الثلاثاء ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم جودة عبد الفضيل

عفوًا.. إنَّهُ شيءٌ لا يُباعُ!!

.. وكُنَّا نَمضي غيرَ آبِهينَ بشيءْ يُزعجُنا، ولا هَمٌّ هنالكَ يُعكِّرُ صفوَ براءَتنا؛ نلهو ونَمرحُ ونتسابق، نضحَكُ ونلعبُ ونتعلَّمُ، وهكذا عِشنا طفولتنا في قريتنا الحبيبةِ؛ عشناها كأسعدِ ما يكونُ.

وكُنتُ مُحاطًا بأشياءَ كثيرةٍ جميلةٍ؛ الطَّاحونةُ القديمةُ التي كُنَّا نقضي ساعاتٍ وساعاتٍ نلعبُ فوقَها وندورُ حولَها، والحديقةُ المُثَلَّثة التي كانَ لها شكلُ المُثلَّثِ الهندسي، وكانتْ تمتلِئُ بالأشجار الجميلةِ واللُّعَبِ المُمتعةِ التي لم نكنْ نشعرُ بالوقت مَعَها، ومدرستي الجميلة التي ما زلتُ أذكُرُ كلَّ تفاصيلِها وأَحتفظُ بكثيرٍ من الصُّورِ والذكرياتِ فيها، وما زِلتُ على وِصالٍ معَ بعضِ أصدِقائي ومُعلِّميَّ فيها؛ وأُقسِمُ أنَّ القلبَ لَيَخفِقُ خفقًا حينَ أُحَلِّقُ في فضاءِ الذكرى وأعودُ إلى هذه الأيَّامِ؛ فما أجملَ الماضي وأعزَّ الذكريات!

كنتُ أذهبُ إلى مدرستي، فإذا مَرَرْتُ بأحدِ البُيوتِ الموجودةِ في طريقي أقفُ أمامَه مُعجبًا مُتأمِّلا جمَالَهُ وبَهاءَه، لقد كانَ هذا البيتُ آيةً مِعماريَّةً فريدة؛ تصميمُه أنيقُ، مُحاطٌ بسورٍ لهُ بابٌ خلفَه بَهوٌ واسعٌ بهِ شجرتانِ هُذِّبتْ أورَاقُهما وفُرُوعُهما بِنَسَقٍ بهيجٍ، وخلفَ البيتِ مزرعَةٌ صغيرة بها بعضُ الحيوانت الأليفة التي يُربِّيها أهلُ البيتِ، وبعضُ الأشجارِ المُثمرة الجميلة.
كانتْ تشعرُ نفسي بشيءٍ من السَّلامِ والسكينة إذا نظرتُ إلى هذا البيت، ومنْ شدَّةِ إعجابي به كنتُ أتحَدَّثُ عنه كثيرًا، حتَّى سألتُ أبي عنه وعَنْ أصحابِه، فأخبرَني أنَّ لهذا البيتِ قصصًا وحكاياتٍ، فصاحبُ البيتِ رجلٌ طَيِّبٌ لم يرَ منه أهلُ القريةِ إلا الخيرَ، وقد ورِثَ البيتَ عن آبائه وأجداده الذينَ سكنوا القريةَ قديمًا ولا نعرفُ أحدًا أقدمَ منهم في القريةِ.

قبلَ سنواتٍ كثيرةٍ جاءَ مجموعةٌ من الأجانبُ إلى قريتنا، وكانوا أغنياءَ لهم من المالِ ما لمْ نرَ له مِثلا من قبلُ!

ثمَّ بدؤوا يعرضون على أهل القريةِ شراءَ منازِلِهم بِمُقابلٍ سخيٍّ، وعَلَّلوا الأمرَ بأنَّهم رجالُ أعمال ومُستثمرونَ يُريدونَ تطويرَ القريةِ وتحويلَها إلى مركزٍ سياحيٍّ وحضاريٍّ عالميٍّ!!

ومعَ الأسفِ الشَّديد؛ فإنَّ عددًا كبيرًا من سُكَّان القريةِ قدْ غَرَّهم سخاءُ العرضِ وانخدعوا بالكلامِ المعسول فقبلوا أن يبيعوا بُيوتَهم لهؤلاء الغُرباء!

بينما بقيَ بعضُ السكانِ مُتمسكين بأرضِهم ورفضوا أن يبيعوا بُيوتهم، وقالوا إنَّها بُيوتُنا التي نشأنا وتربينا فيها وعِشنا وعاشَ أَهلونا وآباؤنا ووأجدادُنا من قبل؛ فكيفَ نتخلَّى عنها ونبيعُها؟!

لكنَّ هؤلاءِ الغُرباءَ الأثرياءَ كانَ لهم عَلاقاتٌ ببعضِ المسؤولينَ في المدينة، فكانوا يستعينون بهم في إقناع الرافضين من السكان بضرورةِ البيع.

فكانَ هؤلاءِ المسؤولون الفسدة يعقدون المؤتمراتِ والندوات ويدعون السكان لحضورها؛ ليكذبوا عليهم ويُشيعوا فيهم أنَّ المشروعَ الذي جاءَ به الأجانبُ سيعودُ خيرُه على الناسِ جميعًا، وأنَّ رفضَ هؤلاءِ السُّكانِ يمنعُ الخيرَ عن الآخرينَ ويعوقُ الوطنَ عن التَّقَدُّمِ والنماءِ المرجوِّ!

وكانَ من بينَ السَّكَّانِ الرافضينَ صاحبُ البيتِ الجميلِ هذا، فكانَ يخرجُ من المؤتمراتِ فيقول:

أيُّ خيرِهذا الذي يكونُ في تركِنا بيوتَنا وبيوتَ آبائنا وأجدادنا؟ إنَّ كُنوزَ الدُّنيا كُلَّها لا يكونُ لها قيمةٌ إنْ تخلينا عن بُيوتنا لأجلها، فهذا وطنُنا الذي إنْ تركناه فلنْ نجدَ غيرَه؛ فالوطنُ كالأمِّ؛ فلكُلِّ إنسانٍ وطنٌ واحدٌ؛ كما أنَّ لكُلِّ إنسانٍ أمًّا واحدةً!

فكانَ السكانُ يسمعونَ هذا الكلامَ فيقعُ في قلوبهم فيزدادُ الرافضونَ تمسُّكًا بموقفهم، ويندفعُ عن المُترددينَ تردُّدُهم في التمسُّكِ ببيوتهم.

حتى بلغَ المسؤولينَ والغرباءَ أمرُ هذا الرجلِ، وعلموا أنَّه سيكونُ عائقًا في سبيل في الاستحواذ على البيبوتِ من أصحابها، فأرسلوا له يُريدونَ مُقابلَتَهُ.

فلمَّا حضرَ الرجُلُ رحبوا به واستقبلوه استقبالا كريما، ثُمَّ أخذوا يسألونَه عن موقفه هذا وتحريضه السُّكَّانَ على رفضِ البيعِ، فكانَ يُجيبهم أنَّ هذا الحقُّ الواجبُ الذي لا يجوزُ غيرُه، فهذه بيوتنا ووطننا، والذي يبيعُ وطنَه يبقى طريدًا ذليلا شريدًا حياتُهُ بائسةٌ، إنَّ هؤلاءِ الغُرباءَ جاؤوا إلينا يُريدونَ شراءَ وطننا، أَنَسَوا أنَّ الأوطانَ لا تُباعُ ولا تُشترى؟!

لا حقَّ للغُرباءِ في الشِّراءِ ولا حقَّ لنا في البيعِ؛ فَلَسنا وحدَنا نملِكُه، إنَّما هو مِلكٌ لنا ولآبائِنا من قبلِنا، ومِلكٌ لأبنائنا من بعدِنا، فكيفَ لنا أنْ نفعلَ ما ليسَ من حقِّنا؟!

وعلى هذا فأنا أؤكدُ لكم أنَّ العقودَ التي أبرمتموها مع السكان الذين قبلوا البيعَ إنما هي عقودٌ باطلةٌ جائرة باغية!

فتبَسَّمَ لهُ أحدُ المسؤولين الحاضرينَ بسمةً ماكرةً خبيثةً وقالَ له؛ هَدِّئ مِنْ رَوعِكَ أَيُّها الأخُ الفاضلُ، إنَّ كلامَكَ طيِّبٌ يوضعُ فوقَ الرؤوس، لكنَّي أراكَ مأسورًا لمخاوفَ ليستْ موجودةً ولا حقيقةَ لها هنا؛ فهؤلاءِ المُستثمرونَ نُبلاءُ طَيِّبونَ لم يأتوا إلى هُنا طمعًا في بيتٍ أو أرضٍ، بلْ جاؤوا لنا جميعِنا بالخير، ونحنُ المسؤولينَ عن هذا البلدِ لم نكنْ لنوافقَ على عرضهم إلا بعدَ أن اطمئننا لهم ووثقنا في صِدقهم، وقدْ وعدونا أنَّ منْ أرادَ استردادَ بيتِهِ المَبيعِ فلهُ كاملُ الحَقِّ في ذلكَ بعدَ الانتهاءِ من المشروعِ؛ على أن يدفعَ فقط نصفَ المالِ الذي أخذه مُقابلَ البيتِ دونَ النِّصفِ الآخرِ الذي تنازلَ عنه المشترونَ الكِرامُ واعتبروه مُقابلا للموافقةِ على البَيْعِ، فلا تَخَفْ يا أخي!!

فأجابَهُ الرجُلُ بثباتٍ وعَزمٍ صادقٍ أنْ كذبتَ؛ فهؤلاء الغرباءُ مُستعمرونَ وأنتمْ عملاءُ لهم، إنَّ هؤلاءِ لمْ يأتوا لنا بخير؛ بل جاؤوا يريدونَ أن يسلبونا أرضَنا ووطَنَنا، أمَّا أنتمْ فقدْ قبضتم ثمنَ عمالتِكم ونذالتِكم؛ وهو ثمنٌ دنيءٌ خبيثٌ سيبقى عارًا يُطاردُكُم ويلعنُ ذِكْراكُمْ من بَعدِكُم!

فاغتاظَ المسؤلونَ غَيْظًا شديدًا مما سمعوا، لكنَّهم حافظوا على كتمانِ غَيظهم وتظاهروا بِالحِلمِ وسَعَةِ الصَّدرِ؛ من أجلِ السعي في إنفاذِ خِطَّتِهم للبيعِ، فأنهوا لقاءَهم هذا على أنْ يعودوا لِلِقاءٍ آخر في وقتٍ لاحقٍ.

حتى إذا خرجَ الرَّجُلُ من عندهم وعادَ إلى قريتِهِ أخذ يطوفُ القريةَ ويطرقُ الأبواب ويدعو كبارَ العائلاتِ وعقلاءَها للاجتماعِ مساءً في بيتِه من أجلِ مناقشةِ أمرِ هؤلاء الأجانب وعَرضِهم.

وعندَ المساءِ حضرَ المدعوونَ إلى بيتِ الرجل ولم يتخلَّفْ إلا عددٌ قليلٌ، فلمَّا بدأ الاجتماعُ رحبَ الرجُلُ بالحاضرين ثمَّ أخبرهم أنَّه لم يدعهم للاجتماع إلا لأنَّ الأمرَ أكبرُ خطَرًا مما قد يظُنُّ البعضُ، فالأمرُ لا يقفُ عندَ بيعِ بيتٍ وشراءِ آخر، بل إنَّ الأمرَ أمرُ وطنٍ لن تُسامحَنا الأجيالُ القادمةُ إنْ خُنَّا أمانَتَهُ، فالأوطانُ ليستْ سلعةً تُباعُ وتُشترى.

فقامَ أحدُ الحاضرينَ وقالَ:

"لقد عرضوا علينا ثمنًا أكبرَ ممَّا تستحقُّ بُيوتُنا، ونحنُ نخشى إنْ رفضنا العرضَ أنْ نُضَيِّعَ فُرصةً لا تتكررُ، كما أنَّهم وعدونا بإمكانيةِ العودةِ عندَ انتهاء المشروعِ، مع دفع نصفِ الثمنِ المأخوذ والانتفاعِ بالنصفِ الأخر؛ فمِمَّ القلقُ والخوفُ؟!"

فقالَ الرجلُ مُستنكِرًا:

"وهلْ صدَّقتم هذه الأكاذيبَ؟! كيفَ انخدعتم بهذه الأباطيلِ؟! كيفَ وأنتم العُقلاءُ النُّبهاءُ؟!

إنَّ هؤلاء القَومَ لا يُريدونَ الجُدرانَ التي تعيشونَ بينَها، إنَّما يُريدونَ سرقةَ وطنكم، ثُمَّ محوَ هويتَه وتغييرَ ملامِحِه، فإياكُم أن تستجيبوا لهم، وهَبْ أنكم بعتم وطنكم؛ فأينَ تذهبونَ؟! أتظنون أنَّ وطنًا غيرَه يسعُكُم؟! إنَّ الأوطانَ أيْضًا لا تُصطَنعُ!"
فتأثرَ الحاضرونَ من كلامِ الرجل، وقالوا له: صدقتَ وأصبتَ عَينَ الحقِّ، ولكن ماذا يمكننا أنْ نفعل بعد أنْ قبلنا عرضَهم ومنَّا من حرر عقدَ البيعِ وقبضَ الثمنَ؟!

فقالَ لهم: تمسكوا بأرضكم وبُيوتكم، لا تخرجوا منها بأي حال ولا تتخَلَّوا عنها بأي ثمن، وردُّوا لهم أموالهم، الحقُّ معكم، واليومُ يومُكم، والتاريخُ أمامَكَم ناظِرٌ كيفَ تفعلونَ؟!

فخرجَ الناسُ من عنده وكلماتُهُ يتردد صداها في آذانهم، ولمَّا جاءَ المُشترونَ وجدوا السُّكان الذين قبلوا البيعَ منتظريهم ومعهم الأموالُ المقبوضة وقد انقلبوا على موقفهم السابق تمامًا!

فتعجَّبَ الأجانبُ وقالوا ما الأمر؟ ولماذا غيَّرتم موقفكم؟

فأجاب السُّكانُ أنْ هذه أموالُكم؛ خذوها ودعونا وقريتنا، ارحلوا عنَّا واتركونا فلا حاجةَ لكم هنا!

وهنا أدركَ الأجانبُ أنَّ في الأمرِ أمرًا، وأنَّ لصاحبِ البيتِ الجميلِ يدًا في كلِّ ما يحدث!، فرجعوا إلى أعوانهم من المسؤولين الفسدةِ وأخبروهم بالأمر، فقال كبيرُ الفاسدين:

"إنَّ هذا الرجُلَ رأسُ الأفعى التي يجبُ أنْ تُقطعَ كي يتمَّ أمرُنا؛ وَلَتُقْطَعَنَّ غدًا!"

وفي الصَّباحِ فوجئَ الرجلُ بهؤلاء المسؤولين ومعهم بضعَةٌ من رجال الأمن في زيِّهم الشُّرَطي، ثمَّ أخبروه أنَّ بيتَه هذا يَجبُ إزالَتُه لأنه يعترضُ مشروعًا مُعَدًّا لخدمةِ القريةِ، وقد قُرِّرَ لكَ مبلغٌ من المال يزيدُ عن قيمة البيت، على سبيل العِوَض، وذلكَ كُلُّه حُكم المَحكمةِ، وأنت الآنَ أمامَ أمرينِ لا ثالثَ لها؛ إمَّا أنْ توافقَ وتأخذَ العِوضَ، وإمَّا _إنْ أبَيْتَ_ أنْ تتجهزَ لإزالةِ البيتِ بالقوةِ بعدَ ثلاثةِ أيَّامٍ فقط!

فما كانَ منَ الرجلِ إلا أنْ نظرَ إليهم نظرةَ تَحَدٍّ وإصرار، وقال لهم بصوتٍ مِلْؤه قُوَّةُ الحَقِّ وصِدْقُ اليقينِ:

"قد سمعتُ كلامكم، وعلمتُ ظُلمكم وفسادكم وعمالتَكم، أمَّا أنا فليسَ لديَّ ما أقولُه؛ بلْ لديَّ ما أفعلُه؛ هذا بيتي وهذه أرضي، وأنتم غاصبون مُعتدونَ، لن أخرجَ من بيتي ولن أتركه، ولْتفعلوا ما أنتم فاعلونَ؛ فإنَّا واللهِ ههنا قاعدونَ!"

فخرجَ المسؤولون من عندَ الرجلِ وقد فعلَ الغيظُ بهم أكثرَ من المرَّةِ السابقة، فقاموا بقطع الماءِ والكهرباءِ عن بيتِ الرجلِ وفرضوا عليهِ حِصارًا شديدًا؛ فلا يستطيعُ هو الخروجَ ولا أحدَ يستطيعُ الدخولَ!

حتى بلغَ أهلَ القريةِ أمرُ الرجلِ والظلمِ الواقعِ عليه، فقالوا كيفَ لنا أنْ نسكُتَ ونتركَ الرجُلَ الذي أنارَ بصيرتنا وأرشدنا إلى طريقِ الشَّرَفِ والنَّخوةِ؟!

لقد شعرَ أهلُ القريةِ بالخجل أمامَ أنفسهم لعجزهم عن نُصرةِ الرجلِ الذي أَيقظهم من سُباتِهم، لكنَّهُ الخوفُ؛ قاتلَ اللهُ الخوفَ في الحقِّ!

فلمَّا دنا الأجلُ وحانَ وقتُ الهدمِ الموعودُ، أقبلَ المسؤولون ومعهم الأجانبُ المُشترونَ وبِصحبتهم جميعًا آلياتٌ ضخمةٌ للهدمِ والإزالةِ، والرجلُ واقفٌ في شُرفةِ منزله بعزَّةٍ وأَنفَةٍ يأبى أن يخرجَ من منزلِه!

وفي هذه الأثناءِ كانَ أهلُ القريةِ هنالكَ مُجتمعينَ عندَ المسجد يندبونَ حظَّهم ويلعنون المُشترينَ الأجانبَ وأعوانَهم من المسؤولينَ الفاسدين، ويدعونَ للرجلِ الطَّيب أن يُنجيَه اللهُ من بطشهم وظُلمهم!

فبقوا على ذلكَ حتى قامَ رجلٌ منهم يصيحُ فيهم؛ وماذا بعدُ؟! أترضونَ هذه الحالَ التي نحنُ فيها؟! أَيُعجبكُم عجزكُم إلا عن مثلِ فعلِ النساء؟!

هلَّا قُمتم لنجدةِ الرجلِ الطَّيب فلا تعودوا حتى تدفعوا الظُّلمَ وتُسقطوا الظَّالمينَ؛ فلا خيرَ فينا إنْ تركنا الرجلَ، بل إن دورَنا في الظُّلمِ والبطشِ سيأتي علينا لا محالةَ إنْ سكتنا!

فانتفضَ الناسُ قائمين وقد مَلَأتهم الحماسةُ وانطلقوا نحو بيتِ الرجلِ فوجدوا الآلياتِ قد هدمت جدارًا من البيتِ فهاجموها وأنزلوا السائقين عنها وأوقفوا الهدمَ، ولم يستطع الجنودُ منعَ هؤلاء الناس بسبب أعدادهم الكبيرة، ثمَّ خرجَ الناسُ إلى مشارفِ القريةِ فقاموا بإغلاقها ورفضوا العودةَ إلا أن يرحلَ الأجانبُ عن القرية ويُعزلَ المسؤولون الفاسدون!

ومع الضغطِ والإصرار تحقق للناس ما طلبوا، وفي النهاية أعادوا بناءَ البيتِ للرجُلِ على أحسنِ ما يكونُ، فذلكَ الذي تراه!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى