الخميس ١٣ تموز (يوليو) ٢٠٠٦

فلسطين في السينما لقيس الزبيدي

أمضى المخرج والناقد السينمائي العراقي المقيم في ألمانيا قيس الزبيدي أعواماً عدّة يبحث عن أرشيف السينما الفلسطينية وصورها وتفاصيلها، بهدف تأسيس <المكتبة السينمائية الفلسطينية>. في الوقت نفسه، بدا أن الهمّ الثقافي والفني، المتمثّل بجمع كل ما له علاقة بالسينما الفلسطينية وأرشفتها، منصبّ على وضع كتاب ينطوي في الاتجاه نفسه، ويُقدّم المعلومات اللازمة، الموثّقة بمنهجية علمية، كي يتسنّى للباحث والمهتمّ الحصول على ما يحتاج إليه من معطيات خاصّة بالصورة الفلسطينية.

في هذا الإطار، اشتغل الزبيدي على كتاب أسماه <فلسطين في السينما>، صدر موخّراً عن <مؤسّسة الدراسات الفلسطينية>، متضمّناً، بالإضافة إلى فيلموغرافيا عامّة، شريط <دي في دي> سُجّلت عليه الأفلام التالية: <بعيداً عن الوطن> (تسجيلي، 1969) لقيس الزبيدي، <ليس لهم وجود> (تسجيلي، 1974) لمصطفى أبو علي، <ولدت من الموت> (تسجيلي، 1981) لمونيكا ماورير، <الزيارة> (روائي قصير، 1970) لقيس الزبيدي، <رؤى فلسطينية> (تسجيلي، 1978) لعدنان مدانات و<الطريق إلى الحرية>. في حين أن الكتاب نفسه، الذي وضع فيصل درّاج مقدّمته، ضمّ البطاقة التقنية والفنية الخاصّة ب799 فيلماً لمخرجين فلسطينيين وعرب وأجانب.

في تقديمه الكتاب، كتب قيس الزبيدي تحت عنوان <هوية وتاريخ> (صفحتان اثنتان فقط) أن العمل على مشروع كتاب فيلموغرافيا توثيقي عن السينما التي تناولت فلسطين كمادة وموضوع استند <إلى مفهوم واضح في التعامل مع الأفلام، على أساس كونها مصدراً مهماً من مصادر الذاكرة الوطنية ، مثله في ذلك مثل مشروع <أرشيف السينما الفلسطينية الوطني> الذي نعمل عليه منذ أعوام، والذي يهدف أولاً إلى جمع شتات ذاكرة تعرّضت للضياع والفقدان، وذلك من أجل الحفاظ عليها. ولا شكّ في أن إنجاز كتاب توثيقي سيساعد على تحقيق الهدف الأصعب: تأسيس أرشيف سينمائي وطني فلسطيني>. واعتبر أنه بات يمكن الحديث الآن عن إعادة البحث عن صُور ذاكرة شعب اختفت في النسيان، وذاكرة تتشكّل لا نريد لها أن تلقى المصير نفسه.

من جهته، تناول فيصل درّاج في مقدمة بعنوان <الذاكرة الفلسطينية في السينما>، في نحو خمس صفحات، عن الدور الثقافي الذي قام به قيس الزبيدي <العراقي الفلسطيني الذي قاده منفى قسري إلى التحالف مع شعب قاسمه منفى قسرياً آخر، على الرغم من اختلاف المعنى والشروط>، مشيراً إلى أن كتابه هذا ينطوي على شهادات عدة: <شهادة على بطولة الشعب الفلسطيني (...) وعلى أخلاقية الممارسة الفنية التي ترى إلى الإنسان في قضاياه العادلة خارج الجهة والعرق والمذهب، وشهادة أيضاً على أخلاقية قيس الزبيدي الذي ارتضى، منذ زمن طويل، أن يكون حارساً ل<الذاكرة الفلسطينية> المسجّلة سينمائيا>.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى