الأربعاء ٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١
بقلم
سأزف للموتى بشارة
أنا لست أروي للأُلى قد أدركوا زمن البشارةْ | أو للذي لمح انزياح الصخر عن باب المغارةْ |
أو للذين تدافعـــــــــوا من كل زاويةٍ و حارة | لما رأوا هـــذا اللهيب الضخم تشعله شرارة |
يتدافعون كأنما قُرعت طبــــــــولٌ للإغارة | يتزاحمون و ليس يثنيهم شــواظٌ أو حرارة |
لا يُطفئون فكلهم يوري ولــو بالرمش ناره | أو جاء يقبس قبسةً علَّ الضياء يُصيبُ داره |
ويشع منها مُبهـــــــرًا فيعمّ جارته وجاره | يا هــــؤلاء جميعهم ربحت تجارتكم تجارة |
من (سيدي بو زيدٍ) شـــــرارته تباركت الشرارةْ | إذ عمت الســــــــــهل الفسيح و ألهبت فيه أوارهْ |
و مضت لأقصى الأرض تسبقها بُروقٌ مُشتثارة | و هفا لبـَـــــــــرقة طيفها فأحال (بنغازي) مَنارة |
و على ضفاف النيل زِيحت ظُلمةٌ و هوت ستارة | و توهج الصــــــبحُ البديع و شعَ من ألقٍ نُضاره |
و مضت إلى اليمن السعيد فطـــوّحت عنهُ دِثاره | وإلى ثرى البحــــرين تاقت (للمنامةِ)و(الزِبارة) |
وإلى ربوع الشآمِ تسبقها و تحفــــــزها إثارة | لتعانق العاصي و تنثرَ وردها القاني جواره |
أنا للأولى لم يظفـــروا بالصُبح أو يَلِجوا نهارهْ | و مضوا و ما اكتحلت عيونهمُ بطيفٍ أو أَمارةْ |
لهمُ أزفُ بشارتي، طـــوبى لمن سمع البشارة | وأصيح يا صحبي انهضوا، شُقوا الثرى واجلُوا غُباره |
و لترتفع صــرخاتكم بين الجنادلِ و الحجارةْ | قولوا إذا عَزَّ المقالُ و غصَ فــــــمٌ بالعِبارة |
إنا لهذا اليـــــوم عشنا دهرنا رهنَ الإشارة | و لأجله متنا بســـاح السجن أوهَينا جداره |
و حلــــوقنا جفت تناوَبها يَباسٌ بل مرارة | لكن سيل دمائنا يا صاحبي فكّت حصاره |
يا أيها الأحباب شُقوا بحركم، خوضوا غِمارهْ | ولتنزعــــــــوا أكفانكم لكمُ الريادةُ والصدارةْ |
شهداؤنا أنتم و قادتنا الأماجدُ عن جــــــدارةْ | و ربيعنا يا إخوتي أنتم تُرَوونَ اخضِـــرارهَ |
و تُخضِّبون شقائق النعمان كي تُدْموا احمراره | يا أخـــــــــوتي هذا السنا أشعلتموهُ لنا فنارة |
لا خيلَ عنديَ أو عتادَ لكي أشاركَكُم بغارة | لكنه اليـــوم الذي أمّلتُ يا صحبي انتظاره |
و نذرت عُمريَ كي أراه و كي أعلق فيه شارة | ولقد هرمتُ و فرحتي الكبرى بأن أدركتُ ثارهْ |