الاثنين ١٣ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم
صداقة ...
- "بسبس.. بسبس"
قالتها ريهام بتوجس، منذ الصباح تكرر النداء، ولا مجيب.. من شهور، باغتها مواء خفيض، يدنو من الحديقة المجاورة لسكنها.
…وجدت قطة بيضاء، تنزف إحدى ساقيها، ترتعش من الألم، وتحتمى بشجرة، أحضرت علبة من الكرتون، ووضعت بداخلها قطعة من القماش.. حملتها برفق، وأدخلتها العلبة، أطعنتها بضع قطع من اللحم، هنيهة، وبدأت تأكل بنهم.
ألفت أن تطعمها فى الصباح، وقبل الغروب.. بعد أيام، برأت، وحاولت الوقوف للخروج من العلبة، سكنت تنظف نفسها بفمها.. ثم تتمسح فى ساقيها، وترنو إليها. جرت إلى شجرة بالحديقة، ووقفت بجوارها تحرك ذيلها، وكأنها تقول لها: ضعى الطعام هنا..
بحثت ريهام عنها فى جنبات الحديقة، لعلها تكون نائمة.. وما كادت أن تبرح طوار الحديقة حتى لمحتها فى نهايتى، ترقد بلا حراك.