الجمعة ١٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٦
بقلم حفيظة مسلك

شجرة الصنوبر

في وقت قريب حسبتكِ تلك البطلة التي لا تهزم.. مشوار ساعة تحول الى فوضى الحواس .. إلى جريدة ثكلى بالأحداث ..بعدد دقائق الساعة عشقتُ مطركِ الذي سلب منا لغة الهائمين في لجج الكلام..هو صراع تحملناه معا يوم كنتِ تقفين تحت ظلها..شجرة الصنوبر الثائرة المستوحشة المسنة..

أنا شهركِ ايار فهل تذكرين الصداع الذي ساورك قبيل غروب الشمس؟

تذكرين لحظة بلوغ الاغماء حينها..؟

كان جلوسا اضطراريا تراءت لكِ النجوم في غير موضعها و ضغظ دمك يحاول اللعب بقامتك المعتدلة..من ذاك البعيد أصبحتْ الاشياء في ذهنك الطري لا تساوي شيئا..

لذاتك المتوازية عرفتي أن خلف العاصفة حكاية يشوبها الاختلاف

أعرف أنكِ لا تفهمين هذا المنطق وليتكِ تجدين له تفسيرا.. من الصعب أن تتقبلي فكرة الانصهار أرضا وتسقطين في حلقة الضيق شذوا ..تشدين بحرارة على قلبك الضعيف مند وفاة والدك الحبيب..كم وددتُ رفعكِ ليختفي أثركِ و أمسح عنك كل فاصلة ونقطة حرجة

متى التقيتك أجزم أن بك جنونا خالصا وتقديرا لجرحك المشمول بالرحمة..
أنا وأنت يا نفسي المستعجلة سأحملكِ على ظهري وأغدق علينا اللهفة
لكِ في الشوق يلتئم المدّ والجزر ويتفق النهار والليل ويرتقي السفح بكثرة مريديه ..هل بيننا صغير داكن الصبا يختزل براءتك بين النار والبرد و البؤس والرغد حلم اليافعين و موعدا ..كيف سمحتي لنقطة الصفر أن تجرّ ما تبقى من لوعة غيمتك..؟؟

بل كيف لكِ أن تدركي أن المطر يتقيأ على عجل..!! ليس له رغبة لعصارة تستبد بنفسها دمعا...أرجوكِ.. مجرد التفوه بكلمة أو همس سيبعد كل محاولة للإنشقاق عن المستور..كل القراءات ستأكل بعضهاعندما تلج بوابتك المغلقة..نسيم التراب يغطي عباءتك السوداء..تبدين قمر وطنك ونصف شمس تليق بوصيتك الأخيرة

هرم صوتك في المهد
تغزل الطين في قلب أمة
ربما أنتي فقط دون غيرك تجعلين من التلوين ملحمة
هيهات يا امرأة شكلتها الطبيعة معطفا كلما هبت رياحها شمالاًَ..
اصبري..
اصبري..
لعل الجنوب خلف غاباتك وحدها تمتلك الأجوبة...سننتظر معا مساء الحقيقة الكاملة

كل الغضب على أنفسنا يا أنتي ما قلتُ إمتنانا لعجزنا ولا شكرا لحناجرنا نفاوض البطولة تحت شجرة عمرت سنينا..
ما اشتكت قبضة سيفٍِ ولا جفاء شعرِِ و لا هزيم رعدِِ ..عصر الجنون هذا لن يسامح*
انهضي فكل السحب فوق رأسك باتت مثقوبة الخطى..صدقا لتوأمك الذي إستقر هنا..حجة عليك أمام السائلين والضاربين في الأض قعودا..

انهضي فكل التلاوات سمحة ومدفأة لخاطرك وصوفا..
ما تيسر لحكاية تلتمس جفاء رصاصة ناعمة..

شارع أعمى بغيض وقافلة صماء معطلة تقف أمام فلسفة شمطاء
مجرد حادثة أغمي عليها يا أنا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى