عرس الدم
إلى الشهيد الحي الذي صعد إلى عليين كي يحرس أحلامنا من لصوص الحياة، راشد الزيود
أغمضَ العينَ كي يَرى مُنـتــهَاهُ
ستُــريـــــهِ الــدمـــــاءُ مــــا لا نَـــــــــــــــراهُ
فالرؤى عندَ غيرهِ ناطقاتٌ
ورؤاهُ ما لـم تَـقُـلْ شَـفـتــاهُ
غادرَ الأرضَ مسرعاً لم يـخنْهَا
قد رأى بيتاً في النَّدى فاشتهَاهُ
للبعيدِ البعيدِ قالَ سَأمضِي
أدركَ المعنَى فَاستعدَّت خُطاهُ
لم يعشْ ساكناً، بهِ القلبُ نهرٌ
قد تَناهَتْ إلى المدى ضفتاهُ
حملَ الأغنياتِ حلماً نديّاً
وبَكَتْ مما تحملانِ يداهُ
معتمٌ دربهُ، وفي الأفقِ شمسٌ
حالــــماتٌ بضوئها مُقلتاهُ
ما تمنَّى سوى زمانٍ جديدٍ
كانَ يدري أنَّ المدى مبتغاهُ
كلما غابَ الموتُ قلتُ لنفسي
أُعجبَ الموتُ بالفتى فانتقاهُ
إنْ يَكنْ مَوتُ النَّاسِ مَحضَ غيابٍ
فــيقـــيـنــــي أنَّ الــحــــيـاةُ اشــــتـــــبـــــــــــــــاهُ
المعاناةُ بنتُ عيش رغيدٍ
والذي في الرَّدى دمٌ وانتباهُ
تتماهى مَع مَن أحبَّت عُيوني
فاسألوا الخائنينَ مَعْ مَنْ تَماهُوا
كانَ أعلى منْ كلِّ شعرٍ بليغٍ
فاقتبسْ منهُ يا كلامي رؤاهُ
ثاقبٌ كالرصاصِ عزمُ شهيدٍ
كيفَ يُنسى من أنجبتهُ يداهُ
إنْ توارى الشهيدُ تحتَ ترابٍ
لم أجدْ حياً في الترابِ سواهُ