على دربِ الشهادة
في حضرةِ الشهداءِ يتضاءلُ المقالُ وتسمو الفِعالُ، وأمام الفقدِ وحزنِ الآباءِ والأمهات وأسئلة اليتامى، تتضاءلُ الكلماتُ وتتوارى الدموعُ خجلاً من حجمِ التضحيات. كلماتٌ مهداةٌ إلى أرواح الشهداء الأبرار في أرضِ الشهداء، دير السعنة، أبناء بلدي الأوفياء، الشهيد محمد ياسين خضيرات، والشهيد محمد خالد هياجنه، وإلى شهداء الأردنِ في كلِ أرض، وهم يرتقونَ مناراتٍ في سماءِ الأردنِ العزيز، لهم المجدُ والخلودُ والدعاءُ بالرحمة، ولنا من بعدهم طولُ الوفاء إن استطعنا؛
على دربِ الشهادةِ والنِضالِ سيمضي كلُّ مقِدامٍ وغالِ
يُقدّمُ للبطولةِ ألفَ معنى ويرنو للكرامةِ والكمالِ
فعندَ الفجرِ قد دنتِ المنايا وكانَ الحُرُ في صفِ القِتال
يُقارعُ بالشجاعةِ كلَّ خَطبٍ يُزاحمُ كلَّ طُلابِ المعالي
ويسموْ ما استطاعَ إلى الثريا ويزهدُ بالسفوحِ وبالجبالِ
وللأردنِ أعطى الروحَ طوعاً أنارَ الدربَ في سُودِ اللياليْ
تسلّح بالدعاءِ وبالأمانيْ وباللهِ العظيمِ وبالغوالِ
وأقسمَ يومَ تشتدُ الرزايا على الأردنِ يُقدمُ لا يُبالي
وإن يروي الترابَ دماءَ طُهرٍ وأن يسقيه من ماءٍ زُلالِ
فللأردنِ ميثاقٌ غليظٌ بأن يسمو على هامِ الرجالِ
وأن يبقى المقدَّمَ في الحنايا على الأولادِ أو نفسٍ ومالِ
فنمْ بالديرَ، إن الديرَ أرضٌ تروقُ لها الشهادةُ والمعالي
توسدتَ الترابَ فطِبتَ حياً وطِبتَ اليوم محمودَ الخِصالِ
فيا أرضاً تهونُ لكِ العطايا ويا وطناً تليقُ بكَ المعالي
ويا أردنُ يفديكَ النشامىْ فلا يغلو على الأردنِ غالِ
ستبقى شامخاً حُراً عزيزاً محاطاً بالكرامةِ والجلالِ
مصوناً كلما دنتْ المنايا مهيباً لا يُضامُ بأي حالِ
سنمضي في دروبِ المجدِ دوماً نُجاهدُ بالفِعال وبالمَقالِ
فأَبشرْ بالكرامةِ يا عزيزاً وأَبشرْ بالحرائرِ والرِجالِ
فقد خطَّ الشهيدُ لنا طريقاً به نمضي على دربِ النِضالِ