صورة العربي في الرواية الإسرائيلية
تهدف هذه الدراسة إلي معرفة الرؤية إلى –العربي– في الرؤية القصصية الإسرائيلية من خلال بعض الأعمال الروائية التي تمكنت من الاطلاع عليها. احتلت صورة العربي في كثير من الأعمال الأدبية عند اليهود مكانا واضحا، وكانت النظرة تجاهه، نظرة واضحة أيضا، فصورته لم تتغير بتغير الظروف والاتفاقيات، بشكل يتناسب وهذه الظروف، وإنما بقيت تراوح مكانها، ولم تتبدل بنظرة احترام على الأقل، بل على العكس من ذلك، فهناك بعض المطالبات بإعادته إلى الصحراء، وتصوره بأنه شجرة بلا جذور، يمكن اقتلاعها في أي وقت.
ومنذ زمن بعيد أدركت المؤسسات الصهيونية ما للأدب من دور في التعبير، بكل ما تنطوي عليه من أفكار وآمال وإشكاليات، فعدته الحامل الأساسي لأفكارها، ومنطلقا لبث خطابها الصهيوني، ومن خلاله حرص الكاتب الصهيوني على رسم صورتين لمجتمعين يسكنان المنطقة ذاتها، الأولى مثالية لمجتمع إسرائيلي متحضر، مقابل صورة مشوهة لمجتمع عربي متخلف. وكان الأدب في خدمة الصهيونية قبل وجودها، كما يقول كنفاني " فالصهيونية لم تولد في مؤتمر بال سنة 1897، ولكن هذا المؤتمر كان تتويجا عمليا لسلسة من الضغوط التي لعب فيها الأدب الصهيوني دورا أساسيا، وإذا كانت نهاية القرن التاسع عشر، هي العلاقة الرسمية لولادة الصهيونية السياسية، فإن الصهيونية الأدبية بدأت قبل ذلك " 1
إن كثيرا من الكتاب العبريين كرسوا كتاباتهم في سبيل خدمة الحركة الصهيونية وتحقيق أهدافها، لذلك تعمدوا التشويه والإساءة إلى العربي والشخصية العربية في كتاباتهم المختلفة، وكان الأجدى أن يسخروا كتاباتهم في سبيل ومحاربة التزييف للعربي والشخصية العربية 2
ولا يجد ج. كوهين مجالا للخطأ في تحديد هويثة العربي، فيقول: " إن العربي مخلوق غريب، يرتدي جلبابا ممزقا، وغطاءاً قذراً للرأس، وتلتف زوجته بثوب أبيض، ويسير أطفاله حفاة، وليس من مجال للخطأ من تحديد هويته، فكل شيء يتعلق به، مادياً كان أم معنوياً ينطق بصفاته، إنه ليس قذرا فحسب، بل هو لص وكذوب وكسول وعدواني " 3.
ويبدو أن الخلافات التي وقعت بين العرب واليهود، وعلى امتداد عقود عدة، ما زالت المعين الذي يغترف منه الأدباء العبريون كثيرا من موضوعاتهم الأدبية، وربما كانت هذه الخلافات محور كثير من القضايا الأدبية التي تصور اليهودي مظلوما، والعربي هو المعتدي، نرى اليهودي في هذا الأدب يحاول المرة تلو الأخرى العمل من اجل السلام، محاولا أن يفسر للعربي، أن على الطرفين أن يتعاونا من أجل حياة أفضل، ويظهر العربي في هذا الأدب غير مقتنع بكلام اليهودي، لا يرى أي مجال لتعايشه السلمي مع اليهود، فيعتدي على اليهودي دائما، فليسلب أملاكه، وينهبها، وإذا احترم العربي إنسانا، فانه لا يحترمه إلا عن خوف، وبكلمة أخرى، فالعربي يفهم لغة القوة فقط . 4
وراحوا يلصقون بالعرب أبشع الصفات وأحقرها "...... وعادة الاستحمام، تكاد تكون عادة غير مألوفة عند العرب، باستثناء غسل بعض الأيدي من أجل الصلاة (الوضوء)، كما أن غسل الأيدي بعد الطعام، يقتصر على بعض الأفراد فقط، وهناك بعض الفلاحين الذين لم يمس الماء أجسامهم منذ فترة طويلة ..... " 5،
وقد تطاول بعضهم حتى وصل به الأمر إلى استهزاء بالقضايا الدينية، وعلى رأسها الصلاة، تقول رواية العاشق: أحضر من البيت سجادة صغيرة وقذرة، ومرتين كان يوقف عمله لبضع دقائق، يخلع نعليه، يفرش السجادة أمامه، وينحني ساجدا باتجاه الجنوب، إزاء المخرطة والحائط المليء بالأجهزة المعقدة، يردد أدعية حماسية لنفسه، وللرسول، الشيطان يعرف، بعد ذلك يدخل في نعليه ويعود للعمل، نوع من التدين الغامض، حتى العرب الآخرون الذين يعملون في الكراج، كانوا ينظرون إليه بجدية متجهمة 6
قالت رئيسة الوزراء الإسرائيلية ذات يوم في مقابلة خاصة مع "صندي تايمز": "لا يوجد شيء اسمه الفلسطينيون، فأتينا نحن وطردناه، واستولينا على أرضه، الفلسطينيون لم يوجدوا قط " 7 ، وقال عاموس عوز: إن العرب في فلسطين كانوا فلاحين قلائل، فقراء وبدائيين، جئناهم بالمحاريث، فردوا علينا بالسيوف، هربوا الجبال منذ رأونا، من هناك أخذوا يلقون علينا كراهيتهم التي لا تستند إلى أساس 8، وأضاف في مكان آخر " ..... لو كان عرب فلسطين قد أحبوا أرضهم، لما كان بوسع أي كان طردهم منها، بدل الهرب منها دون سبب حقيقي " 9 .
وحاول د. عادل الأسطة أن يفسر هذا العداء في قوله : إن قلة تجربة المؤلفين الإسرائيليين مع العرب، مازالت سببا للتصوير النادر والمربك للعرب في الأدب الإسرائيلي، وما برحت شعارات مثل التقاليد والشرف، لمحاولة التقرب من صورة العالم، تستبدل وعياً ومضموناً سياسياً، وتظهر دائما من جديد مستويات مشابهة، تبدو مبرهنة على برنامج مشترك .... على الرغم من أنهم جميعا، خارج الأدب، يعتبرون أنفسهم من دعاة التعايش السلمي مع العرب 10.
فمن الروايات التي تناولت صورة العربي: رواية العاشق ورواية بيت في بغداد ورواية الطريق إلى عين حارود وابتسامة الجدي ورواية أن تقع سبيا إضافة إلى بعض القصص، ورواية العاشق تدور أحداثها حول حرب 1973، وقد تناولت شخصية نعيم، وهو شاب عربي، أنهى دراسته الثانوية، وخرج للعمل في ورشة أدم، في مدينة حيفا، وادم يستغل نعيم حتى خارج مجال العمل في الروشة . من ناحية أخرى يحاول نعيم الاندماج في المجتمع الإسرائيلي،إذ أإن آدم يتقبل نعيم، ويقبله، فقط، كعامل أو خادم، يلتقى الأوامر، وكأداة مساعدة، لبناء الإقتصاد الإسرائيلي.
ومن ناحية أخرى فإن عدنان – شفيق نعيم – ينضم لصفوف المقاتلين في م . ت . ف كدلالة على التمرد والثورة على الوضع الجديد وعلى وضعه الشخصي، حيث انه لم يقبل في الجامعة، وأخيرا يلاقي عدنان حتفه، ويطرد نعيم إلى قريته، وهذا يعني أن المشكلة التي وصفها يهوشوع مشكلة العربي، التي هي أيضا مشكلة اليهودي، بقيت معلقة دون حل.
إن هذا الحل الثنائي، نعيم الذي حاول مستسلما الاندماج في المجتمع الإسرائيلي، وعدنان الفدائي المتمرد والثائر على المجتمع اليهودي المغتصب للأرض الفلسطينية، جاء ليدل ضمن أشياء أخرى على انه يجب عدم التعامل مع العرب، كأنهم كتلة واحدة، كما كان نهج المجتمع الإسرائيلي في الستينات والسبعينات، بل يجب التفرق حتى بين اخوين يعيشان تحت سقف واحد، ومن هذا المنطلق يقتل يهوشوع عدنان الفدائي، لأن كل من ينادي بالكفاح المسلح كحل للقضية، نهايته الموت كما يرى الراوي ذلك 11.
إن نعيم – العاشق – يعشق ابنه آدم، وكأنه يريد الاستيلاء على إرث آدم " الأرض " فالنزاع يدور بين العرب الذين يسعون لاسترداد أرضهم وبين اليهود، وربما كان إبعاد نعيم وطرده إلى قريته، يشير إلى أبعاد العرب وإقصائهم عن مراكز السلطة أيضا.
وتقول رواية بيت بغداد مركزة على الجوانب الاجتماعية: كان حافي القدمين قذر الثياب، وأحيانا يشد فوق دشداشته زنارا أقذر منها، وأحيانا أخرى كانت دشداشته تتطاير مع الرياح، وليس لها ما يشدها إلى وسطه، ثم يعود، فيدق بابنا، أو أي باب آخر عند الظهر، وينتظر بهدوء صحن الطعام، وقد اقتربت منه مرة فرأيت القمل يسري بين شعرات رأسه القصير، كما تبينت أن ما اعتبرته دائما وسخا وقذارة على وجهه، لم يكن إلا لحية غير منتظمة، وشاربا مضحكا، يمتزج فيه التراب بالشعر بالأقذار من كل نوع، وقد كنت أحبه وأخشاه، منذ رأيته في صرعة من صرعاته ذات يوم، إلا أنني كنت دائما أشعر بالراحة عندما أراه يلتهم الطعام، الذي يقدمونه له في دارنا بسكون، ويعمل فيه أصابعه الطويلة الأظافر الوسخة دائما، وكان يمسح يديه بدشداشته، ثم يترك الصحن الفارغ دائما على زاوية المدخل، ويغادر الدار، دون كلمة شكر، بدو أن يلتفت إلى أحد 12.
ويظهرون العربي بأنه منفعل دائما، ولا يتردد في قتل اليهودي، يقول الكاتب " غريب بين أخوته ": وسأل عبد المطلب: ما اسم الأخ ؟ فأجاب طارق عن سليم: " رحاميم " يهودي؟ على مركبي ؟ - قالها الشيخ الراقص، وهو يثب، مستلاً خنجره: كلب ابن كلب " قفز عبد المطلب وبهية، فوقفا حائلين بينه وبين الشيخ، وبقي سليم على الأرضية منحنيا مكورا، لا يسعه حتى إلقاء نفسه في النهر في الظلام، وصاح فيهما الشيخ جاسم: ابتعد لأمزقه كما تمزق السمكة، وتراءى الموت لسليم أفندي على هيئة رجل بجلابية، وفي يده خنجر، يفصله عن شخصان، يستطيع أن يبقرهما، هما أيضا، لو أراد، ووضعت بهية يدها على ذراع الشيخ وقالت له متذللة: حرام ياشيخ أن نهدر الليلة الرائعة من أجل يهودي حقير، لننزله على الشاطئ ونمض 13.
ولعل من أكثر الصور التي ركز عليها الروائيون اليهود، واستغلوها لأجل تشويه صورة العربي، قضية الجنس، التي استغلها الكتاب اليهود، وأعطوها أبعادها لا تمت للإنسانية والفكر الإنساني بصلة، يقول أحدهم : ظهرت بهية على المنصة، بقدميها الرافستين، وثدييها المنطلقين .... إذ أججت في الرماد، وأيقظت الشهوات، وفكت أسر النمور الجائعة، وتهاوت على المنصة باقات الزهور، فسقطت أمام قدميها، وكانت عينا سليم أفندي ترتشفانها ارتشاف ماء العين البارد، وتغرز في رجليها وفخديها المكتنزتين الأملسين، ووسطها الذي كانت حركاته ترسم أشكالا من الدعوة والتمنع في آن، وكانت فتائل بنفسجية غضة كالفجر تحيط بذلك الخصر المتين تخفي القليل وتكشف الكثير، إنه لهيب حياته ثمنا لأن يكون فتيلة من تلك الفتائل، أو أرضا تحت قدميها المتراقصتين، ولأن يلحس العرق من جسدها، ولأن يعتمد في هذا المنبع، إنه سبيله الوحيد إلى تحطيم الأغلال التي تحول بينه وبين أن يكون منهم، وانتصب الشيخ جاسم الجبار الطويل الممتلئ انتصابة كاملة، ونزع عقاله المذهب، كعادته كل ليلة، ولفة كالتاج بلفة من الدنانير، ثم رماه عند رجليها الراقصتين 14.
وكانت صورة العربي صورة ذلك الإنسان الظالم المتجبر التي يتحكم المسيطر عليهن، دون استشارتهن، يفعل بهن ما يريد، ومتى يريد، وكيفا يريد يقول: لا بد أنها محشوة بين شيخين، ويبدو عليها بلا شك أنها تتمنى الخلاص من كماشة فخديها ورائحة التبغ المنبعثة من فميها، والخنجر المنغرز في زناد جلابية كل منهما، أنها تعرفهم وتخاف مما قد يقدمون عليه على حين غرة 15.
وتظهر رواية العاشق العربي بأنه لص ومختلس، يقول كاتبها على لسان نعيم في روايته، على شكل مونواوج داخلي: "هيا، اهرب بسرعة قبل استدعاء الشرطة فعلا، مع ذلك لن أهرب قبل أن آخذ شيئا، كتاب مثلا، إذا اختفى كتاب، فلن يفكروا أبدا بلص، تعلمناه، فتحت كتابا آخر – حساب، كتاب ثالث لواحد يدعى ناتان الترمان، غير معروف، فلنجربه، ادخله في المنديل الكبير الذي على اليد المعلقة، وبسرعة أخرج من البيت 16.
وينظر بعض الروائيين اليهود إلى العربي بأنه بعيد عن الإخلاص، ولا يمكن أن يخلص في عمله، حتى وإن أخلص، فإنه يخلص لمصلحة خاصة، وينتهي إخلاصه بانتهاء المصلحة " لكن إخلاصه فريد في نوعه، أو أن ذلك، قد لا يكون إخلاصا، منذ سنوات لم يتغيب يوما واحدا عن العمل، وليس بسبب خوف من الفصل، إنه عامل دائم، وله حقوق كاملة، وفي أول الشهر يلقي له " ارليخ " بأربعة ألاف ليرة نقدا، يدسها حميد مباشرة، بدون عد في جيب قميصه بصمت، كيف يصرف هذه النقود، لا أحد يعرف، دائما يظهر بلباس رث حذاؤه بال 17.
وقد ركز أدب اليهود على قضية استشارة البنت في الزواج، وأنه لا رأي لها، وأنها عبارة عن سلعة تباع، وكيف أن البنت مهضومة الحق : وستنامين في جذع الشجرة، ولن تذوقي الخبز والماء والحليب والزيت والتين، وسآتي إليك صباحا ومساء، لكي اسمع ما تقولين .... ويستمر هذا الوضع بضعة أيام، وفي أحد الأيام تقول الفتاة لأبيها : عندي شرط يا أبي فإذا وعدتني بتلبية سأعمل ما تأمرني به، والشرط إذا أردت لي أن أكون زوجة لعلي القصير، هو أن تبني لي غرفة خاصة بي في ساحة البيت، وان يكون لي قدر خاصة، وطنجرة وجرة وحصير وسرير، وهنا يصيح الأب : ( على عيني وعلى راسي )، ويفك الحبل، ويدفع ابنته من كتفها، وهو يقول : اذهبي ....... 18.
والسؤال الآن هل هناك منه يتعامل مع ابنته بهذه القسوة، هل شخصية الإنسان العربي تمتاز بهذه الصفة، وان كان شخص أو اثنين يتعامل هنا أو هناك مع بناته بهذه الطريقة، هل هذه ظاهرة عامة، أليس من الأفضل أن يركز هؤلاء على ظاهرة تعليم البنات عند العرب – مثلا -، لماذا لم يركزوا على أن المرأة شاركت الرجل في العمل داخل المنزل وخارجه، لماذا لم تتغير الصورة عن العرب منذ عقود مضت.
يصور الكتاب اليهود الجندي العربي خلال المعركة في أدبهم، بصورة ذلك الجبان الهارب، فما إن تبدأ المعركة، حتى نرى العربي يلقي سلاحه، ويهرب، بل في كثير من الأحيان لا يستعمل سلاحه، ولعله لا يجيد استعماله، ولا يقاتل عن مبدأ، والمقاتل اليهودي دائما هو المنتصر على الرغم من كثرة عدد العرب، وقلة عدد اليهود المقاتل اليهودي دائما هو المنتصر على الرغم من كثرة عدد العرب، وقلة عدد اليهود المقاتلين 19، وقد سيطر الجبن والخوف والهروب من المعركة عند الجندي العربي على كتابات العبرانيين، مقابل الجندي اليهودي المدرب القوي الشجاع، فالإعجاب الشديد بالعسكري الإسرائيلي المتشبث بأرضه – كما يزعمون – والدفاع عنها، بكل قوتة، مقابل ذلك، ومناقضا له، تصوير الجنود السوريين ويراد من خلالهم استحياء صورة متكاملة للعسكريين العرب، في هيئة القساة المتوحشين وغلاظ القلوب وبقدر ما هو واضح فانه هذه المقارنة تخفي عنصرية ذات رؤية اشد رجعية في إبراز التفاوت الحضاري للمجتمعات، على أساس انتماء الشعوب إلى أجناس " عليا " وأخرى " دنيا "، مبرزة مفاهيم من نوع خاص، تغفل الزمان والمكان، وتختزل التاريخ والحضارة 20
نظرت الرواية الإسرائيلية إلى فلسطين بأنه منتم إلى طور تاريخي بدائي، فركزت منظورها على الريف الفلسطيني، حيث يحيا البدوي والفلاح، وأظهرته متخلفا غير جدير بالبقاء، متجاهلة المدينة الفلسطينية التي كانت تمثل ثلث فلسطين، فجسدت بذلك فكرتي: التفوق والانفصال والاستيطان . وما كان ممكنا لكتابات تنطلق من الواقع الحياتي، ومن تجربة الفرد الذي يلتمس طريقة لتحقيق ذاته في شروط تتيح له ذلك، فيخفق أو ينجح، أن تقدم أعمالا قصصية : رواية أو قصة قصيرة، المتضمن تقارير وأوصافا ومعلومات تمليها الأيديولوجيا، في خدمة هذه الأيديولوجيا، فهذه الثنائية تقابل بين التخلف العربي والتمدن الصهيوني، وتكشف أن الأول يهدد الثاني بالدمار، وهذه المقولة يكررها عوز في جميع أعمال، وهي تمثل ثابتا من ثوابت الأدب الصهيوني بعامته.
وفي المقابل انظر كيف يصور اليهود أنفسهم، يقول : الاشكنازي الأول الذي التقيت به كان إنسانا حكيما، دمث الأخلاق، يتسم بالحيوية والوسامة، مع مرور الأيام، اتضح لي، انه أكثر من كونه حكيما، فانه يحذق التظاهر بالحكمة، وأكثر من كونه حسن العشرة، فانه يعرف كيف يتشح بحسن العشرة، كانت وسامته عونا له، وقد وافقت حكمته ووقاره توقعاتي، فالتربية التي نشأت عليها في مسقط رأسي، أغدقت الخلال والمزايا الحسنة على كل إنسان أوروبي، أدهستني لطافته، وجعلتني في حيرة من أمري، مثل ذلك، أمير ينحني ليربط حذائي، كلما ازداد لطافة وقربا، ازدادت حيرتي، كان الحجل يغمرني، كلما التقيت به، أو صادفته، وكان الخوف من التحدث معه يعكر علي صفو روحي طويلا، كنت أراجع نفسي وأتفحص كل كلمة، كنت أخشى اللقاءات معه وأتوق إليها، وجدت في " تمير " ينبوعا دافقا 21.
وكانوا يبرزون إنسانيتهم ومحبتهم للناس، ويركزون على الجوانب الإنسانية فيها، تقول كاتبة " بعد عيد الشجرة " (*) على لسان امرأة بسيطة، كن قد عالجها طبيب يهودي ثم جاءت تشكره في بيته، تقول لزوجة الطبيب : أنت لا تعرفينني، جئت ذات مرة إلى الطبيب، كنت أعاني من حمى شديدة، والتهاب في الحنجرة، فأعطاني دواء، وأعطاني الشال أيضا لكي ألفه حول رقبتي، وقال لي : عند المرض في الشتاء يجب تدفئة الرقبة : لقد شفيت الآن، وأود أن أعيد الشال إليه، أنا مدينة له ببعض المال، ولكنني لا أملكه الآن، وقد قال لي الطبيب أن أدفع عندما استطيع ذلك 22 .
فالقولبة العنصرية تجاه العرب، تبدو رجعية في إبراز التفاوت الحضاري للمجتمعات عندهم، على أساس انتماء الشعوب إلى أجناس، عليا حضارية، وأخرى، دنيا متخلفة 23 . فقد تناولت رواية " الطريق إلى عين حارود " شخصية محمود، هي شخصية محورية، بقدر محورية الشخصية اليهودية – الراوي – التي هي شخصية الكاتب ذاته إلا أن محور شخصية محمود، لم تعط مصداقية تقنع الآخرين بمعاملته معاملة أخرى، تناقض المعاملة المقبولة المعادية التي يصورها الكاتب اليهودي إزاء العربي، ومع أننا نجد في أغلبية أجزاء الرواية تعبيرا صادقا عن التعاطف مع " محمود " يعكس تعبيرا صادقا مكملا عن الندم وإعادة النظر والخيبة والإحباط الذي تستشعره الشخصية اليهودية الموازنة،إزاء ما كابده الشعب العربي الفلسطيني من عذاب وتشرد وهلاك على يد الصهيونية، ومع أننا نجد رؤية واقعية لموقع العربي في عملية الخلاص من كابوس العدوان الإسرائيلي، رؤية يمثلها قول الكاتب: " يتعين علي أن أجد عربيا ... كل خطتي للهرب مبنية على العرب " مع كل ذلك فان غرض توظيف الشخصية العربية لم يكن، بأية حال لذاتها بقدر ما كان لخدمة مواقف الكاتب ذاته من مسار بعض التطورات الإسرائيلية.
وربما تكون الأسباب عديدة لهذه النظرة، وذلك اعتمادا على المناطق التي جاؤوا منها، وقناعاتهم وأفكارهم، فقد شاهد رواد موجات الهجرة الأولى العرب، قبل كل شيء، عمالا وتصوروهم رمانتكيين – قاصرين، مثل " موشيه سميلانكي " ويهودا بورلا " وشعر هولاء الكتاب، من حيث هم مثقفون، ودون معرفة الثقافة العربية ودون الاتصال مع مثقفين عرب، شعروا بأنهم متفوقون ومكلفون، وقد اسقطوا في الوقت نفسه ( بسبب الثورات العربية عام 1920 و 1921 )، صورة ملاحقي الشتات من الأوروبيين على العرب، ويبدو هذا في كتابات " برينر " و " يوسف اريخا " وآخرين لقد تشابهه في نظر اليهود العربي والأرض: غريب ومخيف، وحشي وعدو . وقد أعاقت المواجهات اليهودية العربية، في العشرينات والثلاثينات، تجارب وتصورات أدبية تشكل الجانب الأخر للصورة النمطية . لقد عبر الأدب العبري، في تلك السنوات عن مشاكل المستوطنين والمهاجرين، وصور، في النهاية، الذات ورسم لها صورة اليهود الجدد . ونادرا ما أشار إلى رغبة – تقريبا لدى حركة الكنعانيين منذ 1940 – في تصوير العرب كأقوياء وأصلين 24.
وهناك استطاع أجراه احد المحاضرين بكلية التربية في جامعة حيفا، البروفيسور " اديركوهين "، وقد أرفق الباحث نتائج الاستطلاع بمقدمة كتاب له حول " انعكاس شخصية العربي في أدب الأطفال العبري "، شارك في الاستطلاع ( 520 ) طالبا، طلب إليهم أن يكتبوا حول خمسة مواضيع، وهي:
أولا : ما هي التداعيات التي يثريها سماع كلمة: عربي؟
ثانيا : كتابة قصة أو وصف قصير أو موضوع تعبير حول لقاء مع عربي.
ثالثا : تلخيص كتاب قرؤوه، ينطوي على وصف للعربي، وشرح مؤثراته عليهم
رابعا : محاولة شرح أسباب النزاع مع العرب.
خامسا : المهاجرة بآرائهم فيما إذا كان أحرز السلام ممكنا، وفيما إذا كان ممكنا قيام حياة صداقة وتعاون مع العرب، وجاءت النتائج كما يلي:
1.مستوى الخوف من العربي عال بشكل مذهل، ففي أكثر من 75 بالمئة من الإجابات ترافقت شخصية العربي مع خاطف الأولاد والقاتل والمخرب والمجرم وأشباه ذلك.
2.تجريد شخصية العربي تجريدا سلبيا، ففي حوالي 80بالمئة من الإجابات تأطرت تشابيه العربي في العبارات التالية : يعيش في الصحراء وصانع الخبز ويلبس الكوفية وراعي بقر وذو سحنة مخيفة وفي وجهه ندبة وقذور ونتن وتنبعث منه رائجة كريهة وغيرها.
3.الجهل التام، بين أوساط الطلاب اليهود، لشكل العربي وهيئته وهندامه وتاريخه وعاداته، فبعض الطلاب قال أن العرب " أصحاب شعر اخضر " فيما أكد البعض الأخر أن " العرب لهم ذيول ".
4.تسعون بالمئة من الطلاب يتنكرون لحق العرب في البلاد، ويؤمنون بأنه ينبغي قتلهم أو شنقهم أو ترحيلهم.
5.القلائل من الطلاب حاولوا شرح أسباب النزاع مع العرب بقدر مناسب من التفصيل، فيما اكتفى الباقون بجمل مقتضبة ومبتسرة من سياق التاريخ : " أنهم (أي العرب) ينوون قتلنا ..... وتشريدنا من البلاد ..... واحتلال مدننا . وقذفنا إلى البحر.
6.غالبية الطلاب الذين يرغبون بالسلام أن " السلام " ينبغي أن يعني تسليم العرب بالسيادة الإسرائيلية على " ارض إسرائيل الكاملة " بما فيما ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويرد الباحث ذلك إلى واقع انه في الخمسينات والستينات كان الاتجاه الطاغي، بشكل تام، على أدب العبري هو اتجاه تشويه شخصية العربي، أما في السبعينات ( وتحديدا في أعقاب حرب أكتوبر 1973 م ) والثمانينات، فبتنا نجد بعض القصص النادرة التي تحاول أن تقدم بطلا عربيا، يمكن أن يكون ذاته الإنسانية، في تحول بسيط صوب التعامل مع شخصية العربي كانسان وصاحب حق، ومن هذه الكتب النادرة أعمال وبنيامين تموز، ودوريت اورغاد، وموشيه بن شاؤول 25.
وأراد كاتب بنت الشيخ (*) أن ينقل صورة عن حياة القبلية العربية و علاقتها بالقبائل المجاورة لها، فقد اظهر هذه القبائل في حالة خلاف وتناحر دائمين، فيعرض لخلاف بين القبلتين، قبيلة جبلي التي يتزعمها الشيخ عبد الله وهي القبيلة الأقل عددا، التي تنجب الإناث فقط، ومات الشيخان، وظل الخلاف قائما بين القبيلتين حول قطعة ارض، تحول هذا الخلاف إلى نوع من الغيرة، تمثل في رغبة شباب قبيلة جبلي في الزواج من بنات قبيلة شهلى، وبالتحديد من جميلة الجميلات فاطمة بنت الشيخ خليل بن عبد الله شيخ القبيلة.
ويركز الكاتب على الإشاعة التي انتشرت بان ثمة علاقة محرمة تجمع بين فاطمة وابن الشيخ إبراهيم – من قبيلة جبلي – وان فاطمة حبلى منه، وذات يوم بدؤوا في التحدث في القرية، ويقولون : أن الابن الصغير للشيخ إبراهيم يحب فاطمة، وأنها تبادله الحب ...... وبعد عدة أسابيع بدؤوا التحدث عن حمل فاطمة 26.
فهو يلغي الأخر ليسلب مكانه، والإلغاء يتخذ أشكالا متعددة منها التحول بالأخر إلى حيوان، وان لم يكن ذلك ممكنا فانه يتمثل في الكتابة التي تمثل الرغبة، ومن النماذج هذا المسخ يقول مردخاي طبيب ( ولد 1910 )، في قصة " قيثارة يوسي " أن العرب الصغار " متوحشون بطبيعتهم "، ويرى يوسف اريخا ( ولد 1906 في اوليبك، هاجر إلى فلسطين عام 1925 في قصة " الرسام والراعي "، العربي " حية مفترسة "، وفي قصة " ليلة ليلة " " خنفسة كريهة "، وذئبا متوحشا، ويراه عاموس عوز في قصة " البدو الرحل "، ثعلبا ذا أسنان طويلة، ويراه اشربراش في قصة " صفية المسيحية " كلبا قذرا ويراه موشيه سيملانسكي خنزيرا وثورا، ويراه يتسحاق تشامي ( 1888 – 1949 ) في قصة " انتقام الإباء " طيرا مهاجما تتوهج عيناه، كأنها وضعت في النار، ويدل هذا المعجم اللغوي المتكون من أسماء الحيوانات على ما يعتمل في داخل الذات من كراهية ورغبة في إلغاء الأخر .
ويمكن تلخيص صورة العربي فيما يلي :
الملامح الخلقية الملامح العقلية الملامح النفسية والسلوكية
قبيح الوجه / قذر / ذو شارب ممسوح العقل / غبي / انحطاط الجبن / الذل / الكذب / الجشع / الحقد كثيف / عينان قاسيتان / يشبه فكري واجتماعي / جهل بالعلم والكراهية / الحسد / الغدر القتل من الحيوانات / ( الذئب، الحمار، والحضارة ومبتكراتها اجل المال والنساء ..... الخنزير، الجرادة ...... ) ومعاداتها ......
ويمكن المقارنة بين مجتمعهم والمجتمع العربي – من وجهة نظرهم – كما يلي :
المجتمع الإسرائيلي المجتمع العربي
رفاهية / حضارة / تطور عطاء / حرية استغلال / تخلف / همجية / جهل/
فان صورة الأخر في أدب هذه المراحل جميعها قلما اختلفت، لان المنظر الذي كونته منظومة الأفكار الصهيونية، وان تلون في بعض الحالات، بقي هو نفسه ثابتا، شخصية تدعو إلى تجسيد الانفصال في كيان استيطاني، يقوم على ارض فلسطين، من دون النظر إلى أن هذه الأرض العامرة بأهلها، وفي هذا إضافة إلى الانفصال عن العالم، إلغاء ومنذ الأصل، للأخر الذي يعيش على هذه الأرض منذ ألاف السنين، ومع ذلك فان صورة العربي في الرواية الإسرائيلية يمكن تقسيمها إلى عدة مراحل:
1.مرحلة ما قبل 1948، وتمثلت صوره العربي في:
العربي غريب ومخيف، ومرتبط بالمرض والجنون، وعليه أن يتقدم، أو يبتعد عن هذه الأرض.
العلاقة بينه والأرض هي علاقة ارتباط بأرض مريضة، يجب ان تزال منها المستنقعات ومن أصحابها الملاريا، وهذه هي مهمة اليهودي.
جاء دور العربي فيها قائما على المنفعة، بحيث يكون خادما او عاملا في خدمة الإسرائيلي، لان اليهودي آنذاك بحاجة إلى العامل والحرفي والنجار.
جاءت صورة العربي في هذه الفترة شخصية مساعدة للجوانب الرئيسة، بمعنى يمكن أحيانا حذفها دون أن يؤثر ذلك على الأحداث.
صنف العربي في هذه الفترة إلى فلاح وبدوي، ولم يشر إلى دور المدينة .
استخدمت كلمة عربي دون فلسطيني، وهذا أراه يرجع إلى تأصيل فكرة " ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ".
صورة العربي هي ذلك الجاهل المتسول المنتمي إلى الصحراء، ومن كانت هذه صفاته، فلا يحق له امتلاك الأراضي وزراعتها، وهو في الوقت ذاته مثير للرعب، يقوم بالعمليات ليلا، وفي النهار يتظاهر بالمسكنة .
2. مرحلة ما بين 1948 – 1967:
فبعد قيام الدولة العبرية على ارض فلسطين، وبسبب القوة، تغيرت بعض المفاهيم، واستبدلت بمفاهيم أخرى، انعكست على الأدب بشكل عام، ومنه الشخصية العربية، ففي هذه الفترة تداخلت صورة العربي ضمن المحاور التالية:
بما أن اليهود أصبحوا في مركز القوة، راحوا ينعتون العربي بصفات انهالت وبسرعة بعد قيام دولتهم، فظهر العربي بصفات سلبية، مثل : لص – مخرب – محارب – جاسوس – رجل عصابات – عدو – قذر – قاتل ....... إلى غير ذلك من الصفات السلبية 27 .
ظهر الفلسطيني وكأنه هو الذي انسلخ عن جلده الفلسطيني، وانسلخ عن هويته، وبخاصة في المناطق المحتلة سنة 1948.
اما الفلسطينيون الذين يعيشون خارج حدود 1967، فهم متسللون ومخربون، هدفهم القضاء على دولتهم .
وفي هذه الفترة ظهرت رواية " خربة خزعة " ليزهار يميلانسكي، وعند صدورها سنة 1949 أثارت ضجة، وبعد ثلاثين سنة ثارت الضجة من جديد إلى أن هذه الرواية يمكن وصفها بوثيقة إدانة، تستند إلى وقائع حدثت في شهر تشرين الثاني ( نوفمبر ) عام 1948، تمثل – كما كتبت صحيفة " معاريف " – شهادة دافعة على السلب والنهب والحرق والتدمير والتهجير الجماعي الذي مارسته المنظمات الصهيونية ضد العرب الفلسطينيين وقراهم، لتسهيل الاستيطان اليهودي على أنقاضها " 28.
ظهرت بعض الروايات التي لا تؤثر في المجتمع، ولكنها تعترف بالظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني، ولكن في المقابل كانت هناك القوة المؤثرة، والأكثر تداولا بين الكتاب، ترى في العربي بأنه شخصية عدوانية، ولا يعرف إلا لغة القوة.
3.مرحلة ما بعد 1967:
توزعت الصورة بين اتجاهين :
الأول، كان يرى، وبعد احتلال الجزء المتبقي من فلسطين التاريخية، الذي وصل بين جزئي الشعب الفلسطيني، وأعيدت الصلات والروابط بين قطاعاته المختلفة، كان يرى الفلسطيني في صورة العدو، الذي يمكن أن يهاجم اليهودي في أي لحظة، وهو إنسان غير أمين، ولا يؤتمن، بل هناك بعض الدعوات تدعو إلى التخلص منه، وحتى من أطفاله، لأنهم سيحملون في المستقبل ببناء دولة لهم على هذه الأرض.
الثاني، كان يرى أن سيطرة إسرائيل على الجزء المتبقي من فلسطين، هو نوع من الاحتلال، ويرى في دولته ذات أطماع سياسية وديموغرافية، وبالتالي فقد أعطي بعضهم العربي صورة مركزية محورية، بل إن بعض الروايات، دارت أحداثها في المناطق المحتلة، في الضفة وقطاع غزة، وبهذا منح بعض الكتاب اليهود بعد 1967، وخاصة بعد الانتفاضة، بعض السمات الايجابية للشخصية العربية، متجاوزين الدور الهاشمي المألوف، مثل عماليا ارغمان واهرون برنيع وابراهام ويهوشواع وديفيد غروسمان، يقول احد المناضلين الفلسطينيين خلال مكوثه في السجن " لا يمكنني الجلوس في الداخل، وكل المقاتلين يجلسون في الخارج " 29، وتصفه الرواية كذلك بقولها " في حجرته في السجن كرس ساعات طويلة للقراءة " 30.
ظهرت إحدى الروايات " ابتسامة الجدي " الذي يمثل الاحتلال الإسرائيلي للضفة والقطاع المحور الأساسي لها، ويحتل فيها العربي شخصية محورية مركزية 31 .
ومع هذه الصور التي تظهر في أدبهم على استحياء، أوافق على ما قاله الدكتور رشاد الشامي " أن مفهوم الأدب – عندهم – يعد واحدا من ابرز المفاهيم المسيطرة على الحياة الأدبية الصهيونية " 32 .
وأخيرا قبل أن نعرف ما تملكه إسرائيل من قوة عسكرية، الأولى أن نعرف نفسية البشر الذين يملكون هذه القوة، والنفسية التي يتميزون بها خلال القتل والدمار والتشريد، وهو من وجهة نظري، الأهم ومعرفتنا بأدبهم يقدم لنا كثيرا مما يدور في نفسياتهم، لأنها في النهاية انعكاس وصدى لما يحمله ومجتمعهم من أفكار.
فأرى انه من الواجب علينا، وبعد أن شوهوا صورتنا، ليس في أذهان قرائهم فحسب، وإنما أمام العالم أيضا، فأرى أن تدرس اللغة العبرية في جامعتنا مع أدبها، قديمة وحديثة، مع إنشاء المراكز البحثية التي تعنى بالآداب العربية وتشجيعها، وتفعيل دور المراكز التي تعنى بالشؤون الإسرائيلية، وهذه أولى الخطوات التي يمكن تحقيقها، والبدء فيها، دون أن تكلفنا كثيرا، ولاعتقد أن نتاجها تعود إيجابا على العربي .
الهوامش
2- مزعل، غانم، الشخصية العربية في الأدب العبري الحديث، منشورات دار الأسوار، عكا، 1985: ص 23.
3. رزيق، اليا، الفلسطينيون في إسرائيل، ط القاهرة، ص 178 .
4- مزعل، غانم، الشخصية العربية في الادب العبري الحديث منشورات دار الأسوار، عكا، 1985، ص 86.
5- مزعل، غانم، مرجع سبق ذكره : 15 .
6- يهوشواع، إبراهيم، العاشق، ترجمة محمد حمزة غنايم، ط دار المشرق، شفا عمرو، 1984 : ص 111 .
7- هلسا، غالب نقد الأدب الصهيوني، ط 1، 1995 : ص 10 وما حولها.
8-السابق ص : 9.
9-كنفاني، غسان، مرجع سابق : ص 125 وما حولها .
10-صورة العربي في الأدب العبري المعاصر أ . د . اوتي بوهماير ترجمة أ . د عادل الأسطة، جريدة الأيام، 17 تشرين ثاني، 1996 وما حوله
11 . ينظر غمرة، عمر، الفكر الصهيوني بين القصور النمطي والتصور الفردي في الأدب العبري الحديث، ط . اتحاد الكتاب الفلسطينين، ظ 1 1991 ص 86 – 89
12-موشيه، اسحق بيت في بغداد، القدس، 1973: ص 32.
13-مختارات من القصص العبرية : ص 333.
14-مختارات : ص 327 .
15-السابق : 329.
16-العاشق : ص 129-
17-العاشق : ص 111.
18-مزعل، غانم، ص 14.
19-مزعل، غانم، مرجع سابق ذكره : ص 125 .
– (*) كاتبة قصة " بعد عيد الشجرة " هي الكاتبة روت الموغ .
20-شلحت، أنطوان، ثقوب في الثقافة الأخروية، مؤسسة الأسوار، عكا، ط، 1998: ص 94.
21-مختارات من القصص العبرية، ط دار الجبل، عمان، ط 1، 1998 ص : 301.
22-السابق : ص 295 -
(*) كاتب قصة " غريب بين إخوانه " هو ابلي عمير
23-شلحت أنطوان، ثقوب في الثقافة الأخروية، مؤسسة الأسوار، عكا، ط، 1998 : ص 95 وما حولها.
24-جريدة الأيام، 17 تشرين ثان، 1996.
25-شلحت، أنطوان، مرجع سابق : ص 41 – 43 -
( * ) . كاتب قصة " بنت الشيخ " هو موشي سميلانسكي
26- عليان، سيد، صورة العرب في القصة العبرية القصيرة، ط مدبولي، القاهرة، 1996: ص 18 – 19 . 27
27-ينظر كوهين، ادير، وجه قبيح في المرأة، ترجمة غازي السعدي، ط دار الجيل، عمان، 1988، ص 70، وينظر ص 80 .
28- . سميلانسكي . يزهار، " خربة خزعة "، رواية، ترجمة محمد حمزة غنايم، ط دار الهدى، كفر قرع، 1991 : ص 64 . -
29- عماليا، ارغمان وبرنيغ، اهرون، أن تقع سبيا، رواية، ترجمة محمد حمزة غنايم، ط دار الهوى، كفر قرع، 1991 : ص 64 .
30-السابق : ص 219، وينظر الصفحات 186 – 187، 197، 288، 295، 330، 350.
31-غروسمان، ديفيد، ابتسامة الجدي، رواية، ترجمة حسن خضر، ط اتحاد الكتاب الفلسطينيين، القدس، 1996 : 79 .
32-الشامي، رشاد عجز النصر، الأدب الإسرائيلي وحرب 1967، ط دار الفكر، القاهرة، 1990، ص 28.