الاثنين ٤ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم أشرف بيدس

طقوس جديدة

من الأشياء التي لا أستجيب لها سريعا هي تغيير عاداتي اليومية.. فأنا تقليدي لحد بعيد ونمطي بالفطرة، وتبديل الطقوس التي اعتدت عليها ليس بالأمر الهين، خصوصا إذا ارتبطت في مجملها بك.

الكثيرون يسعون لتحولات حياتية تضيف لهم أبعادا أخري وأوجه لم يعتادوا، ليكتسبوا من خلالها منافع، لكني رضيت زمنا طويلا وعن قناعة بما أنا فيه، ولم أطمح في أكثر من ذلك. فما كان لدي، كان يكفي ويزيد.

ولم يكن تليفونك الصباحي هو فقط إشراقتي التي يبدأ بها يومي، بل كان جهاز تنفس صناعي لمريض يختنق صارت حالته حرجة، رغم أن ليلي كان يستأنس بأحلام لم يفارقني فيها وجهك، والنهار يصبح ممتدا من ابتسامة صافية، أو نظرة عتاب حانية، أو بعض الكلمات التي تتقطر منها الطمأنينة والحنو.

إن مأساتي تتلخص في أن أيامي التي أعيشها كانت موصولة بك وممتدة نحوك، وساعية إلى كل ما يقربها منك، فكيف يكون الخلاص؟

أعلم أنني سأواجه ثورة عارمة من مشاعري، لكنني أيضا سأحاول أن أروضها وأجعلها تعتاد هذه الحياة الجديدة المملة والبطيئة والتي أشعر أنها باردة كألواح الثلج.

كيف كانت أيامي الماضية، سؤال أردده بصفة مستمرة، دون إجابة مقنعة، حتي أنني ظللت أردده علي المحيطين بي، ماذا كنت أفعل في الصباح وفي الظهيرة؟

وللأسف كانت تأتيني إجابات تزيد من حيرتي وتضاعف من كآبتي، وتشتت ما تبقي لدي من تفكير..

كانوا يقولون : بأنني لم أكن موجودا.. تائها.. محلقا أحيانا، وطائرا في أغلب الأوقات، لا أسمع المتكلمين، ولا أري المنصتين، وغالبا ما كان البعض يتهمني بالشرود والجنون..

هذه كانت أيامي معك، استيلاء واستعمارا واحتكارا لمشاعري وجوانحي، فكيف أتخلص من تلك العادات القديمة، وأنا إنسان بنصف إرادة وبلا عقل؟!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى