الخميس ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم
في مَلاجئ البَراءَة
نحْنُ مَنْ تَلاشَْيْنامُنْذُ أَنْهَبَطْنامِنْ جَنَّتِناأَقَدَرٌ أَنْ نظلَّ نَتَهاوىإلى غابَةٍ مُلَوَّثةٍ بِالحَرْبِ وَالعِصْيانِ؟أَكَأنَّما نَحِنُّ لِرَحْمَةٍ طرَدَتْناحينَ عَصينا المَعْرِفَة؟!أَوْكَأَنَّما ظِلالَنا بَعْدُما تدَرَّبَتْ عَلى المَشْيِ حافِيَة ًعَلىمَساكِبِ الأَشْواكِ؟أَما عَرَفَتْ عَثَراتُناكَيْفَ تَنْهَلُ الأَلَمَ مِنْ مَنابِعِهِأما اسْتَطاعَتْ أنْ تلَوِّنَ المَنافِيَبِالوَجَع ِ.. بِالأَحْزانِ؟نَمْضي حَزانى في عَياء ِ العَزاءِحُروفٌ مَجْروحَةٌ تتشَدَّقُ بعَذْبِ العَذابِوَالوَقْتُ يَعْدو إلَينا عَدْوَ عَدُوٍّيَرْمَحُعابِثًا برِماح ِ وَجْهِهِ الأَهْوَجَصَوْبَ مَرْقَصِِ المَوْتِ!يَسْتَرْسِلُفي وَحْشِيَّةِ رَقْصَتِهِ الشَّهِيَّةِ!أَيَرْقُصُ نَدْبًاعَلى آلام ِ الأَحْياء ِ المَوْتى؟أَمْ يَطيبُ لَهُ العَزْفُعَلىناياتِ العَذارى؟عَلىهاماتِ اليَتامى والثَّكالى؟أما حَنَّ الحَديدُ بَعْدُ؟بلْ وَتبْرَعُتتلهَّى!تَتَفَنَّنُ بِبَتْرِ أَعْناقِِ القُلوبِلِنَنْزِفَناعَلىطُرُقاتِ الهَوامِشِِتَغْسِلُنا بِمُنْحَدَراتِها القاحِلَةِوَفي عُرْيِِ العَراءِ المَكْسُوِّ بِدِمائِناتُدَحْرِجُنَامِنْعَلىهاوِياتٍ مَرْهونةٍأَشْلاءَ بَشَر!أَهُوَ الهَباءُ؟!تجْمَعُنا المُفارَقاتُتَطْرَحُنا الضَّرَباتُلِتقاسِمَنا رَغيفَ الحَياةِ وَالوَطن!يوصِدُ الأَسى أَقْفالَهُفي مَلاجِئِ عُيونِ البَراءَةِيَشيبُ الصُّراخُ الأبْكَمُعَلىأَفْواهِ طُفولَةٍ شابَها الهَلَعُوَسائِدُ الضَّحايا تَتَشَرَّبُ العَويلَ الأبْكَمَتُعانِقُ أرْواحَ أَحْلامٍ هارِبَةٍمِنْ نَواقيسَ فِرارٍإلى... كَوابيسَ اسْتِقْرار؟أُمَّااااااااااهُجَوْقٌ مِنَ الشَّياطينِيَتَهافَتُعَلى سَحْقي...عَلى تَمْزيقي...لِمَ نَوافِذُ الرَّهْبَةِ مُشَرَّعَةٌ في مَنافِذِ الصُّمودِ؟أَتَمُرُّ بِيَ رياحُ الرُّعْبِمِنْ آتِ وَحْشٍيُدَنِّسُ جَسَدي الطَّاهِرَيَعْصِفُني..يَخْتَرِقُني..بِفَوْضى الأبالِسَةِ؟!العَتْمَة ُتَنْثَالُجَريحَةًثَقيلَةًعَلىأَشْباحِ المَساكين بِالرُّوحِعَلىجُثَثِ الأحْياء!أيا فَجْريَ السَّليبَآآآآآآآآآآآآآآهٍما أَثْقَلَهُ الحُزْنَ!دُروبُ المَوْتى تَتَعَثَّرُ بِقَناديلِ الظُّلْم ِالمُظْلِمَةِتَحْنو عَلَيْها.. بِقَسْوَتِها الرَّقيقةِتَقْتَنِصُ الأجْسادَ الضَّالَّةَ في غَياهِبِ الرُّعْبِبِكُتَلٍ مِنْ وَمْضٍ يَسْعُلُتُغْمَدُ في صَفْوَةِ صَفائِها سُيوفُ رَحْمَةٍاسْتَلَّتْها مِنْ غِمْدِ المَوْتِلِتَنوسَ ذُبالَةُ فَوانيسِ الارْتِياح!ارْتِياح!؟بَلْ راحَةٌ أَبَدِيَّةٌ!الرُّوحُتَتَبَعْثَرُعَلى مُنْحَنى بَشَرِيَّةٍغاصَتْبِأَعْماقِ مُحيطِ اللاّشُعوراسْتِغاثاتٌ تَضِجُّ في مَفارِقِ الحَياةِ والمَوْتِحَناجِرُ طُفولَةٍ تُمَزِّقُها سَلاسِلُ مَسْلولَةوَفي رَنينِ القَوافِلِِ اللاّهِثةِتتَلَهَّفُ قَبائِلُ القَلَقِ السَّاهِمَةِأَنْ تُوارِيَ أَجْسادَ المَنْهوكينَفي الهَرَبِفي لحْدِ النّوْمِ المُؤَقَّتِلِتَبُلَّ ظَمَأَ الجُفون ِالمُعَذَّبَةِ بِـقَطَرَاتٍمِنْ نوْمٍ أَصَمَّلا يَسْمَعُ أزيزَ المَوْتِ الكَفيفِ!أَتَنْهارُ سُدودُ الحَقيقَةِلِتنْقَلِبَ الأحْلامُ الخَضْراءُ مَرْتَعَ شِراكٍ؟أَتُغْتالُ ظِباءُ المَنامِ؟أَتَفْقِدُ رَحْمًا تَتَناسَلُ فيهِ أَجِنَّةُ الرَّحْمَةِ؟لوْحَةٌ دَمَويَّةٌ تَجْري وَجَلاتَصُبُّشَلاّلاتِ المَآسي في مَنابِع ِ الغُرْبَةِوَعَلىضِفافِ المَوْتِوحينَ يَجِنُّ اللَّيْلُتَتَجَنّى الصُّوَرُ في مُجونِ الجُنون!التسميات: من كتاب "سلامي لك مطرا"