ريم أبو عيد تلتقي الكاتب السعودي محمد دريهم الغامدي
ضيفنا كاتب شاب جريء راقي أينما حل يحدث هالة من التميز تحيط به ينقلنا معه بإسلوبه البارع من موضوع لموضوع دون ملل أو سأم نتابع له أحرفه بشغف و نقرأه بنهم كي نغوص في عقله و نبحر معه بين أفكاره لنعود محملين بالدّر و عذب الكلم ما بين خاطرة و مقال، ضيفنا تزامن نشر الحوار الخاص به مع يوم ميلاده فله منا أحر التهاني و أصدق الأمنيات بعمر مديد و حياة حافلة بالنجاح و التميز
بطاقة شخصية
س1- الكاتب محمد دريهم الغامدي هل لك أن تقدم لنا نفسك في سطور؟.
بداية أشكركم على هذه الإستضافة ، محمّد الغامدي إنسان يسعى لتأصيل معاني الإنسانيّة التي تلائم الفطرة النقيّة السليمة .
أما عن بطاقتي الشخصية فهي كالآتي: محمد دريهم الغامدي، طالب بكليّة الطب ( المستوى الخامس)، من مواليد مدينة ( الباحة ) بالمملكة العربية السعودية، بتاريخ 21 – 5 – 1981م، أهوى الكتابة بصفة عامّة، و كتابة المقال الإجتماعي بصفة خاصة .
محمد دريهم الغامدي دارس الطب
س2- فكر أي إنسان هو محصلة لمجموعة عوامل منها مجال دراسته و محمد الغامدي دارس للطب فماذا أضافت إليك هذه الدراسة على المستوى الشخصي و الإنساني و كيف أثرت في منهجية تفكيرك؟
على المستوى الشخصي فدراسة الطب أضافت لي الدقة في انتقاء الكلمات و المصطلحات، و على المستوى الإنساني فهي أضافت لي الإحساس والحب، أما على منهجيّة التفكير فقد أضافت لي الوضوح و النظرة الإيجابيّة لجميع المعوّقات.
س3- ما هي طموحاته كطبيب ناشيء؟
طموحي الرّقي بالأمة الإسلامية في هذا المجال و تحقيق نجاحات وانجازات طبيّة على المستوى العالمي.
بدايات محمد الغامدي ككاتب
س4- متى كانت أول مرة يمسك فيها محمد الغامدي القلم و يكتب كي يقرأه الآخرون؟ ما هي بداياتك مع الكتابة و أي لون منها يستهويك ككاتب؟
بداياتي مع القلم لم تكُن من فترة طويلة ، و أقصد بذلك أنّها لم تتجاوز السنتين .
أما عن بدايتي مع الكتابة فإني أفضل الحديث عن القراءة أوّلا حيثُ كانت بداياتي مع القراءة منذ المرحلة المتوسّطة، فقد كنتُ مهتماً بتفاصيل ما يجري على الساحة الداخليّة للمجتمع السعودي. و مع كثرة القراءة أحسستُ بحاجة ملحة في إيصال أنفاسي و نبضي إلى الشارع العربي بصفة عامة و الخليجي بصفة خاصة فهويت الكتابة عن مشكلات المجتمع و قضاياه، و المقالات الاجتماعية بصفة خاصة .
س5- لكل كاتب طقوس للكتابة و منابع يستقي منها ثقافته فما هي طقوس الكاتب محمد الغامدي في الكتابة و ما هي المنابع التي يستقي منها ثقافته؟
أحب الإختلاء بنفسي و الإستقلال بفِكري و مناقشة الحدث كما أراه، لا كما يراه غيري .
منابعي الثقافية متنوّعة ما بين الصحف اليوميّة و وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و لا أنسى دور المكتبة الجامعية .
س6- في رأيك ما هي مقومات نجاح أي كاتب ؟
الصبر والمثابرة ، فهنالك الكثير ممّن يمتلكون الحس الكتابي ولكنّهم يفقتدون الصبر لذلك ذهبت مواهبهم مع الريح .
س7- تسلك الطريق الصعب في طرحك لموضوعاتك و تتعرض كثيراً لهجمات شرسة من بعض الأقلام ألم يجعلك هذا تفكر في التراجع و لو ملياً عن قناعتك و آرائك كما يفعل آخرون من السباحة مع التيار فقط ليصفق لهم الآخرون؟
الإسلام أمر بتفعيل العقل في قول الله الحكيم ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) ، فالإسلام دين لم يهمّش التفكير و لم يأمر بالخضوع و التبعيّة الفكرية، فلكل انسان طريقته في التفكير التي تتناسب مع قناعاته الخاصة، و يجب على المُثقف خوض غمار الأفكار حتّى يُقنع أو يقتنع. وأما التبعيّون دون علم فهؤلاء ينطبق عليهم قول الشاعِر (وما أنا إلا من غزية إن غزت غزوت وإن رشدت غزية أرشد ) .
س8- محمد دريهم الغامدي كاتب يتسم بالهدوء و المنطقية في ردود أفعاله برغم بعض الإساءات التي يتعرض لها من بعض المخالفين لآرائه، هل هذا الهدوء حيال تلك الأصوات المسيئة من السمات الشخصية لكاتبنا أم أنه مكتسب من الهجمات الكثيرة الشرسة التي تعرضت لها على مدار مشوارك في مجال الكتابة؟
كلّ مازادت حماقة الهجوم كلّ مازاد هدوئي و تنامت ثقتي في نفسي لأنّ الحقيقة لا يملكها أحمق .
علاقة محمد دريهم الغامدي بالقلم
س9- ما هي علاقة محمد دريهم الغامدي بقلمه؟
دائماً ما أخاطب قلمي قائلاً :
صدقني يا ( قلم ) .أنك لعبةٌ في يدَيّ ..أشرق بك ..وأغرّب ..ولكنّي أهبك القيادة..حتى تنسخ مشاعري..بحروف حقيقية..لم تتعرّض للتزييف..ولم يخالطها النفاق .
س10- القلم القلم الذي أقسم الله عز و جل به في كتابه يكون أحياناً أحد من السيف و أقسى من الرصاص متى يكون القلم رصاصاً قاتلاً؟
تختلف أنواع القتل ، هُنالك القتل بغير وجه حقّ وهو ما أخال السؤال يتحدّث عنه . فحتماً يكون القلم قاتلاً حينما يكون مسموماً بألفاظ نابعه من فِكر انتقامي يهدف إلى انتهاك حرمات الغير والتعدي عليهم في نواياهم بدعوى الوصاية على البشر .
س11- بعض الأقلام لا تكتب إلا ما يرضي الآخرين كي تنال إعجابهم و تحصل على تصفيقهم فما هو تقييمك لمثل تلك الأقلام ؟
هذه الأقلام المؤجّرة للأسف أنّها تفقد أدني مقوّمات الكتابة وهي الجرأة والمصداقيّة .
المقال و الخاطرة
س12- ما هو أكثر مقال لك أثار الجدل حوله و لماذا في رأيك؟
مقال بعنوان ( هل التعايش مع الأديان الأخرى جريمة ؟ ) لأني قمت فيه بمناقشة واقع المُجتمع، و السلبيات التي جنينيها من رفضنا للتعايش مع ثقافة الآخر ( خصوصاً في السعودية ). و كالعادة فنحنُ ننكِر واقعنا عوضاً عن أن نُطوره .
س13- تميزت ككاتب مقال بمناقشة موضوعات تمس مجتمعك و تطرحها بكل جرأة و مصداقية و رُقّي ، أيضاً تميزت في كتابة الخاطرة بإسلوب خاص بك و كلمات تجعلنا و نحن نقرأ خواطرك نستدل عليك من بين الكلمات، هل يمكن أن تصف لنا حالة من حالاتك المزاجية التي تصل بك إلى ترجمتها على الورق؟
الخاطرة تتنوّع أنفاسها تباعاً للحالة الوجدانيّة ، فيوم يكون الإحساس مغموراً ً بالفرحة ممّا يصبغ الخاطرة بألوان ورديّة تتوافق مع هذا الشعور ، ويوم يكون الإحساس متشبعاً بالأحزان وهذا يُضفي ألوان خاصة بكل كاتب تلوّن هذا الإحساس .
المنتديات
س14- ما هو تقييمك لدور المنتديات الأدبية بالنسبة لأي كاتب ؟
بعض المُنتديات تفتقد عنصر النقد البناء و هذا يفقدها القدرة على التعليم و العطاء للكاتب .
الثقافة و الإنترنت
س15- في عصر الإنترنت اصبح هناك تمازجاً بين مختلف الثقافات فكيف لنا أن نستبقي هوية خاصة بنا تميز ثقافتنا عن الثقافات الأخرى؟
عندي قناعة ( البقاء للثقافة الأقوى ) ، فلا مجال للتقوقع بحجّة ضياع الهويّة .
اتهام و رد
س16- من خلال متابعتي لموقعك الشخصي على الإنترنت فوجئت بتوقيع من أحد الزوار تحت اسم (حفيد أبو بكر الصديق) يتهمك فيه باللفظ الصريح بالكفر و يرى أن الجهاد ضدك واجب شرعي فما هو تعقيبك على تواجد مثل هذه العقليات التي تتحدث بإسم الإسلام و هي لا تفقه أبسط مبادئه ؟
الاٍسم حفيد أبو بكر الصديق
لبريد الاٍلكتروني
التعليق لعنة الله عليك أيها العميل
الكافر ولا بارك الله فيك
ولا في حضارة تنادي بها
والجهاد الشرعي واجب ضدك
انت وأمثالك بكل قوة .
( وأعدوا لهم ماستطعتم من قوة
ومن رباط الخيل ).
5/12/2006 1:04:00 AM
كما تفضلتِ كيف لنا أن نتعاطى مع مجهولين يفتقدون إلى أبسط مبادئ الإسلام و إني أنزّه قلمي عن الرد على هكذا ترّهات. حيثُ أنهم يردون على أنفسهم بأخلاقهم الدنيئة دون أن يشعروا .
للأسف أنّ هذه النوعيّة هم عالة على الإسلام، و ليت الإسلام اكتفى من شرّهم، وأعتقد أنّنا أكبر من الرّد عليهم ، فلسنا بتلك السذاجة حتّى يأتي من يُلمي علينا تعاليم ديننا و هو فاقد لأبسط أساسيّاته .
قضايا و آراء
س17- ما هو موقفك تجاه قضية قيادة المرأة للسيارة في المجتمع السعودي و التي أثارت جدلاً كبيراً حولها و انقسمت الآراء تجاهها ما بين مؤيد و معارض؟
للأسف أنّ القضيّة أخذت أكبر من حجمها ، وذلك لأنّ أحد الطرفين يهدف إلى الإنتصار الشخصي غالباً ، ممّا أفقد الحوار الموضوعيّة في تفصيل هذه القضيّة وتكييفها مع عادات المجتمع .
وأما من وجهة نظري فالسيارة مثل الحذاء – أكرمك الله – كلاهما وسيلة نقل ،
ولا أعتقد أن يأتي اليوم الذي نصادر فيه أحذية النساء .
س18- في بعض المجتمعات يرفض البعض الإعتراف بسلبيات المجتمع و أخطائه و يدعي أن مجتمعه بلا خطايا برأيك كيف يمكن لمجتمع كهذا أن يمضي في طريق الإصلاح ؟
هذا الإدعاء هو ضريبة الإندفاع بالعواطف تجاه الشعارات البراقة ، دون تفعيل دور العقل في صحة هذا الإدعاء .
س19- ما مدى خطورة التطرف الفكري و الديني على الأمة الإسلامية و كيف تتم مواجهة هذا السرطان قبل أن يستفحل خطره؟
التطرّف الفِكري يقذف سمومه علينا أولاً ، فالمتطرّف لا يجد حرجاً في تكفير المُسلمين من المذاهب والطوائف الأخرى.
س20- أصبحنا نسمع عن عدة مسميات و تصنيفات للمسلم على سبيل المثال: مسلم علماني – مسلم ليبرالي – مسلم وهابي – مسلم أصولي – مسلم رجعي .. و التي من شأنها أن تعمل على تقسيم المسلمين إلى فرق، فما رأيك في هذه التصنيفات و هل تؤيدها أم تعارضها؟
طبعاً أرفض هذه المسميّات وأدعو جميع المذاهب والأفكار الإسلاميّة إلى انتهاج الوسطيّة،
فمن وجهة نظري أنّ الوسطيّة في المذاهب والرؤى الإسلاميّة تجعلّها تلتقي في نقطة واحدة.
س21- اتفقنا على ألا نتفق ما هو موقع هذه العبارة من الموضوعات الحوارية التي تطرحها للنقاش فكما نعلم أنك عضو في أكثر من منتدى أدبي؟
هذه العبارة تكون حقيقية حينما تسعى أطراف الحوار إلى الإنتصار الشّخصي لا إلى الوصول إلى الحقيقة بكل موضوعيّة .
س22 - أفكارك و موضوعاتك تثير جدلاً كبيراً إلى درجة أن يحاول البعض التشكيك في نواياك من ورائها فما هو تحليلك لهذا الموقف؟
هذه الفئة أحب أن أطلق عليها مسمّى ( الأوصياء ) على البشر فهم يعتقدون أنّهم أولياء لله دون سائر عباده.
في نهاية الحوار لا يسعنا إلا أن نشكر ضيفنا الكريم الذي أتاح لنا الفرضة كي نبحر معه في أعماق فكره و مكنونات ذاته