سِيرَةُ غَيْهَبْ
غَيْهَبٌ
تَحْتَ جِلْدِهِ
تَصْرُخُ مِئْذَنَةٌ،
وَالْمَسَافَاتُ بِئْرٌ مُعَطَّلَةٌ
أَسْمَعُ الرِّيشَ فِيهَا تَحَوَّى
وَأُبْصِرُ رَائِحَةَ الْوَقْتِ
تَنْصِبُ مِشْنَقَةً
لِأَجِنَّةِ حُلْمِ،
أَلِي غَفْوَةٌ
خَلْفَ ما َتَطْرُزُ الْأَرْضُ مِنْ عَمَهٍ
بَعْدَمَا الْغَيْهَبُ انْثَالَ مَاؤُهُ فِي بَطْنِهَا؟.
مَخَضَتْ رَكْوَةَ الشَّمْسِ رُوحِي
دَمِي شَجَرٌ
لَا يُكَلِّمُ إِلَّا الطُّيُورَ الَّتِي
تَشْرَبُ النَّهْرَ رَمْزاً
وَتَنْقُشُ أَنْفَاسَهَا
فَوْقَ صَخْرِ الْأَزَلْ
مِثْلَمَا يَنْقُشُ الضَّوْءُ مَعْنَى الْوُجُودِ
عَلَى خَائِناَتِ الْمُقَلْ
بَحَثَتْ فِي
شَوَارِعِ أَنْفَاسِهَا
مُهَجٌ
لَمْ تَجِدْ أَوْجُهاً
إِنَّمَا غَيْهَبًا
بِعَصَاهُ يَهُشُّ عَلَى غَنَمٍ
وَيُكَبْرِتُ أَصْوَافَهَا
كُلَّمَا الْعُشْبُ هَسْهَسَ فِي حُلْمِهَا.
غَيْهَبٌ وَطَنٌ
فِيهِ تَصْحُو السَّمَاءُ نُعُوشًا
وَتُمْسِي عَلَى جُثَتٍ،
بَيْنَ أُفْقٍ يَمِينُ
وَأَرْضٍ تُهِينُ
أَقُولُ:دَمِي وَطَنٌ لِلْحَياةِ
فَلَا غَيْهَبٌ
سَوْفَ يَكْتُبُ فِيهِ بُذُورَ الفَنَاءْ.