الأربعاء ١٦ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم أحمد السرساوي

عندما حال بينهما الموج

لماذا مع الفجر
يَسْتَيْقِظُ الغيمُ حيناً
يُعَكِّرُ صَفوَ الصَّباحْ؟
لماذا تَعودُ الأمَاني ببعضِ التَّجَاهُلِ
للوَصْلِ بينَ جناحٍ وبينَ جناحْ؟
ودوماً يُعانِقُ سِربُ الطيورِ المُسافِرُ
سَطوَ الضَّبَابِ وعُنفَ الرِّيَاحْ؟
أرانَا علَى قِبلةِ الحُلمِ
يَختَرِعُ الليلُ بعضَ الكَوابيسِ
ليسَ لكيْ يَقتُلَ الخَوفُ أرْواحَنَا
إنَّما، قبلَ أنْ نَتَبَادَلَ بَعضَ الزَّغاريدِ،
لابدَّ أنْ يخنِقَ الصوتَ .. طولُ الصِّيَاحْ
لماذا إذنْ ..
حينَ نَفقِدُ أصْوَاتَنَا
نَتَبَاهَى بأنَّ السُّكُوتَ سَلامٌ ..
وأنَّ السَّلامَ سِلاحْ؟
لا أرَى اللهُ رُوحَ التَّوحُّدِ عَافِيَةً
حِينَ تَسْكُنُ في جَسَدٍ
يَشْتَهِي المَوتَ دُونَ جِراحْ ...
*****
هُنا .. يَعشِقُ البَحرُ أمْواجَهُ
حِينَ تَعدِلُ كلَّ مَوَازينِهِ،
والعَوَاصِفُ حِينَ تَجيءُ
سَتَأتِي لَهُ بِالنَّمَاءْ
وَلَيسَ عَلى المَاء ذَنْبٌ؛
فَبَعضُ الوَلاءِ جُحُودٌ ..
وَبَعضُ الجَفَاءِ عَطَاءْ...
وبَعضُ الذينَ تَرَبَّوْا عَلَى حِنْطَةِ المَوتِ
لا يُنكِرُونَ الحَيَاةَ .. ولا يَعرِفُونَ العَدَاءْ
وَأُقسِمُ .. كُل الذِينَ يَدِينُونَ للشَّمسِ
لا يَنتَمُونَ سِوَى .. لِمُعَادَلةِ الحُبِّ وَالكِبْرِيَاءْ
*****
أَرَى الوَقتَ حَانَ ..
لأنْ يَتَعَلَّمَ كلُّ المُحِبِّينَ
كَيفَ يُخَلَّدُ بِالصَّبرِ كلُّ شَرِيفْ
وَكَيفَ يُفَرِّقُ مَنْ يَطْلُبُ الحَقَّ ..
بَينَ سَمَاحِ القَوِيِّ .. وَبَينَ خُنُوعِ الضَّعِيفْ
أَرَى الوَقتَ حَانَ
لِبَعضِ التَّفَكُّرِ فِي آخرِ اللَّيلِ
حَتَّى يَعُودَ الصَّبَاحُ بِلَونٍ عَفِيفْ
أَرَى الوَقتَ حَانَ
لِبَعضِ العِتَابِ الشَّفِيفْ...
*****
لك الله يَا أُمُّ حِينَ تَظَلِّينَ سَاهِرَةٌ..
وتَنَامُ عُيُونُ الحَقِيقَه
يَدَاكِ - مُفَتِّشَتَانِ عَنِ الحُبِّ فِي الأرضِ -
تَقْتَلِعَانِ بِعُمرِ الزَّمَانِ جُرُوحاً عَتِيقَه
وَوَجْهُكِ مُتَّجِهٌ لِلسَّمَاءِ..
وَرَأسُكِ بِالحَقِّ عَاليَة.ٌ.
تَعبُدُ اللهَ..
تَصنَعُ مِنْ جُرحِهَا مُعْجِزاتٍ
وَتُهْدِي النَّهَارَ بَرِيقـَه...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى