يا روحُ لا تحزَني
للبؤسِ لا تَسْتَسْلمي
لليأس لا تتوسَلي
لا تنسي سوّيعات الوقت
المتناثرة على أغصانِ أشجارِ الخريف
انتظري الرَبيعَ بِلَهْفةٍ
والْبسي يا روحُ ثَوْبِكِ الأَخضر
وازرعي الأَملَ على شرفاتِ الدّهِر
وأَلبِسي الدنيا زَهَر البَنْفَسج والياسمين...
وإدْهَني تَرابَ وطني برائحةِ الزيزفونِ والعَنْبرَ...
يا روحُ لاتَحزَني
للغَدْرِ لا تَسْتَسْلِمي
وللشَمْسِ لا تَركَعي
للخالقِ أُسْجُدي وَمَجِدي....
انتظري الصيّفَ ليأَتي بإنْسِجَامِ مَعانيهِ.
وليّاليهِ العذبة..
واسرَحي يا روحُ في تموجاتِ ريح الغروبِ وَسِحرِها
وإشراقةِ شمسِ الصّباح.
واسبحي في المياهِ الهادئة
والمِسي بلّوراتِ اليَنابيعِ الصافيّة
في فصلِ الرّبيع...
واصْعَدي الجبالَ
وابْحثي عَنْ أَثار تاريخِ الذكريَّاتِ الماضيّة
وزَمَنٍ عَصَفَتْ بهِ الريح
اخْلُدي يا روح ليَومِ الأَبديَّة
واستريحي مُحَلِقة في عالمٍ مُخْتَلِفْ
ما بينَ الخيالِ والصواب
ما بين السعادةِ والعَذاب
ما بينَ دَرْبِ الأَرض ودَرب التبانة وَمَدارِ الأُفُقْ...
ما بينَّ الحيّاة والموْتْ
ما بينَّ حَياةُ البشر وَحيَّاةُ المَلائكة...
يا روح موجي وأُرقصي في أُفِقِ الغروب...
أٌهْرُبي مِنْ واقعٍ يكادُ يُبيدُ فيكِ لحظةَ فَرَحْ...
هِذي أوْتارَ القيثارةِ بلوعةِ
اشْتيَّاقِ البحرِ للشاطِئْ.