رُحماكَ ربّي
للشاعر: محمد علي الصالح
من الشاعر: عبد الناصر صالح
| رُحماكَ ربّي فهذا الجَمْعُ من مُضَرِ | يَدعوكَ فَالطُفْ بهِ يا خيرَ مَنْ يُجِرِ |
| إنّا أتيناكَ نَرْجو نُصْرةً وعُلاً | كي نَرْتَقي فوقَ هامِ الأَنْجُمِ الزُّهُرِ |
| لا باركَ الله في ذا اليومَ إنَّ بهِ | يا آلَ قَحطانَ "وَعْداً" واضحَ الضَّرَرِ |
| قد قام "بلفورُ "فيما تعرفـونَ ولم | يَعْلَمْ بأنا أُسودُ الموقفِ الخَطِرِ |
| تالله لا نقبلنَّ " الوَعْدَ" ما بَرِحَتْ | فينا دماءٌ، ولا نرضاهُ مِن خَبَرِ |
| إنّا بنو يَعْرُبٍ شُمُّ الأُنـوفِ إذا | حاقَتْ بِنا حادثاتُ الدَّهرِ في صُوَرِ |
| ترتَدُّ أدراجُها ليستْ بقاضيـةٍ | مِنّـا مُراداً ولم تُحْرِزْ على وَطَرِ |
| إنّا لنَرفُضُ هذا الوَعْدَ أجْمعُنـا | أهلُ العروبةِ من بدوٍ ومن حَضَرِ |
| كما رَفَضناهُ في عامٍ مضى وكذا | في كلِّ عامٍ سيأتينا بلا خَـوَرِ.. |
| لا نَرْهَبُ الموتَ في حقٍّ نطالِبُهُ | هو الصِّراعُ، ولا نخشى شَبا السُّمُرِ |
| إنا بنو يَعْرُبٍ قوم ٌإذا استعَرَتْ | نارُ الوَغى خِلْتَنا جِنّـاً على سَقَرِ |
| نَغشى الوقيعةَ كالآسادِ إذْ زَأَرَتْ | فننشُرُ الرُّعبَ ،بعدَ القَوْلِ بالبُتُرِ |
| لا تَطْمَعَنَّ بني صهيونَ في وطنٍ | إنّا بَنوهُ.. ولا نَنْفَكُّ في حَذَرِ.. |
| فليشْهَدِ الحقُّ.. والدُّنيا بِأجْمَعِها | أنا، على عَهدِنا، ماضونَ كالقَدَرِ |
| يا نَسْلَ عدنانَ ما هذا السُّباتُ وما | فيكُمْ ألَمَّ.. ألا تَشْكونَ للضَّجَرِ؟ |
| في أيّ شَرْعٍ تُباعُ الأرضُ مُرْغَمَةً | أصحابُها ؟ إنَّها، قَوْمي، من العِبَرِ |
| بيعَتْ فلسطينُ في ذا اليوم من رَجُلٍ | قد أنكَرَ الحقَّ(بالصِّمْصامةِ) الذَّكَرِ |
| لا تَيْأَسوا من مَبيعِ "العِلْجِ" مَوْطِنِكُمْ | " فَبَيْعَةُ القَهْرِ" لا تُبْقي سوى الضَّرَرِ |
| وطالِبوا في عُهودِ العُرْبِ أجْمَعُكُمْ | فالحقُّ للقَوْمِ مَعروفٌ.. مِنَ الأَثَرِ |
| الإنتدابُ أضَرَّ العُرْبَ كلَّهُـمُ | فقاوِموهُ ولا تَخْشَوْا أذى الجُدُرِ |
| للإتفاقِ بني عمّي.. ألا انتبهوا | فالإتّفاقُ يَقي الأَقوامَ من شَرَرِ |
| وليعلَمِ الغَرْبُ أنَّ العُرْبَ ما فَتِئَتْ | تَشْتدُّ.. تدعو إلى استقلالِها النَّضِرِ |
| وليَفْهموا أنّنـا حربٌ تِجاهُهُـمُ | نَفدي النفوسَ.. وأنا خيرةُ الخِيَرِ |
| يا أيّها القَـوْمُ لا تَسْتَيئِسوا أبداً | من رحمةِ اللهِ، فالأعرابُ من حَجَرِ |
| وَطالبوهُم بحقٍّ بيــعَ فـي دُرَرٍ | أليسَ ظُلماً يُباعُ الحقُّ في دُرَرِ؟ |
| وشرُّ مَسْعى بني صهيونَ مَطْلَبُها | أَشجارُنا ؟.. دونما ظِلٍّ ولا ثَمَرِ |
| إيهٍ بني العُربِ حَيّوا الناهِضينَ بِكُمْ | ما غرَّدَ الطيرُ بلْ حيّوا أُولي الفِكَرِ |
| وادعوا إلى الحقِّ أن يُبْقيهُمُ أبداً | حتى يَؤوبوا بِنَيْلِ العِزِّ والظَّـفَرِ |
| لا يُهْضَمُ الحَقُّ ما زلنا نُطالِبُـهُ | فالحقُّ أبْلَجُ وضّاحٌ على البَشَرِ |
| لكنْ علينا بأن نسعى إلى عَرَضٍ | نبغيهِ مَسعى أولي الإقْدامِ والنّظَرِ |
| وأن نكونَ حِيالَ الغَرْبِ في حَذَرٍ | فإنَّهُمْ وَرِثوا مَنْظومَـةَ التَّتَـرِ |
| إنّا سَنَحْمي حِمانا بانتفاضَتـِنا | على عَدوٍّ غَريبٍ.. طامعٍ.. أَشِرِ |
| ونُنْقِذُ الأرضَ من أنيابِ مُغْتَصِبٍ | ويعزِفُ البحرُ ألحاناً منَ السَّمَرِ |
| ونَسحقُ الظلمَ.. نَبْني صَرحَ دولتِنا | وتَزْدَهي القُدسُ في أثوابها النُّضُرِ |
| ويكتبُ القَوْمُ ..يا أرضاً مُطَهَّرةً | فُكّي القيودَ ولا تُبْقي ولا تَذَري |
| يا قَوْمُ.. وادعوا إلى تحقيقِ مأرَبِكُـمْ | ربّـاً رحيماً يَقيكُمْ فَتْكَةَ الغِيَرِ |
| وأخْلِصوا في دعاكُمْ يَسْتَجِبْ لكُمُ | ربُّ الحنيفةِ فادعوا يا بني مُضَرِ |
للشاعر: محمد علي الصالح
