملفات كثيرة على طاولة النقاش، الاقزام السبعة يجتهدون في ترميم البكارة، اللقاء الاستئناسي اقيم في منزل جيجي، لم يحضر بنخمو والديوث البقيق، الاجواء مكهربة ومشحونة، تحتاج للمزيد من الوقت لتهدئة النفوس.

 علينا تجاوز هذه الازمة بجميع الطرق محطات مصيرية تنتظر الحزب

 لابد من مصالحة... والكرة في مرمى جيجي عليها ان تتصرف بحكمة

 ساحل الاشكال في اقرب وقت

البقيق في عيون جيجي كائن منتهي الصلاحية، ادى دوره التناسلي ان الاوان لتتفرغ الى هموم القلب، تعيش مشاعر الحب الجياشة، تخرج من نفق المثالية التخيلية، كشفت عورتها لعيون الغراب ونشرت غسيل القبلات، البهجة تذرف القطرات بين الأفخاذ، الاشتهاء والشبق المتأججة متورطة في هدم الذات، لن تظل هادئة لانغراس شجيرات الاحباط في الخلايا ارضاء للأخرين، يجب ان تنتهي حصص التدليك بالآيات والبخور والادعية، سيان لديها في انهيار معاقل الايمان والسلوك والاخلاق، لم تقطف من وردة التدين سوى الشحوب والموانع ولعنات الله المخبئة في الكتب المقدسة، يصرخ الليل يقض المضاجع، كل حكايات العفة والشرف والمعصية ترهيب، حان الوقت لتستبدل عظام متأكلة نخرت في زمن قاحل، لا تزرع في البستان نخلا ولا رمانا و لا ظلا، تمثال تعوي فيه العتمات يجلب الكوابيس، ترشق وهم الطهر بسلال الوطأ والدنس، الروح تائهة حيرى، البغايا اكثر شجاعة من القابعات في ثوب المحصنات، يعشن حرية الاختيار في السلوك والعادات، مطرقت الفكرة الدماغ حين شاهدت فتاة في كامل زينتها، تطلق شلال شعرها على الظهر، سحنتها متناسقة القسمات، طقطقات الكعب العالي والتنورة الضيقة يثيران الانتباه، تتلوى الاعناق تلثم في الهواء الانوثة الصاخبة، ابواق السيارات تثير العيون الوقحة، كلمات الغزل تطاردها، يقال ان الفتاة تتبرج وتتزين لتسمع كلمات الغزل واذا رجعت خاوية الوفاض تشعر بالضيق كان شيئا بها معيب، ما اجمل ان تمشي حرا من كل القيود، تتبع خفقات القلب اللجوج، تمزق العتمة الصامتة، يخرج الشيخ والفقيه من متون الاحاديث، يعود الجسد المساق قهرا الى المقصلة، تنمو الازهار والينابيع في اجساد النساء، تدلف الى المجلس اكثر عزما واصرارا على هزم اللوم وهمس الطعنات في المقل، والشياطين تقفز عبر التفاصيل، تسوق ربات الانتقام خائنة الأعين والسحنة والسطور والقلب الى المسلخ.

 عادت عبلة الى العمل تؤشر على وثائق الناس كان شيئا لم يكن

 واين عنترة...؟

 لربما مع البقيق سيستكمل دورة التخصيب

 كيدير ليهم التلقيح الاصطناعي

اشاحت بالوجه عن الضحكات المجلجلة الاتية من المكتب المقابل، عرفت انها في صلب المفرمة، الموظفات يمضغن سيرة الخطاءة صباح مساء، لا شيئ يسمم حياة المرأة سوى امرأة اخرى ناقمة وحاقدة، الصور العارية حاضرة في آلام الهدوء، تشخر في قيلولة الامتعاض. ابتلعت الاهانة واسرعت في دمغ الوثائق، الهاتف لا يكف عن الرنين، تمعن النظر في الشاشة وتضعه جانبا وتكتم الرنين، اينما حطت الرحال تعريها النظرات، في الشارع في المدرسة في الادارة، جيجي نجمة اغراء في عز الكبر، معصوبة العين واللسان والاحساس، في القلب تسكن تعويذة الهيام، عقول مهترئة تحكم الطلقات، الصبر يبدأ بالانهيار على موائد الانهزام، لا فكاك من قبضة الشتيمة والجفاء فاض في الاوردة، الى المسجد تدلف مضطربة، تصلي ركعتين لتصفيه الروح، للوصل تقيم ضريحا في الوجدان، في المخيلة المبعثرة يتراءى العشيق، بارتباك تعيد ترتيب الهزائم والانتصارات، ثمة نسوة محجبات في المسجد يصوبن السهام نحوها، في عيونهن تنفجر رصاصة (زانية) تنغرس اصابع في الجرح النابت على ضفاف الوجع، يحاكمن نبض القلب، تغرب الشمس عن الوجه الضامر، تسير في الشارع بدون اتجاه، لا تعرف من اية زاوية تاتي الريح المحملة بالغبار، فوق الظهر يستقر الف احتمال وكلمات مترعة بالدخان المر، رمقها ملتحون بلباسهم الشقي المستورد من الربع الخالي على مقربة من دكان الخضر، غيرا الطريق بسرعة، يرون فيها فاكهة قضمتها اسنان الشيطان، يحملون خناجر في صدورهم، القبور تفتح ابوابها المعتمة في الوجه، تبتلع اكوام من الضجر، كلمات تنتحر قبل الزحف خارج الحنجرة، نتوءات قاسية تنبت وراء الغياب، وحيدة في الرصيف الاخر، يتشكل الدمع في المآقي، يرن الهاتف فرحا يشتعل الراس يذوب القلق و الهواجس.

التقيا خارج المدينة في محطة بنزين، تبادلا القبل والعناق طويلا، ركنت سيارتها في زاوية مظلمة منعا للعيون المتلصصة، نفحا الحارس بعض الدراهم، استقلا سيارته وغاصا في الظلمة، عاد بنخمو الى بيته القديم في الارياف محملا بحقائب اللوعة، غادرا ارجوحة النفاق مؤقتا، في الطريق اشتكت من الهجمة الشرسة، صوت مجروح يفر من بحة الجسد، الليل يحيل على اشتهاء متجدد، على جنبات مسلك تحت ضوء القمر امتطى الفارس الهرم المهرة المسنة، يتبدد القلق المتكلس، تستعيد الاوراق الذابلة القها، تغادر الغربان بأسراب كثيرة الفضاء الرحب، يسقط اخوة واخوات من القش والنميمة، تمزقت براهين العقل وتهاوت صومعة الطقوس، هيث للثقب الاسود بين المنعرجات، المدفع ينسف زمنا من الطاعة وما في الجراب من حواجز، الخطيئة الملعونة نابتة في قاع الرحم حد التخمة، الحجاب غطاء لجمجمة بلا راس، تزدهر الابتسامات المنكسة وتمطر السحابات، تلاشت طوابير الناقمين والاعداء في شقشقات اللحظة وانسحب الوخز الملوث، تقيم صلاة الغائب لمواسم القحط والجفاف، الارض مخضبة برائحة السنابل والازهار البرية، اكوام الحشائش في كل مكان، يبتسم الوجهان للخلاء والهدوء، داسا على ضريح الوقت واكملا حرارة العناق، قبل ان يكملا الرحلة سحب السجادة، دون اغتسال اقاما الصلاة، حاصرهما البوح بعد الفجر، بنخمو يتعرض للتقريع من الزوجة والاهل، يفكر في هجر عش الزوجية، نفذت منه الحجج والمبررات، ما اصعب ان تعيش كل يوم نفس الاجواء وتلتقي نفس الوجوه.

 علي ضغوطات كثيرة من الحزب والاهل والاصدقاء

 نفس الشيء اتعرض له يوميا لكنني صامدة

 لابد من حل

- لنواجهم بالحقيقة.. الحب ليس جريمة

 الاجتماع الحزبي القادم سنحسم الامر...وفي امور كثيرة

الهواء الدافئ يطقطق السنابل في الحقول، طيور الدوري تهجم على الفدادين الممتدة على لمح البصر ترقص فوق الفزاعات، ناما حتى بعد الظهيرة، الهدوء يلف المكان، تمددت جيجي فوق السرير في عينيها فرح طفولي متحررة من الحجاب، بعض خصلات الشعر غزاها الشيب، تسترقُ النظر إلى الملامح في المرآة، لم يبق منها سوى صورة انثى تجعدت في تلابيب الظمأ، اطلت من النافذة، حدقت في الفضاء الاخضر الواسع، شجرات التفاح والليمون واللوز مزهرة، كرمة التفت على جدع نخلة والتحمتا في عناق ابدي، نشرت الاغصان المورقة في كل اتجاه، زيزان تصدر صفيرها معلنة عن اقتراب الصيف، نساء منهمكات في تنقية الحقول من الاعشاب الضارة، بنخمو يعتمر قبعة قش مصنوعة من نبات الدوم، يسحب دلوا مليئا بالماء من البئر، صرير الجرارة المعلقة في قطعة حديدية معقوفة لها وقع خاص في الاذن، ينهمك في سقي الشجرات المثمرة، سارت حافية الى مائدة الطعام شبه عارية، شاي وزبدة وخبز الشعير، صينية تورق عليها أزهار الشوق، تراجع الجفاف مند امس على خلجان الوجه، اضمحل الحزن والخوف دفعة واحدة، انتحرا على صخرة الكتف، الحب يسبح في الدورة الدموية، الاشلاء تستريح من لعبة الموعظة والادعية الصاخبة، يخر النهار وينهار فوق جثامين الساعات، تنحني لتودع قوافل الفرحة داخل المنزل، في الطريق نام الصمت وذاب في غابة الروح الموحشة، المدينة تستقبلهما بلسعات البرودة، الاضواء تقيئ ضوئها الخافت، الهدوء دخان يجيد الركض، ودعها في المحطة ملوحا باليد من نافذة السيارة، سقطت اللغة من صهوة المقل، لا شيئ يضمد داخلها جراح المسافات.

 مع السلامة

 مع السلامة

في البيت تستعيد قوة الاقتحام، القبضات الحديدية تلتف حول الجسم، شهقاته تفترس تضاريس الجسد، يشربان من النبع لإرواء العطش، صليا في ذيل النشوة وتنفست المفاتيح، شيع الخوف والفراغ بآلة الآهات في العمود الفقري، يخور الثور الهائج بين الخصيتين امام ابواب المغارة، يطلق الشهقة والرقصة الاخيرة، ما بين الصهيل القديم والجديد، من يوقد الافراح في الاشلاء لتبحر في بحر الشبق، تنخلع في ذروة الايلاج الاصفاد الثقيلة، تسمع زفراته في الغرفة المجاورة، لم تعد تطيق تواجده في البيت، ضاق على قمصان اللفظ وعلى ذيول الكلام،الهواء مضرج بالضجر حد الاختناق، في الصباح تكاشفا، باحت بما يختلج في شعاب الروح، انقطع حبل السرة،انكمش ملتاعا في اخاديد الغرغرة، يلمع الانكسار حين تفيض الكلمات بالقسوة، والدهشة تشاكس برعونة قديس الحكمة.

 لم يبق بيننا شيئ

 و ما مصير الاولاد...؟

 لم يعودوا صغارا..

 هل وصلت الى قرار نهائي

 نعم الطلاق الخيار المتبقي ويمكنك العيش في المنزل السفلي...احب بنخمو وسنرتبط عما قريب وعليك احترامه

تركله رياح الدهشة المرتجفة الى الشارع منتعلا وسام الهزيمة، خارجا من ثقوب الغدر، فوق الكتف تنام حرقة مهترئة، سكين يمزق الاحشاء ويكبر الصداع والطنين، في سجل الصمت يدون البقيق الطعنة، يمشي ممتطيا صهوة الحواس المهزومة، اخدت منه مفاتيح السيارة، تنسكب لوحة حياته في الدماغ،ي ستعيد صورا ولحظات منقوعة في قطرات الافراح والاتراح، عمرا طويلا يتفتت تحت وقع كلمة، ينهار العالم من حوله، متدثرا بعباءة الحسرة تخرج الوساوس تباعا من جيوب الجسد، ثلاثة دقائق كانت كافية لهدم عقود من العشرة، غصات في القلب وخواء مكثف، يبتلع الهزيمة، يضمحل اكثر،يتقوقع، يدخل راضيا في خميلة الهواجس، يتسكع بالدراجة في شبه غيبوبة، يطرق باب بندابة بحثا عن العزاء والسكينة، يطل المدرس المغشوش متجهما، تدب في نظراته كل اشكال الحقارة والحربائية، يبصق الخواء الفكري والمعرفي والقيمي، في دروب المسكنة والانبطاح تمرغ طمعا في بلوغ مقام الالمعيين، غريق تمسك بخنوع.

 الامر عادي جدا عليك النسيان والبحث عن امرأة اخرى

 في هذا العمر...؟

 لازلت في ريعان الشباب... وقوارير الفانوس كثيرات اختر ما شئت

 لم يسبق لي الدخول في مغامرة عاطفية

 لكل شيئ بداية.. جرب حتى تجد حضنا على المقاس والخير موجود في اللقاءات والندوات... اراضي تحتاج الى الحرث

 سأرى

 سأساعدك في البحث عن امرأة تليق بك

البقيق في ذمة من لا ذمة له...مهزوم لكن يرفض الهزيمة، يبحث عن نصر معنوي بالاستجارة بشخصيات مهزومة، يحلم بإنعاش شرنقة المستحيل، الحب ليس دراجة تصلح أعطابها، السعادة لا تدوم، اعاد في الدماغ تفاصيل حواره مع المدرس بندابة، تسائل ان كان سيثق في نصائح ووصايا من بنى شخصه بالتملق والتزلف والتطبيل والتزمير و الوشاية، ينظم ليالي الانس للشيوخ والفقهاء، ناقش اطروحة في علم المضمضة والاستنشاق، ضليع في الزحف على البطن، جاءه الجواب من عمق الاعماق (الفاشلون والانتهازيون يحكمون الوطن).
يتسكع بين البشر باحثا عن روح منكسرة تشبهه، في أزقة محفرة فوق جماجم الناس، عابر في خلجان المغص بلا رحمة. حاملا في القلب شهقة، في الحوباء طابورا من الالهة والملائكة ورجال دين بلحاهم الكثة عاطلين، متواطئين يصفقون بحرارة للخطيئة، باحثا عن معجزة طازجة لرتق المأساة، قادته قدماه الى منزل البصمة، اطل عليه من النافذة باسما، ادمته قسوة الحلول وزادت في تعفن الجرح، اغلق باب القلب بإحكام، تهطل الخسة من كل السماوات المكفهرة والمعطوبة، تكبر الغصة في عتمات الصمت، على حافات الغبن وتفاصيل الطعنة، حقا نساء الحزب كثيرات يحتجن الى الحرث، زوايا حزب الفانوس مؤثثة بدخان النسوة، التدين والايمان ليسا على ما يرام، ليس كل من التحى صار من المؤمنين.

تسحبه النفس اللجوجة المتورمة التعاريج والمتاهات، تدفعه الى طرق ابواب الاخوة للإحراج وابتلاع الحماقات ووضع دمغة على مؤخرة التفاهة، وحده الغارق في طين القيامة والجنة، ما عاد في الجسد مكان لخناجر اخرى، الموظف البصمة طريق طويلة للذل والمهانة، تتناثر الرعونة في الهواء، ترتعش الالفاظ في رحم الثرثرة فوق ارض بلا بوصلة، تنحدر الى الهلاك والظلمة، يلمع بوار الايمان وكساد المعرفة، تبرز تشوهات الفكر،تكبر شجرة العدم والرموس المنتشرة في الارواح، مذاق الكلمات المرة لا تزال عالقة في الفم.

 افعل ما يفعله الاخرون...

 ماذا...؟

 اربط علاقات غرامية وانتقل من زهرة الى زهرة.. عش حياتك يا اخي

 نفس الكلام سمعته

 صدقني انني احسدك نلت الحرية مبكرا...اتمنى ان اتحرر بدوري

فقاعات وضجيج، فوق الركح تؤدي دورا بائسا مرسوما بعناية في مسرح الحياة، راقصا فوق الشغف المتجدد للغريزة، تقضم في اشتهاء الثمرات المحرمة تحت عباءة الطقوس، باسم الآهات والحشرجات تسبح في اوردة القوارير، من الحصون المسورة بوصايا الأئمة وفتاوى الفقهاء الغارقة في الخديعة والمكر، طيور الابابيل تنمسخ الى خفافيش، النبي يخرج ممتطيا حزنه، يرتشف الغرابة متوعدا بيد مثقلة بالجراح اشباه مؤمنين يعصرون الخبث في الجماجم البريئة، الآيات والاحاديث تذبل في زاوية التقويم الاخرس،المسلم القابع في هياكل اتباع الفانوس يتوسد الأفخاذ ويتناكح، مكان حبات السبحة يعلق النهود، من تحت السرة يركض الهدير المخصب،يفيق في الصباح يستعرض الوجوه التي راها بالأمس، يلبس اقنعة تتناسب و الوقت، غازل في الحزب اول امرأة محجبة متقمصا رداء الشيخ الواعظ. تبادلا ارقام الهواتف، ومضى يستنبت من رماد السقطة قوافل تحمل فبروزات وكرنفالات ليغرس ابتسامة في اسارير الوجه الهارب من ارهاصات حارة في هضبات البوح.

يدخل بنخمو بشكل عادي الى بيت جيجي برضا البقيق، لم يعد يتسلل ليلا هربا من كاميرات الرصد، قرأت فاتحة الطلاق والزواج بحضور الشهود، ازدردت الاطعمة وتليت الادعية، استوت جيجي عروسا، غيمة ممطرة فوق السرير، باركها الزوج المسجى على الهزيع الأخير من الخذلان بعد حفلة صلح، تعانق مع الغريم، عناقا حارا وسلمه الوديعة في كهف الديوث على ناصية الفحشاء، كلام الفقيه يبتعد عن ملامسة الشرخ يكسو بالقرآن عورة الزنا، لفيف من المحجبات واللحي يحاولون تنظيف الهواء من الخطيئة بالأدعية المثخنة باللعنات، يرتقون رداء الفسق ينزلوه منزلة النزوة الفاضلة، يتفرس في وجوه يداهمها التدين بجرعات مخدر، وعظات الشيخ محشوة في النبضات، الكل يمارس اللعبة باثقتان، الكل يغرف في بركة النفاق، يهتفون للزيف والطقوس الخرساء، الاكذوبة تنسج فوق عقارب الآيات، تزيد في تلبد غشاوة الابصار، جيجي وبنخمو مصابان بحمى الزنا المدثر بجبة الشيخ الزنديق، يتجلى قبح الدين المضمخ بالسياسة، تميد خلية العصيان، يمطرهم في الخيال باللعنات، يستعطف الرب ان يسقط سقف الدار، تندك حفنة الدجالين، تمتم الآية الكريمة بدواخله بقرف وطأطأ الراس.

 الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة

الخلفوف تاجر الذبيحة السرية بوجهه المجذور مهووس بجمع المال، افتتح اكثر من دكان للجزارة واقتنى اراضي، يخاف من السنوات العجاف ان تطرق الابواب، دفعه يومئذ حين استنجد به الى اقتحام سراديب الشهوة والمتعة، غير النساء كما تغير الجوارب، لا تأخذك بهن شفقة ولا رحمة، الرجل ما زال على وطئ الاوجاع متعثر في عاصفة حنق وكره، يرى جميع النساء عاهرات، يغربل الكلام ويصغي للفوضى، تزكم الانف رائحة الجيفة في المجزرة العفنة، بقايا دماء،امعاء وقرون مرمية بدون اكتراث، روث البهائم في كل مكان، الذباب يستقبل الزوار بالطنين والعناق، ذبائح تساق للسلخ فوق الاوساخ، تجره رغبة التقيؤ من الحبال، افواج الشياطين تخرج من المسام، الحديث عن النساء يربكه يعيده الى الزمن القريب، الورم القديم الرابض في الانسجة يتقيح، المعنى في عنق الثرثرة يتعرى، الفاضلات تجعدن وخسئن وفقدن الاحترام،البركة الاسنة تحركت في الضلوع، الحريم ينام تحت الاظافر المتسخة.

 دير بحالي كل نهار وحدة كنهزها بالسيارة وكنعيش حياتي...مولات دراري راها في الدار..لا معجبهاش الحال الباب يا لحباب

 ما نقدرش ندير فحالك

 علاش مالك...؟

 والو غير ما شي طبيعتي

يطالعه وجه ولد رقية المستكرش،نبرات الصوت المتصنعة تحمل ظلالا الى هوة سحيقة، يرخي العنان للكلام المجاني، يسكبه في الغموض المريب، دائما في الجهة النقيض، تجرع مند زمان زعاف الحياة اللقيطة، تائه بين الهدى المزيف والضلالة، استنجد به ساعة اشهار الطلاق، شطر القضية الى نصفين، تصاعد اللفظ منه كالنحيب، انطفأت شعلة الخسة والدناءة، ولاح منه وميض الحنو والرأفة، شيئ ما غير سوي، ولد رقية معتكف مند عقدين في اكل السحت حتى اصيب بالتضخم، الشحاذة والتملق يلونان الاعضاء الناتئة، ابدا لن يتطهر من الافك والزور، يحمل عن استحقاق صفة ذو الوجهين، انسته نزوة اللغو فداحة فقدان الزوجة، تنعجن النظرات كبوح الليل في الانفاس، عرج به الى خميلة مواضيع متناطحة، يمضغ القرابين والاصنام والدماء، اشتكى من الزمن العجيف والشارع الذي لا يرحم، دافع عن فلفول ولي النعمة بوحشية، يصعد درج الخيانات ويبحث عن مهبط امن لمعانقة الارض ليفرغ حمولة من اوزار مدلهمة، على الجرح يرسم تخاريف الارواح النازفة، المرأة ضلع اعوج شر لابد منه، بين الكلمات تختفي الفخاخ، استطابت الجلسة وطالت في منزل ولد رقية المؤثث بالآتات الفاخر، افرغ براد الشاي وطار صحن حلوى، اقيمت صلاة العشاء على عجل، نادى على البنت البكر، في القلب براعيم للعشق، تتهادى على أكمام الخجل، تحدق بعيون اليفة، سنابل ريحان تهيج شرايين الروح، تسقط قطرات الطل على الصدر، تنزلق الرؤى وينشدخ المشهد، وولد رقية من القيم مغسول، الاوراق تكشفت تعلن الخيانة، (تبارك الله...الله يصلح) اية الكرسي المعلقة على الحائط تتلصص على تحرك تفاحة ادم، تنطوي اليمامة العذراء تنفلت خصلات الشعر الصهباء، جسد يتحرك خارج أسوار الفانوس، البنت اية في الجمال، تشبه الجدة رقية في الحركات والنظرات، تضع صحن المرق وحبات تفاح، طيور الشر حاضرة في الوليمة، اكرام الاعزب واجب اخلاقي، الافكار تتعثر والكلمات الملوثة بالخبث تحترق على الشفاه، تتهاطل الاحتمالات ويشرد عشق الانثى.

 مزيان ملي فكيتو الجرة باللتي هي احسن

 خوك غادي فجنب الحيط ما قاد على صداع

 لعيالات عطا الله

 بغينا المعقول

 ها بنتي شكون حيد لك...خصك غير تطلب

 البنت زوينة ما فيها ما يتعاب... خليني نفكر

الفقيه يتلو الادعية بسحنته العابرة للمجرات، مسور بربطة عنق حمراء، المقرئون يقمطون اجسادهم في جلابيب في لون بياض الثلج، ينثرون عبوات من الآيات المسيلة للدموع معبأة من دنان الالهة، وتمطر الاسماع جوقة حزينة من المنشدين، يستحم العريس في يم الوهم المسروج من ضبابية عقود النكاح، سر المشكاة المعلق في النفوس يتكشف، تتشابك الأصوات الخافتة والنظرات الملعلعة، غزوات العقل القضيبي بدأت، القنافذ النائمة تحت الجلد تحركت، البيت مخضب برائحة البخور واعواد الند، بنبثق سؤال وراء سؤال، لا احد يستطيع وقف الاستخفاف المبين المندلق على تركة الأنبياء الغائبين من افواه سماسرة الايمان.
الليل في اوله والاحاديث مثقلة بالرطوبة وقضمة ادم للتفاحة وقميص يوسف المقدود من دبر، العروس جيجي تملا على شرفها البطون، جالسة وسط سرب من الحدأ، مبلطة الارجل واليدين بالحناء، الكحل يقفز من العينين، محاطة بزوجات ولد رقية والبصمة وباقي النسوة، جيجي انشودة خارج مغزى الكلام، دقات الدفوف والغناء تطمس جميع الاصوات، تذوب الدبابيس المنغرسة في الحوباء مند شهور، تقرأ موجز الأخبار بارتياح من فم الزوجات، قريبا ستحمل للموقد المقدس بلا هودج،تمزق الانشوطة الماثلة في رؤوس الاعداء، في وجه الشرطي الاخير ستبصق.

 مبروك عليك...الله اكمل بخير

 بارك الله فيك يا اختي.. ان شاء الله احضر زواج ابنتيك

 ان شاء الله

يركع بنخمو لجسد متفسخ، يسرج ما تبقى من الخيول الهرمة، خلع المرأة العالقة في كتفه مند سنين، يتلو في السكون بعض الآيات ويجهر بالأخطاء، يستعيد لقاء الصلح مع البقيق، لاحت على الوجه الضامر دموع الانكسار، لم يبق امامه من خيارات سوى الاذعان، اما القبول او الطرد من البيت، اذا تكلمت الفروج عليك الاصغاء والتنفيذ، صدق الماركسي الاحمق،استدعاه بنخمو الى الادارة، جاء على عجل متسربلا بالحياء، اغلق باب المكتب وظلا يدردشان اكثر من ثلاثة ساعات، شربا كؤوس القهوة، استحضرا اللقاءات السياسية، تحدثا عن الدين والدنيا، عن النساء والامزجة المتقلبة، طافا طواف الاحرام والقبول في منعرجات الحياة القاسية، ركبا البراق ونزلا في كف رياح تمارس شهوتها في بيت الاخوة، اغتيل ما تبقى من حرارة الجو المكهرب، بايع منكسرا وانحنى يقدم التهاني، التضحية في سبيل التماسك الحزبي لا جدال فيه، افضال الحزب عليه كثيرة، ترقى وظيفيا واجتماعيا، حان الوقت ليقدم القربان من عرضه راضيا، طائعا، صاغرا، تعويذة تنشب الاظافر في الضمائر، يعود من شروده وتيهانه، تصفعه صورة ام الاولاد تستجديه امام عتبة الباب، اليرقات النابتة في الجمجمة اعلنت الرحيل من حب العوانس الطاعن في الهموم، تذكر اسماك السلمون الاحمر كيف تهاجر الاف الاميال في مواعيد محددة، لتضع البيض وتخصبه وتنتحر في اشتهاء لتستكمل دورة الحياة، لا يدري كيف سقطت الفكرة في الدماغ في فترة الانفعال والانقباض.

موعد انعقاد دورة المجلس على بعد ايام، الماركسي الاحمق يشحذ الهمم يفتح الجراحات، يطوف في الازقة والشوارع والاحياء، نافثا اللعنات والعتاب على تخاذل الساكنة، ناشرا فضائح الاقزام السبعة للفانوس على المسامع، القذارة تذوب في حلق النهار، الفقر يتكدس في الاحياء، رؤوس تحمل سقطة الاوهام في الاعماق تخزن بسمة الغد الجديد في النعوش،في الادارات يتمرس الجباة وحماة الفساد، المدينة نسيها الله وسكن فيها الظلام،يتشرد الاوفياء والأتقياء، والحالمون انسلخت وجوههم بالانتظار، الروح مربوطة بالأغلال، الكلام يخدش الكلام حين استفاق التذكر، تكبر الحلقة بالتائهين وعابري السبيل وعبدة الوهم، الاملاق ينمو حافيا في المآقي مخنوق بلغات الصمت والخوف، بالمناكب والأكتاف يتزاحمون، يبحثون عن نبي المعجزات يسند الاجساد الموشكة على التحلل، ينتظرون جسر متدفق من الجنة للارتواء من العطش، الاسئلة المستفزة تمزق ضفاف الاحلام والمعاني العابرة للسكون تختزل المسافات، الناس يتحدثون بحرقة وانين عن امجاد غابرة، اسماء ثقية نقية طواها النسيان، يشتكون من القراصنة والوحوش الذين يتناسلون في المدينة لم تنفع معهم حبوب منع التسلق، الاشباح والجراد يقضمون الاشياء الجميلة، والارض لن ترتوي بالغيمات العابرة والصرخات اليتيمة، الفجر يحتاج آلاف الشهقات للولادة، حان الوقت لدخول النفق الضوئي والرحيل من فضاءات العتمة.

 علينا تحمل المسؤولية في الاوضاع التي الت اليها المدينة

 ما ذا يجب ان نفعل....؟ لا نملك عصا سيدنا موسى

 لا نطلب هش الغنم وشق البحر والهرب الى بلاد الله الواسعة نبتغي محاصرة الفساد وفضح المفسدين الظلاميين المتخفين في ثياب الطهر والفضيلة.

 المشكل كبير يحتاج الى تعبئة شاملة

 نحن نعول على الشباب المتعلم والواعي لتمرير الرسالة والتواجد المكثف في الاجتماعات الرسمية... حال المدينة لا يسر نتواجد في الهامش في جميع المستويات

كل يوم يشعل القناديل الخافتة في الاحياء، اثارة المسكوت عنه في نقاشات اولي الامر، محاصرة المهرجين والمنافقين والدجالين، للنجاة من قيود اللامبالاة والاحباط يجتهد الماركسي الاحمق في مشاكسة حدود الفراغ والاستسلام المحنط في الرؤوس، يفتح النقاشات في المقاهي والادارات، من حمرة الارتكاسة والخطوات المترنحة فاض التهميش، لا شيئ تغير مند صعد بيادق الفانوس الى السدة، الناس تبتغي الفكاك من خطب التدليس وجرعات الاباطيل، الملتحي الذي يفرش الرصيف ببضعة طواقي واكياس وسبحات وعطور يقدم دروسا في الايمان، طافيا على فم الحشو واخطاء الفهم، تلتبس عليه الآيات والاحاديث يركع فوق بوصلات الزيف ويمج القبح راسه، على مرأى جهل يقطع وريد التنوير بسكين الظلام، يلتقي وجوها قديمة قرب المدارة الطرقية، تنبجس الينابيع القديمة، يهطل في دواخله مطر الذكريات دفعة واحدة، وسط الحلقة جمع من طلبة اليسار، تفرقع الكلمات المعلوفة والسمينة، تحترق لفافات التبغ الاسود، كانت لها نظرة عميقة وخصر يغري الكون، ملفوفة بعناية في الحجاب، ملاك محكوم عليه بالعيش وراء الاسوار خارج مدارة الزمن المتحضر، تقبل نفحات القرنفل والياسمين وتنحني اجلالا للفحة الهواء، في الخلايا تنضج وردة الجمال وتنمو بدرة الحب في دكة الجمجمة، في الطريق لاحقها واطلق العنان للكلام المتزن ليحظى بفرصة اهتمام، تلاقت العيون وفترت الشفاه عن ابتسامة، رات فيه خفة الصعاليك، ربما الشنفري وتأبط شرا تجري دمائهما المتمردة في عروقه، لكنه لم ينظم ابدا قصيدة من قيمة لامية العرب، ولم يكن عداء يقبض على الضباء بالركض،لمس فيها رفيدة الأسلمية والشفاء ونسيبة، واعترف ان جراحات القلب منه ترفض الاندمال.

 انت ماركسي احمق

 جميل الم يقولوا عن الرسول انه احمق ودجال وساحر...الشتيمة تجعلني في مصاف الانبياء...

تاتي كل صباح موردة كحبات الرمان، يعصرها في كؤوس فمه المبخر برائحة التبغ، ترتفع درجة الحرارة في الجسد الثلجي، ضربت لها موعدا اولي بين دفتي كتب الفلاسفة والمفكرين، تمقت لعبة التبرج الفاضح، تخاف من الطيف اللاهث في الظلمة، أفكار خرافية تعشعش في الراس الحالم، ايمان مطلق بالجنة والنار، تركها تلهو في الحديقة المشرعة لفكره، كل شيئ يهون في سبيل نباتات الحب الطرية، تستهين بالفلاسفة والمفكرين الملاحدة، جهنم تنتظرهم وبأس المصير، يفطر ويتغدى على بشاعة الاثم ويتلاشى في الدرك الاسفل من النار، ذاكرته تغرق في الغيب، مصر على قطف الاجاص والرمان من وسط الاشواك، طاردها الذئب المتوحش عدة شهور في غزوات، بدر، ووادي سفوان والعشيرة، لحق بها في الأرض الغاصة بالنبوءات، جرها الى حيث المطارق والمناجل وما يمنح الحرية اكثر لتحرر الذات، يخرج من التفاصيل منتصرا، الشجرة المكسوة بالخوف و التردد تسقط صريعة النزوة، توضأت بماء الحروف المنمقة، انبرى الخجل المترقرق متأوها على الفراش العتيق، صبره المثلوم بالانتظار يضيئ بعد معارك طاحنة، رمت الاسلحة والطقوس واستسلمت راضية، يمكن للمرأة ان تقاوم وتضع احصنة وحواجز لكن نداءات الجسد اقوى بكثير، الحلم ترعرع في مواطئ الصحاري القاحلة، الوقت يطير بسرعة كبيرة، الجلسة ممتعة مع اصدقاء الامس، شلال الذكريات لا يتوقف عن التدفق في الاوردة.

 نلتقي يوم دورة المجلس... لنتفرج على الرداءة والبذاءة والنفاق

 سنكون حاضرين ان شاء الله

في ساعة متأخرة من الليل يلتقي الماركسي الاحمق مع بنخمو داخل مقهى فلفلول كبير المفسدين، بارك الزواج السلفي لشيخ يبحث عن مداواة التصدع في الروح، لقضم الفروج لا حاجة للقيم والقوانين في مفكرة الملتحي، دعاه الى فنجاي شاي، لأنه ينقب عن الهفوات ومناطق الضعف لم يتردد في الجلوس الى قائد كتيبة الفانوس في مجلس المدينة، المحصن بدرع التراتبية من التجريح في الحزب , تجرنا وتسحلنا نصوص مطلسمة بالغيب إلى الوراء. يضيع في غابات التأويل الفج ويغرق في التماعات الظنون، الشاشة العملاقة تقيئ اخبار الرياضة والخير العميم الذي ضرب البلاد، يركز النظر في التلفاز، يمسح عشرات الزبائن من الجنسين، فتيات يدخنن علانية متلفعات بسعادة الكون، يثرثرن بدون انقطاع، هواتف لا تكف عن الرنين، صفقات الليالي الداعرة تعقد في الخلوي، الوسيطات في الدعارة في الطريق الى الانقراض، شبكات التواصل تسهل المهمات، حياتهن منحصرة في الاستمتاع بملذات الحياة، سهرات، سكر، تدخين، تشحيم الاماكن المقعرة. يمارسن حياتهن كما يشتهين، فوق القسمات يكبر التذمر، الكفرة يعلقون في المقصلات، يرتشف من كوب السائل الاسود، يرتب الردود على اطراف اللسان، في كلامه يأتي ضجيج الاسواق وحقائب مليئة بالدخان فوق منصة الفوضى، يرتجف سقف الحقيقة ويميد بالمراوغات في سماء الإجابات الهاربة، المجلس يسير بأكثر من لون سياسي، يغمس الواقع المريض بدخان الهشيم، ليستمر التحالف المربح خشية قطع العليق على الاقزام السبعة، الضفة الاخرى تبعد الذئاب الملتحية عن الاحتكاك بالناس وخدمة الصالح العام، بنخمو يعيش الوهم المخروم، يروض الاكاذيب ويبتها في هاتف الريح، بخورا عطنة يوزعها على موائد المقهى،اجساد تحنطه بنظرات القرف، وجهه اشبه بكهف مليء بالعظايا والخفافيش والسحالي، يرتفع صوته وينخفض، يقف على سور الكدر، يكرر الجمل والافكار والكلمات، زحمة من الفرقعات الفكرية تتغير بتغير المناخات، غض الطرف عن الثروة التي راكمها الاخوة، الصفقات تسيل اللعاب، جمعيات مفرخة ترعى في اموال الشعب، لم يبق للمرابين الجدد سوى الباس نساء الفانوس تنانير قصيرة ودعوتهن الى حفلة جنس جماعي.

 ماذا قدمتم للمدينة ما القيمة المضافة قرابة عقدين من الزمن...؟

 حزب الفانوس ضحية للحملات المغرضة على المستوى الوطني بسبب المرجعية الاسلامية...طبيعي ان يتعرض ممثلوه محليا للانتقاد الشديد من جهات متعددة..

 لم تجب عن السؤال...

 المسالة لا تحتاج الى توضيح وجدنا الفساد في المؤسسة وحاربناه وتراجعت بفضلنا معدلات الرشوة والابتزاز والزبونية والمحسوبية...

 من يتحالف مع الفساد وينصب فاسدا بشهاداتكم لا يمكنه ان يصلح.. الفساد برعايتكم تغول في المدينة وتقلصت مداخيل العديد من المرافق التابعة...الذي تغير فعلا ان فريق الفانوس ترقى اجتماعيا.

 الله وحده يعلم ما في الصدور

 دعنا من الميتافيزيقا...الواقع العفن ساهمتم فيه...ذبحتم المدينة من الوريد الى الوريد في سبيل الاثراء غير المشروع والكسب الحرام..

 اللهم اغفر للخطائين

 فعلا

طقوس بالية تحقن بالجهل الاوجاع الداخلية للملتحي، نساء مغلفات بالخرافة يعلقن خرق الحيض على النوافذ، بالماء الاجاج يغسلن الاجساد طلبا للجنة حين يعوي فيهن شيوخ الفضائيات، لعل الاوهام الراسخة مبسترة الصنع تستقيل من الجلود، فرق كبير بين الواقعية والمثالية، برنار شو محق في حكمته البليغة (لا تناقش عاشق ولا متعصب فالأول يحمل قلبا اعمى، و الثاني يحمل عقلا مغلق) لا جدوى من الجدال البيزنطي حين يراك الاخر الذي يعج دماغه بالندوب والكدمات عدوا محملا بالأحزمة الناسفة مدججا بالحقيقة لنفس قناعاته المزيفة حتى لا يخر على صخرة الشك، (طارت عنزة) ذلك جواب العقل المخروم الذي يرفض الانهزام، فريق الفانوس يكتظ نفاقا رهن حناجره وافكاره على رفوف الاستعطاء، اغتالتهم عنقاء الحاجة في الزمن النافق، راقب الماركسي الاحمق يغوص في الظلمة، اجرى مجموعة من الاتصالات عبر الهاتف، جمع الاوراق ورزمة المفاتيح، دفع ثمن كاس القهوة للنادل وغادر.

داخل مقر الفانوس يتقاطر الاقزام، يدلفون الواحد تلو الاخر، يظهر بنخمو وجيجي كتفا على الكتف،احتكاك يقشر عطش السنوات ويشتعل حطب الشهوة، على الحائط تشير عقارب الساعة الى السابعة مساء، يأخذون الاماكن في الطاولة المستديرة، ورائهم يجلس عشرات الاتباع من الطابور الثاني رجال ونساء، حراس المعبد، معلقون فوق اختام العبوس، رئات محشوة بالنفور تجهش بالسخط، تصحو الدماء على سقطات الاقزام المتدثرين بعباءة السير في طريق الله، تنفرط الفضائح كسنابل القمح المدعوكة في اليد، يوم الحساب الدنيوي بدأ، اللغط يرتفع ويكثر الرجم، ووعيد الهلاك المنقوع برائحة العنبر واليباب ينعق في أقاصي القاع، تحتشد الزلازل والاعاصير والرعود و البراكين، ينشوي الخطاؤون في فرن العتاب و اللوم، عيون تنغرز في العيون، تتعرى قطعة، قطعة تنجلي الذنوب المشتهاة، التقريع يحمل الى سماء الله، خازوق عظيم يرفعهم الى سرادق الجحيم، تصاب الافواه بالخرس والقشعريرة، الطلقات والطعنات تستقبل بصبر واناة، الغسيل الداخلي شيئ جميل، سد الثقوب في وجه الخصوم والعدو المتربص بالمتأسلم، المحطات السياسية المقبلة ستكون صعبة، رمى ولد رقية في وجههم وردة الامتيازات، عاتب الغاضبين على شحذ الخناجر والسكاكين، الوقت يحتاج الى تكاثف الجهود والاستعداد للمستقبل، توالت التخريجات والشطحات الهاربة، بندابة يشيد بتماسك الحزب في وجه الهزات منددا بحملات التشكيك والتهويش، انبرى البصمة في مدح منجزات ضبابية للمدينة الغارقة في التهميش والفقر، الحزب يعرف تمددا وانتشارا في الاحياء، رقص البقيق على الجراحات وبارك اللقاء ومخرجات التشاور، الخلفوف تاجر الذبيحة السرية ظل شاردا يبحلق في الصور المحنطة على الحائط للشيخ بنقدران، يفكر في اغراق السوق بالذبيحة السرية، تسمرت العيون على جيجي، اطلقت العنان لكحات متتالية تهبط من شرفة الذهول، تدحرج على خديها الخجل، ساد السكون لبرهة، افرشت امام عينيها الضيقة الشبيهة بعيني سمكة ورقة، قدمت اعتذارا مغلفا بالمسكنة، لترميم غشاء بكارة اخلاق تلطخت في لحظة ضعف، تسدل ستائر الاهداب على الورقة المدرجة بمداد الخلاص، تألمت كثيرا وتحملت اكثر، خانها اللغو واسندت الظهر للسوط والنهش،الايمان هطل بالأكاذيب وجيجي منهمكة في تطريز السذاجة، قفير الدبابير يغلي في الخلف، يرسل التجريح والتوبيخ والادانة (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) تفرقع الآية في الهواء، الثقة الزائدة تنثقب كفقاعة صابون، دبت همهمات القصاص في مفاصل القاعة، داهمتها صور كثيرة مرعبة، احست بغضب مهيض ومر، ترقص الوحوش الضارية داخل اوجار الشياطين، لا يعرفون سوى ايلام الروح وجلد حواء الطائشة، حين تسقط البقرة تكثر السكاكين، في السابق جيجي اشبه ببقرة هندوسية تقترب من التقديس، مات الاحترام ولم تعد قادرة على حمل النعش لترتفع عن صراط الالم،القاعة غارقة في وخز الشتيمة، ملامح الجد مفقودة، نظرة واحدة كانت كافية ليركض بنخمو بأنفه الافطس للنجدة. يضرب بيديه بقوة على الطاولة، مزقت الهواء وتمزقت، يعبس الشيخ بنقردان في الصورة، الساعة الحائطية توقفت عن التكتكة،تفرس في الوجوه واحدا تلو الاخر، رفع السبابة في الهواء، حركها كذيل هر جائع.

الخلفوف يفتر عن بسمة ماكرة، تمدد طوال عشرين سنة الى جانب توابيت النسوة، يغمز محجبة جالسة في المقاعد الخلفية، الاستجابة فورية، تنسكب ارادة الالهة لتروي عطش النساء القانطات، يخرج اشواقه الناتئة من جيوبه، يمضغ في صمت جسد المرأة القابعة في المخيلة.

 مرحبا... ادخلي البيت بيتك

 شكرا

 تصرفي بطريقة عادية جدا

ينفخ الحياة في اجساد تعاني الخسوف وينزع عنهن الحياء، نساء تحتجب وراء الطقوس والفضيلة خجلا من خناجر الاثم، متزوجات تكلسن في عقود النكاح، هاربات من غزوات العنة الى اوكار المتعة، حاملات مجاديف الشهوة في الاحواض، كل مرة يفتح الباب لأنثى تبحث عن الحب من وراء اشواك الايمان، يشعل نار المواقد المثقلة بالرماد،يطيح بتيجان الخصوم، الخلفوف تتساوى في وعيه المخروم الذبيحة والمرأة، كلاهما بحاجة الى الذبح والسلخ والتعليق، لا فرق بين البكر والمتزوجة والمطلقة، صكوك وتمائم توزع بالتساوي على القوارير، دائما في بحث عن عشبة تكون بردا وسلاما على البراكين النابتة في الاعماق، تعيد ولادة الصور المفعمة بالحياة، تنداح الطعنة القديمة الماثلة في الذاكرة، لم تسلم زوجات البصمة وولد رقية وبناته والبقيق من التخصيب، طاردهن الواحدة تلو الاخرى حتى اسقطهن في مشكاة الجحيم، لكل واحدة يسرق ذكرى، مهووس بجمع حمالات النهود ومناديل الرؤوس، اعجبه الهوس وسماه بين نفسه غنائم غزوات النكاح النضالي، ضرب موعدا لشابتين اصطادهن من ندوة داخلية، في اللقاءات الحزبية والندوات الفكرية، يكثر الحريم القادم من كل حدب وصوب، قبرات وحدأ تلهث مكتنزات الخدود، عن اصابع تواقة للاشتباك في محبرات القحط، يرمين عن الاجساد اثار الترهل والخوف من العنوسة، باسم الرب والملائكة وميثاق الفانوس ترتوي الاراضي القاحلة، لا موانع تعيد ترتيب خلجان الحرمان، كل ملتحي يبني للشهوة اكواخا من ثغر المحجبات، نصال ترقد في كحل العيون فتكتوي منها النظرات.

اتصل بالبقيق ليقيما ليلة داعرة، يهربه من زنازين التعذيب النفسي، حضر بعد اصرار شقي الى وكر الغرام خارج المدينة، رقص وقبل وعناق حار، قفاشات لا تبرح ما تحت الحزام، يركب الخلفوف ظهر انثاه، تتعالى الضحكات، شطبت مائدة العشاء،التهم ما لذ وطاب من لحم العجل المشوي وعصائر التفاح والبرتقال، اختلى كل واحد بالوعاء ليسكب فيه سر الحياة، وجده في الصباح متكورا في الردهة، تعطلت بداخله طاحونة الحياة بسبب المرأة، ما عاد يرى في الحقول غير اليباب، مرعوب من لحظات احتضان تخرجه من الوحشة، حين غادر جلس الى الشابة الغاضبة، انخرطا في حديث مطول، نشر غسيله على شفتيها وسافرا على اجنحة الكلام المباح.

 كيف كانت الليلة..

 غير طفا الضو غادر الغرفة وما رجعش... ما عرفت اشنو عندو

 ما عندو والو غير كيكره نعمة الله

يعيد تركيب اجزاء الصورة المخدوشة من لقاء الأمس، لاحت امامه جيجي متلعثمة مرتبكة حين هوجمت بقسوة وقرف وفظاظة، محاصرة من الجهات الاربع، الحلق ناشف، الايدي ترتعد و الوجه هرب عنه الدم، لأول مرة تتعرض لمحاكمة علانية، النهش قوي يزداد رعونة من الاخوة، دخل الجميع مملكة الصمت و التشفي، ينساب الصوت الاجش يزلزل القاعة، مزق ستائر الحنق والغضب، قطع حبل وريد الكلام الجارح، الاذعان سيقود الى فقدان دفة القيادة، الدبابير الجالسة على رصيف النار تنتظر الفرصة للانقضاض، طهر جيجي من بشاعة الهجوم، اطفأ القلاقل بالحزم والجدية،الزم الجميع بالإعراض عن نهش الاعراض وتداول المسائل الخاصة، خمن وقتئذ ان البقيق يستحق ان يشرب الغرباء من وعاء التفريغ والتفريخ خاصته، ينتهك عرضه، تحترق الارض من تحته ولا يتحرك، رجل فاقد للشخصية، تسائل ان كان اولاده من صلبه، الانسان يثق في الشياطين والابالسة ولا يثق في النساء.

الموسم الدراسي على وشك الانتهاء، تعود جيجي الى القسم محملة بالفرح والحذر مصحوبة بالمدير وبعض موظفي الادارة، السبورة عارية من الكتابات الجارحة، الهدوء يلف المكان، الوجوه الصغيرة تحمل علامات استفهام في رفرفة التنهيدات والكحات، تداهمها نظرات التلميذات المتفحصة الغارقة في اصناف التبرج، جلست على الكرسي بتؤدة، فتحت الكتاب وسألت عن الدرس الاخير، لم يأت الجواب، اعادت السؤال اكثر من مرة، شيء ما يركل وقت العودة، نبضات القلب تسحل على اطراف اللسان، ما تزال ملوحة الخطيئة جاثمة على المخيلات تغرق في براكين اللوم، الغياب والمرض لم يزح عن الانفس ضغائن الخصام ولم يندمل الجرح النازف، عقارب الساعة تبتلع الوقت يكبر الرفض، ولا علامات لنسيان رذيلة فاحت، تتجسد في الحروف والحركات،تتسمر في جدار الوقت عارية، تدفع في حواشي الجرح المزيد من المبارد، لا فائدة من محاكمة شمس الصمت وعدم الاستجابة، محارم تبلل روابي الهواء بالسعال، الوجه الطفولي لا يزال يزهر حنقا، الرسالة المشفرة واضحة، التلاميذ ينشدون رفضها في القسم وساحة المدرسة.

 انهم لا يتجاوبون...يرفضون ان ادرس لهم

 هذه مشكلة ولا نريد ان يستغل الامر لأثارة القلاقل في المدرسة والموسم الدراسي في نهايته.

 سنعيد المدرس السابق

 موافقة

صهيل كلمات الرفض يضاجع الفؤاد، تمشي الهوينى الى مطبخ الشعب محشورة بين سيقان المومس، تختفي كل الذكريات الجميلة، سكاكين الردة مزقت حمامات الصمود في وجه العواصف، فرق كبير بين زلة الرجل وزلة المرآة في الوطن العربي الاسلامي، زلة الرجل تدخل بسرعة دائرة النسيان، زلة المرآة تظل تطاردها طيلة حياتها حتى مماتها، لان المرآة من منظور مجتمعي تاتي في مرتبة ادنى، وحيدة تتأبط خوذة المحارب، عبر النوافذ عشرات العيون تعريها، تشحذ السواطير من دمها النازف على رجفة الهوى، ارتبكت من شدة اللسع والمضغ النابت في المكاتب الدبقة الاستفزازية، المكتب بارد وملفات كثيرة تحتاج الى الدمغ، اطلت عليها الموظفة الشابة تغالب الضحك المدسوس في ثنايا القفاشات، ينابيع التهكم مخبأة تحت التلميحات، تسافر الغصات المخنوقة هربا من الزوبعة الهوجاء،تندك مملكة القلب وتخرج مفجوعة من دهاليز الكبرياء، تشدها الضحكات القادمة من قريب الى أعشاش الاستهزاء، سياط تنزل على جسد الزانية، يدلف فلفول كبير المفسدين مقوس الظهر، يلحق به ولد رقية والنوخو، تنفست الصعداء وانسحب الغمز من مشرحة التقطيع.

 العروسة جيجي راها جات الحنة ما زالة في اليدين والرجلين

 طلقو لينا شي زغرودة

 اويلي راه فلفول هنا معاه لكليبات ديالو

 شكون فيهم...؟ راه لكلاب كثار فهاد الادارة

 النوخو وولد رقية..

 هدري غير بشوية راه لحيوط عندها الودنين

جباه مقطبة تشدها إلى جب المعصية، موزعون على الكراسي السوداء، يثرثرون بدون انقطاع، تطل جيجي من الباب الموارب تحتضن رزم الاوراق، وجه فلفول المجعد يصرخ من التبرج، بقايا دهان ابيض يرتاح تحت النواصي، تأخذ مكانا لها بين الثلاثة، بداخلها يتقوس العناد، النوخو اشبه بغانية تكسرت في حوضها قيود العنة، يعانق الاخرين بعطر نسائي، ولد رقية يتمسح بفلفول بمسكنة، ممتطيا سنان احرف مغمسة في دنان الخبث، يخربش على قشرة الموز أبجدية النفاق لولي النعمة المسربل بالجهل، تذكرة الدجال الى الطبطبات والعطف، تحضر التقارير المضببة عن المدينة، موظفون يساقون الى المقصلة، مقاولون يرفضون الدفع، عمال يتقاعسون في العمل، مرافق تعاني الغيابات غير المبررة، تظلمات الناس تكاثرت، المدينة معروضة في سوق المزاد، رغيفا في مائدة الغرباء الجوعى، يصل فوفو على عجل متعرقا، يرى نفسه خارج المكان، في ضريح الصمت يدس قنابل مسيلة للشحاذة، يفرقع منه حرف الراء المدغومة، ناثرا الغبار في طنجرة تطبخ في سرية بدون علم، يتبعه بندابة وبنخمو والبصمة، يكثر اللغو بين مواعظ المنحرفين واراجيز الملتحين، صور الرؤساء السابقين المعلقة على الجدران تعبس في الوجوه الطاعنة في النهب والاختلاس، بين الأمس و اليوم ركام من الفساد، كائنات تنتعل كرامة مزيفة لتتسول تأشيرة العطف من فلفول حارس مملكة أدومة، لا يهم ان تكون لك كرامة وضمير ما دام ليس معك مال، المدينة مقتولة فوق سرير الشواذ والذئاب وبعض الذباب، يستوي فيها الذين يعلمون والذين لا يعلمون، ولن تستفيق من صعقة وحفلات الحلب وزحف الجراد، يقف الصحناوي وسط القاعة يستفسر عن فحوى *الجماع*، تلطمه الضحكات والقهقهات العالية، ممثل الساكنة لا يفرق بين الجماع والاجتماع، لم يغضب رغم النكاية والشماتة، امتهن سابقا مهن وضيعة، انتقل من حوذي العربة ينقل الازبال الى حوذي يدبر مصالح الشعب، عدم التوصل بالنصيب من الصفقات يغضبه ويؤلمه، صدق الماركسي الاحمق حين صرخ ذات وقفة احتجاجية عبر مكبر الصوت (المدينة اشبه بحظيرة واقرب الى مائدة قمار يرتزق منها سياسيون فاشلون اقسى من قطاع الطرق)، الموظف مقوس الظهر متخشع بجانب فلفول الجالس يقلب الاوراق، تخشع لا يؤديه في المساجد تقربا من الله، يرشده الى حيث يوقع الوثائق الادارية.

 كلكم معروضين لوليمة عشاء في منزلي

 المناسبة...؟

 الدورة قريبة ومشروع جدول الاعمال فيه نقط مهمة خصنا نتفقو عليه كيف العادة عاد نجيو نعرضوه للتصويت..

 كاين شي زرورة ولا غادي دير لينا الفاتحة ونبينا عليه السلام

 واش عمرنا ضيعنا حق شي واحد من الاغلبية...؟

 ابدا

 سي بنخمو انت ولعروسة الكادو ديالكم موجود

تعلو الضحكات والقهقهات، تتسلل عنوة الى المكاتب ودورة المياه، تبصق الادارة الكائنات الهلامية المنتهية الصلاحية التي تجر الساكنة الى سراديب العفن، اجهزة الرصد البشري ما تزال عالقة في النوافذ، فلفول ضليع في تحريك الدمى الملتحية المترنحة والكراكيز الطيعة المنقادة، حاملو الشهادات يتحولون الى اقزام يزحفون الى خم فلفول حيث الدجاجة تبيض ذهبا، الشهادات العلمية في الزمن العجيف لا تصلح سوى لمسح الاحذية وزجاج السيارات وواجهات المحلات، فوفو الفارع الطول الثخين، البارز المؤخرة، يلبس سترة التمرد كلما اقتربت الدورة، وفي الدورات ينتعش المرتزقة والشحاذون، الصوت مقابل المال والامتيازات، وسط جمع من الناس، يهدد،يتوعد يخدش الهواء بالفرقعات الفارغة، مصطحبا جوعا ودملا متقيحا في السافلة تتسرب منه الاوجاع المترسبة، الموروثة من مملكة سدوم، في حاجة لقد قميص من دبر، تلقي البارود البشري لكي يستوي واقفا، حكى الماركسي الاحمق ان فوفو الخردة والمزبلة من بقايا الاحزاب العفنة، قضى زهاء ثلاثة عقود في المجلس طاف على جل الاحزاب حاضنا ومتأبطا الانحراف يغمسه بروائح انثوية، يمضي في الدنيا بدون هدف، مدمن التسكع في خاصرة الأيام نحو المجهول، مولوع بالإنصات لخشخشة الأوراق عند العد كعاهرة عريضة الارداف، يعوي مع الذئاب و يزحف مع الديدان و الجعلان ومع الذي يبيع بثمن بخس،اشتبك في عراك كلامي مع احد ممثلي الشعب داخل القاعة، نشر غسيل الانحراف بوقاحة، اسماء تسجد للمناطق التي لا تراها العين، قبض ذات انحطاط على دار الايتام، خبأ تحت وسادات النزلاء نهرا هائجا من النزوات تتمخض عن الطيش والشبق، في الليل يفترش كما يفترش الحصير، وفي الافتراش يبحث عن الحقيقة الضائعة في ملفات الناس، مخادع تشتعل بحملات التلقيح،الظلام يفتح شهية الارتواء من حشفة الشاب البتول، يرتفع المد والجزر يزدحم الوطأ، ما بين السلالم وطيات الجدران، رائحة الشواء والفواكه ممزوجة بلعاب الجياع، الارض قاحلة عطشى لا ترتوي، تشهق الآهات في مصارين الخوف والارخبيلات العفنة والشقوق المعتمة. الشيب غزاه والظمأ في العروق يقسو، جوقة عازفي المزامير طيعة كل ليلة تحفر في جرح القاع، لإطفاء جذوة الوباء والصحو من الغمة ليطرب المنحرف، تخرج الاقاويل متقيحة تقطر بالسخط، الخوف على فلدات الاكباد يكبر.

 تشوهات دار الاطفال... يمارس فيها اللواط

 اعوذ بالله من غضب الله

انتهت الليالي الملاح، وجبات المرق الدسمة المبللة بالشهوة والآهات والاسرة الحارة المضاءة بالمحرم عبرت من ثقب الباب، وتجاعيد العجوز النائحة استوطنت الغرف، المخبر يحوم على الدار يدس الانف،ينبش،يتلصص، لاعتقال الفاعل بالجرم المعلوم، يخربش في المفكرة لوثة من سطور، انجلى صوت الاله، ترك فوفو السفينة المصنوعة من الخواء، ينقل هوس الانحراف الى الادارة،الوباء لا يزال يمطر غيمة في الرأس،في المكتب احضر مطارف وحشايا ووسادات واحكم اغلاق الابواب.

عقد لقاء على عجل لما تبقى من هيئات مدنية مستقلة داخل فضاء عمومي، ارتفع اللغط والضجيج، الوطن اصبح فوضويا جدا مع تراجع الفكر المتقدم وسيطرة اشباه المثقفين على الساحة، كل واحد يغرد بالتفاهة حسب هواه، انحرف النقاش الى الهوامش، السباحة ضد التيار تقليعة، رؤوس قابعة في السنوات بين الانسلاخ والارتباك من الضمير عراة، المدينة حافلة بوليمة تمزق فكري ذات اسهال سياسي، الصحو مفجوع بصعود الخفافيش الى الركح و الظلام يكبس على قوس قزح، ايقونة النضال لم تعد معلقة على صدر الاحرار، و الانسان المبدئي بنى خيمة في مخفر الشرطة واخرون غرقى في حانة الفشل، ظلال الاقزام كبرت مع افول النضال الجماهيري، الشمعة التي اشعلها المناضل الاخير لا نارة الطرقات اكتشفت بعد فوات الاوان انها التحمت مع خيط كان سببا في فنائها، الماركسي الاحمق لا زال يؤمن بثورة الفكر، امتشق الكلام بنبرة التذمر، حضر الوطن والمدينة في مائدة ضجيج الانشطارات، سافرا مع اجمات الأحلام، نفخ بقوة في صفارات الاستيقاظ واسقطت بعض من الغشاوة، يعم الهدوء المشوب الحذر، تشرئب الرؤوس الى الواقف على لهيب الفضح، يلقي جمرات الخيبة في عرض الاسترزاق وخنق الكادحين، ملايير تهدر على الزفت والبلاهة، سفريات وهديا، تعويضات خيالية لخدمات معتوهة، الامكنة انشوت من شظايا الخيانة وترياق النهب والاختلاس، وجوه تغير المواقف مع كل نفحة دسمة، زمن التناضل المخزي يدب في اشلاء المدينة، الادمغة المتمترسة في خنادق الالتزام اصيبت بالتعب، هجمات الباعوض والبق يفسد باللسع القضية، شعارات مبتذلة ترقص على كعب العنوسة في نعي الانهزام، رائحة دخان السجائر تحرث المكان، يقترب الاتفاق فتتمخض في باب الوقت الف ورم تعيده الى البداية،اللاقط يدار صوب السلطات، الافكار تخترق الاتجاهات، تقرع الاجراس المنسية في زمن تسلق الاحتضار، الكل ينشر على منشرة الفهم غسيله، يستدعى القول المهادن على تيجان الاهمية، هياكل لها باع طويل في بعثرة اناشيد الحرية.

 المدينة تغرق في الفساد صفقات بالملايير لتزفيت الازقة والصباغة والتهيئة المجالية، تفوت لشركات مشبوهة واغراق المؤسسة في الديون، علينا ان نفضح الفساد ونوقف المهزلة

 نحن على استعداد للمشاركة في تنظيم اشكال احتجاجية يوم انعقاد الدورة

 لا يجب ان نربط مطالب العدالة الاجتماعية بالمناسبات بل علينا ان نشكل جبهة للدفاع عن المصالح العامة

 نرى ان لجنة موسعة تمثل جميع الحساسيات السياسية اصبح مطلبا ملحا.

 نتمنى ان تكون من الفعاليات المستقلة والمؤمنة بالإصلاح والتغيير ولها غيرة على تنمية المدينة

ينفض الاجتماع في ساعات متأخرة من الليل، مرت جحافل العسس فكانت اجنة الهلع تنزل من رحم القافلة، تنطق بشهادة التوبة من حب المدينة خوفا من الادمان، تحاصر المكان دورية استخبارات الامنيات،ألقت القبض على حفنة الجواسيس متلبسين بالتناضل وافرغت جيوبهم من فاكهة التمرد، تقطع الالسنة بمقص بستاني عجوز، اسماء شطبت من قائمة الحلم ككل مرة، اخرون يركضون في اراجيح السهو واللامبالاة،يتضرعون بالواهي من الكلام، الترويض والتطويع سيد الأمكنة يفتك بخلايا الخصوبة في زهرة الاحتجاج، لا احد ينشد الافق الجديد سوى المكتوون بحب الارض والناس، القابضون على جمرة الهلاك حبا في الرقي، ساحات الحراك غربال للمعادن النفيسة والمغشوشة، تستكمل مخرجات اسباب النزول في المقهى المقابلة لمنزل فلفول كبير المفسدين.

 تصبحون على وطن يتسع للجميع

سيارات الاقزام السبعة رابضة في الزقاق، اول الواصلين الى الوليمة، في الباب يقف النوخو يلقي على معشر ضيوف النزوات نفس المواويل، يكنس الهواء بدخان السيجارة الشقراء، يجلس فلفول ساهما يمضغ زفرات الغد تحت اظرفة تذيب علامات الرفض، يستدرج الاوباش إلى حظائر الخنوع، للمتعلم يلقن طقوس الانحناء لأولياء النعم، بنخمو يشبك اصابعه بأصابع جيجي، جالسين عراة من حجاب العفة، يتهامسان يرتبان قبلات الشبق لتغطس في دلاء الشهوة، بندابة يلقي المواعظ في حضرة البصمة وولد رقية والبقيق، في عري الحياة يفتي، يقيمون الصلاة على جنازة مدينة بقيت سنوات في درج الاحتياط، على مقربة انفرد الخلفوف بفوفو المتمدد على البطن متوسدا ذراعيه مترعا بمواعيد اللواط، الخلفوف يستعرض اثمان البقر والخرفان، لاعنا السوق الذي يتحكم فيه الهواة، النوادل يطوفون على الضيوف يقدمون كؤوس الشاي المنعنع، تصل باقي المجموعة متلفعة بقشعريرة الارشاء، بينهم عشرات الاصنام يميلون حيث يكثر العليق (وجوههم للورى عظات لكن اقفاؤهم طبول) رحم الله ابن الرومي، استنبتوا في احشاء الادارة ضد ارادة الناس، تجادل الخيال عن سعر التصويت على جدول الاعمال، السعر مصلوب في زحمة الآخذ والرد، صحون المرق المسيج بالدجاج، و الخرفان المشوية واطباق السمك تنفي الكلام، لا يسمع سوى اصوات المضغ وهدير التجشئات، فلفول لا يكف عن الثرثرة واصدار الاوامر للنوادل، تأخذه نشوة اذلال الاخر الى تخوم الاسترقاق وارهاب الغريم، كلما اشتد التمرد على اوتار الانصياع و كثر الهرب الى معسكرات الرفض.

 مرحبا بكم الدار داركم

 الله ابارك فيك اسي فلفول

الصحناوي يبلع الطعام بدون مضغ، لا يكف عن مسح القاعة الفسيحة بالنظرات، البرمائي يعاني من قرحة المعدة، امتنع عن الاكل الدسم، قضم نصف تفاحة واجاصة،يتفرس في الوجوه بغرابة مندسا في حفلة الخرس،النوخو لا يكف عن الاحتكاك بالضيوف، ينط من مائدة الى اخرى، يجلد السامعين بالتفاهة، بداخله ينهض الجرح القديم المثقل بلواعج النساء، ينحني راضيا الى المدافع المحشوة بالماء اللزج ليحمم الثقب النابت في الجسد، مرهون للقضايا الخاسرة، مصفد ككلب اجرب الى رسن الوقاحة، في المائدة القريبة من الباب تحلق بعض صراصير الاعلام، حفيان الراس وراقص الاعراس وبقية القطط الضالة، خريجو مدارس الشحاذة والتسول والتملق، هياكل ملطخة بالندبات، تركب قاطرة تحركها هلوسات الغباء، يبتلعون الاطعمة المجانية بشراهة، بدأوا في سحب الاكياس وحشوها ببقايا الطعام و الفواكه، جاؤوا جميعا من كهوف البؤس والاملاق وركعوا للنفايات، دخلوا صاغرين الى قبة الولاء، عفروا الجباه بالمسنكة والمذلة، قاذورات مستريحة على جثة المدينة، الكلمة الحرة صارت في ايدي الاجلاف.

 زردة هذي واش من زردة

 الله اكثر المناسبات ديال الرعي المجاني

 هذا غير حقنا كنكلوه راه ما كيجود علينا حد

تفرغ المشروبات الغازية، يطوف النوادل بالمغسلات على الموائد، الصابون المعطر والمناشف على الاكتاف، يكنس بقايا الطعام بخفة، توزع محارم مضمخة بالعطور، غمزة من فلفول تحمل مكرا شنيعا، انتفض النوخو من مكانه، فلفول سليل عائلة خائنة تعاونت مع الاستعمار ضد الوطنيين الاحرار، يحمل جينات الخيانة فالأب سطا على صندوق اعانات المقاومة واختبأ في المدينة يتاجر في التوابل والعطور وادوات النساء على ظهر دابة في الارياف، عائلة من شيمها اللؤم، تعرض فلفول للاغتصاب في سن مبكرة، اصبح مدمنا على الانبطاح على البطن والاستلذاذ بالايلاج واستقبال ماء يخرج من بين الصلب والترائب، تزوج مرة ليبعثر صور الانحراف، ضبطته الزوجة في اوضاع شاذة من رجل اسود، تطلقا وهاجر الى بلاد الحرية، وجد في المرحاض منحيا على الركب يستسقى لتسكين غريزة الادمان، عاد بعد سنوات من الغربة حاملا الجرح في اسفل الظهر، ترشح اكثر من مرة للانتخابات وانهرم، بفضل الانفتاح السياسي في الوطن، نسج علاقات مع رجالات السلطة الفاسدين اشترى الذمم وتكللت محاولاته بالنجاح.

لا يؤمن بالمعرفة والعلم، غادر مبكرا مقاعد الدراسة، تحركه نزعات تدميرية ميممة من شطآن اوجاع الأمس، يتبع سياسة جوع كلبك يتبعك مغلفة بحواشي التركيع، يمتهن تقطير الاهانة لتلجيم ألسنة المناوئين على قلتهم، كلما شعر بالكرسي ينزلق من تحت السافلة، يفتح حافظة النقود، والمقل مصابة بالرمد مزكومة بأكسير المذلة، فوفو يستحضر تواريخ المدينة المنكوبة، اسماء غيبها الموت في صمت واخرى في الطريق، يرسل الاشارات الى ولي النعمة لكي يجزل العطاء، يضع في الحسبان الدنيا الزائلة، لن يحمل معه الى الدار الاخرى الثروة والجاه والنفوذ، البقيق يشد وثاق عزلته، يتهامس كشابة انجبت في سرية لقيطا، يرمق بأسف شديد الى من سدد الى القلب طعنات الغدر، المؤذن يعلن صلاة العصر الصوت المندلق من المكبر يطمس جميع الاصوات، تلوي عنق الاقزام السبعة نظرات الاستهزاء، تظهر فوق الجباه شوارع الإفلاس، يطلق فوفو رصاصة في الهواء،

 وقت الصلاة هذا شكون موضي

 سير تصلي وسكتنا..عرضت عليكم باش نتفاهمو على الغد ماشي باش تردو ليا الدار زاوية..لي باغي اصلي يمشي للجامع

يستفرد النوخو بالصراصير المندسة في السلطة الرابعة، الكتبة يبحرون عراة بأقلامهم الصداة في بحر الالهاء، ينسحبون في هدوء محملين بالطعام والاوراق الزرقاء، رزق النهار في الجيب، يقبلون راس ويدي فلفول بالتتابع، يشكرون الصنيع، انتهت غزوات البطون وبذات غزوات الهجوم على مقدرات الشعب. تتناثر الشروط والمطالب في خم التفقيس، مثل فوهة تنقذف الاهداف والطموحات، تسيل الملامح على رزم الاقتراحات، تعب من معاجم اللحظات مواويل الفساد، يزهر الجشع على صفحة الحسابات، الاخذ والرد يخنق ما تبقى من حرارة الكرامة، الطقوس الدينية معلقة في زاوية النسيان،مثنى و ثلاث و رباع تكبر في الادمغة ترانيم الربح والخسارة ويستفيق شيطان الشطارة، سلوكات مستعارة من لعبة الغميضة، يتدخل النوخو ليخفض السعر، والايام القادمة فيها الخير العميم، كلام يوخز الصدور تفوح منه رائحة الاستخفاف، يدعو صراحة الى حفلات الغباء والاستغباء، والاقزام السبعة لم يخسروا غزوة المغانم على طاولة القمار مند سنين، يتلملم ولد رقية يعيد الجدال الى نقطة البداية بابتسامة ممشوقة بالتصنع، يحشر النوخو في الزاوية المغلقة.

 حنا خصنا نديو الحصة لكبيرة لاننا نشكل العمود الفقري للمؤسسة..بدوننا سيتهاوى المجلس

 انتوما العمود الفقري... وحنا اش كنشكلو بلا بينا نتوما حتى حاجة... هاد الهدرة زايدة ناقصة

 المهم حقنا غادي نديوه كامل

ينتصب الفلفول من مكانه، بقامته الطويلة والظهر المقوس، من شقشقات الطيش يستدرج المجموعة الى السكوت، يقمع النتوءات والتأليل، لا يبتغي المزيد من التنابز، تاجر خبير برسوم السوق، يفتح قفل الحقيبة السوداء، تورق في الجماجم الازاهير، يضع رزم الاوراق على المائدة، لكل حصته بالتساوي، لا فرق بين فلان وعلان الا بالتصويت الميكانيكي على جدول الاعمال، ولد رقية يجمع نصيب الاقزام السبعة بعد العد، يضعها في كيس من الثوب الاسود، يقدمون الولاء وينسحبون تباعا، اقسموا بأغلظ الايمان انهم الخاسرون من الصفقة، الحزب المتاسلم ولد من رحم اكذوبة، فلفول ينزع اخر اوراق التوت عن الاقزام السبعة، يضحك عاليا يرتج منه الصدر، تنتشر عدوى الضحك في باقي الحضور، البرمائي والصحناوي وفوفو يتكلفون بأنصبة البقية، يرحلون مفعمون بأفراح النصر، يرقصون رقصة الحرباء على اوجاع المدينة، يتضرعون الى الله ان يطول عمر الارتزاق و الاستعطاء ودوام الاغبياء لحملهم فوق الهودج وزفهم الى حقول العليق المستباحة.

في الزقاق يوزع ولد رقية الرزم النقدية على بيادق الفانوس، يفتح بنخمو هدية العرس المقدمة من فلفول، مجموعة ملابس داخلية للنساء، يفتر الفم الفاحم عن بسمة كئيبة، الهدية وردة مسمومة مدسوسة في احشاء الاهانة، تذكر فجأة ان مقدم الهدية منحرف معلون في الكتب المقدسة، تشعر جيجي بالقرف لكن النبي قبل الهدية، يفرغ الزقاق من السيارات الفارهة،النوخو اخر من غادر منزل فلفول بعد غروب الشمس. يركب السيارة يطوف على الاحياء، باحثا عن فحل يكمل به فرحة القبض على النصيب، بوجهه المفلطح وقامته القصيرة، يبدو كبرميل حين يتحرك، مكروه من الجميع، فاقد للمصداقية بدون مبادئ ولا مواقف، موشى بالكذب والنفاق، سليل الانبطاح والايلاج، مند الصغر يحمل الوباء يتسول الشفاء ما بين الفخدين،الوباء اختلال في الهرمونات طرزتها الانوثة تعصف كالمناجل،ابدا لا يستفيق حطام النقاء في الدم، يرسم باكورة الحلم في الازقة والشوارع مطلقا استغاثة.

 اهلا سي النوخو كيف الحال...؟

 اهلا وسهلا.. اش خبارك...؟ عليك كنقلب طلع نضربو شيد دويرة..

يتيه في بوح الحديث، الشاب الجالس في المقعد الامامي للسيارة يتفرس في الوجه المفلطح، يستمع الى حكايات و غرائب التسيير، يتقمص دور المناضل المتفاني المقهور، صراعات وتطاحنات على الحصص من الوزيعة، لا يهمه من امر السياسة شيئ، ان تباع المدينة او يجرفها الطوفان او يمحيها الزلزال، ما يهمه متى تنتهي الجولة ويقبض الثمن وينصرف لحال سبيله، يشرب من زجاجة الخمر جرعات متتالية، يريد ان يسكر بسرعة، لكي يرى القرد حمارا، والسيارة ناقة في الصحراء، والوجه المفلطح كالكاعب تمطرقها الشهوة من لولب مكبوت، اختفت اضواء المدينة، انحرفت السيارة الى طريق متربة، خمد المحرك وانطفات الاضواء،بدأت الجولة الحقيقية، انهال التودد وكمشة التراتيل العقيمة، يتعرى الوجع ويتمرد السر الآثم، تدخل اليد في الدهاليز المعتمة، تفك الازرار بحرفية، النداء منبلج والجسم مستباح، يستفيق الثعبان في الخميلة، ينساب فوق ثقب النزف المهدود، تشرق الشمس ليلا، تدغدغ اطراف الاشلاء، يصهل حمار في حقل غير بعيد، تنشرح العناقيد الجاثمة في الأوصال، المياه اللزجة المالحة تعيد للسحنة الصدأة الصفاء. يلفهما الليل بدثار دافئ تنسل منه رائحة السجائر والخمر، الموسيقى تصدح والسيارة تنهب الطريق،، دس في يديه ورقات زرقاء، لفظه في زقاق مظلم. ودعه مسرورا على قطرات الحبر المقطرة من انبوب ماء اجاج في الدواة. في حلقات مفرغة يدور، يجتر نفس المواويل، ينحني للخراطيم البشرية لتلقي الحقن اليومية، يفرح كثيرا حين يقام الحفل في منزل فلفول، يستقدم الفحول على مقاس الاشتهاء لأنه يدفع بسخاء، لكنس متاهات النهار، فلفول ضليع في الانحراف، اللغة منه صالون للقوادة، الحطابون يفهمون في العجيزات المترفة المعدة للقطاف. يضج البيت بالعري عندما تتعثر الانفاس، عرش الاله ينقصف ويتلاشى.

 اليوم خمر وغدا امر

 واش غادي نمشيو للجنة ولا جهنم اسي فلفول...؟

 سي النوخو شوف مع سي فوفو راه فقيه خريج جامعة لوط

ترتفع القهقهات تكسر سكون الليل، كل عطلة اسبوعية يجتمع حراس مملكة سدوم، تغتال صور الانبياء وتداس الكتب المقدسة، يزمجر الكاهن اللقيط في الابدان، ثقوب يابسة تنتظر نفخ الحماس فيها تتسع لا عضاء انكر الاصوات، ثلاثي لا يملك جواز دخول قلوب الشعب يزرع الشوك في الدروب، جاؤوا على ظهر التزوير وشراء الذمم، محمولين على طبق ناعم فوق اكتاف حشود مدفونة في الحضيض، ومن أوهنهم الجدب و الايام العجاف،قبضوا في الزقاق الثمن، كيس طحين وصفيحة زيت وسكر، باسم الحاجة تربعوا على مدينة مومس سقطت في كفهم. والقوانين في الوطن مجحفة، هل يعقل ان لشيخ منحرف اتباع من صومعة الغدر في هذا الزمن العاهر، تفتح له الطريق لتسيير شعب..؟ تمخضت المغارة وانجبت الشواذ والمخصيين واعتلوا صدرها، تكاثر المرابون والدجالة وحماة الشعوذة، اسراب تحط على الاشجار فتخر ذابلة، سبع بقرات سمان يأكلن حظيرة بقر على راسها الطير. بوح الخنازير يحتفي بالرئيس المعجزة، وبطانة الرئيس الجلاوزة وقبلة الخالق ضائعة في الجبين، واعراس الحقيقة مذبوحة من الوريد معلقة في غمد عيون مبللة بالانكماش، تصدح الموسيقى تطبق على المكان، المغنية الشعبية ترسل الحسرات والمواجع عن الحبيب الغادر، نهل من الحوض وتركها تعجن الايام بالانتظار الممل، يزفر الكمان يتمزق، يفرقع الدف، يتلوى فوفو والنوخو على الايقاعات الصاخبة، احزمة تعتصر المؤخرات، يعتلي فوفو مائدة دائرية، تتلاحم دقات الدف مع نقرات الارجل، يرفع الراس الى السقف، الايادي تسحب خيوطا لامرئية، فلفول يعلق الاوراق الزرقاء فوق الصدور المشدودة بالحمالات، تطير قناني الخمور والمأكولات الشهية، دخان لفافات الحشيش يلثم السقف، اجساد تتداخل، عضلات ترتخي.جرعات اللذة تنسكب في صحاري هرمة تسكن حد السيف تجاويف الزندقة، ملامح غارقة في الانحناء تتمنى اللذة حبة منوم تبتلع مع انضرام الهيجان كلما خسف طاعون الايلاج سحنات الرجولة، تتهادي الموسيقى الشعبية، صوت المغنية يأتي مقتحما نافذا، صرخة في الخلاء يصفق رجع الصدى يرقع أمنيات هاربة ويؤجج الصهيل، الساعة الرابعة فجرا، يعم الهدوء، هياكل منشورة فوق الاسرة، شخير وتضرط. انتهى الطرب بالآلات والحناجر وبدا طرب بالثقوب.

البناية لبست دهانا ابيضا، تخلت عن اللون البني الذي وسمها لسنوات، اولى تباشير التغيير توقع على الجدران، قطعا لن تتغير العقول الا بحدوث معجزة، والمعجزات انتهت مند زمان، هذا زمن المشعوذين والدجالين والخونة ولصوص الشعب، المغارة مسيجة برجالات الامن والعساكر مند الصباح، حواجز حديدية تمنع المركبات من استعمال الطريق المؤدية من والى المؤسسة، لافتات وصور بعض ثوار العالم تستريح فوق الصدور، علم فلسطين حاضر بقوة، فلسطين قضية كل الشعوب العربية، الكوفية الرمز توشح الاعناق، بشر كثير يتقاطر على الساحة المقابلة، يزدهر العرس النضالي، الماركسي الاحمق منشرح الاسارير، جهوده في تحسيس الراي العام تكلل اخيرا بالنجاح، لا يهم ما سيحقق الاهم ان الوعي بالمشترك الجماعي بدا يلقى اهتماما، المنصة جاهزة لإطلاق صواريخ التنديد والادانة، اجهزة الرصد تتابع فصول الاحتجاج من وراء النوافذ، التلصص حرفة من لا حرفة له، بعض الموظفين تركوا المكاتب وشكلوا حلقات لتفريغ العبوات، النصر على مرمى حجر، مقايضة الانتفاضة والحراك بالقمع يطل من فوهة البنادق والهراوات في ايدي الوجوه الفولاذية، الجماجم تتراقص من الوشوشات، الكل يرقص في عرس الكلمات المدوية، انقشع الخوف وهرب من السحنات على ارصفة مبللة بالضرب والركل، حين ينتفض المقهور تميد وتهتز الكراسي، حكومات اسقطتها الشعوب الثائرة، انظمة شمولية اختفت، الحراك حصان طروادة للتحرر من الرق و الاستعباد، عيون حذرة تختبر ممرات الفرار ساعة الهجمات، العاشرة صباحا، تتلوى الاعناق، ظهر فلفول محاطا بالأقزام السبعة وامين سره الدائم على مملكة سدوم النوخو، التحق جميع من في قفص الاتهام، تتدافع الاجساد داخل القاعة الواسعة، صور اولي الامر السابقين ما تزال معلقة على الحائط، جيجي تغرس النظرات في الارض، رعشات مباغتة تبلل الاوصال، ترمى حصاة اللعنات وعبارات التنكيل على اثار الخطوات المترنحة من هياكل لم تختبر الحب.

-البلدية ها هي والتنمية فينا هي..

 يا مجلس يا مسؤول هاد شي ما شي معقول،

تتهادى الشعارات في الهواء، تثقب الاذان، تخلق حالة من الارتباك، نسوة هرمات يستفسرن شرطي بزيه الرسمي ان كان للأمر علاقة بتوزيع الاعانات، الجمهرة تثير فضول المسحوقين، الشعب دائما يبحث عن الاستعطاء، عودوه على الشحاذة والتسول والانحناء مند الصغر، علموه اطاعة ولي الامر ولو كان حقيرا خائنا، وضع فلفول النظارة الطبية فوق ارنبة الانف، افرش الاوراق امامه، واعلن عن افتتاح الدورة، يتهجى بصعوبة الكلمات المخربشة، يفتح باب النقاش، عشرات النقط في جدول الاعمال، القاعة منثنه بروائح النفاق المبستر، ترفع الاصابع تلو الاخرى كما في الفصول الدراسية، تسجل الاسماء بالتتابع، كمشة كلمات منمقة تتمزق عند اول تصادم، تهرول الهمهمات عند سلخ جلود المتآمرين وتجار الذمم، الاصوات النشاز تحترق وتتفحم، الاتهامات تحصد الازهار في الشرفات والحدائق، تلطم خدود الاقزام السبعة الذين صاموا الكلام، قبضوا الثمن مسبقا، لم يعد في الجوار حلم مضيئ لمدينة تحكي أوجاع الذين تشردوا بالاستغفال، الساحة لم تنجب من الارحام المتقيحة سوى مخلوقات مشوهة توسدت الذاكرة، البصمة كالقطة الاليفة يشرح دواعي الاصطفاف في جانب فلفول، يموء تلعثما في موائد المواجهة، القصة اصلا غير محبوكة للسرد، وولد رقية يتلذذ باستزادة جرعات الاستغفال لاقتناص العطف والحنو، يرتفع اللغط، تتشابك الايدي، تسقط الكراسي تمزق الاوراق، اعصار مدمر يلوح في السماء، الكاميرات تحنط الصور والفرقعات، القاعة تتحول الى حلبة للملاكمة، فوفو يفجر غضبه في وجه النوخو المغسول بالمساحيق، رجل السلطة يعزف على أوتار القانون لواد الهيجان.

- انت حمار وكلب.. وقو..

 قالها لحمار لكبير والز...

انغسلت القاعة بالضحك الهستيري، الفرجة بالمجان في حلبة الخفافيش والاوباش، حراس مملكة سدوم يتعرون امام الجميع، فوفو يركب موجة التمرد كما العادة، الاتاوة لم تكن في المستوى، يجره اعضاء من الاغلبية الى دورة المياه، يسترضرنه ببضع كلمات وكمشة وعود، القاعة تغوص في رائحة العرق، المعارضة تنقر الاذان الصماء، تمزق خرائط الوجوه، تعرى الرائحة العفنة المندسة في المكاتب والصديد الدبق في الادارة، متفرجون يتابعون فصول مسرحية تنفض الغبار،تنشر اوساخا فشلت جميع مواد التنظيف في تطهيرها، النهب والاختلاس والرشوة وشراء الذمم، تلكم اوباء عمرت طويلا، تتوارث جيلا بعد جيل، قدر موشوم باليباس، الاقزام السبعة مثل المومياء، يمطرون بما تبقى من الشفافية و الوضوح، لا حركة، ولا ردة فعل، تعليمات فلفول حاضرة تطبق حرفيا وبحكمة، يمنع الكلام والتراشق بالردود، الغمز واللمز ضجيج كاللؤلؤ المرصع بالياقوت، بنخمو لا زال مشغولا برحلة استكشاف أفخاذ العروسة جيجي الحالمة بليالي ملاح، البصمة يعصر مؤخرته كما العادة في سروال ضيق يضحك بدون اسباب، عواطف الطبطبة تنوم البقيق ويبتلع الغيرة المزيفة، الخلفوف يرعى في الجمجمة قطعانا من البقر والخرفان، سيارات تهرب لحم الذبائح السرية الى محال الجزارة عبر الاقليم، ولد رقية يفرغ جوف المحفظة من الاوراق، الرعد لا يزال يدوي بالقرب لكنها لم تمطر، لم يستطع ثقب قربة الصمت، يعود فوفو من دورة المياه متهللا يوزع الابتسامات، يرفع النوخو السبابة يبارك غزوة النهب الكبرى، وما دبجته العصابة من وشم الخيانة، سمكة واحدة تفسد الشوال، يأتيه الجواب من الجهة الاخرى قاسيا، الشوال برمته متعفن ليس بسبب السمكة المتهمة ظلما لان الشوال يحتاج الى تطهير وتعقيم لقتل الجراثيم، ترفع الايدي تباعا، التصويت بالأغلبية على النقط المدرجة في جدول الاعمال. المعارضة تنسحب تجر اذيال الهزيمة، زوابع السخط العارم تلوح في الافق، صفير وهوهوات تبصق من افواه الحضور، زجاجة ماء ترتطم بالحائط فوق راس الفلفول، تبلله القطرات يحمر الوجه خوفا، يتحرك رجل السلطة يأمر الوجوه الفولاذية بالتحرك، تسحب الهراوات وتكبر الهمهمات، تفرغ القاعة جوفها من النباتات الوحشية التي تسمم الاجواء، متفرج احتج على التعامل غير الانساني، تلقى ضربات متتالية على الظهر، العصا خارجة من الجنة، تدافع قوي على الباب الخارجي، فردات احدية منسية، النمل البشري يهرب في جميع الاتجاهات، الماركسي الاحمق يستنكر التنكيل بالأبرياء، الجو بدا يتكهرب في الخارج.

 هذا عيب هذا عار المواطن في خطر

 الميزانية شفرتوها والحريات قمعتوها

يخرج فلفول من الباب الامامي يتقدم الاقزام السبعة باسما، حجارة تنقذف من العدم تهشم زجاج النافذة محدثة قعقعة عالية اثارت الانتباه والخوف في ذات الان، رشقة واحدة كانت كافية لينهمر مطر الاحجار على العصابة الراكبة للعجرفة والاستفزاز، نفير الغضب يؤجج الهجوم، يهرب فلفول محدودبا، يحتمي بأحد المكاتب المشرعة زافرا، انفاسه تعلو وتهبط، تضرب حجرة الحائط بقوة على بعد سنتيمرات من الراس، الانتقام يدب في منعرجات الهتافات، اتباع الفانوس يتلقون الرجم تباعا في انحاء مختلفة من الجسم، يسقط البصمة من شدة الالم ويبقى منبطحا غير قادر على الوقوف، غطي الراس بكلتا يديه، سحله موظفان مثل كيس اسمنتي، فتت مصباح معلق وسط اشجار النخيل السامقة بحجر مركز، صوت الفرقعة مثير يزيد الرجم حدة وتنافسا، جيجي تعثرت في النباتات الوحشية، مزق الجلاب بغضن شجرة، سحبها بنخمو بقوة وهربا الى السيارة الرابضة في المراب، لحق بهما الرشق الشرس، تهاوى الزجاج الامامي، انبعج الهيكل، داس على المحرك بجنون، هرب البقيق مدرجا بالدماء محتضنا الوجه نحو دورة المياه، احكم اغلاق الباب مخافة تعرض للضرب المبرح من شخص اكثر تهورا، ولد رقية تحاصره الجماجم الغاضبة، تلقى الصفعات والركل والبصق والشتم، تحضر الام وسيطة الدعارة، تجلد البنتان، ينزع ندف من اللحية التي افلتت من الحرق بالنار من شاب متهور، قبض من ربطة العنق واحكم القبض، اختنق، سعل وجحظت العينان، ايادي تمتد الى البدلة والقميص، يكبر صوت التمزق، مشي عاريا الا من التبان، ترنح وسقط على بقايا الزجاج، اسعفته عاملة نظافة ودثرته بوزرة بيضاء، الواجهة الزجاجية للإدارة انهارت كليا، اختفت اجهزة الرصد النسائية من النوافذ، هرب فوفو والصحناوي بدون اتجاه، حفيان الراس وراقص الاعراس تلقيا حقهما من الصفع والشتم والبصق،سحبا من وراء لوحة اشهارية انتزعت من مكانها، ترجل العساكر والامن من المركبات يعتمرون خودات، الهراوات تهش الغاضبين مثل الذباب، مزقت اللافتات والصور، كر وفر في الازقة المجاورة، اعتقالات عشوائية بالجملة، قفز الماركسي الاحمق بخفة الى سور المدرسة هربا من قبضة شرطي، راقبه الشرطي يركض لابسا علامة التعجب.

اقفرت الساحة من المحتجين، لم يبق سوى سيارات الامن والعسكر وبضعة رؤوس تتفرج على مخلفات حرب الحجارة، لا حديث في المدينة سوى عن انتفاضة الشعب على لصوص المال العام، في الصباح الباكر تم دهم منزل الماركسي الاحمق واقتيد مصفدا الى المخفر، يمشي في الموكب دون هتافات. يصرخ عاليا (اعتقلوا اللصوص وليس المدافعين عن حقوق الشعب) لم يبارح صوته المحشور في ظلمة الزقاق الا بضعة ابواب، خمن ان الاعتقال ضريبة حب الوطن وسيظل شوكة في مؤخرات تجار الذمم وسماسرة الدين.

في اليوم الموالي ودون سابق انذار خرجت مسيرات من اغلب الاحياء تطالب بالعدالة والتحقيق في طرق صرف اموال الشعب واطلاق سراح المعتقل على ذمة قضية مطبوخة...؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى